تويت
الإسلام على الطريقة الأمريكية!
د. خالد القحص
الإسلام على الطريقة الأمريكية!
كنت أظنها مزحة ثقيلة قيلت هكذا دون حساب، واخذت نصيبها من الابتسامات والتندر، ولكن يبدو اني كنت مخطئاً، وفي هذا الزمان المتغير باهله واحواله، اصبحنا نخطئ كثيراً!
فبحسب ما ذكرته شبكة «مسلم واك اب» فقد قامت دكتورة امريكية مسلمة تدعى «امينة عبد الودود» التي تشغل منصب استاذ الدراسات الاسلامية في قسم الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة «فرجينيا كومنولث»، لاول مرة في التاريخ الاسلامي، بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة صلاة مختلطة من الجنسين في احدى القاعات بالولايات المتحدة (الجمعة، 18 مارس) وتقول ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تؤم رجالاً وأقر ذلك، كما انه لا يوجد نص في الاسلام يحرم او يمنع امامة المرأة للرجال.
وتقول الدكتورة امينة عبد الودود (مؤلفة كتاب «المرأة والقرآن» الذي يتحدث عن اعادة النظر في طريقة تفسير نصوص الشريعة من «منظور نسائي») انه من حق المرأة المسلمة ان تكون اماماً للصلاة بالنساء والرجال في كل الصلوات، وترى الدكتورة امينة، ان المفهوم السائد لدى المسلمين على مدار تاريخ الاسلام من ان المرأة لا يجوز لها ان تكون اماماً في صلاة مختلطة تتضمن الرجال والنساء، هو مفهوم غير صحيح. كما ذكرت «الامام» امينة انها بعد ان اكملت البحث في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم تعثر على ما يشير الى ان المرأة المسلمة لا يجوز لها ان تكون اماماً في صلاة تضم الرجال والنساء. (انتهى الخبر، او النكتة السمجة ان شئت!).
ومما لا شك فيه ان عامة فقهاء المسلمين من السلف والخلف اجمعوا على ان «الذكورة» شرط من شروط الامامة في الصلاة، اذ لا تصح امامة النساء للرجال في الصلاة، كما لم تذكر كتب الاحاديث او الفقه ما يثبت انه حدث ان امرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون التي تلت ذلك قد قامت بالقاء خطبة الجمعة والصلاة في مسجد مختلط من الرجال والنساء! على الرغم من وجود صحابيات عالمات وفقيهات (بل اعلم من بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين) كعائشة وحفصة وفاطمة رضي الله عنهن!
فعليه لا يجوز للمرأة ان تصلي بالرجل، بدلالة ان الرجل اذا صلى وصلّت معه المرأة وجب عليها الرجوع في الصفوف الخلفية! بل ان صلاة المرأة في بيتها افضل لها من صلاتها في مسجدها.
يبدو ان هناك خطة امريكية لتشويه الخطاب الديني الاسلامي، وان هذه الامور تشبه ثورة ثقافية شرعية تقودها مؤسسات امريكية ومتأمركون عرب لكي تجعل كل ما هو ثابت ومقدس لدى المسلمين قابل للنقاش والتعاطي والاخذ والرد، فالحجاب ليس امراً مفروضا في الاسلام، بل هو عادة اجتماعية! والجهاد يعني فقط جهاد النفس لردعها عن الوقوع في الذنوب فقط، وامامة الصلاة وخطبة الجمعة ليست خاصة بالرجال، بل يجب ان تأخذ المرأة حقها وتتساوى مع الرجل لان الاسلام دين المساواة! وما دمنا نتحدث عن المساواة فيجب تغيير قانون الميراث الذي ينص على ان للذكر مثل حظ الانثيين، وهكذا حتى لا يبقى من الدين الا رسمه واسمه!
ان هذه المحاولات وغيرها التي قد تستند على بعض الاقوال الشاذة، وتخالف ما اجمع عليه فقهاء الامة، تهدف بالاساس الى زعزعة ثوابت الدين في نفوس المسلمين، بحيث يصبح الامر فيه مجال للنقاش! قد نرفضها نحن، ولكن الاجيال القادمة التي تتعرض الى كل محاولات التغريب، قد يبدو الامر منطقياً بالنسبة لها.
اننا نتمنى من علمائنا وفقهائنا الاكارم ان يكونوا على مستوى الحدث، وان يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية امام امتهم الاسلامية، وان ينظروا الى الصورة الكبيرة، فالمسأله ليست في فتوى واحدة في امر جزئي ليس من ورائه مصلحة عامة، بل انها امور متتالية وفتن متتابعات، وليال مدلهمات، فنسأل الله ان يحفظنا من ذلك كله، وان يرد المسلمين الى دينهم رداً جميلاً!
=========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
الإسلام على الطريقة الأمريكية!
كنت أظنها مزحة ثقيلة قيلت هكذا دون حساب، واخذت نصيبها من الابتسامات والتندر، ولكن يبدو اني كنت مخطئاً، وفي هذا الزمان المتغير باهله واحواله، اصبحنا نخطئ كثيراً!
فبحسب ما ذكرته شبكة «مسلم واك اب» فقد قامت دكتورة امريكية مسلمة تدعى «امينة عبد الودود» التي تشغل منصب استاذ الدراسات الاسلامية في قسم الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة «فرجينيا كومنولث»، لاول مرة في التاريخ الاسلامي، بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة صلاة مختلطة من الجنسين في احدى القاعات بالولايات المتحدة (الجمعة، 18 مارس) وتقول ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تؤم رجالاً وأقر ذلك، كما انه لا يوجد نص في الاسلام يحرم او يمنع امامة المرأة للرجال.
وتقول الدكتورة امينة عبد الودود (مؤلفة كتاب «المرأة والقرآن» الذي يتحدث عن اعادة النظر في طريقة تفسير نصوص الشريعة من «منظور نسائي») انه من حق المرأة المسلمة ان تكون اماماً للصلاة بالنساء والرجال في كل الصلوات، وترى الدكتورة امينة، ان المفهوم السائد لدى المسلمين على مدار تاريخ الاسلام من ان المرأة لا يجوز لها ان تكون اماماً في صلاة مختلطة تتضمن الرجال والنساء، هو مفهوم غير صحيح. كما ذكرت «الامام» امينة انها بعد ان اكملت البحث في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم تعثر على ما يشير الى ان المرأة المسلمة لا يجوز لها ان تكون اماماً في صلاة تضم الرجال والنساء. (انتهى الخبر، او النكتة السمجة ان شئت!).
ومما لا شك فيه ان عامة فقهاء المسلمين من السلف والخلف اجمعوا على ان «الذكورة» شرط من شروط الامامة في الصلاة، اذ لا تصح امامة النساء للرجال في الصلاة، كما لم تذكر كتب الاحاديث او الفقه ما يثبت انه حدث ان امرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون التي تلت ذلك قد قامت بالقاء خطبة الجمعة والصلاة في مسجد مختلط من الرجال والنساء! على الرغم من وجود صحابيات عالمات وفقيهات (بل اعلم من بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين) كعائشة وحفصة وفاطمة رضي الله عنهن!
فعليه لا يجوز للمرأة ان تصلي بالرجل، بدلالة ان الرجل اذا صلى وصلّت معه المرأة وجب عليها الرجوع في الصفوف الخلفية! بل ان صلاة المرأة في بيتها افضل لها من صلاتها في مسجدها.
يبدو ان هناك خطة امريكية لتشويه الخطاب الديني الاسلامي، وان هذه الامور تشبه ثورة ثقافية شرعية تقودها مؤسسات امريكية ومتأمركون عرب لكي تجعل كل ما هو ثابت ومقدس لدى المسلمين قابل للنقاش والتعاطي والاخذ والرد، فالحجاب ليس امراً مفروضا في الاسلام، بل هو عادة اجتماعية! والجهاد يعني فقط جهاد النفس لردعها عن الوقوع في الذنوب فقط، وامامة الصلاة وخطبة الجمعة ليست خاصة بالرجال، بل يجب ان تأخذ المرأة حقها وتتساوى مع الرجل لان الاسلام دين المساواة! وما دمنا نتحدث عن المساواة فيجب تغيير قانون الميراث الذي ينص على ان للذكر مثل حظ الانثيين، وهكذا حتى لا يبقى من الدين الا رسمه واسمه!
ان هذه المحاولات وغيرها التي قد تستند على بعض الاقوال الشاذة، وتخالف ما اجمع عليه فقهاء الامة، تهدف بالاساس الى زعزعة ثوابت الدين في نفوس المسلمين، بحيث يصبح الامر فيه مجال للنقاش! قد نرفضها نحن، ولكن الاجيال القادمة التي تتعرض الى كل محاولات التغريب، قد يبدو الامر منطقياً بالنسبة لها.
اننا نتمنى من علمائنا وفقهائنا الاكارم ان يكونوا على مستوى الحدث، وان يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية امام امتهم الاسلامية، وان ينظروا الى الصورة الكبيرة، فالمسأله ليست في فتوى واحدة في امر جزئي ليس من ورائه مصلحة عامة، بل انها امور متتالية وفتن متتابعات، وليال مدلهمات، فنسأل الله ان يحفظنا من ذلك كله، وان يرد المسلمين الى دينهم رداً جميلاً!
QAHAS@hotmail.com
=========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة