بسمه تعالى
السلام عليكم
يجتاز الصفائح بريق الحق ليحيلها إلى معادلة بسيطة من الدرجة
ألأولى فتتكشف عن عدم كونها معادلة لما فيها من صورية المعادلة
وبشفافية التخاطب فيما يتعاطاه العقل الواعد والباحث عن الحق
بحق البحث ليرتمي فيما يسوقه إليه الدليل والإثباتات النوعية فضلا
عن الشخصية حيث تتكشف ألأقنعة عن قدسية سرابية عاشت
الحلم الهش على مدى مئآت السنين
حيث كانت تشعل سعف النخل ليضيء بناره فيزور إلى نور
في ظل غياب الطروس فيعض ألأثيم بانيابه ليخبر بأن النار نور
إنبثقت من وجه وضاء أضاء
وإذا ما لاح ببصرك رأيت مسخا من القرد أو الخنزير
نعم هذا هو حال التأريخ الذي تغير مساره بفقد ألأمان السماوي
قال تعالى :
{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (33) سورة الأنفال
فكان رسول البشرية مانع عن العذاب
ولكن حيث لابقاء في هذه الدنيا وإنما هي دار فناء فالكل هالك
إلا وجهه
وبانتقاله صلى الله عليه وآله بدأ العد التنازلي للردة والإنقلاب
قال تعالى :
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران
نعم إنتقل إلى الرفيق ألأعلى
فظهر ما جاش في صدور القوم وبدت الضغائن والدفائن حتى
بانت الكراهية لبضعة المصطفى عليها السلام فمنعت حقها
تبعا لضياع الخلافة الربانية إلا أن القوم لم يألوا جهدا في ذلك
فسطر تأريخهم ألأسود سوء سريرتهم وألأسود من أعمالهم
ولما كان جملة من القوم لم يكن لهم بصيرة في الدين أسدلوا
عليها الحجاب ومنعوا البحث وأغلقوا الباب
ويأبى الله إلا أن يتم نوره
ومن تلكم المفردات التأريخية العلاقة الوثيقة والمتنامية بين أبي بكر
وحقده على ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله بدءا من الخلافة
وغصب فدك ومنع ألأرث وغير ذلك
فهذا الرجل كان يفتعل الحدث ويحدث بالإفتعال
فمن حقده على الذرية الطهارة والعترة النبوية
أنه كان يمنعهم ماكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يصلهم به ومع ذلك وبكل وقاحة كان يدعي أنه يعمل بما كان رسول الله
صلى الله عليه وآله يعمل به ولنرى كل من ألأمرين
فالأمر ألأول
قد منع فاطمة عليها السلام حقها وادعى أن ذلك فعل رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو يفعل كفعله وهذا ما يحدثنا به البخاري
صحيح البخاري ج: 3 ص: 1126
2926حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ قَالَتْ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ وَقَالَ لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ وَقَالَ هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ {وآله}وَسَلَّمَ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ قَالَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ قَالَ أَبمو عَبْد اللَّهِ اعْتَرَاكَ افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُهُ فَأَصَبْتُهُ وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي *
ومورد الشاهد من كلامه هو قوله
{ فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ}
فهاهو يدعي أنه يعمل بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله
ويخاف من المخالفة له أن يزيغ عن أمره
فهل كان كذلك ؟؟؟
هذا مايحدثنا به أهل السنة والجماعة وأنه كان يخالف رسول الله
صلى الله عليه وآله
فقد ذكر ذلك إبن داود حيث قال :
سنن أبي داود ج: 3 ص: 145
29785 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ جَاءَ هُوَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَسَمَ مِنَ الْخُمُسِ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا وَقَرَابَتُنَا وَقَرَابَتُهُمْ مِنْكَ وَاحِدَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ قَالَ جُبَيْرٌ وَلَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ قَالَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ{وآلهْ} وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ{وآله} وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ قَالَ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْطِيهِمْ مِنْهُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ *
نعم لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله
سنن أبي داود ج: 3 ص: 145
2979 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ قَالَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ{وآله} وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُعْطِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ {وآله}وَسَلَّمَ وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُ مِنْهُمْ *
وقد ذكر ذلك أحمد في مسنده أيضا
مسند أحمد ج: 4 ص: 83
قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْسِمْ لِعَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ{وآله} وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ{وآله} وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ وَكَانَ عُمَرُ رَضِي اللَّهم عَنْهم يُعْطِيهِمْ وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُ
وذكره البيهقي أيضا في سننه
سنن البيهقي الكبرى ج: 6 ص: 342
12737 ففيما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ح وثنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري قالا أخبرني سعيد بن المسيب قال أخبرني جبير بن مطعم ثم أنه جاء هو وعثمان بن عفان ... يكلمان رسول الله صلى الله عليه{وآله} وسلم فيما قسم من الخمس بين بني هاشم وبني المطلب فقلت يا رسول الله قسمت لاخواننا بني المطلب ولم تعطنا شيئا وقرابتنا واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قال جبير ولم يقسم لبني شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب قال وكان أبو بكر ... يقسم الخمس نحو قسم رسول الله غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه{وآله} وسلم ما كان النبي صلى الله عليه{وآله} وسلم يعطيهم منه
نعم لقد خرج هذا الحديث جملة من أعلام أهل السنة والجماعة
واتفقوا على أن أبابكر لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى
الله عليه وآله
فكيف يدعي في حديث البخاري ويقول
{ فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ}
فهاهو قد ترك شيئا من أمره وزاغ
وبفعله قد خالف القرآن
قال تعالى :
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} (23) سورة الشورى
فهل تركه لصلتهم من المودة في القربى ؟؟؟؟
ولماذا لم يعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟؟؟
إنها الكراهية والحقد الدفين والبغض لرسول الله صلى الله عليه
وآله
وأخير نلزمه بقوله فإنه قد زاغ كما في البخاري وليس بدعاً
تعليق