بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كانت تدرس مجموعة من الأولاد المراهقين، وكانت تقوم بتدريسهم الجنس عملياً في الفصل، وتخلع ثيابها قطعة قطعة أمامهم، فما كان من إدارة المدرسة إلاّ أن أبلغت وزارة التربية والتعليم.. واتفقت الإدارة على إيقاف هذه المدرسة الشابة، وطلب منها أن تكف عن عرض دروسها المثيرة على الطلبة المراهقين.
وفي اليوم التالي نشرت جريدة الديلي ميرور صورة هذه المدرسة، الجميلة عارية في صفحتها الأولى.. وقامت بحملة ضخمة ضد إدارة المدرسة، ووزارة التربية والتعليم، (الرجعية) التي تمنع هذه الشابة العبقرية من مواصلة دروسها المهمة لتعليم الشباب المراهقين الجنس.
ودعت الصحيفة إلى قيام مظاهرات تأييد للمدرسة الشابة وحريتها في التعبير، ودعوتها إلى مواصلة جهودها العظيمة في تربية النشء تربية جنسية سليمة خالية من العقد، وبالفعل قامت في الأيام التي تلت نشر هذه المقالات مظاهرات ضخمة تؤيد المدرسة الشابة فيما فعلت، وتطالب بإعادتها فوراً إلى حقل التدريس الذي خسر خسارة هائلة بإيقافها.
ولم تجد إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم بداً من إعادة المدرسة الشابة إلى ممارسة وظيفتها الحيوية مع الشباب المراهق، وانصاعت صاغرة للرأي العام الذي هيجته الجرائد الواسعة الانتشار.
نعم، هكذا تتحول المرأة إلى معاول هدم، ودمار وفساد أخلاقي وخلقي، إذ سارت المرأة مسار الشيطان والنفس، الحيوانية وتحولت إلى منبع غني للأخلاق الفاسدة والمنحلة كما هو حاصل اليوم في نساء وفتيات.
نعم، إنها السلعة التي لا ينافس عليها والشهوة الحيوانية التي تتسابق إليها شرذمة الإدمان والفساد والمخدرات والزنا.
وقد جاء في مجلة الشرق الأوسط بأن أعظم خطر يتهدد التجمعات الغربية هو التدهور الأخلاقي، وليس خطر التضخم والتسلح، أو حتى نشوب حرب عالمية ثالثة.. وإن معظم هذا التدهور يكمن في تدهور الأخلاق الذي يتمثل في انتشار الفساد وانحلال بناء الأسرة التقليدي والتمدن الحضاري.

يقول الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره): «التجأتِ المرأةُ المسلمةُ إلى الثقافةِ الغربيةِ كبديلٍ عن الثقافةِ الإسلاميةِ، متصورةً أنَّ الحضارةَ الغربيةَ ستوفرُ لها ما فقدتهُ في البلدانِ الإسلاميةِ من حقوقٍ، لكنّها اكتشفت وبعد فترةٍ قصيرةٍ أنَّ الغربَ أساءَ لها إساءةً كبيرةً، حيثُ أغراها بالتبرُّجِ والخلاعةِ، وفتحَ في وجهِها دورَ البغاءِ، وساقها إلى مُستنقعِ الفسادِ والانحرافِ، وبؤرةِ المرضِ والرذيلةِ، وأحالها سلعةً رخيصةً تتجاذبُها الأهواءُ، وأهانها نفسياً واجتماعياً أيَّما إهانة، وأصبحت مُعرضةً للأمراضِ وكذا المتعاطين معها».
ويقول (أعلى الله مقامه): «الحياةُ القيّمةُ ترتبطُ بالفكرِ القيِّمِ وتُبتنى عليه، وبقدرِ حظِّها منهُ يكونُ حظُّها من الاستقامةِ والسعادةِ والنجاحِ».