نصر الله يزور كرامي وقبلان وفضل الله مؤكداً ضرورة الحوار وتشكيل الحكومة:
ساترفيلد يأتي بغرفة عمليات كاملة للتدخل بكل شاردة وواردة لإدارة الوضع اللبناني
نصر الله مع كرامي (علي لمع
تجاوز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاعتبارات الامنية التي تحكم تحركه العلني، وواصل جولاته على القيادات السياسية والروحية لعرض الافكار والاقتراحات المؤدية الى مخرج من الازمة الراهنة، وتقريب وجهات النظر لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشددا على اهمية الحوار الداخلي حول كل المسائل بما فيها سلاح المقاومة رافضا طرح هذا الامر من الخارج، وأكد ان مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد يزور لبنان لإنشاء غرفة عمليات كاملة في السفارة الاميركية من اجل التدخل بكل شاردة وواردة ولإدارة الوضع اللبناني، واعتبر ان بعض اطراف المعارضة يتأثر بالتدخلات الاميركية.
كرامي
زار نصر الله الرئيس عمر كرامي في دارته في الرملة البيضاء، يرافقه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووفيق صفا، واستمر اللقاء نحو ساعتين قال بعده نصر الله: <<هذه الزيارة للرئيس كرامي كنا قد اتفقنا عليها منذ فترة، وتأتي في سياق التداول في أوضاع البلد والبحث عن المخارج الممكنة للأزمة القائمة. بطبيعة الحال البحث تركز على موضوع تشكيل حكومة وهي مسألة مهمة للبنانيين جميعاً، ولمست لدى دولة الرئيس إصراراً كبيراً على تشكيل حكومة اتحاد وطني، وإذا لم يتم هذه الأمر، فلا أعتقد أن الرئيس يريد تشكيل حكومة غير حكومة اتحاد وطني، وهو ينتظر هذه الأيام إتمام المشاورات النهائية كما قال، وأعتقد أنه خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، سوف يعلن قراره النهائي على هذا الصعيد>>.
ورداً على سؤال عن موقف المعارضة، قال السيد نصر الله: حتى الآن الموقف الرسمي المعلن من قبل المعارضة هو عدم المشاركة في حكومة اتحاد وطني، لكن في كل الأحوال، هذا الأسبوع، أعتقد أن الأمور سوف تصبح واضحة وحاسمة وعلى أساسها سيتقرر مصير الحكومة، هل تشكل حكومة وحدة وطنية أو شيء آخر.
سئل: إذا قبلت المعارضة المشاركة في حكومة اتحاد وطني، فهل ستشاركون أنتم ك<<حزب الله>>؟ أجاب: <<لقد قال رئيس كتلة الوفاء في الاستشارات النيابية التي حصلت مع الرئيس كرامي، إننا بالتأكيد سنتعاطى مع فكرة من هذا النوع في شكل إيجابي>>.
وحول مطلب المعارضة بتشكيل حكومة كيفما كان لمتابعة موضوع الانتخابات النيابية؟ أجاب: قد يتبدل الموقف خلال أيام.
وعما اذا كانت لديه أي معطيات من أن بعض شخصيات المعارضة سوف تغير موقفها في هذا الاتجاه؟ أجاب: في الأداء السياسي الحالي الذي رأيناه في الفترة الأخيرة، كانت تطرح مواقف وبعد 24 ساعة تتغير، كانت توضع أولويات وبعد 24 ساعة تتغير، في نهاية المطاف، هناك نقاش في داخل المعارضة، المعارضة مؤلفة من قوى مختلفة، ولديها وجهات نظر مختلفة، وبعض هذه القوى تحاول أن تتصرف في شكل وطني وتستند في قراراتها إلى قناعاتها الذاتية، ولكن للأسف الشديد نلمس في شكل واضح أن بعض القوى تتأثر في شكل قوي جدا بمداخلات السفير الأميركي، وأيضا السؤال الكبير أن ساترفيلد سوف يأتي إلى لبنان ويبقى ثلاثة أسابيع، ماذا سيفعل في هذه الأسابيع؟ هو لن يجلس لمعالجة الوضع الاقتصادي في لبنان، وإنما يريد أن يتدخل في كل شاردة أو واردة، الموقف من تشكيل الحكومة، هل نشارك في حكومة اتحاد وطني أو لا، إذا لم يكن هناك حكومة اتحاد وطني فما هو البديل، هل ستجري الانتخابات في موعدها أم لا. أعتقد أن ساترفيلد سوف يأتي ولديه غرفة عمليات كاملة في السفارة الأميركية لإدارة الوضع اللبناني، وهذا هو أحد مشاهد السيادة الجديدة.
وعن الموقف الاميركي القائل ان موضوع سلاح حزب الله هو شأن لبناني، اجاب: هذا جيد إذا اصبح الأميركيون عقلاء قليلا على هذا الصعيد. أنا قلت للجميع، كل الذين التقوا معي، سواء أكانوا من المعارضة أم موفدي البطريرك، أم بعض السفراء الذين زارونا سابقا ولاحقا وفي وسائل الإعلام أيضا: هذا شأن لبناني داخلي، يعني هذه مقاومة لبنانية، وهذا سلاح مقاومة لبنانية تقاتل على الأرض اللبنانية وتدافع عن لبنان، وبالتالي هذا شأن لبناني، يجب أن يناقش هنا في لبنان. نحن كنا إيجابيين، كما ان استعداد <<حزب الله>> لمناقشة هذا الأمر تعبير عن إيجابية، وقلنا إن هدفنا هو حماية لبنان ونعتبر أن الصيغة الحالية، أي مقاومة وجيش، هذه الطريقة القائمة أثبتت جدواها في حماية لبنان، وفي دائرة النقاش نحن جاهزون لمناقشة أي صيغة أخرى، لكن بشرط ان تحقق هذا الهدف. هذه إيجابية، وإيجابية عالية من <<حزب الله>>، ولكن أي تدخل أجنبي في هذا الملف وفي هذا الأمر سيعقد المسائل، وأعتقد ان التدخل الأجنبي يأخذ الأمور في اتجاه آخر ليس من مصلحة أحد. ونحن كلبنانيين إن شاء الله قادرون على التوافق والتفاهم والتوصل إلى نتائج طيبة.
وردا على سؤال حول اللقاء الذي حصل بين شخصيات أميركية ومسؤولين من <<حزب الله>>، اوضح نصر الله: ما حصل أمس هو ندوة دراسات ينظمها معهد أميركي مستقل لا علاقة له بالإدارة الأميركية، ولو كان له أي علاقة بالإدارة الأميركية لما ذهب مندوبونا وشاركوا في هذا النقاش. هذا معهد خاص تابع لقطاع خاص، نحن لسنا على قطيعة مع الشعب الأميركي، نستقبل صحافيين أميركيين، وسائل إعلام أميركية، أكاديميين أميركيين نتكلم معهم، ولكن لا نلتقي مع أشخاص في الإدارة الأميركية، وما نقل في وسائل الإعلام عن جهات من الإدارة أو مقربة من الإدارة غير دقيق.
وعن الاتصالات بين <<حزب الله>> وبكركي قال: نحن لم نأخذ قرارا بتوقيف الاتصالات، الاتصالات مفتوحة. في الآونة الأخيرة تم إحياء لجنة حوار بين الحزب وبكركي بمعزل عن موضوع المعارضة، وهذه لجنة قديمة تم إحياؤها من جديد والتقت أكثر من مرة، والذين زاروني كموفدين من البطريرك هم أعضاء هذه اللجنة. حتى بعض التصريحات التي صدرت من البطريرك في واشنطن وكان لدينا بعض الملاحظات حولها، هذا لا يعني على الإطلاق أن الاتصالات توقفت أو سوف تتوقف. نحن كلبنانيين، خصوصا نحن، نؤمن بأنه مهما تباينت وجهات النظر يجب أن نلتقي ونتواصل ونتحاور، وليس أمامنا خيار آخر ما دمنا جميعا حريصين على بلدنا وعلى مصالحه الوطنية.
وردا على سؤال عن تشكيل حكومة <<موثوقين>>، قال: الرئيس كرامي حسب ما أعلن أنه لا يريد تشكيل إلا حكومة وطنية، وبالتالي إذا لم تشكل حكومة وحدة وطنية واعتذر الرئيس كرامي عن التكليف، فسوف تذهب الأمور إلى الاستشارات من جديد، وهذا الأمر يرتبط بشخص الرئيس المكلف الجديد بماذا يمكن أن يقتنع وبالاستشارات النيابية.
ورداً على سؤال آخر قال: <<حتى الآن، الأمور كلها قيد النقاش، وتحتاج إلى بعض نقاش، لا أستطيع أن أتحدث عن أفق مسدود من الآن، لا شك في أن الأمور صعبة والشروط والشروط المقابلة أيضاً تحتاج إلى وقت لمعالجتها أو فكفكتها، علينا أن ننتظر قليلاً ونرى>>.
قبلان
وزار نصر الله، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس، بحضور رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد والمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وبعد اللقاء قال: تداولنا بالأوضاع العامة في البلاد خصوصا ونحن نمر في مرحلة دقيقة جدا بحاجة إلى التلاقي والتشاور والتعاون والتنسيق بين جميع اللبنانيين وجميع القيادات الروحية والسياسية الرسمية والشعبية الموجودة في البلد لتجاوز المرحلة القائمة، سواء ما يرتبط بالتطورات الأخيرة والمقاومة وحمايتها والقرار 1559 ووجوب الحوار بين اللبنانيين والالتزام بسقف الطائف وآخر المستجدات على الساحة الوطنية.
وقيل لنصر الله: ورد في جريدة <<السفير>> على لسان حارث شهاب أنّ هناك تحويرا لكلام البطريرك صفير، وبالمقابل دعا البطريرك صفير حزب الله إلى الانخراط في الحياة السياسية وإلى نزع سلاح المقاومة ودعا إلى ترك ملف مزارع شبعا للبحث بين إسرائيل ولبنان والأمم المتحدة، ما ردكم حول هذا الموضوع؟
أجاب: هذا الشأن بكركي معنية بتوضيحه، وأعتقد أنّ الأمير حارث شهاب هو من المعنيين بهذا الأمر. أمّا الدعوة إلى الانخراط في الحياة السياسية فحزب الله منخرط فيها منذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها وأعيدت الحياة السياسية للبنان، وكانت البداية في انتخابات عام 1992 حيث دخل فيها حزب الله وشارك في الانتخابات النيابية حتّى الآن، وشارك في الانتخابات البلدية والنقابية وهو منخرط بالكامل في الحياة السياسية.
اضاف: المسألة ليست تحول حزب الله إلى حزب سياسي فهو فعلا حزب سياسي لبناني، لكن المسألة التي هي عادة تناقش استمرار حزب الله كمقاومة، لذلك تأتي الدعوة إلى نزع السلاح أو إنهاء المقاومة. لقد قلت قبل أيام إنّ هذا الأمر شأن لبناني وطني داخلي ولا معنى لأن يناقش مع أحد خارج لبنان لا في واشنطن ولا في الأمم المتحدة ولا في أي مكان، علما بأنّ نقاشه مع أي أحد خارج لبنان لا يجدي نفعا بل يعقد معالجة هذا الأمر ويصعب النقاش والتفاهم حوله.
ودعا إلى عدم حسم المسائل سلفا حول نزع سلاح حزب الله، داعيا الى معالجة أي موضوع من الموضوعات على المستوى الوطني والمستوى الداخلي بالحوار فإمّا أن يقنع بعضنا بعضاً أو نحاول أن نوجد تسوية ما لخلاف ما. وكرر الدعوة الى التقدم بصيغة اخرى تؤمن حماية لبنان من اسرائيل لمناقشتها.
وحول زيارة ساترفيلد الى لبنان لثلاثة اسابيع، قال: في لبنان واضح جدا مستوى التدخل الأميركي، أميركا في الحقيقة تناقض نفسها، هي تقول إنها تساعد اللبنانيين على تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال، وهذا كذب وخداع وافتراء. هي تساعد بعض اللبنانيين على الضغط على سوريا من أجل أن تخرج من لبنان، وتحاول أن تغلّب بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر وتحرّض بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، وهي تمارس الممارسة التي لا تبقي للبنانيين لا سيادة ولا حرية ولا استقلال. الإدارة الأميركية هي التي ترسم الأولويات، حتّى لبعض قوى المعارضة هي التي تحدد لهم الأولويات، ما هي الأولويات، نحن سمعنا كلاما متفاوتا في الأيام القليلة الماضية، بعض المعارضة يتحدث عن أولوية الانتخابات وبعد ذلك يناقشون مسألة رئاسة الجمهورية مثلا، والبعض يتحدث عن أولوية رئاسة الجمهورية ثم الانتخابات، ثمّ يصدر بيان أميركي فرنسي مشترك يقول إنّ الأولوية هي لإجراء الانتخابات... أضف إلى ذلك التدخل مباشرة في التفاصيل. من هنا أسأل كل اللبنانيين وحتى الذين يتظاهرون أو ينادون بالحرية والسيادة والاستقلال وهي مطلب إجماعي لبناني: هل وجود ساترفيلد في بيروت لمدة ثلاثة أسابيع إن صح الخبر وأنا لا أتحمل مسؤولية هذا الخبر أو الحركة التي يقوم بها السفراء خصوصا السفير الأميركي، هل هذا هو نموذج الحرية والاستقلال والسيادة الموعودة، ألا يتنافى هذا مع الحرية والسيادة والإستقلال؟ هذا سؤال كبير.
وعن دعوة النائب جنبلاط للحوار مع حزب الله خارج إطار عين التينة، اكد ان الاتصالات مستمرة مع الحزب التقدمي، الا انه دعا إلى حوار وطني، لا يكفي أن تحاوروا حزب الله وحده، وقال: هناك قوى أساسية موجودة في البلد، لقاء عين التينة يمثل مجموعة وشريحة كبيرة من القوى الأساسية، تجاهل لقاء عين التينة أو تجاهل <<القوة الثالثة>> وتركيز الحوار باتجاه فريق محدد فقط يعني هذا أننا لا نريد حوارا وطنيا وإنما نريد حوارات ثنائيّة تؤدي إلى استثناء الآخرين. وباعتقادي أنّ هذا الأمر لا يؤدي إلى أي نتيجة طيبة على المستوى الوطني.
وشدد على اهمية الحوار الوطني <<حفاظا على ما أنجز في بلدنا، وعلى الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشتركة ومؤسسات الدولة ومنع الفراغ والذهاب إلى الفوضى>>. وأشار الى أنّ المسألة الرئيسية التي على ضوئها يمكن أن يحسم مصير إجراء الانتخابات في موعدها هو تشكيل حكومة، لأنّ حكومة تصريف الأعمال بحسب كلام القانونيين والخبراء لا تستطيع إجراء انتخابات بحسب الصلاحيات المنوطة لها>>.
وحول ما تسرّب من تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية من اتهامات لمسؤولين امنيين ورسميين، قال: لو جاء التقرير متطابقا مع التسريب فهذا حقيقة يشكك بالصدقية، فكيف يكون تقرير على مستوى عالٍ من السرية والدقة وفي شأن خطير جدا كاغتيال الرئيس الحريري قبل أن يصل إلى يد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والجهات المعنية، وتصبح أخباره وأنباؤه لدى فلان وفلان في لبنان؟ هذا أمر لافت. وفي كل الأحوال مهما تكن نتائج التقرير فهو تقرير تقصّي حقائق وليس تحقيقا كاملا حتّى على أساسه توجه اتهامات وإدانات.
واعتبر ان من المهم إجراء الحوار قبل الانتخابات لا بعدها، وقال: إذا كانت المعارضة تعتبر نفسها قوية فالقوي لا يخاف الحوار.
وحول ما يقال ان جولاته هي نتيجة شعور بأنّ حزب الله مستهدف ومطوّق ومعزول داخليا؟ أجاب: هذا التحرك سببه الإحساس بأنّ البلد كله في مرحلة حساسة ودقيقة وفي وضع صعب وهو بحاجة إلى كل جهد، حزب الله يستطيع بفعل ما له من علاقات واسعة مع الجميع وعلاقات ثقة ومصداقية أن يوظف رصيده هذا للمصلحة الوطنية. أمّا الإحساس بأنّ خلفية التحرك أن حزب الله مستهدف فالوطن كله مستهدف وليس حزب الله وحده، وحزب الله كجزء من الوطن هو مستهدف. أمّا الإحساس بالعزلة فهو غير صحيح، بالعكس، حزب الله يتمتع بقوة شعبية كبيرة جدا وبتأييد واسع جدا وهو لا يشعر بأي عزلة على الإطلاق. أنا لا يهمني ما تقوله أميركا ولا غير أميركا، أنا يهمني الواقع في الداخل اللبناني. نحن نقوم، في الحقيقة، بمسعى وطني، والهدف هو حماية الوطن وليس فقط حماية المقاومة. وسئل عن تعليقه على ما ورد عن تيري رود لارسن والذي <<بشر>> باغتيال شخصيات رفيعة في لبنان؟ فأجاب: أنا أقول إنّ هذا أمر يثير القلق أن يكون حديث عن أوضاع أمنية متفجرة وعن اغتيالات في لبنان، أكيد هذا يقلق اللبنانيين جميعا وهذا يجب أن يدفعنا إلى مزيد من الانتباه وإلى مزيد من الحذر ومن التواصل من أجل حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في البلد.
وعن امكانية عقد لقاء قريب مع البطريرك الماروني مباشرة؟ أجاب: من حيث المبدأ ليس هناك أي مانع من حصول لقاء من هذا النوع، طبعا أنا قلت إنّه ليس لديّ بروتوكول والدليل أنّي أزور وأزار ولا مشكلة عندي في هذا الموضوع، لكن الذي يحكم تحركي هو الاعتبارات الأمنية، من هنا إلى بكركي المسافة طويلة أمنيا، سياسيا لا مشكلة في هذا الموضوع. في النهاية قد يحصل لقاء لكن أين وكيف هذا أمر يناقش، لكن في المبدأ من الطبيعي جدا أن يكون هناك لقاء ليس فقط بيننا وبين البطريرك بل بين كل اللبنانيين، وأنا أؤكد على ضرورة أن نلتقي جميعا بشكل ثنائي أو جماعي، المهم في هذه المرحلة أن يتلاقى اللبنانيون ليتجاوزوا هذه المرحلة.
فضل الله
وكان السيد نصر الله قد زار بحضور نائبه الشيخ نعيم قاسم، المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، مساء أمس الاول، في دارته في حارة حريك. ولفت بيان ل<<حزب الله الى أن المجتمعين <<عرضوا الاوضاع السياسية الراهنة في البلاد، في ضوء المخاطر الناجمة عن التدخل الخارجي، مؤكدين ان الحوار بين اللبنانيين هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعصف بالوطن>>.
وأكد المجتمعون <<أن دور المقاومة في الدفاع عن لبنان وحماية الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت خلال العقد الماضي، هو دور أساسي وجوهري، أما بعض المشاريع السياسية المطروحة، فإنها تهدف الى تحقيق امن الكيان الصهيوني وإبقاء لبنان وشعبه عرضة للأخطار والتهديد والعدوان>>. وشدد المجتمعون على <<الاهمية البالغة لبقاء اللبنانيين جميعا متحدين، في مواجهة الخطر الاسرائيلي>>. كما شددوا <<على ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لما لها من نتائج مهمة على الصعيد الوطني>>.
ساترفيلد يأتي بغرفة عمليات كاملة للتدخل بكل شاردة وواردة لإدارة الوضع اللبناني
نصر الله مع كرامي (علي لمع
تجاوز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاعتبارات الامنية التي تحكم تحركه العلني، وواصل جولاته على القيادات السياسية والروحية لعرض الافكار والاقتراحات المؤدية الى مخرج من الازمة الراهنة، وتقريب وجهات النظر لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشددا على اهمية الحوار الداخلي حول كل المسائل بما فيها سلاح المقاومة رافضا طرح هذا الامر من الخارج، وأكد ان مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد يزور لبنان لإنشاء غرفة عمليات كاملة في السفارة الاميركية من اجل التدخل بكل شاردة وواردة ولإدارة الوضع اللبناني، واعتبر ان بعض اطراف المعارضة يتأثر بالتدخلات الاميركية.
كرامي
زار نصر الله الرئيس عمر كرامي في دارته في الرملة البيضاء، يرافقه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووفيق صفا، واستمر اللقاء نحو ساعتين قال بعده نصر الله: <<هذه الزيارة للرئيس كرامي كنا قد اتفقنا عليها منذ فترة، وتأتي في سياق التداول في أوضاع البلد والبحث عن المخارج الممكنة للأزمة القائمة. بطبيعة الحال البحث تركز على موضوع تشكيل حكومة وهي مسألة مهمة للبنانيين جميعاً، ولمست لدى دولة الرئيس إصراراً كبيراً على تشكيل حكومة اتحاد وطني، وإذا لم يتم هذه الأمر، فلا أعتقد أن الرئيس يريد تشكيل حكومة غير حكومة اتحاد وطني، وهو ينتظر هذه الأيام إتمام المشاورات النهائية كما قال، وأعتقد أنه خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، سوف يعلن قراره النهائي على هذا الصعيد>>.
ورداً على سؤال عن موقف المعارضة، قال السيد نصر الله: حتى الآن الموقف الرسمي المعلن من قبل المعارضة هو عدم المشاركة في حكومة اتحاد وطني، لكن في كل الأحوال، هذا الأسبوع، أعتقد أن الأمور سوف تصبح واضحة وحاسمة وعلى أساسها سيتقرر مصير الحكومة، هل تشكل حكومة وحدة وطنية أو شيء آخر.
سئل: إذا قبلت المعارضة المشاركة في حكومة اتحاد وطني، فهل ستشاركون أنتم ك<<حزب الله>>؟ أجاب: <<لقد قال رئيس كتلة الوفاء في الاستشارات النيابية التي حصلت مع الرئيس كرامي، إننا بالتأكيد سنتعاطى مع فكرة من هذا النوع في شكل إيجابي>>.
وحول مطلب المعارضة بتشكيل حكومة كيفما كان لمتابعة موضوع الانتخابات النيابية؟ أجاب: قد يتبدل الموقف خلال أيام.
وعما اذا كانت لديه أي معطيات من أن بعض شخصيات المعارضة سوف تغير موقفها في هذا الاتجاه؟ أجاب: في الأداء السياسي الحالي الذي رأيناه في الفترة الأخيرة، كانت تطرح مواقف وبعد 24 ساعة تتغير، كانت توضع أولويات وبعد 24 ساعة تتغير، في نهاية المطاف، هناك نقاش في داخل المعارضة، المعارضة مؤلفة من قوى مختلفة، ولديها وجهات نظر مختلفة، وبعض هذه القوى تحاول أن تتصرف في شكل وطني وتستند في قراراتها إلى قناعاتها الذاتية، ولكن للأسف الشديد نلمس في شكل واضح أن بعض القوى تتأثر في شكل قوي جدا بمداخلات السفير الأميركي، وأيضا السؤال الكبير أن ساترفيلد سوف يأتي إلى لبنان ويبقى ثلاثة أسابيع، ماذا سيفعل في هذه الأسابيع؟ هو لن يجلس لمعالجة الوضع الاقتصادي في لبنان، وإنما يريد أن يتدخل في كل شاردة أو واردة، الموقف من تشكيل الحكومة، هل نشارك في حكومة اتحاد وطني أو لا، إذا لم يكن هناك حكومة اتحاد وطني فما هو البديل، هل ستجري الانتخابات في موعدها أم لا. أعتقد أن ساترفيلد سوف يأتي ولديه غرفة عمليات كاملة في السفارة الأميركية لإدارة الوضع اللبناني، وهذا هو أحد مشاهد السيادة الجديدة.
وعن الموقف الاميركي القائل ان موضوع سلاح حزب الله هو شأن لبناني، اجاب: هذا جيد إذا اصبح الأميركيون عقلاء قليلا على هذا الصعيد. أنا قلت للجميع، كل الذين التقوا معي، سواء أكانوا من المعارضة أم موفدي البطريرك، أم بعض السفراء الذين زارونا سابقا ولاحقا وفي وسائل الإعلام أيضا: هذا شأن لبناني داخلي، يعني هذه مقاومة لبنانية، وهذا سلاح مقاومة لبنانية تقاتل على الأرض اللبنانية وتدافع عن لبنان، وبالتالي هذا شأن لبناني، يجب أن يناقش هنا في لبنان. نحن كنا إيجابيين، كما ان استعداد <<حزب الله>> لمناقشة هذا الأمر تعبير عن إيجابية، وقلنا إن هدفنا هو حماية لبنان ونعتبر أن الصيغة الحالية، أي مقاومة وجيش، هذه الطريقة القائمة أثبتت جدواها في حماية لبنان، وفي دائرة النقاش نحن جاهزون لمناقشة أي صيغة أخرى، لكن بشرط ان تحقق هذا الهدف. هذه إيجابية، وإيجابية عالية من <<حزب الله>>، ولكن أي تدخل أجنبي في هذا الملف وفي هذا الأمر سيعقد المسائل، وأعتقد ان التدخل الأجنبي يأخذ الأمور في اتجاه آخر ليس من مصلحة أحد. ونحن كلبنانيين إن شاء الله قادرون على التوافق والتفاهم والتوصل إلى نتائج طيبة.
وردا على سؤال حول اللقاء الذي حصل بين شخصيات أميركية ومسؤولين من <<حزب الله>>، اوضح نصر الله: ما حصل أمس هو ندوة دراسات ينظمها معهد أميركي مستقل لا علاقة له بالإدارة الأميركية، ولو كان له أي علاقة بالإدارة الأميركية لما ذهب مندوبونا وشاركوا في هذا النقاش. هذا معهد خاص تابع لقطاع خاص، نحن لسنا على قطيعة مع الشعب الأميركي، نستقبل صحافيين أميركيين، وسائل إعلام أميركية، أكاديميين أميركيين نتكلم معهم، ولكن لا نلتقي مع أشخاص في الإدارة الأميركية، وما نقل في وسائل الإعلام عن جهات من الإدارة أو مقربة من الإدارة غير دقيق.
وعن الاتصالات بين <<حزب الله>> وبكركي قال: نحن لم نأخذ قرارا بتوقيف الاتصالات، الاتصالات مفتوحة. في الآونة الأخيرة تم إحياء لجنة حوار بين الحزب وبكركي بمعزل عن موضوع المعارضة، وهذه لجنة قديمة تم إحياؤها من جديد والتقت أكثر من مرة، والذين زاروني كموفدين من البطريرك هم أعضاء هذه اللجنة. حتى بعض التصريحات التي صدرت من البطريرك في واشنطن وكان لدينا بعض الملاحظات حولها، هذا لا يعني على الإطلاق أن الاتصالات توقفت أو سوف تتوقف. نحن كلبنانيين، خصوصا نحن، نؤمن بأنه مهما تباينت وجهات النظر يجب أن نلتقي ونتواصل ونتحاور، وليس أمامنا خيار آخر ما دمنا جميعا حريصين على بلدنا وعلى مصالحه الوطنية.
وردا على سؤال عن تشكيل حكومة <<موثوقين>>، قال: الرئيس كرامي حسب ما أعلن أنه لا يريد تشكيل إلا حكومة وطنية، وبالتالي إذا لم تشكل حكومة وحدة وطنية واعتذر الرئيس كرامي عن التكليف، فسوف تذهب الأمور إلى الاستشارات من جديد، وهذا الأمر يرتبط بشخص الرئيس المكلف الجديد بماذا يمكن أن يقتنع وبالاستشارات النيابية.
ورداً على سؤال آخر قال: <<حتى الآن، الأمور كلها قيد النقاش، وتحتاج إلى بعض نقاش، لا أستطيع أن أتحدث عن أفق مسدود من الآن، لا شك في أن الأمور صعبة والشروط والشروط المقابلة أيضاً تحتاج إلى وقت لمعالجتها أو فكفكتها، علينا أن ننتظر قليلاً ونرى>>.
قبلان
وزار نصر الله، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس، بحضور رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد والمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وبعد اللقاء قال: تداولنا بالأوضاع العامة في البلاد خصوصا ونحن نمر في مرحلة دقيقة جدا بحاجة إلى التلاقي والتشاور والتعاون والتنسيق بين جميع اللبنانيين وجميع القيادات الروحية والسياسية الرسمية والشعبية الموجودة في البلد لتجاوز المرحلة القائمة، سواء ما يرتبط بالتطورات الأخيرة والمقاومة وحمايتها والقرار 1559 ووجوب الحوار بين اللبنانيين والالتزام بسقف الطائف وآخر المستجدات على الساحة الوطنية.
وقيل لنصر الله: ورد في جريدة <<السفير>> على لسان حارث شهاب أنّ هناك تحويرا لكلام البطريرك صفير، وبالمقابل دعا البطريرك صفير حزب الله إلى الانخراط في الحياة السياسية وإلى نزع سلاح المقاومة ودعا إلى ترك ملف مزارع شبعا للبحث بين إسرائيل ولبنان والأمم المتحدة، ما ردكم حول هذا الموضوع؟
أجاب: هذا الشأن بكركي معنية بتوضيحه، وأعتقد أنّ الأمير حارث شهاب هو من المعنيين بهذا الأمر. أمّا الدعوة إلى الانخراط في الحياة السياسية فحزب الله منخرط فيها منذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها وأعيدت الحياة السياسية للبنان، وكانت البداية في انتخابات عام 1992 حيث دخل فيها حزب الله وشارك في الانتخابات النيابية حتّى الآن، وشارك في الانتخابات البلدية والنقابية وهو منخرط بالكامل في الحياة السياسية.
اضاف: المسألة ليست تحول حزب الله إلى حزب سياسي فهو فعلا حزب سياسي لبناني، لكن المسألة التي هي عادة تناقش استمرار حزب الله كمقاومة، لذلك تأتي الدعوة إلى نزع السلاح أو إنهاء المقاومة. لقد قلت قبل أيام إنّ هذا الأمر شأن لبناني وطني داخلي ولا معنى لأن يناقش مع أحد خارج لبنان لا في واشنطن ولا في الأمم المتحدة ولا في أي مكان، علما بأنّ نقاشه مع أي أحد خارج لبنان لا يجدي نفعا بل يعقد معالجة هذا الأمر ويصعب النقاش والتفاهم حوله.
ودعا إلى عدم حسم المسائل سلفا حول نزع سلاح حزب الله، داعيا الى معالجة أي موضوع من الموضوعات على المستوى الوطني والمستوى الداخلي بالحوار فإمّا أن يقنع بعضنا بعضاً أو نحاول أن نوجد تسوية ما لخلاف ما. وكرر الدعوة الى التقدم بصيغة اخرى تؤمن حماية لبنان من اسرائيل لمناقشتها.
وحول زيارة ساترفيلد الى لبنان لثلاثة اسابيع، قال: في لبنان واضح جدا مستوى التدخل الأميركي، أميركا في الحقيقة تناقض نفسها، هي تقول إنها تساعد اللبنانيين على تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال، وهذا كذب وخداع وافتراء. هي تساعد بعض اللبنانيين على الضغط على سوريا من أجل أن تخرج من لبنان، وتحاول أن تغلّب بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر وتحرّض بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، وهي تمارس الممارسة التي لا تبقي للبنانيين لا سيادة ولا حرية ولا استقلال. الإدارة الأميركية هي التي ترسم الأولويات، حتّى لبعض قوى المعارضة هي التي تحدد لهم الأولويات، ما هي الأولويات، نحن سمعنا كلاما متفاوتا في الأيام القليلة الماضية، بعض المعارضة يتحدث عن أولوية الانتخابات وبعد ذلك يناقشون مسألة رئاسة الجمهورية مثلا، والبعض يتحدث عن أولوية رئاسة الجمهورية ثم الانتخابات، ثمّ يصدر بيان أميركي فرنسي مشترك يقول إنّ الأولوية هي لإجراء الانتخابات... أضف إلى ذلك التدخل مباشرة في التفاصيل. من هنا أسأل كل اللبنانيين وحتى الذين يتظاهرون أو ينادون بالحرية والسيادة والاستقلال وهي مطلب إجماعي لبناني: هل وجود ساترفيلد في بيروت لمدة ثلاثة أسابيع إن صح الخبر وأنا لا أتحمل مسؤولية هذا الخبر أو الحركة التي يقوم بها السفراء خصوصا السفير الأميركي، هل هذا هو نموذج الحرية والاستقلال والسيادة الموعودة، ألا يتنافى هذا مع الحرية والسيادة والإستقلال؟ هذا سؤال كبير.
وعن دعوة النائب جنبلاط للحوار مع حزب الله خارج إطار عين التينة، اكد ان الاتصالات مستمرة مع الحزب التقدمي، الا انه دعا إلى حوار وطني، لا يكفي أن تحاوروا حزب الله وحده، وقال: هناك قوى أساسية موجودة في البلد، لقاء عين التينة يمثل مجموعة وشريحة كبيرة من القوى الأساسية، تجاهل لقاء عين التينة أو تجاهل <<القوة الثالثة>> وتركيز الحوار باتجاه فريق محدد فقط يعني هذا أننا لا نريد حوارا وطنيا وإنما نريد حوارات ثنائيّة تؤدي إلى استثناء الآخرين. وباعتقادي أنّ هذا الأمر لا يؤدي إلى أي نتيجة طيبة على المستوى الوطني.
وشدد على اهمية الحوار الوطني <<حفاظا على ما أنجز في بلدنا، وعلى الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشتركة ومؤسسات الدولة ومنع الفراغ والذهاب إلى الفوضى>>. وأشار الى أنّ المسألة الرئيسية التي على ضوئها يمكن أن يحسم مصير إجراء الانتخابات في موعدها هو تشكيل حكومة، لأنّ حكومة تصريف الأعمال بحسب كلام القانونيين والخبراء لا تستطيع إجراء انتخابات بحسب الصلاحيات المنوطة لها>>.
وحول ما تسرّب من تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية من اتهامات لمسؤولين امنيين ورسميين، قال: لو جاء التقرير متطابقا مع التسريب فهذا حقيقة يشكك بالصدقية، فكيف يكون تقرير على مستوى عالٍ من السرية والدقة وفي شأن خطير جدا كاغتيال الرئيس الحريري قبل أن يصل إلى يد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والجهات المعنية، وتصبح أخباره وأنباؤه لدى فلان وفلان في لبنان؟ هذا أمر لافت. وفي كل الأحوال مهما تكن نتائج التقرير فهو تقرير تقصّي حقائق وليس تحقيقا كاملا حتّى على أساسه توجه اتهامات وإدانات.
واعتبر ان من المهم إجراء الحوار قبل الانتخابات لا بعدها، وقال: إذا كانت المعارضة تعتبر نفسها قوية فالقوي لا يخاف الحوار.
وحول ما يقال ان جولاته هي نتيجة شعور بأنّ حزب الله مستهدف ومطوّق ومعزول داخليا؟ أجاب: هذا التحرك سببه الإحساس بأنّ البلد كله في مرحلة حساسة ودقيقة وفي وضع صعب وهو بحاجة إلى كل جهد، حزب الله يستطيع بفعل ما له من علاقات واسعة مع الجميع وعلاقات ثقة ومصداقية أن يوظف رصيده هذا للمصلحة الوطنية. أمّا الإحساس بأنّ خلفية التحرك أن حزب الله مستهدف فالوطن كله مستهدف وليس حزب الله وحده، وحزب الله كجزء من الوطن هو مستهدف. أمّا الإحساس بالعزلة فهو غير صحيح، بالعكس، حزب الله يتمتع بقوة شعبية كبيرة جدا وبتأييد واسع جدا وهو لا يشعر بأي عزلة على الإطلاق. أنا لا يهمني ما تقوله أميركا ولا غير أميركا، أنا يهمني الواقع في الداخل اللبناني. نحن نقوم، في الحقيقة، بمسعى وطني، والهدف هو حماية الوطن وليس فقط حماية المقاومة. وسئل عن تعليقه على ما ورد عن تيري رود لارسن والذي <<بشر>> باغتيال شخصيات رفيعة في لبنان؟ فأجاب: أنا أقول إنّ هذا أمر يثير القلق أن يكون حديث عن أوضاع أمنية متفجرة وعن اغتيالات في لبنان، أكيد هذا يقلق اللبنانيين جميعا وهذا يجب أن يدفعنا إلى مزيد من الانتباه وإلى مزيد من الحذر ومن التواصل من أجل حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في البلد.
وعن امكانية عقد لقاء قريب مع البطريرك الماروني مباشرة؟ أجاب: من حيث المبدأ ليس هناك أي مانع من حصول لقاء من هذا النوع، طبعا أنا قلت إنّه ليس لديّ بروتوكول والدليل أنّي أزور وأزار ولا مشكلة عندي في هذا الموضوع، لكن الذي يحكم تحركي هو الاعتبارات الأمنية، من هنا إلى بكركي المسافة طويلة أمنيا، سياسيا لا مشكلة في هذا الموضوع. في النهاية قد يحصل لقاء لكن أين وكيف هذا أمر يناقش، لكن في المبدأ من الطبيعي جدا أن يكون هناك لقاء ليس فقط بيننا وبين البطريرك بل بين كل اللبنانيين، وأنا أؤكد على ضرورة أن نلتقي جميعا بشكل ثنائي أو جماعي، المهم في هذه المرحلة أن يتلاقى اللبنانيون ليتجاوزوا هذه المرحلة.
فضل الله
وكان السيد نصر الله قد زار بحضور نائبه الشيخ نعيم قاسم، المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، مساء أمس الاول، في دارته في حارة حريك. ولفت بيان ل<<حزب الله الى أن المجتمعين <<عرضوا الاوضاع السياسية الراهنة في البلاد، في ضوء المخاطر الناجمة عن التدخل الخارجي، مؤكدين ان الحوار بين اللبنانيين هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعصف بالوطن>>.
وأكد المجتمعون <<أن دور المقاومة في الدفاع عن لبنان وحماية الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت خلال العقد الماضي، هو دور أساسي وجوهري، أما بعض المشاريع السياسية المطروحة، فإنها تهدف الى تحقيق امن الكيان الصهيوني وإبقاء لبنان وشعبه عرضة للأخطار والتهديد والعدوان>>. وشدد المجتمعون على <<الاهمية البالغة لبقاء اللبنانيين جميعا متحدين، في مواجهة الخطر الاسرائيلي>>. كما شددوا <<على ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لما لها من نتائج مهمة على الصعيد الوطني>>.