وفد أميركي أوروبي أهلي في بيروت يلتقي فصائل المقاومة
<<حزب الله>> و<<حماس>>: حوار يستند للمصالح المشتركة
عمّار نعمة
لعلها حُمّلت أكثر من طاقتها تلك اللقاءات <<غير المسبوقة>> التي جمعت الوفد الاجنبي الاميركي الاوروبي من <<منتدى حل النزاعات>> في العالم، الذي ضم شخصيات أهلية ذات خبرة في مجالي السياسية والامن والذي حضر الى لبنان قبل يومين خصيصاً بغية إجراء لقاءات مع بعض أطراف الحركة الاسلامية الجهادية في المنطقة والعالم على أمل تبادل وجهات النظر المختلفة والتحاور في شأنها.
وقد كثرت التحليلات والتنبؤات وتنوعت الشائعات حول اللقاء الاول بين الوفد الاجنبي الاهلي المتعدد الجنسيات وحزب الله وحركة <<حماس>> في فندق <<البرغو>> في منطقة الاشرفية، وذهبت الى حد إعلان بدء الحوار بين فصائل المقاومة والادارة الاميركية في ترجمة فورية للضغوط الدولية عليها في واحدة من أكثر الظروف دقة وخطورة التي تمر فيها المنطقة.
لكن اللقاء، برغم انه <<غير مسبوق>> بالنسبة الى بعض الاطراف من الحركة الاسلامية، إلا انه سبقته لقاءات مع البعض الآخر خلال السنوات الماضية، فهو لم يشكل أي جديد بالنسبة اليها. كما أن الشخصيات الاجنبية في اللقاء لم تحمل أي صفة رسمية، أقله في الفترة الحالية. كما أن الزوار الاجانب لم يحملوا معهم أي مطالب على ملتقيهم كما أكد أكثر من مصدر حضر اللقاءات ل<<السفير>>.
على أن هذه الاجتماعات شكلت في حد ذاتها خرقاً لحالة الجمود السياسي بين الرأي العام الغربي من جهة والعربي والاسلامي من جهة اخرى، وكسراً للحاجز المتوهم بينهما، في محاولة من قبل الطرفين لفهم الخآر على أمل التحاور معه من دون خلفيات وأفكار جاهزة لإزالة سوء الفهم المسبق، خاصة من قبل الغرب لقضايا الامتين العربية والاسلامية العادلة.
وقد لقي الوفد إجابات وافية عن أسئلته خلال لقائه مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، نواف الموسوي، الذي استمر اجتماعه معه ثلاث ساعات. وقد شدد الاخير على أهمية هذا الحوار مع الوفد <<لان شخصياته تساهم في تشكيل الرأي العام العالمي>> مشيراً الى ان <<ثمة جدوى للنقاش معها لتكوين رؤية اخرى تواجه النمطية السائدة لدى صناع القرار>>، لكنه أكد في المقابل أن لا صفة رسمية للوفد الزائر <<ونحن لا نؤمن أصلاً في جدوى الحوار مع أي مسؤول تنفيذي في الادارة الاميركية>>.
وأشار الى أن اللقاءات بحثت في مختلف المواضيع التي تناول أحدها قضية وجود ما يسمى بدولة اسرائيل <<لكننا أكدنا انه ليس صحيحاً أن يجري بناء العلاقات عبر المرور بالبوابة الاسرائيلية، اذ ثمة منظومة كبيرة للمصالح المشتركة بين الغرب والعالم، لا سيما أن هذه العلاقة غير محكومة بصدام الحضارات وحوار الاديان>>.
كما أشار الموسوي الى موضوع آخر تم بحثه خلال اللقاء وتناول الصراع العسكري مع الدولة العبرية <<وقد شددنا على اننا لا نملك إجابة إزاء التفوق العسكري الاسرائيلي في ظل عجز المجتمع الدولي، سوى خيار المقاومة الشاملة الدفاعي في المنطقة>>. وأكد للوفد على استحالة الاستسلام لهذه الهجمة وطمأنه على ان <<المقاومة عامل استقرار لا توتر في المنطقة>>، وأعطاه مثالاً على ذلك الظلم الذي لحق بألمانيا بعد الحرب العالمية الاولى وردة الفعل التي صدرت عن المجتمع الالماني عبر صعود النازية <<وقد سمع الحاضرون موقفنا بأن محاولة فرض الاستسلام علينا ونزع قدراتنا الدفاعية سيؤدي الى الانفجار، فلا علاقات فعلية في ظل الضعف العربي>>.
ويعتبر الموسوي أن آفاق تطوير هذه اللقاءات المفيدة في المستقبل ممكنة، لكنه يشدد على انها عملية صعبة ودقيقة لما تمر به من محاولات تخريب إسرائيلية.
كما يشدد ممثل <<حماس>> في لبنان أسامة حمدان على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تركز على فلسفة الحوار المباشر للتوصل الى حلول حقيقية <<ونحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا عبر مثل هذه اللقاءات>>. ويقول ان اللقاء مع حركته امس تناول قضية فلسطين <<وقد قلنا لهم ان السياسات الاميركية تجاه فلسطين تعقد المسائل وتعزز النظرة السلبية تجاهنا>>. وأشار الى انه تناول في اللقاء ضرورة تغيير نظرة الغرب الى المنطقة لكي تبنى على أساس المصالح المشتركة مع العرب والمسلمين.
وعن جدوى مثل هذه الحوارات، يقول حمدان انه لا يعول الكثير عليها، مشيراً الى <<اننا يجب أن لا نستعجل النتائج الايجابية من الخطوة الاولى>>. ويؤكد أن حركته لم تتلق أي مطالب من الوفد سوى استطلاع الآراء المختلفة حول جملة من الامور.
إضافة الى ذلك، ثمة مواضيع ناقشها الوفد مع أطراف اخرى خلال اليومين الماضيين، اذ ان لقاءه مع نائب الامين العام للجماعة الاسلامية د. ابراهيم المصري مثلا والذي لم يكن الاول من نوعه مع الجماعة، تناول مسألة الحركة الاسلامية في مختلف أنحاء العالم الاسلامي. وقد طرح الوفد إقامة علاقات سليمة مع العالم الاسلامي وبحث أوجه التناقض مع تلك الحركات وطرح تساؤلات في شأنها ركزت على هاجسي الارهاب والعنف.
وطرح الوفد الزائر ايضاً تساؤلات عن تاريخ المنطقة وتاريخ التطرف فيها، وردت الجماعة بأن <<لا مشكلة مع الشعب الاميركي ومؤسساته الاهلية بل ان المشكلة تتمثل في الادارة الاميركية المنحازة ضد المسلمين>> وهي القضية التي يبدو أن الوفد سمعها في لقاءاته كافة خلال زيارته.
ويضيف المصري ان <<أهم ما في اللقاء كان نقل وجهة نظرنا الى المجتمع الغربي وسماع وجهة النظر الاخرى، اذ من الاهمية بمكان معرفة الخصم عن طريق التحاور>>. ويشير الى لقاء شبيه عقدته الجماعة مع وفد غربي زار بيروت قبل نحو عامين اثر بدء حرب العراق <<وفر ايضا قناعات مشتركة جيدة مما يحصل على الساحة>>. أما عن إمكانية ان يتخذ الحوار طابعاً رسمياً في المستقبل، فيقول المصري <<هذا أمر جائز وعائد الى مواقف الادارة الاميركية حيالنا>>.
<<حزب الله>> و<<حماس>>: حوار يستند للمصالح المشتركة
عمّار نعمة
لعلها حُمّلت أكثر من طاقتها تلك اللقاءات <<غير المسبوقة>> التي جمعت الوفد الاجنبي الاميركي الاوروبي من <<منتدى حل النزاعات>> في العالم، الذي ضم شخصيات أهلية ذات خبرة في مجالي السياسية والامن والذي حضر الى لبنان قبل يومين خصيصاً بغية إجراء لقاءات مع بعض أطراف الحركة الاسلامية الجهادية في المنطقة والعالم على أمل تبادل وجهات النظر المختلفة والتحاور في شأنها.
وقد كثرت التحليلات والتنبؤات وتنوعت الشائعات حول اللقاء الاول بين الوفد الاجنبي الاهلي المتعدد الجنسيات وحزب الله وحركة <<حماس>> في فندق <<البرغو>> في منطقة الاشرفية، وذهبت الى حد إعلان بدء الحوار بين فصائل المقاومة والادارة الاميركية في ترجمة فورية للضغوط الدولية عليها في واحدة من أكثر الظروف دقة وخطورة التي تمر فيها المنطقة.
لكن اللقاء، برغم انه <<غير مسبوق>> بالنسبة الى بعض الاطراف من الحركة الاسلامية، إلا انه سبقته لقاءات مع البعض الآخر خلال السنوات الماضية، فهو لم يشكل أي جديد بالنسبة اليها. كما أن الشخصيات الاجنبية في اللقاء لم تحمل أي صفة رسمية، أقله في الفترة الحالية. كما أن الزوار الاجانب لم يحملوا معهم أي مطالب على ملتقيهم كما أكد أكثر من مصدر حضر اللقاءات ل<<السفير>>.
على أن هذه الاجتماعات شكلت في حد ذاتها خرقاً لحالة الجمود السياسي بين الرأي العام الغربي من جهة والعربي والاسلامي من جهة اخرى، وكسراً للحاجز المتوهم بينهما، في محاولة من قبل الطرفين لفهم الخآر على أمل التحاور معه من دون خلفيات وأفكار جاهزة لإزالة سوء الفهم المسبق، خاصة من قبل الغرب لقضايا الامتين العربية والاسلامية العادلة.
وقد لقي الوفد إجابات وافية عن أسئلته خلال لقائه مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، نواف الموسوي، الذي استمر اجتماعه معه ثلاث ساعات. وقد شدد الاخير على أهمية هذا الحوار مع الوفد <<لان شخصياته تساهم في تشكيل الرأي العام العالمي>> مشيراً الى ان <<ثمة جدوى للنقاش معها لتكوين رؤية اخرى تواجه النمطية السائدة لدى صناع القرار>>، لكنه أكد في المقابل أن لا صفة رسمية للوفد الزائر <<ونحن لا نؤمن أصلاً في جدوى الحوار مع أي مسؤول تنفيذي في الادارة الاميركية>>.
وأشار الى أن اللقاءات بحثت في مختلف المواضيع التي تناول أحدها قضية وجود ما يسمى بدولة اسرائيل <<لكننا أكدنا انه ليس صحيحاً أن يجري بناء العلاقات عبر المرور بالبوابة الاسرائيلية، اذ ثمة منظومة كبيرة للمصالح المشتركة بين الغرب والعالم، لا سيما أن هذه العلاقة غير محكومة بصدام الحضارات وحوار الاديان>>.
كما أشار الموسوي الى موضوع آخر تم بحثه خلال اللقاء وتناول الصراع العسكري مع الدولة العبرية <<وقد شددنا على اننا لا نملك إجابة إزاء التفوق العسكري الاسرائيلي في ظل عجز المجتمع الدولي، سوى خيار المقاومة الشاملة الدفاعي في المنطقة>>. وأكد للوفد على استحالة الاستسلام لهذه الهجمة وطمأنه على ان <<المقاومة عامل استقرار لا توتر في المنطقة>>، وأعطاه مثالاً على ذلك الظلم الذي لحق بألمانيا بعد الحرب العالمية الاولى وردة الفعل التي صدرت عن المجتمع الالماني عبر صعود النازية <<وقد سمع الحاضرون موقفنا بأن محاولة فرض الاستسلام علينا ونزع قدراتنا الدفاعية سيؤدي الى الانفجار، فلا علاقات فعلية في ظل الضعف العربي>>.
ويعتبر الموسوي أن آفاق تطوير هذه اللقاءات المفيدة في المستقبل ممكنة، لكنه يشدد على انها عملية صعبة ودقيقة لما تمر به من محاولات تخريب إسرائيلية.
كما يشدد ممثل <<حماس>> في لبنان أسامة حمدان على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تركز على فلسفة الحوار المباشر للتوصل الى حلول حقيقية <<ونحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا عبر مثل هذه اللقاءات>>. ويقول ان اللقاء مع حركته امس تناول قضية فلسطين <<وقد قلنا لهم ان السياسات الاميركية تجاه فلسطين تعقد المسائل وتعزز النظرة السلبية تجاهنا>>. وأشار الى انه تناول في اللقاء ضرورة تغيير نظرة الغرب الى المنطقة لكي تبنى على أساس المصالح المشتركة مع العرب والمسلمين.
وعن جدوى مثل هذه الحوارات، يقول حمدان انه لا يعول الكثير عليها، مشيراً الى <<اننا يجب أن لا نستعجل النتائج الايجابية من الخطوة الاولى>>. ويؤكد أن حركته لم تتلق أي مطالب من الوفد سوى استطلاع الآراء المختلفة حول جملة من الامور.
إضافة الى ذلك، ثمة مواضيع ناقشها الوفد مع أطراف اخرى خلال اليومين الماضيين، اذ ان لقاءه مع نائب الامين العام للجماعة الاسلامية د. ابراهيم المصري مثلا والذي لم يكن الاول من نوعه مع الجماعة، تناول مسألة الحركة الاسلامية في مختلف أنحاء العالم الاسلامي. وقد طرح الوفد إقامة علاقات سليمة مع العالم الاسلامي وبحث أوجه التناقض مع تلك الحركات وطرح تساؤلات في شأنها ركزت على هاجسي الارهاب والعنف.
وطرح الوفد الزائر ايضاً تساؤلات عن تاريخ المنطقة وتاريخ التطرف فيها، وردت الجماعة بأن <<لا مشكلة مع الشعب الاميركي ومؤسساته الاهلية بل ان المشكلة تتمثل في الادارة الاميركية المنحازة ضد المسلمين>> وهي القضية التي يبدو أن الوفد سمعها في لقاءاته كافة خلال زيارته.
ويضيف المصري ان <<أهم ما في اللقاء كان نقل وجهة نظرنا الى المجتمع الغربي وسماع وجهة النظر الاخرى، اذ من الاهمية بمكان معرفة الخصم عن طريق التحاور>>. ويشير الى لقاء شبيه عقدته الجماعة مع وفد غربي زار بيروت قبل نحو عامين اثر بدء حرب العراق <<وفر ايضا قناعات مشتركة جيدة مما يحصل على الساحة>>. أما عن إمكانية ان يتخذ الحوار طابعاً رسمياً في المستقبل، فيقول المصري <<هذا أمر جائز وعائد الى مواقف الادارة الاميركية حيالنا>>.