منقول
(دفتر الحياة)
كنت جالسة فى إحدى الأتوبيسات المتوجهة الى جامعتى وكنت أفكر فى دراستى من حلقات البنزين والروابط الكيميائية الى ميكروسكوبات العقاقير والتجارب الصيدلانية وبينما أنا أفكر فى كل ذلك سمعت صوت تمزيق أوراق فنظرت بجانبى فوجدت شيخا عجوزا يحمل دفترا ويقوم بتقطيع أوراقه واحدة تلو الآخرى ثم يلقى بها من النافذة يقرأ بعض الأوراق ثم يقبلها ثم يضحك ويلقى بها من النافذة وبعض الأوراق لا يقرأها ويقطعها قطعا صغيرة لاتعرف بعضها البعض ثم يبكى ويلقى بها من النافذة فحدقت النظر فيه فقد كان منظره غريبا حتى إننى قد شعرت أنه شخص مختل عقليا أو به مس من الجنون حتى لاحظ أننى أنظر إليه نظرة غريبة فأدرت رأسى لعله يكون مجنونا وأوهمته أننى لا أعيره أى إهتمام ولكنه ظل يقطع الأوراق وقلبى ينتفض داخل صدرى والسؤال يتأرجح فى رأسى ما الذى يفعله ذلك الرجل غريب الأطوار حتى لاحظت أنه توقف عن تمزيق الأوراق فنظرت إليه فوجدت الدفتر أصبح فارغاً لم يبقى منه سوى الغلاف فطواه على بعضه ونظر إلىِّ وإبتسم فأدرت رأسى مسرعة وكم تمنيت فى هذه اللحظة أننى لم أركب هذا الأتوبيس أو أهبط منه وأكمل سيرا على الأقدام وفجأة سمعته يقول لى ياإبنتى!!! فحاولت أن أتجاهله وكأننى لم أسمع وتملك الخوف منى لا أعرف ماذا أفعل !؟فقالها ثانية :ياإبنتى! فنظرت إليه فقال لى :خذى هذا الدفتر ووضعه على حقيبتى ثم قال للسائق سأهبط فى هذه المحطة وأكملت الطريق وقد حلت الدهشة محل خوفى وأمسكت الدفتر وفتحته فلم أجد سوى غلاف الدفتر وقد كتب عليه: هذه هى الحياة وما نحن فيها إلا أوراق بيضاء منا من كتب فى ورقته عبارات مفيدة يتعلم منها الآخرين وتظل رمزاً فى قلوبهم ومرجعا لهم ومنا من لم يقدر أن يمسك بالقلم فترك صفحته كما هى فلن يذكره أحد يوماً ما ومنا من أمسك بالقلم ولكن لم يعرف الكتابة فلم يترك أثراً فى نفوس الآخرين لأن صفحته كانت مبهمة فلم تلفت نظر أحد ولو حتى طفل صغير وفى النهاية كل الأوراق تجتث من بين جنبات الدفتر وغلافى الدفتر هما السماء والأرض فعندما تنتهى كل أوراق الدفتر سينطوى غلافيه على بعضهما فأدركت أن الشيخ حكيم فى زمن الجنون المبين فكادت الحيرة تقتلنى ترى من أى الأنواع ورقتى!؟ وبما أن نهاية كل الأوراق واحدة فلما لا تترك ورقتى بصمة فى قلوب الآخرين !!!!؟ فنظرت بجانبى فوجدت طفلاً يجلس على قدمى أمه لا يتعدى الثلاث سنين ينظر للدفتر ويحاول الإمساك به فإبتسمت إليه إبتسامة أمل وكانت محطتى التىسأهبط فيها قد جاءت فقبلت الطفل وأعطيت الدفتر لأمه وأخبرتها أن تعطيه له عندما يمسك بالقلم ويتعلم حروف الهجاء لعله يكون ورقة مفيدة بين جناحى دفتر الحياة .......................
(دفتر الحياة)
كنت جالسة فى إحدى الأتوبيسات المتوجهة الى جامعتى وكنت أفكر فى دراستى من حلقات البنزين والروابط الكيميائية الى ميكروسكوبات العقاقير والتجارب الصيدلانية وبينما أنا أفكر فى كل ذلك سمعت صوت تمزيق أوراق فنظرت بجانبى فوجدت شيخا عجوزا يحمل دفترا ويقوم بتقطيع أوراقه واحدة تلو الآخرى ثم يلقى بها من النافذة يقرأ بعض الأوراق ثم يقبلها ثم يضحك ويلقى بها من النافذة وبعض الأوراق لا يقرأها ويقطعها قطعا صغيرة لاتعرف بعضها البعض ثم يبكى ويلقى بها من النافذة فحدقت النظر فيه فقد كان منظره غريبا حتى إننى قد شعرت أنه شخص مختل عقليا أو به مس من الجنون حتى لاحظ أننى أنظر إليه نظرة غريبة فأدرت رأسى لعله يكون مجنونا وأوهمته أننى لا أعيره أى إهتمام ولكنه ظل يقطع الأوراق وقلبى ينتفض داخل صدرى والسؤال يتأرجح فى رأسى ما الذى يفعله ذلك الرجل غريب الأطوار حتى لاحظت أنه توقف عن تمزيق الأوراق فنظرت إليه فوجدت الدفتر أصبح فارغاً لم يبقى منه سوى الغلاف فطواه على بعضه ونظر إلىِّ وإبتسم فأدرت رأسى مسرعة وكم تمنيت فى هذه اللحظة أننى لم أركب هذا الأتوبيس أو أهبط منه وأكمل سيرا على الأقدام وفجأة سمعته يقول لى ياإبنتى!!! فحاولت أن أتجاهله وكأننى لم أسمع وتملك الخوف منى لا أعرف ماذا أفعل !؟فقالها ثانية :ياإبنتى! فنظرت إليه فقال لى :خذى هذا الدفتر ووضعه على حقيبتى ثم قال للسائق سأهبط فى هذه المحطة وأكملت الطريق وقد حلت الدهشة محل خوفى وأمسكت الدفتر وفتحته فلم أجد سوى غلاف الدفتر وقد كتب عليه: هذه هى الحياة وما نحن فيها إلا أوراق بيضاء منا من كتب فى ورقته عبارات مفيدة يتعلم منها الآخرين وتظل رمزاً فى قلوبهم ومرجعا لهم ومنا من لم يقدر أن يمسك بالقلم فترك صفحته كما هى فلن يذكره أحد يوماً ما ومنا من أمسك بالقلم ولكن لم يعرف الكتابة فلم يترك أثراً فى نفوس الآخرين لأن صفحته كانت مبهمة فلم تلفت نظر أحد ولو حتى طفل صغير وفى النهاية كل الأوراق تجتث من بين جنبات الدفتر وغلافى الدفتر هما السماء والأرض فعندما تنتهى كل أوراق الدفتر سينطوى غلافيه على بعضهما فأدركت أن الشيخ حكيم فى زمن الجنون المبين فكادت الحيرة تقتلنى ترى من أى الأنواع ورقتى!؟ وبما أن نهاية كل الأوراق واحدة فلما لا تترك ورقتى بصمة فى قلوب الآخرين !!!!؟ فنظرت بجانبى فوجدت طفلاً يجلس على قدمى أمه لا يتعدى الثلاث سنين ينظر للدفتر ويحاول الإمساك به فإبتسمت إليه إبتسامة أمل وكانت محطتى التىسأهبط فيها قد جاءت فقبلت الطفل وأعطيت الدفتر لأمه وأخبرتها أن تعطيه له عندما يمسك بالقلم ويتعلم حروف الهجاء لعله يكون ورقة مفيدة بين جناحى دفتر الحياة .......................
تعليق