مشيراً إلى أن بحوزته تقارير تؤكد أن تفجير موكب الحريري تم فوق الأرض
فرنجية ل <<السفير>>: نحن في بداية صراع طويل وواهم من يعتقد أننا هُزمنا
عماد مرمل
فرنجية (م.ع.م
يمضي الوزير سليمان فرنجية أغلب أوقاته هذه الأيام في بلدة بنشعي الشمالية حيث يقع منزله في أحضان طبيعة دافئة تتيح فرص التأمل الهادئ في المشهد السياسي بعيداً عن ضوضاء الأحداث المتلاحقة.
بعد دردشة في الصيد وفنونه، <<حرضت>> عليها صور فرنجية في الغرفة من كازاخستان الى طاجيكستان وغيرهما، حمل وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة <<بندقيته السياسية>> وبدأ ب<<اصطياد>> أهدافه.
لم يستثن معظم المعارضة، من البطريرك الماروني و<<نزول>> على حد تعبيره، داعياً الى سحب المطران يوسف بشارة من لقاء قرنة شهوان، ومتهما النائب وليد جنبلاط بأنه ربما يحلم بمشروع كيان، وسأل الرئيس أمين الجميل لماذا لم يتخذ ربع الموقف الذي يتخذه اليوم عندما اغتيل الرئيس الشهيد رشيد كرامي في العام 1987 لجهة إقالة القادة الأمنيين آنذاك.
وكشف فرنجية أن رئيس فريق تقصي الحقائق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري شكا له من عدم تنسيق الأجهزة الأمنية معه، وأشار الى أن الضغط الداخلي والخارجي جعل كل جهاز أمني يحاول رمي الكرة في ملعب الجهاز الآخر، حتى لا يصبح في موضع الاتهام.
وأعلن فرنجية أنه يملك معلومات هامة وتصوراً بنسبة تسعة وتسعين في المئة حول كيفية تنفيذ جريمة اغتيال الحريري، جازماً بأن التفجير حصل فوق الأرض لا تحتها، وقال إن هذا العمل من صنع مخابرات دولية كبرى.
وحذر المسيحيين من القفز فوق اتفاق الطائف لأنهم لن يستطيعوا الحصول على أكثر مما نالوه فيه، وقال <<ربما تكتسح المعارضة الانتخابات لكن لن يكون بمقدورها نقل البلد من موقع إلى آخر>>، وأكد رفضه نزع سلاح <<حزب الله>>.
في ما يلي نص الحوار مع فرنجية:
؟ هل دخل لبنان في مرحلة سياسية جديدة؟
نحن ندخل في مرحلة جديدة على المستوى السياسي في المنطقة. من قبل، كان هناك توافق على الطائف برعاية الجزائر والسعودية والمغرب، وكان هناك تسليم لسوريا برعاية هذا الاتفاق في لبنان بمباركة أميركية أوروبية، وقد سادت هذه المرحلة من الطائف حتى اليوم.. أما ما يحصل حالياً فهو نتاج خلل بدأ بالخلاف الأميركي الأوروبي مع سوريا، وهذا أعاد خلط الأوراق وتقوية المعارضة من خلال الدعم الذي تحصل عليه ونتيجة هذا الخلاف.
؟ هل بمستطاع الخط الذي تمثله الحفاظ على المكاسب التي تعود الى المرحلة السابقة؟
بالتأكيد، لم تعد الأمور كما كانت من الطائف الى اليوم، ولكنها في الوقت ذاته لم تُحسم، وواهم من يعتبر أن الموضوع انتهى وأننا هُزمنا. هذه بداية صراع طويل وليست نهايته، لأن الخط العروبي الحليف لسوريا هو في نهاية المطاف قوي وموجود، ويشكل تياراً أساسياً في البلد.
؟ هناك شعور لدى البعض بأن هذا الخط بات محشوراً في الزاوية.
هذا الخط استلم البلد على مدى 12 سنة، اليوم هناك منافسة أساسية.. لم نصر وصرنا، وكما قلت هذه بداية صراع طويل إذا لم نصل الى تسوية، ولا يتوهم أحد أن بإمكانه أن ينتصر بالضربة القاضية.
ماسحو الجوخ
؟ ما ردك على القائلين بأن العصر السوري في لبنان انتهى، وأن التغيير سيكون بالضرورة على حساب حلفاء دمشق الذين استفادوا من ذلك العصر، وسليمان فرنجية منهم؟
هذا الخط أو التيار لا يختزله أشخاص، بل هو يضم شريحة شعبية واسعة، وإذا ذهب سليمان فرنجية لا يعني ذلك أن ما يمثله قد ذهب، وخروج سوريا من لبنان لا يعني أن حلفاءها خرجوا، فهي بنت أصدقاء وحلفاء حقيقيين وبنت كذلك متزلفين استفادوا منها، ثم انقلبوا عليها عند أول مفترق طرق، وفي أي حال في كل عهد هناك ماسحو الجوخ والعقائديون، وأنا شخصياً لم أفاجأ ببعض المنقلبين وكنت أتوقع ما فعلوه وسبق لي أن حذرت منهم.
؟ لماذا هذه الحملة على المعارضة علماً أنها تنادي بالبديهيات، من نوع وقف تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية وبناء علاقة صحيحة مع سوريا بعيداً عما يسميه المعارضون <<الوصاية على لبنان>> أين الخطأ في مثل هذا الطرح؟
عندما كنت أنا ضد الأجهزة الأمنية كان ثلاثة أرباع المعارضين اليوم مع الأجهزة، وأذكّر الجميع بأنني هاجمت قبل سنتين تقريباً <<كلاب الأجهزة>> من منزل الرئيس رفيق الحريري، ويومها سألني الرئيس الحريري بعدما أدليت بتصريحي عن إمكانية إزالة هذا التعبير من النص ولكنني أصررت عليه.. حينها كانت الأجهزة في عزها وكان الجميع يسايرها ويخاف منها، ولكن عندما تصبح العلاقة الاستراتيجية والخط الاستراتيجي هما المستهدفين كما هو الحال اليوم، نضع ملاحظاتنا خلفنا، وأنا أرى أننا في هذه المرحلة مع الرئيس لحود في الموقع ذاته.
المعارضة تريد السلطة
؟ ما هو مشروع المعارضة الحقيقي، والى أي حد تلمس أن لدى بعض رموزها نية فعلية للانقلاب على اتفاق الطائف كما يقول عدد من الموالين؟
مشروع المعارضة الحقيقي هو الوصول الى السلطة ووضع اليد عليها، والبعض فيها يحاول الانقلاب على <<الطائف>> عبر تبني القرار 1559 بينما يدعو آخرون الى التمسك بهذا الاتفاق.. أنا شخصياً من المتمسكين بالطائف أما المتحمسون للقرار 1559 فينطلقون، في خلفية موقفهم، من أن <<الطائف>> ينص على إلغاء الطائفية السياسية وأن ذلك من شأنه أن يضرب المسيحيين، ولكن القفز فوق <<الطائف>> الى ال1559 أو الى المجهول خطير جداً، لأن <<الطائف>> يشكل ضمانة للمسيحيين والتوازنات في البلد، إذ من يضمن إذا قفزنا فوقه أن نحصل على ما هو أفضل وليس أسوأ منه، وغداً في حال جلسنا مجدداً الى الطاولة أنا أشك في أن يستطيع المسيحيون الحصول على أكثر مما نالوه في اتفاق الطائف..وبالتالي فإن مصلحة المسيحيين تكمن في الحفاظ على الاتفاق، وحتى البنود التي يخشاها البعض فلن تطبق من دون التوافق عليها، والمسيحيون هم نصف مجلس النواب.
بعض المسيحيين يحن ل1943
؟ قد يفترض بعض المسيحيين أن موازين القوى باتت تسمح في إعادة النظر بالطائف، سعياً نحو صيغة أكثر إنصافاً لهم..
هؤلاء يحلمون بالتدخل الأجنبي ويعتقدون ان القوى الأجنبية ستساعدهم على إعادة إحياء صيغة 1943 أو ما يشبهها، ولكن الغرب لا ينظر الى لبنان من هذه الزاوية، والرئيس الأميركي جورج بوش، إذا افترضنا أنه إيجابي، يريد أن تكون هناك ديموقراطية في لبنان على قاعدة <<ليربح الأقوى>>، وبالتالي فهمّه ليس حماية المسيحيين أو السنّة.. وما يحدث أن الشريحة المسيحية تُستخدم للضغط على سوريا لسحبها من لبنان والأميركي غير مهتم بمراعاة التوازنات الطائفية في البلد ولا يهمه ما الذي ستحصل عليه هذه الشريحة أو تلك، وهذا العراق أمامنا حيث لم يراع الأميركيون ما هي حصة السنة أو الأكراد أو الشيعة بل نظموا انتخابات ومن نال الأكثرية أخذ الحكم، وأنا أخشى أن نصل الى النتيجة ذاتها مع ما قد يسببه ذلك من اختلال بالتوازنات في البلد، والذين حقدهم أو حلمهم أقوى من الواقع سيصابون بخيبة أمل، ولذا أنا أدعو الى الواقعية السياسية، وأتمنى ألا يكون همّ البعض محصوراً في انتخابات 2005 من دون رؤية المستقبل البعيد.
؟ لماذا تشكك في <<مبدئية>> الكثير من المعارضين؟
لأن أغلبهم جلسوا بجانبي الى طاولة الحكم ذاتها على مدى 15 سنة، وكانوا يزايدون عليّ في العلاقة مع سوريا، فإذا بهم ينظرون إلينا اليوم كمتهمين. الفارق أننا كنا وما نزال مؤمنين بقضيتنا بينما هم كانوا مؤمنين بالسلطة وبالمقعد الذي يجلسون عليه، ولذلك تراهم الآن يركضون وراء الكرسي ويغيّرون في سلوكهم ومواقفهم ليستمروا في مواقعهم.
؟ ولكن، أليس صحيحاً ما تطرحه المعارضة حول الشكوى من سلطة الأجهزة الأمنية التي تحكّمت بمفاصل الدولة على حساب مجلس الوزراء الذي بات دوره شكلياً؟
بلى، هذا صحيح.. إنما إذا عدت الى التصريحات السابقة للعديد من قادة المعارضة تجد دفاعاً عن الأجهزة، وأنا أعرف أن مسؤولين كباراً في المعارضة كانوا يشيدون بمناقبية الأمن العام وبرئيسه بدءاً من سيدنا البطريرك و<<نزول>>، وأنا أتحدى قبل أن أعيّن وزيراً للداخلية لأن وظيفتي تحتم عليّ أن أكون مسؤولاً عن الأجهزة أتحدى أن يقول أحدهم انني أدليت بموقف دفاعاً عن جهاز، وأتمنى على الرأي العام أن يقوم بمراجعة لمواقف الجميع.
؟ لماذا سكتّم عن تدخل الأجهزة في الشؤون السياسية؟
هذا التدخل موجود منذ أيام فؤاد شهاب..
عندما تقع البقرة
يكثر السلاخون
؟ المعارضة تعتبر أنه أصبح متفشياً في عهد الرئيس لحود؟
كلا.. هذا التدخل كان قائماً في عهد الرئيس الياس الهراوي عندما كان إميل لحود قائداً للجيش، والرئيس الهراوي كان موافقاً على ذلك، ولكن عندما تقع البقرة يكثر السلاخون وهذا ما يجري اليوم، لأنهم شعروا بأن رياح الخارج هبت ويجب الاستفادة منها للانقضاض على المشروع القائم بأكمله، ولو لم يقع الخلاف الأميركي الفرنسي مع سوريا، لاستمر الوضع السابق 20 عاماً بعد، ولكان منتقدوه راهناً واصلوا الإشادة به.
؟ هل كان يحق للأجهزة ممارسة كل هذا النفوذ في الدولة والحياة السياسية؟
ولكن من كان يطلب منها التدخل؟ إنهم السياسيون، وأنا أتذكر أنني كنت في زيارة الى الرئيس لحود ذات مرة عندما أرسل أحد الأحزاب الذي أصبح فصيلاً أساسياً في المعارضة لاحقاً موفدين للبحث معه في تعيين شخص من هذا الحزب في أحد صناديق الدولة.. هذا التدخل كنا وما نزال ضده، إلا أننا أقل المستفيدين منه وأنا صراعي مع الأجهزة منذ أن تأسست، أما تسعون في المئة ممن باتوا في المعارضة حالياً، هم الذين تولوا تغذية هذا التدخل وباركوه، وعندما أصبحت مصلحتهم السياسية والانتخابية تقضي بأن ينقضوا عليه، فعلوا ذلك.
؟ شعار آخر رفعته المعارضة في معركتها وهو التخلص من الوصاية السورية على لبنان..
نعم.. كان هناك تدخل سوري كبير في لبنان، وقد كانت لدينا ملاحظات على ذلك، وأنا أتفهم المواطن الذي ذهب الى ساحة الشهداء لأنه لم ير من العلاقة اللبنانية السورية سوى الحاجز وضابط المخابرات والتدخل اليومي، أما ما أدعو إليه أنا فهو العلاقة الاستراتيجية مع سوريا وسأظل أقاوم محاولات ضربها، وقد سعينا كثيراً الى تصحيح الخلل، إنما في المرحلة من 1992 وحتى الأمس القريب لم يكن المسؤولون في السلطة في لبنان وسوريا، وهنا لا أقصد الرئيس الأسد، منزعجين من هذا الخلل الذي كان يستفيد منه الكثيرون، والفريق الذي ينتقد الآن نمط العلاقة السابق، كان أساس هذه العلاقة وكان مرتاحاً إليها، وأنا أتذكر أنني تكلمت بطريقة قاسية عن الخلل في محاضرة ألقيتها في جامعة اللويزة بعيداً عن الإعلام، ويومها أرسل الرئيس الهراوي الى الرئيس حافظ الأسد شريط فيديو عن المحاضرة ليقول له: اسمع ماذا يتكلم سليمان فرنجية عن السوريين، حتى تقع مشكلة بيني وبين سوريا.
حسابات جنبلاط
؟ كيف تقرأ التحول في موقف النائب وليد جنبلاط بعدما كان حليفاً استراتيجياً لدمشق؟
هذا التحول بدأ عام 2000 عندما اعتقد جنبلاط أن الرئيس بشار الأسد ضعيف ولن يتمكن من ممارسة الحكم بعد والده، ولكن عندما اكتشفوا أنه قوي وحاكم فعلي، هدأ الجو.. اليوم تكررت المحاولة لأنهم يعتبرون أن الخلاف الأميركي الفرنسي مع سوريا سيوفر التربة الخصبة للانقضاض على النفوذ السوري في لبنان.
؟ برأيك.. ماذا يريد وليد جنبلاط؟
ربما لديه مشروعه.. ربما يحلم بكيان ما، هذا تحليلي.
؟ النائب جنبلاط يقول إن التمديد كان المنعطف الكبير..
أنا أعتقد أن المخطط الذي ينفذ حاليا كان جاهزا للتطبيق بمعزل عن التمديد.. القرار 1559 كان متخذا.
؟ غير أنه لا يمكن الإنكار بأن التمديد وفّر الذريعة للمخطط الذي تتحدث عنه.
لو لم يحصل التمديد، لاستعانوا بذريعة أخرى.. ولعلهم كانوا سيقولون لو أتى رئيس آخر حليف لسوريا، إن هذا الرئيس هو المشكلة.. ولاحظ أنهم عندما احتاجوا الى ذريعة للتعجيل في الانسحاب السوري من لبنان بعدما لم يرض الأميركيون عن الجدولة التي توصّل إليها لارسن مع الرئيس الأسد، عندها جرى اغتيال الرئيس الحريري وهي الجريمة التي استُعملت للضغط على سوريا كي تنسحب بأسرع وقت، وربما لو لم يتمّ التمديد لكانوا اغتالوا في وقتها الرئيس الحريري لتتأمن الذريعة التي تتيح لهم الانقضاض على سوريا.
اغتيال الحريري
؟ استناداً الى المعطيات التي تملكها كوزير للداخلية، في الحكومة المستقيلة، مَن برأيك قتل رفيق الحريري؟
أنا لديّ معطيات أولية ومعلومات مهمة حول كيفية حصول الانفجار..
؟ كيف حصل.. هل جرى تفجير موكب الرئيس الشهيد من تحت الأرض أو فوقها؟
التقارير التي بحوزتي تؤكد أن التفجير حصل فوق الأرض، ولكن غداً سيقولون إن ذلك غير صحيح وسيطلبون منا أن نعلن أن الانفجار جرى تحت الأرض.. ومن الطبيعي أنني لا أستطيع أن أساير هنا لأنني مسؤول عن كلامي كوزير للداخلية، والمستندات التي وصلتني تفيد بأن التفجير حصل فوق الأرض.
؟ ما هي طريقة تنفيذ عملية الاغتيال..
لن أتكلّم عن المزيد من التفاصيل؛ لأنهم سيتهموننا بتضليل التحقيق، إلا أن الأكيد أنه أصبح لدينا تصور بنسبة 99% حول كيفية تنفيذ الجريمة، أما مَن خلفها، فليتني أعرف، غير أن الواضح أنها من صنع مخابرات دولية كبرى.
أما في السياسة، فأنا لن أتكلم عن المستفيد ولكن سأتحدث عمن هو المتضرر.. يبدو جلياً أن سوريا هي المتضرر الأكبر من جريمة الاغتيال، وأنا أطلب من المعارضة العقلانية وليس المجنونة أن تضع من بين الاحتمالات إسرائيل، لأنه عيب كما قال السيد حسن نصر الله ألا يكون هناك احتمال بأن إسرائيل اغتالت الرئيس الحريري، لأن في استبعاد هذه الفرضية اتهام للرئيس الحريري.
؟ هل لديك معلومات عن مضمون التقرير الذي وضعه رئيس اللجنة الدولية لتقصي الحقائق؟
لقد اجتمعت به، وهو اعتبر أنه لم يكن هناك تنسيق تام معه من قبل الأجهزة.. وسألني عما إذا كان ذلك قد حصل بفعل سوء نية، فأجبته بالنفي وقلت له إن الأمر يتعلق بمحاولة تذاكٍ؛ لأنه ليس لدى الأجهزة ما تخفيه، علماً بأن الضغط الذي جرى من المعارضة والرأي العام جعل كل جهاز يحاول رمي الكرة في ملعب الجهاز الآخر حتى لا يصبح في موضع تهمة.
؟ المعارضة تعتبر أنه يجب أن يستقيل رؤساء الأجهزة الأمنية أو أن يُقالوا، على الأقل بتهمة التقصير إذا لم يكن هناك تواطؤ، ما تعليقك؟
هناك تقصير تقني وقد طلبت محاسبة ضابطين كبيرين بسببه.
؟ ولكنك تعرّضت للانتقاد الشديد على خلفية هذا القرار؛ لأنه قيل إن هذين الضابطين هما كبش محرقة.
لقد بنيت قراري على كتاب رفعته الى المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد اكتشاف جثة المواطن زاهي أبو رجيلي، وطلبت فيه التحقيق في مكامن التقصير، وقد تبين بموجب التحقيق أن الشهيد أبو رجيلي ظل حياً لمدة 12 ساعة بعد الانفجار قبل أن يتم العثور عليه ميتاً في اليوم التالي، وهذا يدلّ أنه لم تتم الاستعانة بكلاب مخصصة للتفتيش عن الأحياء، وهذا تقصير تتحمّل مسؤوليته السلطة القضائية. ومسألة التقصير في المحافظة على المكان ظهر أن شرطة بيروت تتحمل مسؤوليتها، وعليه طلبت محاسبة هذين الضابطين، ليس إرضاء للمعارضة بل إرضاء لضميرنا.
؟ منطقياً.. ألا ينبغي محاسبة القادة الكبار للأجهزة كونهم المعنيين مباشرة بالحفاظ على الأمن الذي تعرّض لزلزال كبير مع اغتيال الرئيس الحريري؟
تاريخياً، جرت عمليات اغتيال عدة لشخصيات سياسية في لبنان ولم يستقل أحد من رؤساء الأجهزة، لقد جرى اغتيال الرئيس رينيه معوض والوزير إيلي حبيقة ومحاولة اغتيال مروان حمادة ولم يستقل أحد، علماً أن معظم المعارضين حالياً كانوا في السلطة في تلك الفترات.. لماذا لم يتم البحث في إقالة قادة الأجهزة بعدما بوشر بتنظيف مكان اغتيال حبيقة بعد وقت قصير من وقوع الجريمة؟ وفي 7 آب لماذا لم تُصرّ المعارضة على المطالبة بتحقيق جدي؟ وحين إقفال تلفزيون <<أم تي في>> لماذا لم يستقل وزير الإعلام آنذاك والذي هو اليوم ركن في المعارضة ولا يكفي أن يقول إن قرار الإقفال جاء غصباً عنه، لأنه في هذه الحال كان عليه أن يستقيل، وفي عهد أمين الجميل تمّ اغتيال الرئيس رشيد كرامي ولكن الجميل لم يتخذ يومها ربع الموقف الذي يتخذه اليوم، والرئيس الياس الهراوي الذي يقول إنه لو جرى اغتيال الحريري في أيامه لكان قد استقال، لماذا لم يكن له موقف حاسم عندما سقط أكثر من 10 قتلى لحزب الله تحت جسر المطار؟ ولماذا لم يعارض التمديد لنفسه بينما عارضه للرئيس لحود؟.. للأسف إن اغتيال الرئيس الحريري يُستعمل لضرب مشروع سياسي والإتيان بآخر.
؟ يؤخذ عليكم في السلطة والموالاة أنكم لم تحسنوا التعاطي مع الرئيس الحريري بعد خروجه من الحكم وأنكم مارستم حياله سياسة كان من شأنها أن تدفعه دفعاً الى المعارضة.
أنا كنتُ من المنادين داخل توجهنا السياسي بضرورة إيجاد صيغة للتفاهم مع الرئيس الحريري في موضوع الانتخابات النيابية، وكان هناك فريق معي وآخر ضدي.
؟ ولكنك اتهمت الحريري بأنه صاحب مشروع مشبوه منذ العام 1994.
أنا لم أقل إنه صاحب مشروع مشبوه بل قلت إن لديه مشروع وهذا حقه، وهناك من أخذ عليّ أنني اعتبرته رأس المعارضة، وهذا ما كنت قد سمعته من وليد جنبلاط ووليد عيدو اللذين قالا إنه أب وأم المعارضة، وأنا في كل حال لا أرى أي تهمة في القول بأنه رأس المعارضة، علما أن العلاقة الشخصية معه لم تنكسر يوماً، وقد التقيته في مجلس النواب قبل نصف ساعة من استشهاده وقبّلته، وأنا للمناسبة أعرف رأي الرئيس الحريري جيداً في الكثير من المعارضين الذين يبكونه اليوم، وهنا أريد أن أقول إن للحريري بصمات إنمائية واضحة على منطقة زغرتا، وهذا لن ننساه، والمنطقة وفية لكل شخص خدمها.
؟ لماذا تصرّ على رفض لجنة التحقيق الدولية ما دام يوجد فريق واسع في لبنان لا يثق في القضاء اللبناني؟
هناك تجربة غير مشجعة في العراق مع لجنة التحقيق الدولية التي أرادت أن تحقق مع هذا وذاك وطلبت دخول قصور صدام حسين.. أنا أسأل ممن ستتألف لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري ومن وراءها وهل ستأتي بحكم مسبق؟ وإذا كانت الدول الكبرى التي تشكل طرفاً أساسياً في النزاع الحالي، مثل أميركا وفرنسا المختلفتين مع سوريا، ستشارك في لجنة كهذه من يضمن أن يكونوا حياديين وألا يصدروا حكما مسبقا؟ ولماذا لا تتولى الدول العربية كالسعودية التي يهمها الرئيس الحريري، القيام بالتحقيق؟ مع العلم أن لا مانع لدينا بأن يأتي خبراء سويسريون ومن دول محايدة، وعندما طرحنا ذلك، تدخل أحد الوزراء السابقين الموجود في المعارضة واتصل بالسويسريين طالباً منهم عدم إرسال خبراء إلى لبنان.
؟ هل أنت نادم على استلامك وزارة الداخلية في الفترة السابقة؟
كلا.. لأن ضميري مرتاح.. ربما كنت أتمنى أن يكون الظرف أفضل، ولكن لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم.. وهنا أريد أن ألفت الانتباه الى أن أهم المظاهرات جرت في عهدي ولم تحدث ضربة كفّ، وأحبّ أن أذكّر المعارضة التي اكتفت بشكر الجيش أنني رئيس مجلس الأمن المركزي الذي يأخذ منه الجيش أوامره في مسألة التعاطي مع التظاهرات. وأننا في الوزارة كنا على تنسيق مستمر مع الجيش وقائده ميشال سليمان حتى لا تحصل ضربة كف، فلا يحاولون تصويرنا بأننا عاطلون وبأن الجيش مختلف.
الحكومة
؟ بالنسبة إلى حكومة الاتحاد الوطني لماذا تبدو السلطة وكأنها <<تتوسل>> المعارضة للمشاركة فيها؟
نحن لا نتوسل المعارضة.. نحن نقول إنه يجب أن يشارك الجميع في الحكم؛ لأننا إذا شكلنا حكومة من دونهم وأشرفت على إجراء الانتخابات، ثم جاءت نتائجها لا تعجبهم، ستظهر أوركسترا من واشنطن الى ساحة الشهداء تتهمنا بتزوير الانتخابات.
؟ المعارضة تكرر أنها لا تريد الانضمام الى حكومة وفاق وطني.. هل ستنتظرونهم الى ما لا نهاية؟
ونحن أيضاً لا نريد أن تتحمل المسؤولية وحدنا عن الانتخابات، وأنا شخصياً غير مستعد لتحمل هذه المسؤولية.
الانتخابات
؟ أنتم متهمون بأنكم تتعمدون المماطلة في تشكيل الحكومة للوصول الى تأجيل الانتخابات لأنكم تخافون من نتائجها..
لنفترض جدلاً أن ذلك صحيح.. ليسحبوا البساط من تحت أقدامنا ويدخلوا الى الحكومة لضمان إجراء الانتخابات في موعدها.
؟ ما هو مصير الانتخابات في ضوء المعطيات الراهنة؟
كان يفترض دعوة الهيئات الناخبة في 24 آذار الحالي حتى تبدأ الانتخابات في 24 نيسان، وكلما تأخرت دعوة الهيئات الناخبة يصبح الوضع أصعب، مع العلم أنه من المستحيل إجراء الانتخابات كلها على مرحلتين أو مرحلة واحدة.
؟ ألا تتوقع أن تكتسح المعارضة مجلس النواب إذا جرت الانتخابات في ظل الظروف الراهنة؟
ربما تكتسح.. لا أحد يقول إنها لن تربح، ولكن لن يكون بمقدورها نقل البلد من موقع الى آخر، لأنها حتى لو ربحت الانتخابات المقبلة.. ماذا سيحصل في ال2009 عندما يكون الوضع قد عاد إلى توازنه وطبيعته بعد أربع سنوات؟ لن يستطيع أحد حينها الاستفادة من همروجة معينة؛ لأن الموجة تمر مرة، علماً أن ثمانين في المئة ممن هم حالياً في المعارضة انتقلوا إليها فقط لأنهم أصبحوا خارج السلطة، وغداً إذا لم يجد هؤلاء مكاناً لهم في الحكم الذي قد تصل إليه المعارضة، أتوقع أن يعودوا إلينا.
مع سلاح المقاومة
؟ ما هو موقفك من نزع سلاح المقاومة؟
أنا ضد نزع سلاحها وأؤيد بقاءه مع المقاومة الى حين انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتوقيع السلام العادل والشامل وليس اتفاق 17 أيار جديداً.
؟ هل من مؤشرات إلى اتفاق 17 أيار جديد؟
عندما نشاهد أقطاب 17 أيار يستعدون للعودة الى السلطة فهذا مؤشر كبير، وعندما يتضمن القرار 1559 مطالب إسرائيلية فهذا مؤشر آخر الى الاتجاه نحو 17 أيار، وأي سلام من هذا النوع أنا مقاوم ضده.
؟ البطريرك صفير دعا من أميركا الى نزع سلاح المقاومة..
أنا لستُ معه.. وأنا أقول بسحب سلاح المقاومة بعد السلام العادل والشامل وليس قبله.
؟ ماذا عن زيارتك الأخيرة الى البطريرك الماروني في بكركي؟
لقد أجريت معه نقاشا صريحا، وألفت الانتباه الى أن اللقاء تمّ بعدما زارني المطران سمير مظلوم مطران زغرتا وطلب حصول اللقاء، ثم اتصل المطران بولس مطر وتمنّى عليّ أن أزور سيدنا البطريرك، وهكذا تم، وأبلغته خلال الاجتماع أن لا مشكلة شخصية معه، ولكن عندما تتعاطى بكركي بالسياسة قد نتفق معها وقد نختلف، وأنا ما أزال أتوقف عند وجود ممثل لبكركي على رأس مجموعة سياسية. وإذا كانت هذه المجموعة في الماضي تخاف أن تجتمع إلا برئاسة مطران؛ لأن السوريين كانوا موجودين في لبنان، اليوم خرج السوريون، وبات مطلوباً من بكركي أن تكون على مسافة من الجميع، وأنا عندما أمرّ قرب مطرانية أنطلياس حيث تزوّج والدي أشعر بالضيق؛ لأن هذا المكان أصبح طرفاً وخصماً، وهذا غير سليم في الطائفة المارونية؛ ولذلك أنا أدعو إلى سحب المطران يوسف بشارة من لقاء قرنة شهوان.
فرنجية ل <<السفير>>: نحن في بداية صراع طويل وواهم من يعتقد أننا هُزمنا
عماد مرمل
فرنجية (م.ع.م
يمضي الوزير سليمان فرنجية أغلب أوقاته هذه الأيام في بلدة بنشعي الشمالية حيث يقع منزله في أحضان طبيعة دافئة تتيح فرص التأمل الهادئ في المشهد السياسي بعيداً عن ضوضاء الأحداث المتلاحقة.
بعد دردشة في الصيد وفنونه، <<حرضت>> عليها صور فرنجية في الغرفة من كازاخستان الى طاجيكستان وغيرهما، حمل وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة <<بندقيته السياسية>> وبدأ ب<<اصطياد>> أهدافه.
لم يستثن معظم المعارضة، من البطريرك الماروني و<<نزول>> على حد تعبيره، داعياً الى سحب المطران يوسف بشارة من لقاء قرنة شهوان، ومتهما النائب وليد جنبلاط بأنه ربما يحلم بمشروع كيان، وسأل الرئيس أمين الجميل لماذا لم يتخذ ربع الموقف الذي يتخذه اليوم عندما اغتيل الرئيس الشهيد رشيد كرامي في العام 1987 لجهة إقالة القادة الأمنيين آنذاك.
وكشف فرنجية أن رئيس فريق تقصي الحقائق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري شكا له من عدم تنسيق الأجهزة الأمنية معه، وأشار الى أن الضغط الداخلي والخارجي جعل كل جهاز أمني يحاول رمي الكرة في ملعب الجهاز الآخر، حتى لا يصبح في موضع الاتهام.
وأعلن فرنجية أنه يملك معلومات هامة وتصوراً بنسبة تسعة وتسعين في المئة حول كيفية تنفيذ جريمة اغتيال الحريري، جازماً بأن التفجير حصل فوق الأرض لا تحتها، وقال إن هذا العمل من صنع مخابرات دولية كبرى.
وحذر المسيحيين من القفز فوق اتفاق الطائف لأنهم لن يستطيعوا الحصول على أكثر مما نالوه فيه، وقال <<ربما تكتسح المعارضة الانتخابات لكن لن يكون بمقدورها نقل البلد من موقع إلى آخر>>، وأكد رفضه نزع سلاح <<حزب الله>>.
في ما يلي نص الحوار مع فرنجية:
؟ هل دخل لبنان في مرحلة سياسية جديدة؟
نحن ندخل في مرحلة جديدة على المستوى السياسي في المنطقة. من قبل، كان هناك توافق على الطائف برعاية الجزائر والسعودية والمغرب، وكان هناك تسليم لسوريا برعاية هذا الاتفاق في لبنان بمباركة أميركية أوروبية، وقد سادت هذه المرحلة من الطائف حتى اليوم.. أما ما يحصل حالياً فهو نتاج خلل بدأ بالخلاف الأميركي الأوروبي مع سوريا، وهذا أعاد خلط الأوراق وتقوية المعارضة من خلال الدعم الذي تحصل عليه ونتيجة هذا الخلاف.
؟ هل بمستطاع الخط الذي تمثله الحفاظ على المكاسب التي تعود الى المرحلة السابقة؟
بالتأكيد، لم تعد الأمور كما كانت من الطائف الى اليوم، ولكنها في الوقت ذاته لم تُحسم، وواهم من يعتبر أن الموضوع انتهى وأننا هُزمنا. هذه بداية صراع طويل وليست نهايته، لأن الخط العروبي الحليف لسوريا هو في نهاية المطاف قوي وموجود، ويشكل تياراً أساسياً في البلد.
؟ هناك شعور لدى البعض بأن هذا الخط بات محشوراً في الزاوية.
هذا الخط استلم البلد على مدى 12 سنة، اليوم هناك منافسة أساسية.. لم نصر وصرنا، وكما قلت هذه بداية صراع طويل إذا لم نصل الى تسوية، ولا يتوهم أحد أن بإمكانه أن ينتصر بالضربة القاضية.
ماسحو الجوخ
؟ ما ردك على القائلين بأن العصر السوري في لبنان انتهى، وأن التغيير سيكون بالضرورة على حساب حلفاء دمشق الذين استفادوا من ذلك العصر، وسليمان فرنجية منهم؟
هذا الخط أو التيار لا يختزله أشخاص، بل هو يضم شريحة شعبية واسعة، وإذا ذهب سليمان فرنجية لا يعني ذلك أن ما يمثله قد ذهب، وخروج سوريا من لبنان لا يعني أن حلفاءها خرجوا، فهي بنت أصدقاء وحلفاء حقيقيين وبنت كذلك متزلفين استفادوا منها، ثم انقلبوا عليها عند أول مفترق طرق، وفي أي حال في كل عهد هناك ماسحو الجوخ والعقائديون، وأنا شخصياً لم أفاجأ ببعض المنقلبين وكنت أتوقع ما فعلوه وسبق لي أن حذرت منهم.
؟ لماذا هذه الحملة على المعارضة علماً أنها تنادي بالبديهيات، من نوع وقف تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية وبناء علاقة صحيحة مع سوريا بعيداً عما يسميه المعارضون <<الوصاية على لبنان>> أين الخطأ في مثل هذا الطرح؟
عندما كنت أنا ضد الأجهزة الأمنية كان ثلاثة أرباع المعارضين اليوم مع الأجهزة، وأذكّر الجميع بأنني هاجمت قبل سنتين تقريباً <<كلاب الأجهزة>> من منزل الرئيس رفيق الحريري، ويومها سألني الرئيس الحريري بعدما أدليت بتصريحي عن إمكانية إزالة هذا التعبير من النص ولكنني أصررت عليه.. حينها كانت الأجهزة في عزها وكان الجميع يسايرها ويخاف منها، ولكن عندما تصبح العلاقة الاستراتيجية والخط الاستراتيجي هما المستهدفين كما هو الحال اليوم، نضع ملاحظاتنا خلفنا، وأنا أرى أننا في هذه المرحلة مع الرئيس لحود في الموقع ذاته.
المعارضة تريد السلطة
؟ ما هو مشروع المعارضة الحقيقي، والى أي حد تلمس أن لدى بعض رموزها نية فعلية للانقلاب على اتفاق الطائف كما يقول عدد من الموالين؟
مشروع المعارضة الحقيقي هو الوصول الى السلطة ووضع اليد عليها، والبعض فيها يحاول الانقلاب على <<الطائف>> عبر تبني القرار 1559 بينما يدعو آخرون الى التمسك بهذا الاتفاق.. أنا شخصياً من المتمسكين بالطائف أما المتحمسون للقرار 1559 فينطلقون، في خلفية موقفهم، من أن <<الطائف>> ينص على إلغاء الطائفية السياسية وأن ذلك من شأنه أن يضرب المسيحيين، ولكن القفز فوق <<الطائف>> الى ال1559 أو الى المجهول خطير جداً، لأن <<الطائف>> يشكل ضمانة للمسيحيين والتوازنات في البلد، إذ من يضمن إذا قفزنا فوقه أن نحصل على ما هو أفضل وليس أسوأ منه، وغداً في حال جلسنا مجدداً الى الطاولة أنا أشك في أن يستطيع المسيحيون الحصول على أكثر مما نالوه في اتفاق الطائف..وبالتالي فإن مصلحة المسيحيين تكمن في الحفاظ على الاتفاق، وحتى البنود التي يخشاها البعض فلن تطبق من دون التوافق عليها، والمسيحيون هم نصف مجلس النواب.
بعض المسيحيين يحن ل1943
؟ قد يفترض بعض المسيحيين أن موازين القوى باتت تسمح في إعادة النظر بالطائف، سعياً نحو صيغة أكثر إنصافاً لهم..
هؤلاء يحلمون بالتدخل الأجنبي ويعتقدون ان القوى الأجنبية ستساعدهم على إعادة إحياء صيغة 1943 أو ما يشبهها، ولكن الغرب لا ينظر الى لبنان من هذه الزاوية، والرئيس الأميركي جورج بوش، إذا افترضنا أنه إيجابي، يريد أن تكون هناك ديموقراطية في لبنان على قاعدة <<ليربح الأقوى>>، وبالتالي فهمّه ليس حماية المسيحيين أو السنّة.. وما يحدث أن الشريحة المسيحية تُستخدم للضغط على سوريا لسحبها من لبنان والأميركي غير مهتم بمراعاة التوازنات الطائفية في البلد ولا يهمه ما الذي ستحصل عليه هذه الشريحة أو تلك، وهذا العراق أمامنا حيث لم يراع الأميركيون ما هي حصة السنة أو الأكراد أو الشيعة بل نظموا انتخابات ومن نال الأكثرية أخذ الحكم، وأنا أخشى أن نصل الى النتيجة ذاتها مع ما قد يسببه ذلك من اختلال بالتوازنات في البلد، والذين حقدهم أو حلمهم أقوى من الواقع سيصابون بخيبة أمل، ولذا أنا أدعو الى الواقعية السياسية، وأتمنى ألا يكون همّ البعض محصوراً في انتخابات 2005 من دون رؤية المستقبل البعيد.
؟ لماذا تشكك في <<مبدئية>> الكثير من المعارضين؟
لأن أغلبهم جلسوا بجانبي الى طاولة الحكم ذاتها على مدى 15 سنة، وكانوا يزايدون عليّ في العلاقة مع سوريا، فإذا بهم ينظرون إلينا اليوم كمتهمين. الفارق أننا كنا وما نزال مؤمنين بقضيتنا بينما هم كانوا مؤمنين بالسلطة وبالمقعد الذي يجلسون عليه، ولذلك تراهم الآن يركضون وراء الكرسي ويغيّرون في سلوكهم ومواقفهم ليستمروا في مواقعهم.
؟ ولكن، أليس صحيحاً ما تطرحه المعارضة حول الشكوى من سلطة الأجهزة الأمنية التي تحكّمت بمفاصل الدولة على حساب مجلس الوزراء الذي بات دوره شكلياً؟
بلى، هذا صحيح.. إنما إذا عدت الى التصريحات السابقة للعديد من قادة المعارضة تجد دفاعاً عن الأجهزة، وأنا أعرف أن مسؤولين كباراً في المعارضة كانوا يشيدون بمناقبية الأمن العام وبرئيسه بدءاً من سيدنا البطريرك و<<نزول>>، وأنا أتحدى قبل أن أعيّن وزيراً للداخلية لأن وظيفتي تحتم عليّ أن أكون مسؤولاً عن الأجهزة أتحدى أن يقول أحدهم انني أدليت بموقف دفاعاً عن جهاز، وأتمنى على الرأي العام أن يقوم بمراجعة لمواقف الجميع.
؟ لماذا سكتّم عن تدخل الأجهزة في الشؤون السياسية؟
هذا التدخل موجود منذ أيام فؤاد شهاب..
عندما تقع البقرة
يكثر السلاخون
؟ المعارضة تعتبر أنه أصبح متفشياً في عهد الرئيس لحود؟
كلا.. هذا التدخل كان قائماً في عهد الرئيس الياس الهراوي عندما كان إميل لحود قائداً للجيش، والرئيس الهراوي كان موافقاً على ذلك، ولكن عندما تقع البقرة يكثر السلاخون وهذا ما يجري اليوم، لأنهم شعروا بأن رياح الخارج هبت ويجب الاستفادة منها للانقضاض على المشروع القائم بأكمله، ولو لم يقع الخلاف الأميركي الفرنسي مع سوريا، لاستمر الوضع السابق 20 عاماً بعد، ولكان منتقدوه راهناً واصلوا الإشادة به.
؟ هل كان يحق للأجهزة ممارسة كل هذا النفوذ في الدولة والحياة السياسية؟
ولكن من كان يطلب منها التدخل؟ إنهم السياسيون، وأنا أتذكر أنني كنت في زيارة الى الرئيس لحود ذات مرة عندما أرسل أحد الأحزاب الذي أصبح فصيلاً أساسياً في المعارضة لاحقاً موفدين للبحث معه في تعيين شخص من هذا الحزب في أحد صناديق الدولة.. هذا التدخل كنا وما نزال ضده، إلا أننا أقل المستفيدين منه وأنا صراعي مع الأجهزة منذ أن تأسست، أما تسعون في المئة ممن باتوا في المعارضة حالياً، هم الذين تولوا تغذية هذا التدخل وباركوه، وعندما أصبحت مصلحتهم السياسية والانتخابية تقضي بأن ينقضوا عليه، فعلوا ذلك.
؟ شعار آخر رفعته المعارضة في معركتها وهو التخلص من الوصاية السورية على لبنان..
نعم.. كان هناك تدخل سوري كبير في لبنان، وقد كانت لدينا ملاحظات على ذلك، وأنا أتفهم المواطن الذي ذهب الى ساحة الشهداء لأنه لم ير من العلاقة اللبنانية السورية سوى الحاجز وضابط المخابرات والتدخل اليومي، أما ما أدعو إليه أنا فهو العلاقة الاستراتيجية مع سوريا وسأظل أقاوم محاولات ضربها، وقد سعينا كثيراً الى تصحيح الخلل، إنما في المرحلة من 1992 وحتى الأمس القريب لم يكن المسؤولون في السلطة في لبنان وسوريا، وهنا لا أقصد الرئيس الأسد، منزعجين من هذا الخلل الذي كان يستفيد منه الكثيرون، والفريق الذي ينتقد الآن نمط العلاقة السابق، كان أساس هذه العلاقة وكان مرتاحاً إليها، وأنا أتذكر أنني تكلمت بطريقة قاسية عن الخلل في محاضرة ألقيتها في جامعة اللويزة بعيداً عن الإعلام، ويومها أرسل الرئيس الهراوي الى الرئيس حافظ الأسد شريط فيديو عن المحاضرة ليقول له: اسمع ماذا يتكلم سليمان فرنجية عن السوريين، حتى تقع مشكلة بيني وبين سوريا.
حسابات جنبلاط
؟ كيف تقرأ التحول في موقف النائب وليد جنبلاط بعدما كان حليفاً استراتيجياً لدمشق؟
هذا التحول بدأ عام 2000 عندما اعتقد جنبلاط أن الرئيس بشار الأسد ضعيف ولن يتمكن من ممارسة الحكم بعد والده، ولكن عندما اكتشفوا أنه قوي وحاكم فعلي، هدأ الجو.. اليوم تكررت المحاولة لأنهم يعتبرون أن الخلاف الأميركي الفرنسي مع سوريا سيوفر التربة الخصبة للانقضاض على النفوذ السوري في لبنان.
؟ برأيك.. ماذا يريد وليد جنبلاط؟
ربما لديه مشروعه.. ربما يحلم بكيان ما، هذا تحليلي.
؟ النائب جنبلاط يقول إن التمديد كان المنعطف الكبير..
أنا أعتقد أن المخطط الذي ينفذ حاليا كان جاهزا للتطبيق بمعزل عن التمديد.. القرار 1559 كان متخذا.
؟ غير أنه لا يمكن الإنكار بأن التمديد وفّر الذريعة للمخطط الذي تتحدث عنه.
لو لم يحصل التمديد، لاستعانوا بذريعة أخرى.. ولعلهم كانوا سيقولون لو أتى رئيس آخر حليف لسوريا، إن هذا الرئيس هو المشكلة.. ولاحظ أنهم عندما احتاجوا الى ذريعة للتعجيل في الانسحاب السوري من لبنان بعدما لم يرض الأميركيون عن الجدولة التي توصّل إليها لارسن مع الرئيس الأسد، عندها جرى اغتيال الرئيس الحريري وهي الجريمة التي استُعملت للضغط على سوريا كي تنسحب بأسرع وقت، وربما لو لم يتمّ التمديد لكانوا اغتالوا في وقتها الرئيس الحريري لتتأمن الذريعة التي تتيح لهم الانقضاض على سوريا.
اغتيال الحريري
؟ استناداً الى المعطيات التي تملكها كوزير للداخلية، في الحكومة المستقيلة، مَن برأيك قتل رفيق الحريري؟
أنا لديّ معطيات أولية ومعلومات مهمة حول كيفية حصول الانفجار..
؟ كيف حصل.. هل جرى تفجير موكب الرئيس الشهيد من تحت الأرض أو فوقها؟
التقارير التي بحوزتي تؤكد أن التفجير حصل فوق الأرض، ولكن غداً سيقولون إن ذلك غير صحيح وسيطلبون منا أن نعلن أن الانفجار جرى تحت الأرض.. ومن الطبيعي أنني لا أستطيع أن أساير هنا لأنني مسؤول عن كلامي كوزير للداخلية، والمستندات التي وصلتني تفيد بأن التفجير حصل فوق الأرض.
؟ ما هي طريقة تنفيذ عملية الاغتيال..
لن أتكلّم عن المزيد من التفاصيل؛ لأنهم سيتهموننا بتضليل التحقيق، إلا أن الأكيد أنه أصبح لدينا تصور بنسبة 99% حول كيفية تنفيذ الجريمة، أما مَن خلفها، فليتني أعرف، غير أن الواضح أنها من صنع مخابرات دولية كبرى.
أما في السياسة، فأنا لن أتكلم عن المستفيد ولكن سأتحدث عمن هو المتضرر.. يبدو جلياً أن سوريا هي المتضرر الأكبر من جريمة الاغتيال، وأنا أطلب من المعارضة العقلانية وليس المجنونة أن تضع من بين الاحتمالات إسرائيل، لأنه عيب كما قال السيد حسن نصر الله ألا يكون هناك احتمال بأن إسرائيل اغتالت الرئيس الحريري، لأن في استبعاد هذه الفرضية اتهام للرئيس الحريري.
؟ هل لديك معلومات عن مضمون التقرير الذي وضعه رئيس اللجنة الدولية لتقصي الحقائق؟
لقد اجتمعت به، وهو اعتبر أنه لم يكن هناك تنسيق تام معه من قبل الأجهزة.. وسألني عما إذا كان ذلك قد حصل بفعل سوء نية، فأجبته بالنفي وقلت له إن الأمر يتعلق بمحاولة تذاكٍ؛ لأنه ليس لدى الأجهزة ما تخفيه، علماً بأن الضغط الذي جرى من المعارضة والرأي العام جعل كل جهاز يحاول رمي الكرة في ملعب الجهاز الآخر حتى لا يصبح في موضع تهمة.
؟ المعارضة تعتبر أنه يجب أن يستقيل رؤساء الأجهزة الأمنية أو أن يُقالوا، على الأقل بتهمة التقصير إذا لم يكن هناك تواطؤ، ما تعليقك؟
هناك تقصير تقني وقد طلبت محاسبة ضابطين كبيرين بسببه.
؟ ولكنك تعرّضت للانتقاد الشديد على خلفية هذا القرار؛ لأنه قيل إن هذين الضابطين هما كبش محرقة.
لقد بنيت قراري على كتاب رفعته الى المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد اكتشاف جثة المواطن زاهي أبو رجيلي، وطلبت فيه التحقيق في مكامن التقصير، وقد تبين بموجب التحقيق أن الشهيد أبو رجيلي ظل حياً لمدة 12 ساعة بعد الانفجار قبل أن يتم العثور عليه ميتاً في اليوم التالي، وهذا يدلّ أنه لم تتم الاستعانة بكلاب مخصصة للتفتيش عن الأحياء، وهذا تقصير تتحمّل مسؤوليته السلطة القضائية. ومسألة التقصير في المحافظة على المكان ظهر أن شرطة بيروت تتحمل مسؤوليتها، وعليه طلبت محاسبة هذين الضابطين، ليس إرضاء للمعارضة بل إرضاء لضميرنا.
؟ منطقياً.. ألا ينبغي محاسبة القادة الكبار للأجهزة كونهم المعنيين مباشرة بالحفاظ على الأمن الذي تعرّض لزلزال كبير مع اغتيال الرئيس الحريري؟
تاريخياً، جرت عمليات اغتيال عدة لشخصيات سياسية في لبنان ولم يستقل أحد من رؤساء الأجهزة، لقد جرى اغتيال الرئيس رينيه معوض والوزير إيلي حبيقة ومحاولة اغتيال مروان حمادة ولم يستقل أحد، علماً أن معظم المعارضين حالياً كانوا في السلطة في تلك الفترات.. لماذا لم يتم البحث في إقالة قادة الأجهزة بعدما بوشر بتنظيف مكان اغتيال حبيقة بعد وقت قصير من وقوع الجريمة؟ وفي 7 آب لماذا لم تُصرّ المعارضة على المطالبة بتحقيق جدي؟ وحين إقفال تلفزيون <<أم تي في>> لماذا لم يستقل وزير الإعلام آنذاك والذي هو اليوم ركن في المعارضة ولا يكفي أن يقول إن قرار الإقفال جاء غصباً عنه، لأنه في هذه الحال كان عليه أن يستقيل، وفي عهد أمين الجميل تمّ اغتيال الرئيس رشيد كرامي ولكن الجميل لم يتخذ يومها ربع الموقف الذي يتخذه اليوم، والرئيس الياس الهراوي الذي يقول إنه لو جرى اغتيال الحريري في أيامه لكان قد استقال، لماذا لم يكن له موقف حاسم عندما سقط أكثر من 10 قتلى لحزب الله تحت جسر المطار؟ ولماذا لم يعارض التمديد لنفسه بينما عارضه للرئيس لحود؟.. للأسف إن اغتيال الرئيس الحريري يُستعمل لضرب مشروع سياسي والإتيان بآخر.
؟ يؤخذ عليكم في السلطة والموالاة أنكم لم تحسنوا التعاطي مع الرئيس الحريري بعد خروجه من الحكم وأنكم مارستم حياله سياسة كان من شأنها أن تدفعه دفعاً الى المعارضة.
أنا كنتُ من المنادين داخل توجهنا السياسي بضرورة إيجاد صيغة للتفاهم مع الرئيس الحريري في موضوع الانتخابات النيابية، وكان هناك فريق معي وآخر ضدي.
؟ ولكنك اتهمت الحريري بأنه صاحب مشروع مشبوه منذ العام 1994.
أنا لم أقل إنه صاحب مشروع مشبوه بل قلت إن لديه مشروع وهذا حقه، وهناك من أخذ عليّ أنني اعتبرته رأس المعارضة، وهذا ما كنت قد سمعته من وليد جنبلاط ووليد عيدو اللذين قالا إنه أب وأم المعارضة، وأنا في كل حال لا أرى أي تهمة في القول بأنه رأس المعارضة، علما أن العلاقة الشخصية معه لم تنكسر يوماً، وقد التقيته في مجلس النواب قبل نصف ساعة من استشهاده وقبّلته، وأنا للمناسبة أعرف رأي الرئيس الحريري جيداً في الكثير من المعارضين الذين يبكونه اليوم، وهنا أريد أن أقول إن للحريري بصمات إنمائية واضحة على منطقة زغرتا، وهذا لن ننساه، والمنطقة وفية لكل شخص خدمها.
؟ لماذا تصرّ على رفض لجنة التحقيق الدولية ما دام يوجد فريق واسع في لبنان لا يثق في القضاء اللبناني؟
هناك تجربة غير مشجعة في العراق مع لجنة التحقيق الدولية التي أرادت أن تحقق مع هذا وذاك وطلبت دخول قصور صدام حسين.. أنا أسأل ممن ستتألف لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري ومن وراءها وهل ستأتي بحكم مسبق؟ وإذا كانت الدول الكبرى التي تشكل طرفاً أساسياً في النزاع الحالي، مثل أميركا وفرنسا المختلفتين مع سوريا، ستشارك في لجنة كهذه من يضمن أن يكونوا حياديين وألا يصدروا حكما مسبقا؟ ولماذا لا تتولى الدول العربية كالسعودية التي يهمها الرئيس الحريري، القيام بالتحقيق؟ مع العلم أن لا مانع لدينا بأن يأتي خبراء سويسريون ومن دول محايدة، وعندما طرحنا ذلك، تدخل أحد الوزراء السابقين الموجود في المعارضة واتصل بالسويسريين طالباً منهم عدم إرسال خبراء إلى لبنان.
؟ هل أنت نادم على استلامك وزارة الداخلية في الفترة السابقة؟
كلا.. لأن ضميري مرتاح.. ربما كنت أتمنى أن يكون الظرف أفضل، ولكن لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم.. وهنا أريد أن ألفت الانتباه الى أن أهم المظاهرات جرت في عهدي ولم تحدث ضربة كفّ، وأحبّ أن أذكّر المعارضة التي اكتفت بشكر الجيش أنني رئيس مجلس الأمن المركزي الذي يأخذ منه الجيش أوامره في مسألة التعاطي مع التظاهرات. وأننا في الوزارة كنا على تنسيق مستمر مع الجيش وقائده ميشال سليمان حتى لا تحصل ضربة كف، فلا يحاولون تصويرنا بأننا عاطلون وبأن الجيش مختلف.
الحكومة
؟ بالنسبة إلى حكومة الاتحاد الوطني لماذا تبدو السلطة وكأنها <<تتوسل>> المعارضة للمشاركة فيها؟
نحن لا نتوسل المعارضة.. نحن نقول إنه يجب أن يشارك الجميع في الحكم؛ لأننا إذا شكلنا حكومة من دونهم وأشرفت على إجراء الانتخابات، ثم جاءت نتائجها لا تعجبهم، ستظهر أوركسترا من واشنطن الى ساحة الشهداء تتهمنا بتزوير الانتخابات.
؟ المعارضة تكرر أنها لا تريد الانضمام الى حكومة وفاق وطني.. هل ستنتظرونهم الى ما لا نهاية؟
ونحن أيضاً لا نريد أن تتحمل المسؤولية وحدنا عن الانتخابات، وأنا شخصياً غير مستعد لتحمل هذه المسؤولية.
الانتخابات
؟ أنتم متهمون بأنكم تتعمدون المماطلة في تشكيل الحكومة للوصول الى تأجيل الانتخابات لأنكم تخافون من نتائجها..
لنفترض جدلاً أن ذلك صحيح.. ليسحبوا البساط من تحت أقدامنا ويدخلوا الى الحكومة لضمان إجراء الانتخابات في موعدها.
؟ ما هو مصير الانتخابات في ضوء المعطيات الراهنة؟
كان يفترض دعوة الهيئات الناخبة في 24 آذار الحالي حتى تبدأ الانتخابات في 24 نيسان، وكلما تأخرت دعوة الهيئات الناخبة يصبح الوضع أصعب، مع العلم أنه من المستحيل إجراء الانتخابات كلها على مرحلتين أو مرحلة واحدة.
؟ ألا تتوقع أن تكتسح المعارضة مجلس النواب إذا جرت الانتخابات في ظل الظروف الراهنة؟
ربما تكتسح.. لا أحد يقول إنها لن تربح، ولكن لن يكون بمقدورها نقل البلد من موقع الى آخر، لأنها حتى لو ربحت الانتخابات المقبلة.. ماذا سيحصل في ال2009 عندما يكون الوضع قد عاد إلى توازنه وطبيعته بعد أربع سنوات؟ لن يستطيع أحد حينها الاستفادة من همروجة معينة؛ لأن الموجة تمر مرة، علماً أن ثمانين في المئة ممن هم حالياً في المعارضة انتقلوا إليها فقط لأنهم أصبحوا خارج السلطة، وغداً إذا لم يجد هؤلاء مكاناً لهم في الحكم الذي قد تصل إليه المعارضة، أتوقع أن يعودوا إلينا.
مع سلاح المقاومة
؟ ما هو موقفك من نزع سلاح المقاومة؟
أنا ضد نزع سلاحها وأؤيد بقاءه مع المقاومة الى حين انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتوقيع السلام العادل والشامل وليس اتفاق 17 أيار جديداً.
؟ هل من مؤشرات إلى اتفاق 17 أيار جديد؟
عندما نشاهد أقطاب 17 أيار يستعدون للعودة الى السلطة فهذا مؤشر كبير، وعندما يتضمن القرار 1559 مطالب إسرائيلية فهذا مؤشر آخر الى الاتجاه نحو 17 أيار، وأي سلام من هذا النوع أنا مقاوم ضده.
؟ البطريرك صفير دعا من أميركا الى نزع سلاح المقاومة..
أنا لستُ معه.. وأنا أقول بسحب سلاح المقاومة بعد السلام العادل والشامل وليس قبله.
؟ ماذا عن زيارتك الأخيرة الى البطريرك الماروني في بكركي؟
لقد أجريت معه نقاشا صريحا، وألفت الانتباه الى أن اللقاء تمّ بعدما زارني المطران سمير مظلوم مطران زغرتا وطلب حصول اللقاء، ثم اتصل المطران بولس مطر وتمنّى عليّ أن أزور سيدنا البطريرك، وهكذا تم، وأبلغته خلال الاجتماع أن لا مشكلة شخصية معه، ولكن عندما تتعاطى بكركي بالسياسة قد نتفق معها وقد نختلف، وأنا ما أزال أتوقف عند وجود ممثل لبكركي على رأس مجموعة سياسية. وإذا كانت هذه المجموعة في الماضي تخاف أن تجتمع إلا برئاسة مطران؛ لأن السوريين كانوا موجودين في لبنان، اليوم خرج السوريون، وبات مطلوباً من بكركي أن تكون على مسافة من الجميع، وأنا عندما أمرّ قرب مطرانية أنطلياس حيث تزوّج والدي أشعر بالضيق؛ لأن هذا المكان أصبح طرفاً وخصماً، وهذا غير سليم في الطائفة المارونية؛ ولذلك أنا أدعو إلى سحب المطران يوسف بشارة من لقاء قرنة شهوان.