د. خالد القحص
شخص بخمسة عقول!
لكل واحد منا عقل واحد يستخدمه في تسيير امور حياته، ويستعمله في المواقف والمشكلات التي تعترضه! بل ان بعض الاشخاص يهبه الله سبحانه عقلا راجحا وذهنا وقادا، ولكن لا يستخدمه فيما يصلح شأنه ويرفع من منزلته! ولكن ما رأيك عزيزي القارىء في الحصول على خمسة عقول او ربما اكثر، ودون ان تخسر شيئا او تضيف اعباء جديدة عليك؟!! لعلك في لهفة وشوق لمعرفة ذلك، اذن اسمع مني رعاك الله!
الحياة عبارة عن تجارب متتابعة وخبرات متراكمة، وكلما كثرت خبرات الشخص وتعددت تجاربه (إضافة الى عقل نقاد) أصبح لرأيه وزن ولنصحه قيمة ولاستشارته معنى. بعضنا للاسف يحاول ان يبدأ من الصفر في كل شيء، ويحاول ان يعيد اختراع العجلة في كل شأن، ويرغب في ان يجرب كل مسألة حتى يتعلم بنفسه ويتأكد من النتيجة! وهذا الامر ظاهره والرحمة وباطنه العذاب، لأن الانسان قد يذهب حياته سدى وهو يخرج من فشل الى فشل، ومن تجربة سيئة الى اخرى، والى ان يتعلم الدرس ويفهم القضية ولكن بعد خراب مالطا!
ليس هناك حاجة في ان يضيع الشخص حياته في التجربة والمحاولة في كل أمر! انا لا ادعو الى عدم التجربة والى عدم المحاولة بل على العكس! انني ادعو الى ان نستشير عقول الاشخاص الذين جربوا ما نود ان نجربه، ووصلوا الى نهاية الطريق! بامكاننا ان نوفر على انفسنا الكثير من الجهد والوقت والمال. لو اننا توقفنا للحظة وسألنا شخصا اكثر منا تجربة وخبرة في شان معين! لماذا عندما ندخل مدينة جديدة علينا او مجمعا تجاريا ونريد ان نصل الى مكان محدد، نخجل من السؤال ونبدأ في «لف كل الشوارع» او صعود كل الطوابق التجارية وبعد ان نكون قد أضعنا اليوم او نالنا الارهاق والتعب، نفكر في السؤال! هذا ما اعنيه في الحصول على خمسة عقول او ربما اكثر!
يأتيني بعض الطلبة بعد ان يكونوا أمضوا عاما جامعيا، ويبدؤون بالشكوى عما تعرضوا له من مشكلات في التسجيل او حضور بعض المقررات غير المطلوبة في تخصصهم، وعندما أسألهم: هل استشرتم عمادة القبول والتسجيل؟ يقولون: لا لم نتوقع ان يحدث هذا!! لماذا يستنكف احدنا ان يسأل وان يستشير وان «يستعير» عقول الرجال؟! الحياة اسهل مما نتصور، ولكن علينا قبل ان نخطو خطوة واحدة (خاصة اذا كانت مصيرية) ان نسأل اهل الذكر واهل الخبرة!
لذا من اراد ان يتخصص في علم معين ان يسأل اهل الثقة، ومن اراد ان يدخل في العمل الخاص فعليه ان يشاور احدا ما، وهكذا في كل مناحي الحياة، ومن خلال خبرتي البسيطة، الناس بشكل عام متعاونون ويحبون ان يسدوا النصح والمشورة الى الاخرين، وبالمجان! اللمهم ان تعرف من تشاور ومتى تشاور، وما خاب من استخار وما ندم من استشار، والتوفيق بيد الله سبحانه.
=========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
شخص بخمسة عقول!
لكل واحد منا عقل واحد يستخدمه في تسيير امور حياته، ويستعمله في المواقف والمشكلات التي تعترضه! بل ان بعض الاشخاص يهبه الله سبحانه عقلا راجحا وذهنا وقادا، ولكن لا يستخدمه فيما يصلح شأنه ويرفع من منزلته! ولكن ما رأيك عزيزي القارىء في الحصول على خمسة عقول او ربما اكثر، ودون ان تخسر شيئا او تضيف اعباء جديدة عليك؟!! لعلك في لهفة وشوق لمعرفة ذلك، اذن اسمع مني رعاك الله!
الحياة عبارة عن تجارب متتابعة وخبرات متراكمة، وكلما كثرت خبرات الشخص وتعددت تجاربه (إضافة الى عقل نقاد) أصبح لرأيه وزن ولنصحه قيمة ولاستشارته معنى. بعضنا للاسف يحاول ان يبدأ من الصفر في كل شيء، ويحاول ان يعيد اختراع العجلة في كل شأن، ويرغب في ان يجرب كل مسألة حتى يتعلم بنفسه ويتأكد من النتيجة! وهذا الامر ظاهره والرحمة وباطنه العذاب، لأن الانسان قد يذهب حياته سدى وهو يخرج من فشل الى فشل، ومن تجربة سيئة الى اخرى، والى ان يتعلم الدرس ويفهم القضية ولكن بعد خراب مالطا!
ليس هناك حاجة في ان يضيع الشخص حياته في التجربة والمحاولة في كل أمر! انا لا ادعو الى عدم التجربة والى عدم المحاولة بل على العكس! انني ادعو الى ان نستشير عقول الاشخاص الذين جربوا ما نود ان نجربه، ووصلوا الى نهاية الطريق! بامكاننا ان نوفر على انفسنا الكثير من الجهد والوقت والمال. لو اننا توقفنا للحظة وسألنا شخصا اكثر منا تجربة وخبرة في شان معين! لماذا عندما ندخل مدينة جديدة علينا او مجمعا تجاريا ونريد ان نصل الى مكان محدد، نخجل من السؤال ونبدأ في «لف كل الشوارع» او صعود كل الطوابق التجارية وبعد ان نكون قد أضعنا اليوم او نالنا الارهاق والتعب، نفكر في السؤال! هذا ما اعنيه في الحصول على خمسة عقول او ربما اكثر!
يأتيني بعض الطلبة بعد ان يكونوا أمضوا عاما جامعيا، ويبدؤون بالشكوى عما تعرضوا له من مشكلات في التسجيل او حضور بعض المقررات غير المطلوبة في تخصصهم، وعندما أسألهم: هل استشرتم عمادة القبول والتسجيل؟ يقولون: لا لم نتوقع ان يحدث هذا!! لماذا يستنكف احدنا ان يسأل وان يستشير وان «يستعير» عقول الرجال؟! الحياة اسهل مما نتصور، ولكن علينا قبل ان نخطو خطوة واحدة (خاصة اذا كانت مصيرية) ان نسأل اهل الذكر واهل الخبرة!
لذا من اراد ان يتخصص في علم معين ان يسأل اهل الثقة، ومن اراد ان يدخل في العمل الخاص فعليه ان يشاور احدا ما، وهكذا في كل مناحي الحياة، ومن خلال خبرتي البسيطة، الناس بشكل عام متعاونون ويحبون ان يسدوا النصح والمشورة الى الاخرين، وبالمجان! اللمهم ان تعرف من تشاور ومتى تشاور، وما خاب من استخار وما ندم من استشار، والتوفيق بيد الله سبحانه.
QAHAS@hotmail.com
=========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة