د. خالد القحص
الصلاة في ستار أكاديمي!!
في اولى حلقات برنامج ستار اكاديمي كان هناك اتصال هاتفي بين والدة احد المشاركين في البرنامج، ومن النصائح التي اسدتها الوالدة لابنها وهو يستعد للدخول في عالم ستار اكاديمي هي: «لا تنس الصلاة يا بني!» وتكرر نفس الامر مع والد احدى المشاركات في نفس البرنامج! لا شك ان نصيحة الوالدين لابنائهما بالحرص على الصلاة امر طيب ومحمود، ولكن يجب ان ننظر الى المسألة بشكل شمولي حتى لا يغدو الامر بالصلاة نكتة او قد تصل الى الاستهزاء بهذا الركن العظيم - لا سمح الله.
احد أهم المقاصد من وراء العبادات (بكل اشكالها) هو التقوى وتكريس الاخلاق وتنمية الشعور بمراقبة الله سبحانه وتعظيمه، وجولة سريعة في آيات واحاديث العبادات تخبرك بما اريد توصيله.
ان فساد برنامج ستار اكاديمي وما يحويه من ممارسات خاطئة وسلوكيات مبتذلة واختلاط مبالغ فيه بين الشباب والشابات (بحجة رعاية المواهب الموسيقية والفنية لدى الشباب العربي) امر لا يحتاج الى اثبات، لانه مرفوض منطقاً وعقلاً قبل ان يكون مرفوضاً دينياً واخلاقياً، لذا تصبح هذه البيئة غير صالحة لكي يؤدي الانسان عباداته التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليه، بل هي بيئة لا تشجع حتى على التفكير في الامور التعبدية (ناهيك عن ادائها بخشوع واطمئنان) لانها مبنية على كل شواغل القلب والعقل، واستثارة الغرائز وتمييع الاخلاق وتسطيح القيم بين الشباب العربي.
اردت من ذكر هذه المقدمة ان اوضح ان نصيحة تلك الام لولدها وذلك الاب لابنته بالحرص على الصلاة وهما في ستار اكاديمي هي نصيحة في غير محلها، لان المكان الذي ارسلا اليه ابنيهما لا يدعو الى الصلاة، ولا يحض على الاخلاق، ولا يشجع على الحشمة، ولا يكرس للقيم الفاضلة! وانا هنا اتكلم عن طبيعة البرنامج وليس عن الاشخاص المشاركين فيه، من حقي الحكم على اشخاص بعينهم، بل حكمي متعلق بالبرنامج وما نشاهده من سلوكيات وتصرفات لا يقبلها كل انسان سليم الفطرة راجح العقل.
اخشى ما اخشاه ان يتم تفريغ الدين من محتواه ومن مقاصده وغاياته، بحيث يغدو الاسلام مجرد شعائر ظاهرية لا عمق فيها، ولا تحمل اي بعد نفسي او اجتماعي او اقتصادي وغيرها من جوانب الحياة. لقد اصبحت الصلاة عند البعض مجرد اداء لحركات محددة بطريقة آلية، وغدا رمضان شيئاً من التر اث الشعبي وموسماً للفوازير والمسلسلات، والحج والعمرة موسماً للسفر و السياحة، والحجاب عادة اجتماعية خاضعة للموضة، وهكذا حتى شهدنا الاب يرسل ابنته وهي في لباس غير محتشم الى منزل يضم مجموعة من الشباب والفتيات، تحيط بهم الكاميرات من كل جانب، ويشاهدهم كل الوطن العربي، ومع ذلك لا ينسى ان يوصيها بأن تؤدي الصلاة في وقتها!! اي دين هذا الذي يحمل المتناقضات بين احكامه!! لا، بل نحن المتناقضون - اخوتي - وهذا الدين هو الصراط المستقيم، والله المستعان!
==========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
الصلاة في ستار أكاديمي!!
في اولى حلقات برنامج ستار اكاديمي كان هناك اتصال هاتفي بين والدة احد المشاركين في البرنامج، ومن النصائح التي اسدتها الوالدة لابنها وهو يستعد للدخول في عالم ستار اكاديمي هي: «لا تنس الصلاة يا بني!» وتكرر نفس الامر مع والد احدى المشاركات في نفس البرنامج! لا شك ان نصيحة الوالدين لابنائهما بالحرص على الصلاة امر طيب ومحمود، ولكن يجب ان ننظر الى المسألة بشكل شمولي حتى لا يغدو الامر بالصلاة نكتة او قد تصل الى الاستهزاء بهذا الركن العظيم - لا سمح الله.
احد أهم المقاصد من وراء العبادات (بكل اشكالها) هو التقوى وتكريس الاخلاق وتنمية الشعور بمراقبة الله سبحانه وتعظيمه، وجولة سريعة في آيات واحاديث العبادات تخبرك بما اريد توصيله.
ان فساد برنامج ستار اكاديمي وما يحويه من ممارسات خاطئة وسلوكيات مبتذلة واختلاط مبالغ فيه بين الشباب والشابات (بحجة رعاية المواهب الموسيقية والفنية لدى الشباب العربي) امر لا يحتاج الى اثبات، لانه مرفوض منطقاً وعقلاً قبل ان يكون مرفوضاً دينياً واخلاقياً، لذا تصبح هذه البيئة غير صالحة لكي يؤدي الانسان عباداته التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليه، بل هي بيئة لا تشجع حتى على التفكير في الامور التعبدية (ناهيك عن ادائها بخشوع واطمئنان) لانها مبنية على كل شواغل القلب والعقل، واستثارة الغرائز وتمييع الاخلاق وتسطيح القيم بين الشباب العربي.
اردت من ذكر هذه المقدمة ان اوضح ان نصيحة تلك الام لولدها وذلك الاب لابنته بالحرص على الصلاة وهما في ستار اكاديمي هي نصيحة في غير محلها، لان المكان الذي ارسلا اليه ابنيهما لا يدعو الى الصلاة، ولا يحض على الاخلاق، ولا يشجع على الحشمة، ولا يكرس للقيم الفاضلة! وانا هنا اتكلم عن طبيعة البرنامج وليس عن الاشخاص المشاركين فيه، من حقي الحكم على اشخاص بعينهم، بل حكمي متعلق بالبرنامج وما نشاهده من سلوكيات وتصرفات لا يقبلها كل انسان سليم الفطرة راجح العقل.
اخشى ما اخشاه ان يتم تفريغ الدين من محتواه ومن مقاصده وغاياته، بحيث يغدو الاسلام مجرد شعائر ظاهرية لا عمق فيها، ولا تحمل اي بعد نفسي او اجتماعي او اقتصادي وغيرها من جوانب الحياة. لقد اصبحت الصلاة عند البعض مجرد اداء لحركات محددة بطريقة آلية، وغدا رمضان شيئاً من التر اث الشعبي وموسماً للفوازير والمسلسلات، والحج والعمرة موسماً للسفر و السياحة، والحجاب عادة اجتماعية خاضعة للموضة، وهكذا حتى شهدنا الاب يرسل ابنته وهي في لباس غير محتشم الى منزل يضم مجموعة من الشباب والفتيات، تحيط بهم الكاميرات من كل جانب، ويشاهدهم كل الوطن العربي، ومع ذلك لا ينسى ان يوصيها بأن تؤدي الصلاة في وقتها!! اي دين هذا الذي يحمل المتناقضات بين احكامه!! لا، بل نحن المتناقضون - اخوتي - وهذا الدين هو الصراط المستقيم، والله المستعان!
QAHAS@hotmail.com
==========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
تعليق