نصرالـله فجأة في دار الفتوى مؤكداً "لبننة" موضوع المقاومة وسلاحها
بورصة التكليف الحكومي تزدهر بحثاً عن بدائل: من عمر الى رشيد الى أرشد
جنبلاط يعتبر لحود "متهما" ويحذّر سوريا من "انفعالات الشراذم"
أنان "قلق للغاية" وقيادة الجيش لن تسمح بـ"زعزعة الاستقرار"
الغبار الذي اثاره انفجار نيو جديدة سمح للموالاة بأن تهجم بمبادرة حوار على غرار ما فعله رئيس الجمهورية اميل لحود، ولكن ذلك لم يغير شيئاً من الوقائع اللبنانية التي تؤكد ان مطالب المعارضة التي احتضنها البحر البشري الاثنين الماضي هي اساس الانقاذ والتي لا يزال النظام الامني يكابر في عدم الاستجابة لها.
وهذا ما يشير، بفعل هذه المكابرة، الى ان الازمة الحكومية لن تجد مخرجاً على يد الرئيس المكلف عمر كرامي الذي ابتعد أمس عن الاضواء في محاولة على ما يبدو لاطالة أمد الانتظار المثير للتساؤل. لكن الانفجار الاخير لم يحمل فقط بُعداً في الازمة السياسية، بل حرك بُعداً أمنياً يشير الى ان الايدي السوداء التي امتدت الى الاستقرار اللبناني في 14 شباط الماضي تحاول العودة من نوافذ جديدة، مما دفع قيادة الجيش في موقف لافت الى التحذير من محاولات "زعزعة الاستقرار"، مشيرة الى ما بذلته القيادة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من "جهود كبيرة ومستمرة (...) لتوفير الامن وتمكين المواطنين من ممارسة حرية التعبير بسلامة وأمن".
وسط هذا التشابك، أطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فجأة امس من دار الفتوى ليوجه انتقاداً الى دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من نيويورك الى الحزب لتسليم سلاحه. وقال نصرالله، بعد لقائه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، "ان مسألة المقاومة هي شأن داخلي لا يحق لاحد مناقشته، لا اميركا ولا في مجلس الامن ولا أحد على الاطلاق".
في المشهد الداخلي لم يدم مفعول دعوة الرئيس اميل لحود الى حوار بين لقاءي عين التينة والبريستول لمواجهة "ظروف استثنائية"، سوى ساعات. اذ ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سرعان ما رد على هذه الدعوة بالقول: "ان لحود يدعو اليوم الى حوار كما لو كان مستقلاً في حين أنه متهم". وجدد دعوته رئيس الجمهورية الى الاستقالة من منصبه وقال انه اذا لم يتم اختيار رئيس جديد "فان المستقبل ربما يكون غامضاً". وقال: "نحذّر سوريا من ان تترك تلك الشراذم لافتعال أحداث أمنية في البلاد (...) الاجهزة الامنية التابعة لها مسؤولة وليس هناك أي تفسير آخر".
النائبة بهية الحريري التي تفقدت مكان الانفجار في "نيو جديدة"، لقيت احتضاناً شعبياً واسعاً وهتافات على غرار تلك التي ارتفعت في تظاهرة الاثنين الماضي. وردت على دعوة لحود بالقول: "(...) عودوا الى ساحة الشهداء تجدوا كل الاجوبة".
الحكومة
وفيما بدأ الحديث في بعض الاوساط عن البديل لتأليف الحكومة الجديدة، في حال اعتذار الرئيس عمر كرامي، وهذا ما يتوقع أن يحصل خلال يومين بعد عودة البطريرك صفير من رحلته الاميركية، ولاسيما اذا استمرت المواقف على حالها، فإن اسماء كثيرة ترددت وبأشكال مختلفة، وكان في طليعتها السيدة بهية الحريري التي بات موقفها معروفاً لجهة التأكيد تكراراً، أن قضيتها المركزية هي "الحقيقة" في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر هيئة تحقيق دولية وأن "القضية ليست قضية مواقع ومراكز"، وكذلك تردد اسم الرئيس رشيد الصلح المعروف بعلاقة جيدة مع الجميع وبحيادية رغم مشاركته في "لقاء عين التينة". وقد اتصلت "النهار" ليلاً بالصلح فنفى علمه بأي شيء ذي صلة بامكان تكليفه مؤكداً ان أحداً لم يتصل به او يفاتحه بالامر من اي جهة سياسية. واذا سُميت في حال اعتذار كرامي؟ اكتفى الصلح بالقول: "لكل حادث حديث".
واذا كانت اسماء كثيرة تطرح بين حين وآخر وخصوصاً في ظروف ما قبل التطورات الاخيرة محلياً واقليمياً ومنها تمام سلام ونجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وغيرهم، فإن ثمة اسماء جديدة مرشحة لدخول نادي المرشحين لرئاسة الحكومة منها من هو محايد وفي الوقت نفسه على تقاطع سياسي في مواقفه مع المعارضة، ومن هذا المنطلق برز اسم النائب محمد الصفدي عضو "التكتل الطرابلسي" الذي اكدت اوساط قريبة من التكتل أنه في الوقت المناسب سيكون "وربما آخرين غيره" في عداد المرشحين لتأليف حكومة جديدة "وهذا لا يعني بالضرورة الحكومة المقبلة".
ويبقى من المرشحين ايضاً اسم تردد وحظي بدعم مراجع سياسية داخلية هو الوزير عدنان القصار، وكذلك تردد في مرحلة من المراحل وقبل تكليف الرئيس عمر كرامي ثانية وهو اسم الوزير فؤاد السنيورة، والاثنان (القصار والسنيورة) كما السيدة الحريري يدعم ترشيح اي منهم الرئيس سليم الحص الذي اكد تكراراً لـ"النهار" أنه شخصياً "غير مرشح وغير معني بالموضوع". بيد أن مصادر قريبة من "ندوة العمل الوطني" سبق أن اكدت أن الحص قد يفكر في الموضوع في حال واحدة هي "الاجماع" على تكليفه.
أنان
في نيويورك (ا ف ب)، ابدى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان امس "قلقه العميق" من مخاطر عودة التوتر السياسي الى لبنان بعد الانفجار في نيو جديدة. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم أنان في بيان "ان الامين العام قلق للغاية من خطر تصاعد التوتر في لبنان ويدعو كل الاطراف المعنيين الى بذل اقصى الجهود لحماية الاستقرار والوحدة الوطنية في البلاد".
--------------------------------------------------------------------------------نقلا عن جريده النهار البيروتيه
بورصة التكليف الحكومي تزدهر بحثاً عن بدائل: من عمر الى رشيد الى أرشد
جنبلاط يعتبر لحود "متهما" ويحذّر سوريا من "انفعالات الشراذم"
أنان "قلق للغاية" وقيادة الجيش لن تسمح بـ"زعزعة الاستقرار"
الغبار الذي اثاره انفجار نيو جديدة سمح للموالاة بأن تهجم بمبادرة حوار على غرار ما فعله رئيس الجمهورية اميل لحود، ولكن ذلك لم يغير شيئاً من الوقائع اللبنانية التي تؤكد ان مطالب المعارضة التي احتضنها البحر البشري الاثنين الماضي هي اساس الانقاذ والتي لا يزال النظام الامني يكابر في عدم الاستجابة لها.
وهذا ما يشير، بفعل هذه المكابرة، الى ان الازمة الحكومية لن تجد مخرجاً على يد الرئيس المكلف عمر كرامي الذي ابتعد أمس عن الاضواء في محاولة على ما يبدو لاطالة أمد الانتظار المثير للتساؤل. لكن الانفجار الاخير لم يحمل فقط بُعداً في الازمة السياسية، بل حرك بُعداً أمنياً يشير الى ان الايدي السوداء التي امتدت الى الاستقرار اللبناني في 14 شباط الماضي تحاول العودة من نوافذ جديدة، مما دفع قيادة الجيش في موقف لافت الى التحذير من محاولات "زعزعة الاستقرار"، مشيرة الى ما بذلته القيادة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من "جهود كبيرة ومستمرة (...) لتوفير الامن وتمكين المواطنين من ممارسة حرية التعبير بسلامة وأمن".
وسط هذا التشابك، أطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فجأة امس من دار الفتوى ليوجه انتقاداً الى دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من نيويورك الى الحزب لتسليم سلاحه. وقال نصرالله، بعد لقائه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، "ان مسألة المقاومة هي شأن داخلي لا يحق لاحد مناقشته، لا اميركا ولا في مجلس الامن ولا أحد على الاطلاق".
في المشهد الداخلي لم يدم مفعول دعوة الرئيس اميل لحود الى حوار بين لقاءي عين التينة والبريستول لمواجهة "ظروف استثنائية"، سوى ساعات. اذ ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سرعان ما رد على هذه الدعوة بالقول: "ان لحود يدعو اليوم الى حوار كما لو كان مستقلاً في حين أنه متهم". وجدد دعوته رئيس الجمهورية الى الاستقالة من منصبه وقال انه اذا لم يتم اختيار رئيس جديد "فان المستقبل ربما يكون غامضاً". وقال: "نحذّر سوريا من ان تترك تلك الشراذم لافتعال أحداث أمنية في البلاد (...) الاجهزة الامنية التابعة لها مسؤولة وليس هناك أي تفسير آخر".
النائبة بهية الحريري التي تفقدت مكان الانفجار في "نيو جديدة"، لقيت احتضاناً شعبياً واسعاً وهتافات على غرار تلك التي ارتفعت في تظاهرة الاثنين الماضي. وردت على دعوة لحود بالقول: "(...) عودوا الى ساحة الشهداء تجدوا كل الاجوبة".
الحكومة
وفيما بدأ الحديث في بعض الاوساط عن البديل لتأليف الحكومة الجديدة، في حال اعتذار الرئيس عمر كرامي، وهذا ما يتوقع أن يحصل خلال يومين بعد عودة البطريرك صفير من رحلته الاميركية، ولاسيما اذا استمرت المواقف على حالها، فإن اسماء كثيرة ترددت وبأشكال مختلفة، وكان في طليعتها السيدة بهية الحريري التي بات موقفها معروفاً لجهة التأكيد تكراراً، أن قضيتها المركزية هي "الحقيقة" في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر هيئة تحقيق دولية وأن "القضية ليست قضية مواقع ومراكز"، وكذلك تردد اسم الرئيس رشيد الصلح المعروف بعلاقة جيدة مع الجميع وبحيادية رغم مشاركته في "لقاء عين التينة". وقد اتصلت "النهار" ليلاً بالصلح فنفى علمه بأي شيء ذي صلة بامكان تكليفه مؤكداً ان أحداً لم يتصل به او يفاتحه بالامر من اي جهة سياسية. واذا سُميت في حال اعتذار كرامي؟ اكتفى الصلح بالقول: "لكل حادث حديث".
واذا كانت اسماء كثيرة تطرح بين حين وآخر وخصوصاً في ظروف ما قبل التطورات الاخيرة محلياً واقليمياً ومنها تمام سلام ونجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وغيرهم، فإن ثمة اسماء جديدة مرشحة لدخول نادي المرشحين لرئاسة الحكومة منها من هو محايد وفي الوقت نفسه على تقاطع سياسي في مواقفه مع المعارضة، ومن هذا المنطلق برز اسم النائب محمد الصفدي عضو "التكتل الطرابلسي" الذي اكدت اوساط قريبة من التكتل أنه في الوقت المناسب سيكون "وربما آخرين غيره" في عداد المرشحين لتأليف حكومة جديدة "وهذا لا يعني بالضرورة الحكومة المقبلة".
ويبقى من المرشحين ايضاً اسم تردد وحظي بدعم مراجع سياسية داخلية هو الوزير عدنان القصار، وكذلك تردد في مرحلة من المراحل وقبل تكليف الرئيس عمر كرامي ثانية وهو اسم الوزير فؤاد السنيورة، والاثنان (القصار والسنيورة) كما السيدة الحريري يدعم ترشيح اي منهم الرئيس سليم الحص الذي اكد تكراراً لـ"النهار" أنه شخصياً "غير مرشح وغير معني بالموضوع". بيد أن مصادر قريبة من "ندوة العمل الوطني" سبق أن اكدت أن الحص قد يفكر في الموضوع في حال واحدة هي "الاجماع" على تكليفه.
أنان
في نيويورك (ا ف ب)، ابدى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان امس "قلقه العميق" من مخاطر عودة التوتر السياسي الى لبنان بعد الانفجار في نيو جديدة. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم أنان في بيان "ان الامين العام قلق للغاية من خطر تصاعد التوتر في لبنان ويدعو كل الاطراف المعنيين الى بذل اقصى الجهود لحماية الاستقرار والوحدة الوطنية في البلاد".
--------------------------------------------------------------------------------نقلا عن جريده النهار البيروتيه