إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اضحك مع القاضي ...وتعلم التجسيم او التوحيدمن الحنابلة !!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اضحك مع القاضي ...وتعلم التجسيم او التوحيدمن الحنابلة !!!!

    التَّحْذِيْرَات

    مِنْ كِتَاب
    "إِبْطَالِ التَّأْوِيْلاَت"



    تأليف
    الأخ الأزهري
    عفا الله عنه
    مشرف روض الرياحين
    1422هـ ـ 2001م


    ( انظركيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا )

    50/ النساء .

    ==========

    ( ما قدروا الله حق قدره ، إن الله لقوي عزيز ) 74/ الحج .

    ==========

    ( فلا تضربوا لله الأمثال ، إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )

    74 / النحل .

    ==========

    ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

    11/ الشورى .

    ==========

    ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )

    الصافات / 180 ـ 182 .



    [ المقدمة ]

    الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وصفوة الخلق أجمعين ، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين ، وأصحابه المجاهدين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد ..

    فقد زرت ذات يوم إحدى المكتبات المعروفة ببلدنا الخليجية ، والتي تحرص على استحضار كل جديد وهام من كتب أهل الحديث والأثر أعلى الله منارهم وثبت بحوله أركانهم ، فبينما كنت أُطَوِّف النظر في نفائسها ، وأقلب البصر في طرائفها ، إذ أفزعني عنوان كتاب لطالما سمعنا بذمه وقرأنا عن فضائحه في بطون الكتب دون أن نراه ، حتى كنا نشك في صحة ما ينقل عنه من أقوال فاسدة ، وعقائد كاسدة ، ونقول : لا وجود لكتاب كهذا ، وهو كتاب (( إبطال التأويلات لأخبار الصفات )) تأليف القاضي أبي يعلى ( 1 ) محمد ابن الحسين بن الفراء الحنبلي المتوفى سنة ( 458هـ ) ، حتى رأيناه الآن ، فقرأته لأزداد يقينا بصدق ما قاله أهل العلم عنه ؟؟ ولما علم بأمر هذا الكتاب بعض الفضلاء ممن عندهم محبة لمنهج السلف وغيرة عليه ، طلب مني أن أكتب كلمات كاشفات لما فيه من مسائل التجسيم والتشبيه ، على سبيل الاختصار ، ليعرضها على من له يد في نشره من باب المناصحة في الدين ، ولما كان الفاضل المذكور غير متهم عند الناشر أيضا ، ولا بظنين لديهم ، رأيت إسعافه بذلك فرض عين عَلَيّ ، عساه يفلح في كفهم عن نشره ، وإقناعهم بعدم خيره بل بكثرة شره ، وقبل أن يفتتن بما فيه بعض الجهال ( 2 ) ممن ضعفت مناعتهم عن مقاومة مسائل التشبيه ، وقبل أن يهجم البعض عليه بالترجمة إلى اللغات الأجنبية ( 3 ) فيصل إلى أسواق الغرب فيكون سبة وفضيحة للإسلام ما بعدها فضيحة ، وسميت هذا المختصر بـ( التحذيرات من كتاب إبطال التأويلات ) ، والله الموفق .

    [ الكتاب وتاريخه ]



    صنف أبو يعلى كتابه هذا في أوائل القرن الخامس الهجري في بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية ، لكن الكتاب ما شاع وذاع خبره إلا سنة ( 429هـ ) لما ضج علماء بغداد لظهور هذا الكتاب ولافتتان بعض الجهال بما فيه ، وقد سجل الإمام المؤرخ ابن الأثير في كتابه الشهير ( الكامل في التاريخ ) 8/16 هذه الواقعة في أحداث سنة ( 429هـ ) فقال :

    (( وفيها أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم ، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع المنصور ، وتكلم في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا )) اهـ .

    ولا شك أن هذه الحادثة ما كانت إلا بسبب انتشار كتاب أبي يعلى المسمى بـ( إبطال التأويلات ) ، واغترار بعض الجهال بما فيه ، واطلع العلماء عليه فضجوا واستنكروا ، وصارت فتنة اقتضت تدخل الخليفة القائم بأمر الله العباسي لتسكينها بمساعدة أبي الحسن القزويني الزاهد الشافعي ( 1 ) المقبول من جميع الطوائف ، وقد أخرج القائم بأمر الله عقيدة والده الخليفة القادر بالله وهي عقيدة طيبة مختصرة نافعة ساقها ابن الجوزي في ( المنتظم ) بطولها ، ووَقَّعَ عليها العلماء وسكنت الفتنة .

    ويجمل بنا هنا أن نسوق الحادثة أيضا من ( طبقات الحنابلة ) لأبي الحسين بن أبي يعلى وهو يتحدث عن أبيه مؤلف ( إبطال التأويلات ) ، قال 2/197 :

    (( وقد كان حضر الوالد السعيد قدس الله روحه في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة في دار الخلافة في أيام القائم بأمر الله رضوان الله عليه مع الجم الغفير والعدد الكثير من أهل العلم وكان صحبته الشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني ، لفساد قول جرى من المخالفين لما شاع من قراءة كتاب ( إبطال التأويلات ) فخرج إلى الوالد السعيد من الإمام القائم بأمر الله رضوان الله عليهم : الاعتقادُ القادري في ذلك بما يعتقد الوالد السعيد ، وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب ( إبطال التأويلات ) ليتأمل فأعيد إلى الوالد ، وشكر له تصانيفه .. )) اهـ كلام ولده ، وفيه تلطف معذور .

    أما الذهبي فقد ذكر الحادثة في ( سير أعلام النبلاء ) 18/90 في ترجمة أبي يعلى فقال :

    (( وجمع كتاب ( إبطال تأويل الصفات ) فقاموا عليه لما فيه من الواهي والموضوع ، فخرج إلى العلماء من القادر بالله المعتقد الذي جمعه ، وحُمِل إلى القادر كتاب ( إبطال التأويل ) فأعجبه ، وجرت أمور وفتن نسأل الله العافية ، ثم أصلح بين الفريقين الوزير علي بن المسلمة .. )) اهـ ( 1 ) .



    والحاصل أن الخليفة ألزم أبا يعلى بالتوقيع على العقيدة القادرية المعترف بها بأسلوب لطيف يليق بعالم مثله في وظيفة القضاء ، وشاركه في ذلك جمع من العلماء الشافعية لئلا يستنكف عن التوقيع ، لكن توقيعه هذا لا يعني أكثر من كفه عن قراءة كتابه علانية بين عامة الناس ، أما هل رجع في باطن الأمر عن كتابه هذا أم لا ؟ مسألة بحث ونظر ، وباب حسن الظن واسع ( 2 ) لكن الكتاب بقي متداولا في بغداد بين بعض الحشوية من أصحاب أبي يعلى ، ووقف عليه غير واحد من العلماء الكبار من أهل مذهبه ومن غيرهم ، وبسبب عدم ظهور رجوع صريح لأبي يعلى عن هذا الكتاب فقد تباينت واختلفت مواقف العلماء من أبي يعلى ، خاصة وهم يرون استدلال بعض الحشوية بهذا الكتاب ، وبعض أهل مذهبه صار أشد حنقا عليه من غيرهم ، غيرة منهم على مذهبهم أن يعيبه الناس بسبب أبي يعلى وكتابه المقيت .

    قال ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) في أحداث سنة ( 459هـ ) حيث كانت وفاة أبي يعلى :

    (( وفي شهر رمضان منها توفي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي ، ومولده سنة ثمانين وثلاثمائة ، وعنه انتشر مذهب أحمد رضي الله عنه ، وكان إليه قضاء الحريم ببغداد بدار الخلافة ، وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض ، تعالى الله عن ذلك .. )) اهـ .



    [
    size=2]وقد قال فيه معاصره أبو محمد رزق الله الحنبلي ( 1 ) شيخ الحنابلة ورئيسهم في بغداد ، ما لفظه : (( لقد شان المذهب شينا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة ))[/size] اهـ كما في ( دفع شبه التشبيه ) لابن الجوزي ص10 ، والعبارة عند سبط ابن الجوزي في ( مرآة الزمان ) بلفظ أقبح : (( لقد بال أبو يعلى على الحنابلة بولة لا يغسلها ماء البحر )) اهـ نقلا من ( السيف الصقيل ) ص148 ، وهي عند ابن الأثير في ( الكامل ) 8/104 أشنع لفظا : (( لقد خري أبو يعلى على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء )) اهـ ، كل هذا بسبب الكتاب المذكور
    .

    وقد بقي هذا الكتاب مثار فتن ، وحجة تستغل للتشنيع على الحنابلة ، كما حدث في سنة ( 475هـ ) ، قال ابن الأثير في الكامل في أحداث هذه السنة :

    (( وَرَدَ إلى بغداد هذه السنة الشريف أبو القاسم البكري المغربي الواعظ ( 2 ) وكان أشعري المذهب ، وكان قد قصد نظام الملك فأحبه ومال إليه وسيره إلى بغداد وأجرى عليه الجراية الوافرة ، فوعظ بالمدرسة النظامية وكان يذكر الحنابلة ويعيبهم ويقول : ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ، والله ما كفر أحمد ولكن أصحابه كفروا ) ثم إنه قصد يوما دار قاضي القضاة أبي عبدالله الدامغاني بنهر القلائين فجرى بين بعض أصحابه وبين قوم من الحنابلة مشاجرة أدت إلى الفتنة وكثر جمعه فكبس دُور بني الفراء وأخذ كتبهم ، وأخذ منها كتاب الصفات لأبي يعلى ، فكان يُقرأ بين يديه وهو جالس على الكرسي للوعظ فيشنع به عليهم ، وجرى له معهم خصومات وفتن ولُقِّبَ البكريُّ من الديوان بعَلَم السُّنَّة ، ومات ببغداد ودفن عند قبر أبي الحسن الأشعري )) اهـ .



    فترى أن هذا الواعظ قد جعل ما في هذا الكتاب حجة له فيما ذهب إليه من الطعن والتشنيع ، وأن الحنابلة قد فتحوا على أنفسهم بابا يُتوسل من خلاله للطعن عليهم ، وقد كانوا في غنى عن مثل هذا ، مما يدل دلالة واضحة على أن هذا الكتاب كان له أثر كبير في إثارة الفتن وتأجيجها ، حتى جاوز خبرها بلاد المشرق إلى بلاد المغرب .



    قال الإمام الحافظ أبوبكر بن العربي المالكي الأندلسي في كتابه الشهير ( 1 ) ( العواصم من القواصم ) ص209 :

    (( .. وأخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء رئيس الحنابلة ببغداد كان يقول إذا ذكر الله تعالى وما ورد من هذه الظواهر في صفاته يقول : ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة !! .. )) اهـ ( 2 ) .

    وهذا القول لا يخلو من حاصل ، وسترى أن كتاب ( إبطال التأويلات ) فيه ما يُصَدق هذا القول ويشهد له .

    ثم جاء دور الإمام الشهير الحافظ أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي الحنبلي ليذب عن مذهبه ويبرأ إمامه من أكاذيب الدجالين ، ويصنف في الأخبار الموضوعة ويحذر الناس منها بهمة عالية لم تُعهد ، وشن حربا شعواء على كتاب ( إبطال التأويلات ) ورفع عن الحنابلة عارا وشنارا دام دهرا ، فاستطاع أن يمحوه محوا بحيث يحق للحنابلة أن يفتخروا بمثله ، فصنف كتابه الجليل ( دفع شبه التشبيه بأكف التنـزيه ) الذي صار مسمارا في حلوق المجسمة ، ولا يُعرف في الحنابلة أشد وأصلب منه في مواجهة هذه البدعة ، وكتابه كله في الرد على فضائح أبي يعلى ومن شابهه من شيوخه أو تلاميذه فنكتفي بما يفي ، قال رحمه الله تعالى :

    (( ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ، وانتدب للتصنيف ثلاثة : أبو عبدالله بن حامد ، وصاحبه القاضي أبو يعلى ، وابن الزاغوني ، فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات ، وعينين ، وفما ولهوات وأضراسا ، وأضواء لوجهه هي السبحات ، ويدين وأصابع وكفا وخنصرا وإبهاما وصدرا وفخذا ( 1 ) وساقين ورجلين وقالوا : ما سمعنا بذكر الرأس !! وقالوا : يجوز أن يَمَسَّ ويُمَسَّ !! ويدني العبد من ذاته وقال بعضهم : ويتنفس ، ثم إنهم يرضون العوام بقولهم : لا كما يُعقل ! .. )) اهـ من أوله ص7_ 8 ط الكليات الأزهرية .

    وقال في آخره :

    (( ولما علم بكتابي هذا جماعة من الجهال ، لم يعجبهم لأنهم أَلِفُوا كلام رؤسائهم المجسمة فقالوا : ليس هذا المذهب . قلت : ليس مذهبكم ولا مذهب من قلدتم من أشياخكم ، فقد نزهت مذهب الإمام أحمد ، ونفيت عنه كذب المنقولات ، وهذيان المقولات ، غير مقلد فيما أعتقده .. )) اهـ من ص67 .

    وهذا كتاب عظيم نافع في الدفاع عن الحنابلة ونفي التشبيه عنهم ، ورحم الله ابن الجوزي الذي لم يحاب أحدا في الحق .

    وجاء ابن تيمية فأكد على احتواء كتابه على الأخبار الباطلة فقال عنه في ( درء تعارض العقل والنقل ) 5/237ـ238 :

    (( .. وهو وإن أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه ، وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة ، كحديث قعود الرسولe على العرش ، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة ، وهي كلها موضوعة .. ولهذا وغيره تكلم رزق الله التميمي وغيره من أصحاب أحمد في تصنيف القاضي أبي يعلى لهذا الكتاب بكلام غليظ ( 1 ) ، وشنع عليه أعداؤه بأشياء هو منها بريء ، كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب .. مع أن هؤلاء وإن كانوا نقلوا عنه ما هو كذب عليه ، ففي كلامه ما هو مردود نقلا وتوجيها .. )) اهـ ( 2 ) .

    والعذر الوحيد لأبي يعلى في إيراد الموضوعات هو ما قاله الحافظ الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) 18/91 ونصه :

    (( ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث ، فربما احتج بالواهي )) اهـ .

    ومع ما في كلام ابن تيمية والذهبي من التلطف والتحنن على أبي يعلى ، إلا أنهما يتفقان مع غيرهما في الإنكار على كتابه في الجملة وإن اختلفت الأسباب .

    وكأني بموفق الدين بن قدامة المقدسي الحنبلي يعني أبا يعلى عندما قال في كتابه ( ذم التأويل ) : (( وَلْيُعْلَمْ أن من أثبت لله تعالى صفة بشيء من هذه الأحاديث الموضوعة ، فهو أشد حالا ممن تأول الأخبار الصحيحة .. )) اهـ منه ص46 .

    + + +

    [ كتاب أبي يعلى يظهر من جديد ]



    بقي هذا الكتاب مغمورا مهجورا مفقودا لا يُسمع له بذكر طيلة هذه القرون ، وحتى من نقد الكتاب ممن قدمنا ذكرهم لم يكن الكتاب شائعا في أعصارهم ، ولهذا لا ترى إشارة إليه إلا نادرا ، وكلما سار الزمن اضمحل وجوده حتى صار في حكم المعدوم بعد القرن الثامن الهجري ، ولم يبق له أثر إلا تلك النقول التي حفظها لنا من ردوا عليه وأنكروا ما فيه ، وبقي الحال كذلك إلى عصرنا هذا الذي نحن فيه ( القرن الخامس عشر الهجري ) ، ولولا ثقتنا بأولئك الطاعنين عليه والرادين ، وتقديرنا لمكانتهم العلمية وصدقهم وإمامتهم ، لكان من الصعب جدا التصديق بأن أحدا من أتباع المذاهب الأربعة يكتب مثل هذا الكتاب ، أوينطق بما نقلوه عنه ، والحاصل أن الزمان قد استدار ليرجع الكتاب إلى الظهور ثانية في حلة قشيبة وجرأة عجيبة .

    ففي سنة ( 1408هـ ) عثروا على مخطوطة الكتاب في مكتبة عباس العزاوي بالعراق ، وكانت ناقصة ، وفي سنة ( 1409هـ ) ظفر محقق الكتاب ( 1 ) الذي باء بإثم نشره ووزره ظفر بمصورة من نسخة كاملة منه في مكتبة حماد الأنصاري ، وهكذا شرع في إخراج الكتاب فتم طبعه سنة ( 1410هـ ) وقد وُضعت عليه ملصقة مكتوب عليها : ( الناشر دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع ) ويظهر من تحت الملصق : ( مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع ) كما هو مثبت على جانب الكتاب ، والناشران من الكويت ، ورأيت أنا الكتاب يباع في المملكة وغيرها ، والذي طبع منه حتى الآن جزءان فقط ، والمحقق يَعِد في آخر الجزء الثاني بإصدار الجزء الثالث .

    ولقد قام المحقق بإخراج الكتاب والتقديم له بجرأة متناهية وبشكل ملفت للنظر يقتضي منا موقفا لوجه الله تعالى ، وذودا عن عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهج السلف .



    وليس التفخيم من شأن الكتاب بالزخارف والنقوش والعناوين الرنانة الملفتة للنظر ، وليس ذلك الثناء العظيم ، وذلك الإطراء الزائد لأبي يعلى بأنه ( القاضي الإمام الأوحد .. نور الله وجهه آمين ) ثم طرحه للبيع بتحقيق أبي عبدالله النجدي !! ليس ذلك إلا محاولة مكشوفة لإغراء الجهال والبسطاء الغافلين بشراء هذا الكتاب واقتنائه لِتَعَلُّمِ العقيدة الصحيحة السلفية النقية من شوائب التجسيم والتشبيه !! والحاصل أن كثيرا من صغار طلاب العلم باتوا يعانون من ضعف المناعة الفطرية المقاومة للتشبيه والتجسيم ، بسبب تكسر كريات التنـزيه البيضاء الناشئ من تناول الوجبات الدسمة ، ولعلهم لا يجدون مدى الدهر مثل هذا الكتاب القاضي على ما تبقى من آثار فطرة التوحيد والتنـزيه .



    ويواصل المحقق محاولة إقناع القراء بعظمة الكتاب فيقول بعد خطبة الكتاب ص4 :

    (( وبعد ، فإن كتاب ( إبطال التأويلات لأخبار الصفات ) للقاضي أبي يعلى الفراء كان يعد إلى زمن قريب من الكتب المفقودة ، وهو كتاب فريد في بابه ، إذ تضمن الرد على تأويلات الأشاعرة والمعتزلة والجهمية لأخبار الصفات الإلهية ، الواردة على لسان رسوله e وأعلم الخلق به ، وبيان مذهب السلف فيها وهو إثباتها والإيمان بها ، ونفي التكييف عنها والتمثيل لها ، فهذا هو التوحيد الذي بينه الله تعالى .. )) اهـ .



    فأما قول المحقق : ( يعد إلى زمن قريب من الكتب المفقودة ) فنعم هو كذلك في حكم المفقود منذ ألف سنة ، وما نال أحد من المسلمين شرف إظهاره من حكم العدم إلى الوجود إلا هذا المحقق المسكين ، فهنيئا له هذا العمل الصالح الذي سيسجل في صحائف أعماله الخالدة والذي يجد بشارته في قوله e : (( من سن سنة .. )) ، وقول المحقق عن كتاب أبي يعلى هذا بأنه : ( فريد في بابه ) فلا شك أنه فريد في بابه نادر الوجود ، وما تقدم من كلام أهل العلم دليل صادق على أنه فريد وحيد !! وهل تجرأ أحد من المسلمين على تصنيف كتاب ككتاب أبي يعلى هذا ؟! بل هل فقد المسلمون الحياء والعقل معا حتى يصفوا الله تعالى وتقدس بما وصفه به أبو يعلى مما سيطلع عليه القارئ الكريم ؟! بل ومحققه فريد أيضا بين المحققين ، وأما قوله : ( تضمن الرد على تأويلات الأشاعرة ( 1 ) والمعتزلة والجهمية ) فإي والله لقد رد على الأشاعرة والماتريدية أهل السنة أهل الحديث ، وهدم دين المسلمين وداس العقل والفهم ، واجتث التوحيد والتنـزيه من أصوله ، ووصف الله تعالى وتقدس بما لم يسبقه إليه إلا الإغريق واليهود وأهل التجسيم ، وصار سبة وعارا على الأمة ، وخري به على أهل السنة عامة ، وعلى الحنابلة خاصة كما قال رزق الله الحنبلي وقد صدق ، وقد كال له العلماء الصاع صاعين لا سيما أهل مذهبه ، ومحققنا العظيم قد قلد أبا يعلى بعد ألف سنة فشنع بتحقيقه لهذا الكتاب على أهل السنة عامة وعلى أهل الحديث والسلفية خاصة ، وإلى الله المشتكى منه ، ثم قال المحقق العظيم : ( الواردة على لسان رسوله ) فعجبا لهذا المجازف ، وهل كان إنكار أهل العلم على هذا الكتاب لأنه مشتمل على ما صح وثبت ؟؟!! فسيرى القارئ الكريم كم طار المحقق بعيدا عن الواقع المؤلم ، فورب السماوات إن الكتاب لموبوء بالموضوعات ، وكيف يَتَصَوَّر من نور الله قلبه بالإيمان أن النبيe ينطق ببعض ما نطق به أبو يعلى ؟!! فوالذي خلق الخلق ما يقول ذلك إلا كذاب أشر ، ثم قال : ( وبيان مذهب السلف فيها .. فهذا هو التوحيد .. ) يقصد أن أبا يعلى أبان في كتابه مذهب السلف !! وأنه حقق فيه عين التوحيد !! وهذا الكلام من المحقق من أوضح الأدلة على أن الانتساب لمذهب السلف قد صار لعبة يتلهى بها كل من هب ودب لِيُرَوِّجَ بدعته ، فالمجسم يقول نحن نتبع السلف ، والمعطل يقول نحن نتبع السلف ، و الخارجي السفاح يقول ذلك ، وهكذا كل مخرف ينسب دجله إلى السلف لِتَنْفُقَ سوقه عند العوام من الناس ، وأنا أقول هنا : من قال بأن كتاب أبي يعلى هذا هو مذهب السلف فعليه لعنة الله ، لأنه بقوله هذا قد نسب السلف إلى التشبيه والتجسيم قطعا ويقينا ، والمحقق يرى ما في كتاب أبي يعلى من الجرأة على ذات العظيم سبحانه مجرد هفوات فيقول ص6 : (( والكتاب لا يخلو من هفوات ، كما هو شأن جميع الكتب فقد أبى الله أن يتم إلا كتابه )) اهـ ، فهل رأيتم يأيها المسلمون كتابا قط يصف الله تعالى بأنه ( شاب أمرد ) ؟؟!!! ( 1 ) ، وهل هذه هفوات، أم تجسيمات وتشبيهات يونانيات أو يهوديات من أوضح الكفريات ؟؟!! ، اللهم لا تؤاخذنا بما قاله السفهاء منا .

    والحاصل أن المحقق قد أتى جرما عظيما بإخراج هذا الكتاب من مقبرة التشبيه ، وإذا كان المحقق يقول إن كتاب أبي يعلى ( لا يخلو من هفوات ) فغيره ممن عميت قلوبهم لا يرون هذه الهفوات !! فقد جاء من ( 2 ) وصف ( إبطال التأويلات ) بـ : ( المستطاب ) !!! فليفرح المحقق فقد آتى الكتاب أكله ! وظهرت منافع طباعته ونشره فهنيئا له ، وما أعظم دعوته إلى منهج السلف !!! فسبحانك يا مولاي ، كيف استطابوا كتابا ينتقصك ؟؟!! وبالباطل يصفك ؟؟!! فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    أفهكذا تزداد قافلة المستطيبين لهذه المخازي ؟! فالله المحاسب والمجازي ، والذي نخشاه أن يتسع الخرق على الراتق ، ويفلت الزمام من قبضة الإحكام ، فينتشر التشبيه باسم التوحيد والتنـزيه ، ويُعزى كل ما عطب وتلف إلى مذهب السلف ، والسلف الصالح برآء من كل هذا الهراء .

    وفيما يلي أمثلة لما تضمنه الكتاب من التعرض لعظمة الذات القدسية ، بوصف الجبار المنتقم بالنعوت الوقحة الردية !! بل ونسبة ذلك بكل صفاقة ووقاحة إلى صاحب الخلق الأعظم ، والمقام الأفخم ، سيد العرب والعجم ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وهو بأبي وأمي بريء من هذا المختلق المكذوب ، براءة الحق من السِّنَة واللُّغوب ، وإلى الله المصير .



    + + +

    [ نقولات من إبطال التأويلات ]



    اعلم أن محقق الكتاب قد صنع عناوين وضعها بين معقوفين هكذا [ ] لبعض الصفات ، ولم يفعل ذلك لكل الصفات التي أثبتها أبو يعلى !! لأن أكثرها نقائص واضحة لا تليق بالله ، فاستحيى المحقق من إبرازها في عناوين ظاهرة ، فاختفت في طيات الكتاب ، والآن سأذكر الصفات التي صنع لها المحقق أبوابا دون تعليق ، ثم ننظر فيما أهمله المحقق مما أثبته أبو يعلى في جملة الصفات ، بوب المحقق لـ :

    إثبات صفة الساق / الشخص والغيرة / اليد واليمين والقبض / الرجل والقدم / الضحك / العُلُوّ / الفرح / العَجَب / النـزول / رؤية المؤمنين لربهم / الكَفّ / الأصابع / القبض والبسط / السمع والبصر / العينين / الحياء / النَّفْس .. اهـ ( 1 ) .

    هذا ما بوب له المحقق من الصفات في الجزءين الأول والثاني ، والمحقق يعتبر هذه صفات يجب التسليم بها كلها على حد سواء !! وهذا خطأ ، والحاصل أن المحقق قد خلط أمورا كثيرة ، خلط ما هو من الصفات بإجماع ، مع ما ليس بصفة أصلا ، مع أمور فسرها السلف على ما لا يهوى المحقق ، وأشياء أخرى محل نزاع ، كما ترك أشياء أخرى عدها أبو يعلى صفات وتحرج المحقق من التبويب لها ، ونحن الآن بصدد فضحها .

    ( قعود النبي e على العرش مع الله ) !!



    في ج1/ص72 و ج2/ص476 ذكر أبو يعلى أن النبيe يقعد على العرش يوم القيامة مع الله تعالى !! وأن هذا هو المقام المحمود الذي وعده به ربه ، وذكر في ذلك روايات ، وقد تقدم عن ابن تيمية أنها كلها موضوعة ، وقال أبو يعلى في 2/485 معتمدا على الروايات الموضوعة : (( فلزمنا الإنكار على من رد هذه الفضيلة التي قالتها العلماء وتلقوها بالقبول ، فمن ردها فهو من الفرق الهالكة )) اهـ !!! بل ونقل أبو يعلى عن بعضهم تكفير منكر ذلك !! .



    ( الاستلقاء والاتكاء والقعود ، ورفع إحدى الرجلين على الأخرى ) !!



    ذكر أبو يعلى في 1/73 ، وفي 1/187 الرواية الموضوعة التالية :

    (( إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال : إنها لا تصلح لبشر )) اهـ !!! ، وذكر ص188 عن كعب الأحبار أنه قال لمن سأله أين ربنا : (( هو على العرش العظيم متكئ واضع إحدى رجليه على الأخرى )) اهـ !! ، وقد أثبت أبو يعلى بهذا وذاك وغيره من الباطل صفات لله تعالى وتقدس عن إفكه فقال ص190 :

    (( اعلم أن هذا الخبر يفيد أشياء : منها جواز إطلاق الاستلقاء عليه ، لا على وجه الاستراحة بل على صفة لا نعقل ( 1 ) معناها ، وأن له رجلين كما له يدان ، وأنه يضع إحداهما على الأخرى على صفة لا نعقلها )) اهـ !!! .

    وذكر ص 191 الرواية الواهية التالية :

    (( ما تعجبون من رجل نصر الله ورسوله ، لقي الله غدا متكئا فقعد له )) ثم قال على إثرها : (( والكلام فيه كالكلام في الذي قبله في الاستلقاء سواء )) اهـ ، فأتبت بهذا لله سبحانه الاتكاء والقعود !!! وهذه الجرأة من أبي يعلى لا تحتاج منا إلى تعليق .

    ( الصورة ) !!



    في 1/77 أورد أبو يعلى رواية : (( إن الله خلق آدم على صورته )) ، ثم قال في 1/80 ما نصه : (( .. والكلام فيه في فصلين : أحدهما جواز إطلاق تسمية الصورة عليه سبحانه .. )) اهـ !! ، ومع ذلك فقد أَوَّلَ أبو يعلى الصورة فقال 1/81 : (( الصورة ليست في حقيقة اللغة عبارة عن التخاطيط ، وإنما هي عبارة عن حقيقة الشيء ، ولهذا يقول : عرفني صورة هذا الأمر )) اهـ ، ولست أدري كيف يتفق هذا التأويل للصورة من أبي يعلى مع الحديث المتقدم ؟! فهل يقال ـ على هذا التأويل ـ إن الله خلق آدم على حقيقته هو تعالى ؟!! وأقبح من هذا قول أبي يعلى 1/83 مستدلا برواية موضوعة : (( فقد نص على أنه نحله صورته )) اهـ !! ، فيأيها القارئ العاقل ، قل لي بربك كيف يصح أن يقال : إن الله نحل ـ أي أعطى ـ صورته هو تعالى وتقدس لآدم ؟؟! مع ملاحظة أن صورته عند أبي يعلى تعني ( حقيقته ) !!! فهل حقيقة آدم هي حقيقة الله ؟!! فأي تجسيم بقي بعد هذا ؟؟!! ( 1 ) .



    وأعجب من ذاك أن أبا يعلى يستدل بالرواية الباطلة التالية 1/97 : (( .. غضب موسى على قومه في بعض ما كانوا يسألونه ، فلما نزل الحَجَر قال : اشربوا يا حمير ، فأوحى الله إليه : تعمد إلى عبيد من عبيدي خلقتهم على مثل صورتي فتقول اشربوا يا حمير ، قال : فما برح حتى أصابته عقوبة )) اهـ فانظر إلى انتقاص الله ورسوله !!! .

    ( التدلي ) !!



    استدل أبو يعلى بقوله تعالى : ( ثم دنا فتدلى ) على أن المتدلي هو الله !! فقال في 1/125 : (( فعلم أن المتدلي هو الذي يوحي وهو الله تعالى )) اهـ !! . يقول هذا مع أن أئمة اللغة قد أجمعوا على أن الضمائر تعود على ما يناسبها ولو بعدت .



    ( شاب ، أمرد ، أجعد ، في حلة حمراء ، عليه تاج ، ونعلان من ذهب ، وعلى وجهه فَرَاش من ذهب ) !!



    أنفق أبو يعلى صفحات كثيرة من الكتاب 1/133 ليثبت هذه الأوصاف لله ـ تعالى وتقدس عن إفكه ـ وقد شحنها بالروايات الموضوعة ، ونقل في 1/144 أن من لم يؤمن بهذه الصفات العظيمة !! فهو : ( زنديق ) ، ( معتزلي ) ، ( جهمي ) ، ( لا تقبل شهادته ) ، ( لا يسلم عليه ) ، ( لا يعاد ) ، ثم قال أبو يعلى في 1/146 :

    (( وليس في قوله : شاب وأمرد وجعد وقطط وموفور إثبات تشبيه ، لأننا نثبت ذلك تسمية كما جاء الخبر لا نعقل معناها ، كما أثبتنا ذاتا ونفسا ، ولأنه ليس في إثبات الفَرَاش والنعلين والتاج وأخضر أكثر من تقريب المحدث من القديم ، وهذا غير ممتنع كما لم يمتنع وصفه بالجلوس على العرش .. )) اهـ !!!! .

    وهذا الكلام ( 1 ) لو قاله المشركون ، أو اليهود ونحوهم فلا عجب ، فهم أهل هذه المخازي ، أما أن يقوله رجل من أتباع المذاهب الأربعة ، فهذا والله الخزي والعار علينا معشر المسلمين ، أن يكون قائل ذلك واحدا منا ، فيا شماتة الأعداء ، ويا فرحة الملاحدة والزنادقة بأفكار أبي يعلى هذه ، وأنا أخشى أن يُترجم هذا الكتاب إلى اللغات الأجنبية كما ترجموا غيره ، فيشنع به المتربصون الحاقدون على الإسلام والمسلمين .

    ( الشمال ) !!



    في 1/178 و 2/328 لم يتورع أبو يعلى من إطلاق الشمال على الله ، والمحقق تظاهر في البداية بمخالفة أبي يعلى فقال : (( كلام المصنف رحمه الله يدل على أنه لا يرى بأسا في تسمية اليد الأخرى لربنا سبحانه بالشمال ، وقد أنكر هذا ابن خزيمة في كتابه التوحيد ص66 .. )) اهـ ، ثم بعد هذا تكلم المحقق بكلام وجاء بنصوص يضيع معها القارئ البسيط ، ولا يصل إلى نتيجة معينة من خلالها ( 1 ) .



    ( وطء الصخرة وأرض الطائف ) !!



    ذكر أبو يعلى في 1/202 عن كعب الأحبار أنه قال : (( إن الله تعالى نظر إلى الأرض فقال : إني واط على بعضك ، فانتسفت إليه الجبال فتضعضعت الصخرة فشكر الله لها ذلك فوضع عليها قدمه )) اهـ ، والمحقق يقول : (( الخبر من الإسرائيليات )) اهـ ، لكن أبا يعلى لا يتورع عن إثبات صفات بمثل هذا ، ففي 2/377 يذكر أبو يعلى الرواية الواهية التالية : (( .. آخر وطأة وطئها رب العالمين بوَجّ ( 2 ) )) اهـ ، ثم يذكر قول كعب الأحبار ـ الذي ينقل عن كتب اليهود ـ 2/379 : (( وَجّ مقدس ، منه عَرَجَ الرب إلى السماء يوم قضى خلق الأرض )) اهـ !! ، ثم يقول أبو يعلى : (( اعلم أنه غير ممتنع على أصولنا ( 3 ) حمل هذا الخبر على ظاهره ، وأن ذلك على معنى يليق بالذات دون الفعل .. )) اهـ . وفي هذا النقل والفهم السقيم من أبي يعلى دليل على بطلان أصوله وقواعده التي بنى عليها ، فلا ينتج الباطلَ إلا باطلٌ مثله .

    ومما يتعلق بهذا المقام أن أبا يعلى مغرم بنسبة كل شيء إلى الذات ! لا يتردد أبدا في ذلك فتراه يذكر في 1/227 رواية ( إن الله يدني العبد يوم القيامة ) فيقول : (( المراد من دنوه الدنو من الذات )) !! ، وفي 1/265 يذكر : (( نزول ذاته )) !! تعالى وتقدس ، يستدل لذلك بخبر موضوع : (( إن الله جل اسمه إذا أراد أن ينـزل نزل بذاته )) !! وفي 1/266 يذكر : (( هبوط الذات )) !! ، وفي 2/297 : (( الدنو والقرب من الذات )) !! وفي 2/334 : (( فأما التجلي فهو راجع إلى الذات )) !! وهكذا يختلق أبو يعلى أمورا لا صلة لها بكتاب الله ولا بسنة رسوله ولا بهدي السلف ( 1 ) .



    ( الذراعان والصدر والساعد ) !!



    أثبت أبو يعلى الذراع صفة ذات في 1/203 بروايات لا تثبت ، وليست صريحة فيما أراده ، وفي 1/221 استدل بأثر باطل نصه : (( خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر )) !! ( 2 ) ثم قال : (( الكلام في هذا الخبر في فصلين : أحدهما في إثبات الذراعين والصدر ، والثاني في خلق الملائكة من نوره )) اهـ !! فأثبت الذراعين والصدر والنور صفات ، كما ذكر في 2/343 قول النبيe لمن شق آذان الأنعام محذرا إياه من غضب الله : (( موسى الله أَحَدُّ من موساك ، وساعد الله أشد من ساعدك )) فأثبت به صفة الساعد ، لأن الساعد مضاف إلى الله ، وقد امتنع من إثبات ( الموسى ) صفة ، مع أن الموسى مضاف إلى الله أيضا ، لأن الموسى آلة والله منـزه عن الآلات بزعمه ، لكن على منطق أبي يعلى يمكن الرد عليه بأن الموسى آلة عندنا نحن في الشاهد ، ولا يلزم ذلك في الغائب عنا ، وهو موسى الله ، فلا يمتنع على منطقه إثبات الموسى صفة أيضا !! .



    ( الفخذ والأمام والخلف ) !!!!



    يستدل أبو يعلى في 1/206 بالرواية الباطلة التالية : (( إذا كان يوم القيامة يذكر داود ذنبه فيقول الله عز وجل له : كن أمامي ، فيقول : رب ذنبي ، فيقول الله : كن خلفي فيقول : رب ذنبي ذنبي ، فيقول الله له خذ بقدمي )) اهـ ، ثم يذكر الرواية الباطلة التالية : (( إن الله عز وجل ليقرب داود حتى يضع يده على فخذه يقول : ادن منا أزلفت لدينا )) اهـ ، أثبت أبو يعلى بهذا صفات لله وحمل الخبر ـ مع بطلانه ـ على ظاهره !! فقال : (( اعلم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره ، إذ ليس فيه ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما وفخذا جارحة ولا أبعاضا ، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا الذات والوجه واليدين … ولا نثبت أيضا أماما وخلفا على وجه الحد والجهة ، بل نثبت ذلك صفة غير محدودة … )) اهـ !!! .

    فأبو يعلى لم يستحيي من جعل الفخذ صفة لله تعالى وتقدس ، مع أن إضافة الفخذ إليه تعالى نقص محض لا يمكن أن يكون كمالا بحال من الأحوال ، فكما لا يمكن وجود نوم أو نسيان أوغفلة تليق به تعالى أبدا ، فكذلك لا يمكن وجود فخذ تليق به لأن ذلك نقص محض ، والفخذ من العورة في شريعة الإسلام ، وكذا الحال بالنسبة للخلف والأمام ( 1 ) .

    ( الحقو ) !!



    وفي 1/208 و 2/420 أثبت أبو يعلى الحَقْو ( 1 ) صفة لله برواية (( .. قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن .. )) اهـ وهي رواية صحيحة ، والمقصود بالحقو هنا قائمة العرش كما جاء التصريح به في رواية مسلم ( 2 ) ، وذلك على سبيل الاستعارة وهي من أجمل الصور البلاغية عند العرب ، أما أبو يعلى فقد حمل ذلك على ظاهره كعادته فقال في 2/420 : (( اعلم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره ، وأن الحقو والحجزة صفة ذات لا على وجه الجارحة والبعض )) اهـ !! ، فاسمع إلى هذا الهراء واحمد الله .



    ( الإبهام والخنصر والسبابة والتي تليها ) !!



    أثبت أبو يعلى الإبهام صفة فقال 1/210 مستدلا بمرسل باطل من رواية سعيد بن زَرْبى وهو منكر الحديث نصه : (( أوحى الله إلى داود : ارفع رأسك فقد غفرت لك .. ومحوت خطيئتك بإبهام يميني )) اهـ !! ، ثم قال أبو يعلى : (( وهذه الزيادة تقتضي إثبات الإبهام .. )) اهـ ، وبمثل هذا المنهج المعوج والأصول التالفة الباطلة قال في 2/316 : (( الخبر على ظاهره في إثبات الأصابع والسبابة والتي تليها )) اهـ ، ويقول في 2/335 : (( .. الخنصر وهو على ظاهره ، إذ ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته )) اهـ ، وهكذا يتجاوز أبو يعلى الحدود فيثبت بالموضوعات والبواطيل صفات لله تعالى وتقدس عما يقول الظالمون .



    ( اللهوات والأضراس ) !!



    في 1/214 يذكر أبو يعلى خبرا باطلا نصه : (( يضحك الله .. حتى بدت لهواته وأضراسه )) اهـ !! ، ثم يقول أبو يعلى 1/218 : (( لا نثبت أضراسا ولهوات هي جارحة ولا أبعاضا ، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر ، وإن لم نعقل معناها ( 1 ) )) اهـ .

    ولا أدري أي قيمة لنفي الجوارح والأبعاض بعد تجويز وصف الله بهذا ؟! فإن مجرد وصفه تعالى بهذا عبث واستهزاء .



    ( الملل ) !!



    استدل أبو يعلى في 2/369 برواية : (( إن الله لا يمل حتى تملوا )) فأثبت الملل له تعالى صفة ، قال 2/370 : (( اعلم أنه غيرممتنع إطلاق وصفه تعالى بالملل لا على معنى السآمة والاستثقال .. )) اهـ !!! .

    ولست أدري كيف يمكن أن يفهم أبو يعلى الملل على ظاهره ـ كما هي قاعدة أبي يعلى في أشباه هذا ـ ثم لا يكون بمعنى السآمة ؟!! لأنه إذا لم يكن الملل بهذا المعنى فليس على ظاهره ، ومع هذا فقد رفض أبو يعلى تأويل الخبر وتفسيره بمعنى مفهوم ، بل ترك الخبر دون معنى على صفة لا يعقل معناها ، وكأن الشارع يخاطب المجانين والمهابيل !! اللهم احفظ علينا عقولنا .



    ( الفم ) !!



    استدل أبو يعلى بأثر لا يصح كعادته فأثبت به صفة ، ففي 2/387 ذكر الأثر الباطل التالي : (( كأن الناس إذا سمعوا القرآن من في الرحمن عز وجل يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قبل ذلك )) اهـ وهذا مع كونه أثرا لا يثبت ، فقد أثبت به أبو يعلى دون خشية من الله صفة ( الفم ) فقال مقولته المُمِلَّةَ على عادته : (( اعلم أنه غير ممتنع إطلاق الفي عليه سبحانه )) اهـ !! وأنه : (( صفة قد ورد الخبر بها )) اهـ !! .



    ( الجنب ) !!



    قال أبو يعلى 2/427 : (( وأما قوله تعالى : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) فحكى شيخنا أبو عبدالله ( 1 ) رحمه الله في كتابه عن جماعة من أصحابنا الأخذ بظاهر الآية في إثبات الجنب صفة لله سبحانه )) اهـ !!! .

    وهذا يدل على سخافة عقول هؤلاء وغباوتهم ، وإلا فكيف يُتَصور أن يقع التفريط في جنب الله بمعنى الصفة ؟؟! وأبو يعلى وإن نقل هذا عن شيوخه لكنه لم يوافقهم ، فَأَوَّل الجنب بأنه أمر الله ، لأن التفريط إنما يقع فيه ، وإنما نقلنا هذا لتعرف منـزلة شيوخه .

    ( الهجو والاستهزاء والسخرية ) !!



    أثبت أبو يعلى ذلك من جملة الصفات في 2/462 وقال : (( واعلم أنه غير ممتنع على أصولنا إطلاق الهجو عليه سبحانه .. وكذلك الاستهزاء والسخرية )) اهـ !! ويؤيد أبويعلى قوله هذا بأن الله تعالى يذم الكفار ويستهزئ بهم ، وغفل عن كون الصفات توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها ، وعن كون العرب تسمي الجزاء باسم العمل ، فيسمون جزاء الاستهزاء بالاستهزاء ، وجزاء المكر بالمكر ، وإن لم يكن مثله ، فالله سمى جزاءه الكفار على مكرهم سماه مكرا ، لا أنه كذلك على الحقيقة ، فالمكر الحقيقي المذموم ما كان مبتدءا لا ما كان عقوبة ومقابلة بالمثل ، فلا يجوز أن يسمى الله تعالى أو يوصف بالمستهزئ أو الماكر .. تعالى الله عن ذلك ، ولو وُصِف إنسان بمثل هذا لغضب ولو كان أخس الناس ، فكيف بالله تعالى ؟!! .



















    + + +









    [ الروايات الباطلة ]



    أبو يعلى لا يتورع عن إيراد الموضوعات في كتاب خصصه لصفات الله تعالى ، وهذا من أعظم أبواب الاعتقاد ( 1 ) ، ولو شرعت في ذكر الأخبار الباطلة التي جاء بها أبو يعلى مستدلا محتجا ، فأثبت صفات لله تعالى بناء عليها ، فلو رُحْتُ أسرد هذه الواهيات والموضوعات لطال الأمر جدا ، لأنها منثورة على طول الجزءين الأول والثاني ، لكن سأكتفي بمثالين ينمان عما وراءهما ، ويشفان عما تحتهما .



    ( الرواية عن مقاتل بن سليمان ) !!



    أورد أبو يعلى في كتابه 1/161 من طريق مقاتل بن سليمان قال : (( قال عبدالله بن مسعود في قوله عز وجل : ( يوم يكشف عن ساق ) يعني ساقه اليمين ، فيضيء من نور ساقه الأرض ، فذلك قوله : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ، يعني نور ساقه اليمين )) اهـ !! ، ويكفي تعليقا على هذا ما قاله محقق الكتاب نفسه ، قال : (( إسناده ضعيف جدا ، مقاتل بن سليمان متهم ورمي بالتجسيم )) اهـ .



    لكن أبا يعلى لا يبالي بهذا كله ، ولا شأن له بعلم الجرح والتعديل ، فميزان صحة الحديث عنده هو مجرد وروده في كتب شيوخه أو على ألسنتهم أمثال أبي عبدالله بن حامد وغيره !! .

    ( على حوت من نور ) !!



    لم يتورع أبو يعلى من إيراد الرواية التالية في كتابه 1/237 على بطلان سندها ومتنها :

    (( .. عن عبدالله بن الحسين المِصِّيصي قال : دخلت طَرَسُوسَ ، فقيل لي ههنا امرأة قد رأت الجن الذين وفدوا إلى النبي e ، فأتيتها ، فإذا هي امرأة مستلقية على قفاها فقلت : رأيت أحدا من الجن الذين وفدوا إلى رسول الله e ؟ قالت : نعم ، حدثني عبدالله سمحج قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض ؟ قال : ( على حوت من نور يتلجلج في النور ) .. )) اهـ !! ( 1 ) .



    فلو أورد هذا يهودي أو نصراني أو وثني مشرك محتجا به على صفات خالقه لكان أهلا لهذه المصائب والمخازي ، أما أن يحتج به من ينتسب إلى شيخ السنة الإمام المبجل أحمد بن حنبل فهو والله العار والشنار والفضيحة الكبرى ، والغريب أن أبا يعلى كان يقرأ كتابه هذا على عامة الناس في المساجد في بغداد ـ قبل محاكمته ـ فكيف ساغ له ذلك ؟؟!! ، فالمتشابهات لا يجوز ذكرها أمام العامة ولو صحت أسانيدها كما تقرر في ( آداب المحدث ) من كتب مصطلح الحديث ( 2 ) ، فكيف وهي موضوعات بواطيل ؟؟!! ، وفي هذين المثالين مقنع للمتبصرين ، ودلالة للمتوسمين ، على قلة المخافة من الله عند أمثال هؤلاء ، وعدم تنـزيههم ، وضعف أفهامهم ، وانتكاس عقولهم ، ومرض قلوبهم ، والشيء بالشيء يعرف ويكتشف .

    هذا وكما حدث بالأمس البعيد قبل ألف سنة أن تأثر بكتاب أبي يعلى هذا جماعة من أصحابه وأحبابه ، الطالبين العلم من غير بابه ، فنسجوا على منواله ، وقلدوه في أحواله وأقواله ، فنشروا بدعه بين العامة ( 1 ) ، فلا يبعد أبدا أن يحدث هذا الآن ، وكيف لا ونحن من الساعة على اقتراب !! أم كيف لا وقد جاء الآن من وصف كتاب ( إبطال التأويلات ) لأبي يعلى بـ( المستطاب ) !! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    [ الخاتمة ]



    أعتقد والله أعلم ، أن القارئ المتبصر لا يشك ـ بعد كل ما تقدم ـ في خطورة هذا الكتاب وما شابهه على العقيدة الصحيحة التي لم تخالطها شوائب التشبيه ، والتي هي على فطرتها غافلة عما يراد بها ، ولا يرتاب الفطن في آثاره الوبيلة على المسلمين إذا ما تم نشره والتصفيق له ، ولو على تمهل وخفية ، لأنه حتما سيؤدي إلى نتائج مؤسفة ولو بعد حين ، فالتأثر بمثل هذه الكتب الآن أمر متوقع ، لا سيما بعد حملات كثيرة متعددة قصد من ورائها سحق الفطرة ، وتدمير المناعة الدينية ضد أمراض التجسيم والتشبيه ، حتى نشأ شباب ممسوخ الفهم والفطرة منكوس العقل ، من السهل اجتذابه إلى مهاوي التشبيه ، حتى لقد رأينا منهم من نقل الشريك والولد من قسم المستحيلات في حق الخالق سبحانه إلى قسم الجائزات !! وهذه والله حالقة الدين ، وسالخة اليقين ، ولعل من وهبه الله حسن التفكر ، لا يخالفني بأن أيديا خفية تعمل لبعث فرقة التشبيه والتجسيم مرة أخرى ، واعية لجرمها أو غافلة عنه ، فإنه تُشم منذ مدة روائح هذه الرمم البالية من ثنايا كتب ومنشورات ، يتبوأ كتاب ( إبطال التأويلات ) المكانة الكبرى بينها حتى الآن ، ولست مترددا في أن هذا الكتاب وأشباهه أولى بالمنع والقمع من القصص والروايات والكتب العلمانية ، ذلك لأن هذه الأخيرة إنما تنخر في فئات هي أصلا نخرة ، أما تلك فتعمل في أبنية المجتمع المسلم ، ولأن العقول المسلمة لا تزال مناعتها قوية قادرة على مقاومة الإلحاد والعلمانية ولو وجدانيا ، ولكن لا تبدو هذه القدرة واضحة تجاه كتب التشبيه ، لأن سمها خفي لا يتبينه السذج من الناس سريعا ، لذلك وغيره وجب على كل ذي غيرة على دينه وعقيدته محاربة هذه السموم والأوبئة بكل ما أوتي من قوة ، قبل أن يسبق السيف العذل ، ولات ساعة مندم ، وقد آن للقلم أن يرتفع بعد خالص النصح ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .



    كتبه

    الأزهري عفا الله عنه

    ( الموضوعات )



    المقدمة

    [ الكتاب وتاريخه ]

    [ كتاب أبي يعلى يظهر من جديد ]

    [ نقولات من إبطال التأويلات ]

    قعود النبي e على العرش

    الاستلقاء والاتكاء ..

    الصورة

    التدلي

    شاب أمرد أجعد ..

    الشمال

    وطء الصخرة وأرض الطائف

    الذراعان والصدر والساعد

    الفخذ والأمام والخلف

    الحقو

    الإبهام والخنصر والسبابة ..

    اللهوات والأضراس

    الملل

    الفم

    الجنب

    الهجو والاستهزاء والسخرية

    [ الروايات الباطلة ]

    الرواية عن مقاتل بن سليمان

    على حوت من نور

    الخاتمة

    الموضوعات
    ( 3 )

    ( 4 )

    ( 10 )

    ( 15 )

    ( 16 )

    ( 16 )

    ( 17 )

    ( 18 )

    ( 18 )

    ( 19 )

    ( 19 )

    ( 20 )

    ( 21 )

    ( 22 )

    ( 22 )

    ( 23 )

    ( 23 )

    ( 24 )

    ( 24 )

    ( 25 )

    ( 26 )

    ( 26 )

    ( 27 )

    ( 29 )

    ( 30 )








    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 1 ) ـ هو غير الإمام أبي يعلى الموصلي صاحب المسند المشهور فتنبه .



    ( 2 ) ـ رأيت بعض هؤلاء ممن جوزت لهم عقولهم أن يكون من جملة صفات الحق ـ تعالى وتقدس ـ القرنان والذيل والولد إذا جاء بذلك الخبر بزعمهم !! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



    ( 3 ) ـ كما بلغني أن بعض المتسرعين ترجم كتاب شرح السنة المنسوب للبربهاري إلى لغة أجنبية ، والحقيقة أن الكتاب لغلام خليل الوضاع المشهور ، والموصوف بدجال بغداد !! .

    ( 1 ) ـ إمام قدوة توفي سنة 442هـ ، وترجمته في طبقات الشافعية ، وانظر سير أعلام النبلاء 17/609 .

    ( 1 ) ـ وفي كلام الذهبي أخطاء ، أولها في اسم الكتاب ، وثانيها قوله : ( لما فيه من الواهي والموضوع ) والحق أن الموضوعات كانت منتشرة في ذلك الوقت خصوصا في بغداد فلم يكن النكير من أجلها بل لكون الكتاب يصف الله بما لا يليق ، وثالثها قوله : ( من القادر بالله ) والصواب أن الخليفة الشاهد للحادثة هو القائم بأمر الله بن القادر بالله ، أما أبوه الخليفة القادر بالله فقد توفي في سنة ( 422هـ ) ، قبل الحادثة بسنين ، ورابعها قوله : ( فأعجبه ) وهذا غير ممكن لأن هذا الكتاب هو سبب الفتنة ، وفيه ما لا يمكن تحمله من النقائص المنسوبة لله تعالى ، فكيف يُعْجِبُ خليفةَ المسلمين ؟! ويبدو أن هذا ما فهمه الذهبي من عبارة ( طبقات الحنابلة ) السابقة القائلة : ( وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب ( إبطال التأويلات ) ليتأمل فأعيد إلى الوالد ، وشكر له تصانيفه ) اهـ لكن هذه العبارة لا ينبغي للذهبي أن يفهم منها إعجاب الخليفة بالكتاب ، لأن الخليفة قد رد الكتاب ولم يقبله على عادة الخلفاء ، وفي هذا إشارة إلى عدم رضاه عنه ، لكنه شكر له تصانيفه غير هذا الكتاب ، وخامسها قوله : ( ثم أصلح بين الفريقين الوزير علي بن المسلمة ) وهذا كان في حادثة أخرى جرت سنة ( 445هـ ) غير حادثتنا هذه الكائنة في 432هـ ، وعلى كل حال يجب أن نلاحظ في نقل ( طبقات الحنابلة ) ميل الولد لأبيه ، أما الذهبي فتصرفه في العبارة له سبب معروف عند أهل العلم .



    ( 2 ) ـ قال الأستاذ الكوثري في ( السيف الصقيل ) ص149 : (( ولأبي يعلى هذا كتاب ( المعتمد في المعتقد ) وهو قريب إلى السنة ، ونرجوا أن يكون هذا آخر مؤلفاته ليكون قاضيا على ما سلف منه .. )) اهـ .

    ( 1 ) ـ إمام متفق على جلالته وعظيم مكانته ، توفي سنة 488هـ ، وترجمته واسعة ، انظر السير 18/609 .



    ( 2 ) ـ ذكره الذهبي في السير 18/561 ووصفه بالواعظ العالم وذكر قصته .

    ( 1 ) ـ نشره علامة الجزائر عبدالحميد بن باديس كاملا سنة 1940 ، ثم نشر الأستاذ محب الدين الخطيب من هذا الكتاب ما يتعلق بالرد على الرافضة فقط سنة 1970 وهو جزء صغير من الكتاب ، وكثيرون يظنونه الكتاب كله لشهرة هذه الطبعة ، وقد اعتمدنا على طبعة دار الثقافة بالدوحة ، وهي كاملة بحمد الله .



    ( 2 ) ـ هذه العبارة فيها قصور عن الحقيقة ، فسيأتي أن أبا يعلى قد أثبت شيئا من العورة !! .

    ( 1 ) ـ سترى أن ذلك كله وأكثر منه موجود في كتاب أبي يعلى ! .

    ( 1 ) ـ قد تقدمت عبارة رزق الله الحنبلي في أبي يعلى ، وإليها يشير ابن تيمية هنا .



    ( 2 ) ـ قول ابن تيمية : ( ولهذا وغيره ) يُفْهَم منه أن سبب الإنكار على الكتاب هو إيراد الموضوعات ، وأن هناك أسبابا أخرى أشار إليها بقوله : ( وغيره ) لم تستحق الذكر عنده فأبهمها كما ترى !! والحق أن الموضوعات كانت منتشرة خاصة في زمن أبي يعلى ، فلم تكن هي أساس الإنكار ، بل لكون أبي يعلى وصف الله بما لا يليق وهذا ما أهمل ابن تيمية توضيحه والسبب معروف ، وقد حذفت من كلامه ما لا يعنينا ، وإنما ذكرت محل الاتفاق بينه وبين غيره .

    ( 1 ) ـ لقد دُعِي محقق الكتاب بكل أسف إلى بلدنا الآمن وقام بإلقاء محاضرة عن منهج السلف !! مع أن هذا المحقق قد أساء غاية الإساءة إلى منهج السلف بإخراج كتاب أبي يعلى وطبعه، هذا الذي يعد بحق عارا على الإسلام والمسلمين، ولا شك أن من يسعى في نشر كتاب كهذا يطعن فيه على أهل السنة والجماعة لهو إلى التعرف على منهج السلف أحوج منه إلى التعريف به ، ولا يكون داعيا إلى منهج السلف بل إلى غيره ، وفي هذا الأمر عبرة لمن كان له عقل ، وعلامة من علامات الساعة دون ريب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    ( 1 ) ـ انظر كيف جمع الأشاعرة الذين هم أهل السنة والجماعة مع المعتزلة والجهمية الذين هم أهل البدعة !! وما ذلك إلا لكونه مائلا إلى التشبيه ، فهو لا يتفق مع اعتدال أهل السنة ، ولا مع تعطيل أهل البدعة ، والدليل على ميله إلى التشبيه ، هو إخراجه لكتاب أبي يعلى هذا ، الذي صب العلماء عليه سخطهم وغضبهم ووصفوه بأنه كتاب تشبيه وتجسيم وكذب على الله ورسوله .

    ( 1 ) ـ قد كنا نسمع ونقرأ أن هناك من يصف الله بذلك فلا نصدق ، ولكن النقلة لهذه الحقائق علماء كبار لا يسعنا الشك فيما نقلوه كالإمام الحافظ ابن عساكر في ( تبيين كذب المفتري ) والإمام الحافظ أبي بكر بن العربي في ( العواصم من القواصم ) والإمام أبي الفرج بن الجوزي في ( دفع شبه التشبيه ) والإمام ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) وكثيرون غيرهم ، فالأمر متواتر ، وأنت الآن أيها القارئ الكريم أمام دليل مادي لا يدع مجالا للشك في صدقهم ، هذا الدليل هو كتاب ( إبطال التأويلات ) لأبي يعلى بن الفراء .



    ( 2 ) ـ وصفه بذلك الهلالي في ( المنهل الرقراق في تخريج ما روي عن الصحابة والتابعين في تفسير يوم يكشف عن ساق .. ) ص35 ـ ط1 ـ 1412هـ / دار ابن الجوزي / الدمام .

    ( 1 ) ـ هذا ما بوب له المحقق من الصفات في الجزءين الأول والثاني ، وبعض ما ذكره من الصفات حق وصدق ثابت بإجماع لا ينازع فيه أحد من أهل السنة كـ( السمع والبصر ) ، وبعض ما ذكره حق ثابت لكن لا مدخل له في الصفات كـ( رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ) ، وكذلك ( النفس ) لا مدخل لها في الصفات لأن نفس الله أي ذات الله ، فالنفس هي التي توصف وليست صفة ، وكذلك ( الساق ) لأن الثابت تأويل ابن عباس وتلاميذه لها بشدة يوم القيامة فلا تعلق لها بصفات الله تعالى ، وأما ما يوهم ظاهره النقص كـ( الغيرة أو العجب أو الضحك ونحوها ) مما أضيف إلى الله فهذا لا يجوز حمله على ظاهره ، لأن ظاهره نقص محض لا يليق بالله تعالى وتقدس ، فهذه وأشباهها مما صحت أدلتها فيها نزاع بين الأئمة ، هل هي صفات لا على ظاهرها بل على معنى يليق بالله ؟ أم تُأَوَّل وتفسر بمعان لائقة به مما يسوغ في كلام العرب وإن أخرجها ذلك عن كونها صفات مستقلة ؟ أم يُسْكَتُ عنها فلا يقال صفات ولا تأول ؟ ثلاثة مذاهب كلها حق وصدق ، ولكنها خارجة عن كونها صفات ضرورية ، فهي ليست كالصفات الثابتة المجمع عليها والتي يكفر منكرها بل والجاهل بها كما لو جهل إنسان أن الله موجود ، واحد ، حي ، قديم بلا ابتداء ، دائم بلا انتهاء ، عليم ، قدير ، متكلم ، غني ، فعال لما يريد ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، فهذه لا يحكم بإسلام جاهلها ، بخلاف تلك المتنازع فيها ، فعامة المسلمين بين جاهل بها أو منكر لها كما لا يخفى ، فمن قال بضلالهم فهو الضال ، ومن قال بكفرهم فهو الكافر .

    ( 1 ) ـ قد تقدم قول ابن الجوزي عن أبي يعلى وأمثاله : (( ثم إنهم يرضون العوام بقولهم : لا كما يعقل ! )) .

    ( 1 ) ـ تقدم كلام ابن الجوزي الدال على أن هذه الفرقة قالت هذا ، ونحوه عند الإمام أبي بكر بن العربي المالكي في العواصم من القواصم ص210 وكذا عند غيرهم ، ومما تمسك به أبو يعلى رواية أخرى جاء فيها : (( .. على صورة الرحمن )) ، وهي رواية لا تصح ، وقد قال ابن خزيمة في كتاب ( التوحيد ) ص38 ما نصه : (( وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء عالم ممن لم يتحر العلم ، وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات فغلطوا في هذا غلطا بينا ، وقالوا مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم ، والذي عندي في تأويل هذا الخبر إن صح من جهة النقل موصولا ـ فإن في الخبر عللا … فمعنى الخبر إن صح من طريق النقل مسندا فإن ابن آدم خُلق على الصورة التي خَلَقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح ، قال الله جل وعلا : ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ) .. )) اهـ ، وهذا الكلام من ابن خزيمة يُعد مردودا عند الحشوية لأنهم يتدينون بالروايات الباطلة أولا ، ويحملونها على ظاهرها ويأبون تأويلها ثانيا .

    ( 1 ) ـ ومع كل هذا الذي يدعيه أبو يعلى وأتباعه ، فإن المحقق يلوم أهل السنة لأنهم يقولون عن أفكار أبي يعلى هذه بأنها من الحشو !! وأن أصحاب هذه المقالات حشوية !! وما عسانا أن نقول فيمن فاه بهذا الهراء ؟! وأين الغضب لله ؟! وأين ذهبت عظمة الله من قلوب هؤلاء ؟! وهل الدفاع عن هذا الكتاب ومؤلفه وأشباهه مما يخدم منهج السلف الصالح ويؤيده ؟!! أم هي دعوة جديدة لإحياء التجسيم والتشبيه والشرك بالله بين المسلمين ؟؟!! .

    ( 1 ) ـ لكني لا أشك في أن هوى المحقق يدور مع أبي يعلى ، لأن بينهما علاقة حميمة .



    ( 2 ) ـ وج : اسم موضع بالطائف .



    ( 3 ) ـ قال ابن الجوزي ردا عليه في دفع الشبه ص51 : (( هذا الرجل يشير بأصولهم إلى ما يوجب التجسيم والتشبيه والانتقال والحركة ، وهذا مع التشبيه بعيد عن اللغة ومعرفة التواريخ وأدلة العقول .. )) اهـ .

    ( 1 ) ـ لا أدري كيف يجمع أبو يعلى وطائفته بين قولهم عن الله بأنه وطأ الصخرة وأرض الطائف وأنه ينـزل ويهبط بذاته إلى السماء الدنيا كل ذلك على الظاهر والحقيقة ، كيف يجمعون بين هذا وبين صفة العلو التي يثبتونها على الظاهر والحقيقة أيضا !! ، علو ونزول وهبوط ووطء في آن واحد وكل ذلك على الظاهر والحقيقة ، فسبحان الله ، كيف ضاعت الحقائق عند هؤلاء الناس ؟؟!! .



    ( 2 ) ـ رأيتُ ابن مَنْده ذكر في الرد على الجهمية هذه الرواية بلفظ (( .. من شعر الذراعين والصدر )) !!! ولا يخفى على القارئ الكريم أن حمل هذا الخبر على ظاهره يجر قطعا إلى الكفر ، وذلك أن من اعتقد أن شيئا من خلق الله تعالى قد خُلق من ذات الله ، وأن حقيقة هذا المخلوق من حقيقة الله فقد كفر كفرا أعظم ينقله عن الملة ، فهذا القول لا يختلف عن قول النصارى بأن المسيح روح الله على الحقيقة وأنه من ذاته ، فكذلك من حمل هذا الخبر على ظاهره فقد زعم أن الله خلق الملائكة من صفته ـ فالنور صفة من صفات الله عند أبي يعلى وأصحابه ـ ولهذا اضطر أبو يعلى إلى تأويل ( من نور .. ) بمعنى خَلَقَ بنوره ، فالله يخلق بنوره تشريفا كما يخلق بيده تشريفا ، كذا قال أبو يعلى ، وهذا تأويل جيد ، ولكن الخبر باطل فلا حاجة إلى ذلك .

    ( 1 ) ـ قد تقدم قول الإمام أبي بكر بن العربي في كتابه الشهير ( العواصم من القواصم ) ص209 ما نصه :

    (( .. وأخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء رئيس الحنابلة ببغداد كان يقول إذا ذكر الله تعالى وما ورد من هذه الظواهر في صفاته يقول : ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة !! .. )) اهـ وأنت رأيت وسترى بعد أن أبا يعلى لم يدع شيئا من أعضاء الإنسان الظاهرة إلا وأثبته صفة لله عز وجل >> >> وحسب ما نقله الإمام أبو بكر بن العربي المالكي يكون أبو يعلى متحرجا من إثبات العورة لله تعالى ، ولكنك تراه هنا في كتابه (( إبطال التأويلات )) يثبت الفخذ !! والفخذ من العورة ، وحينئذ يكون ما نقله الإمام أبو بكر المالكي عمن يثق به من شيوخه فيه شيء من التقصير ، لأن أبا يعلى قد أثبت من العورة ( الفخذ ) !! .

    وأنا متعجب من ابن تيمية فإنه قال في ( درء تعارض العقل والنقل ) 5/237ـ239 ما نصه : (( وما نقله عنه أبو بكر بن العربي في العواصم كذب عليه عن مجهول لم يذكره أبو بكر ، وهو من الكذب عليه )) اهـ ، فكيف يُكَذِّبُ ما نقله الإمام أبو بكر بن العربي بعد كل ما قاله أبو يعلى في كتابه هذا ؟! فهو لم يدع شيئا إلا وجعله صفة لله حتى الفخذ !! فالحاصل أن الواقع أشد وأنكى وأمر مما نقله الإمام ابن العربي المالكي ، ولكن عين الرضى عن كل عيب كليلة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

    ( 1 ) ـ الحقو هو الموضع البارز من الجنبين ، وهو المكان الذي يشد عليه الإزار ، وهما حقوتان اثنتان .



    ( 2 ) ـ انظر فتح الباري 10/ 417 ـ 418 .

    ( 1 ) ـ والمحقق البارع يخالف أبا يعلى في أصل النهج الذي أكد عليه غير مرة فيقول : ( بل الصواب أنه يعقل معناها لكن لا يعلم كيفيتها ، وهذا هو مذهب السلف ، تفويض الكيفية لا تفويض المعنى ) اهـ !! فانظر إلى تناقض منهجهم ، ذاك يقول لا تعقل ، وهذا يقول بل تعقل !! .

    ( 1 ) ـ أبو عبدالله هذا هو الحسن بن حامد بن علي البغدادي المتوفى سنة ثلاث وأربعمائه ، له طامات من جنس هذه الأقوال ، وقد سجل ابن الجوزي بعضها في دفع شبه التشبيه منها قوله : ( نؤمن بأن لله جنبا بهذه الآية ) وقال أيضا : ( ينـزل بذاته بانتقال ) وقال : ( هو على العرش بذاته مماس له وينـزل من مكانه الذي هو فيه وينتقل ) وقال : ( يجب الإيمان بما ورد من المماسة والقرب من الحق تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في إقعاده على العرش ) وقال : ( رأيت بعض أصحابنا يثبتون لله تعالى وصفا في ذاته بأنه يتنفس ، وقالوا : الرياح الهابة مثل العاصف والعقيم والجنوب والشمال والصبا والدبور مخلوقة ، إلا ريحا من صفاته ، هي ذات نسيم خيالي ، وهي من نفس الرحمن ) هذه بعض أقوال ابن حامد ، قال ابن الجوزي بعد هذا ص66 : ( على من يعتقد هذا اللعنة ، لأنه يثبت جسدا مخلوقا ، ما هؤلاء بمسلمين ) اهـ . فهذا هو أبو عبدالله شيخ أبي يعلى !! .

    ( 1 ) ـ العجيب أن أصحاب هذا المنهج يتشددون غاية التشدد في تنفير الناس من الأخبار الضعيفة ولو كانت في فضائل الأعمال ، بل تجدهم في فضائل الأعمال أشد وأشد ، ويحذرون من كتب الزهديات ، والرقائق ونحوها ككتاب ( إحياء علوم الدين ) للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي بحجة أنها كتب حوت الضعيف والموضوع !! الذي أكثره في الفضائل بحيث لا يتضرر العامي كثيرا من قراءتها ، ولكنهم في نفس الوقت يتقاتلون على إخراج كتب محشوة بالباطل الواهي الموضوع المتعلق بالعقائد وذات الله جل وعلا ككتاب أبي يعلى هذا والنقض المنسوب لعثمان بن سعيد والأربعين للهروي الصوفي ومختصر البيان للسجزي الصوفي وكثير غيرها مما الموضوعات فيها تتعلق بالعقائد وتتكلم بالباطل عن ذات الله تعالى مباشرة ـ سبحانه ـ وتنتقص بعض الأنبياء ، ولا تجد مع هذا غيرة من ناشريها على الدين ، بل تسارعا إلى طبعها وتوزيعها بكل جرأة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    ( 1 ) ـ جاءت هذه الرواية في كتاب ( الغَيْلانِيَّات ) ط1/ دار ابن الجوزي 1/543 ، وعنه نقل أبو يعلى هنا ، وكذلك نقلها ابن القيم عن الغيلانيات في اجتماع الجيوش في باب ( ذكر أقوال الجن المؤمنين المثبتين ) ساكتا مقرا !! ، وقد رأيت طبعتين من ( اجتماع الجيوش ) قد حُذفت منهما العبارة التالية لقبحها عمدا : ( على حوت من نور يتلجلج ) !! ، وهي ثابتة في الغيلانيات الذي نقل منه ابن القيم ، كما هي ثابتة لدى أبي يعلى ، وقد أوردها كذلك بهذا اللفظ الحافظ ابن حجر في ( الإصابة ) 3/130 وعزاها للدرارقطني في الأفراد ، والشيرازي في الألقاب ، والطبراني في الكبير ، ثم قال الحافظ ابن حجر رحمه : (( وعبدالله بن الحسين من شيوخ الطبراني ، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء فقال : يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد .. وقال : له نسخة أكثرها مقلوبة اهـ )) اهـ كلام الحافظ .



    ( 2 ) ـ قال إمام الحفاظ وسيد أهل الحديث في عصره ـ مَنِ العلماء عيالٌ على كتبه في الحديث ـ الإمام الكبير أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة ( 463هـ ) في كتابه الجليل : ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ) 2/107 ـ ط المعارف ـ الرياض ـ 1403هـ : (( ويتجنب المحدث في أماليه رواية ما لا تحتمله عقول العوام ، لما لا يُؤمَن عليهم فيه من دخول الخطأ والأوهام وأن يشبهوا الله تعالى بخلقه >> >> ويلحقوا به ما يستحيل في وصفه وذلك نحو أحاديث الصفات التي ظاهرها يقتضي التشبيه والتجسيم وإثبات الجوارح والأعضاء للأزلي القديم ، وإن كانت الأحاديث صحاحا ولها في التأويل طرق ووجوه ، إلا أن من حقها أن لا تروى إلا لأهلها خوفا من أن يضل بها من جهل معانيها فيحملها على ظاهرها أو يستنكرها فيردها ويكذب رواتها ونقلتها .. )) اهـ ، وهذا كلام جليل القدر ، فانظر كيف تجاوز أبو يعلى الصحاح إلى الموضوعات !!! .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

    ( 1 ) ـ لم يقف الأمر عند أبي يعلى ، بل قلده من بعده جماعة من تلاميذه في منهجه ، وقد لقي الإمام أبو بكر بن العربي المالكي جماعة منهم في رحلته فقال في ( العواصم من القواصم ) ص210 : (( وكان رأس هذه الطائفة بالشام أبو الفرج الحنبلي بدمشق ، وابن الرميلي المحدث ببيت المقدس ، والقطرواني بنواحي نابلس ، والفاخوري بديار مصر ، ولحقت منهم ببغداد أبا الحسين بن أبي يعلى الفراء ، وكل منهم ذو أتباع من العوام ، جمعا غفيرا ، عصبة عصية عن الحق ، وعصبية على الخلق ، ولو كانت لهم أفهام ، ورزقوا معرفة بدين الإسلام ، لكان لهم من أنفسهم وازع ، لظهور التهافت على مقالاتهم ، وعموم البطلان لكلماتهم ، ولكن الفدامة استولت عليهم ، فليس لهم قلوب يعقلون بها ، ولا أعين يبصرون بها ، ولا آذان يسمعون بها ، أولئك كالأنعام بل هم أضل .. )) اهـ ، رحم الله هذا الإمام ، فكيف يصنع لو رأى كتب أبي إسماعيل الهروي الصوفي ، أو أبي نصر السجزي الصوفي ، وكانوا من أصحاب أبي يعلى ، بل كيف لو رأى كتب ذي المعايب والمخازي أبي علي الأهوازي ـ وحاله في الميزان واللسان مفضوح وهو من أصحاب ابن حامد وأبي يعلى ـ الذي يقول عنه إمام أهل الحديث سيد الحفاظ الإمام الكبير أبو القاسم بن عساكر في ( تبيين كذب المفتري ) ص369 ما صورته : (( فأغص الله الأهوازي بريقه وفض فاه ، فإنه كان في اعتقاده سالميا مشبها مجشما حشويا ، ومن وقف على كتابه الذي سماه كتاب ( البيان في شرح عقود أهل الإيمان ) الذي صنفه في أحاديث الصفات ، واطلع على ما فيه من الآفات ، ورأى ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، والروايات المستنكرة المدفوعة ، والأخبار الواهية الضعيفة ، والمعاني المتنافية السخيفة ، كحديث ركوب الجمل !! وعرق الخيل !! قضى عليه في اعتقاده بالويل ، وبعض هذا الكتاب موجود بدمشق بخط يده ، فمن أراد الوقوف عليه فليقف ليتحقق سوء معتقده .. )) اهـ كلام الحافظ ، وهو صادق ، ولعلهم يطبعون كتاب التلميذ يوما ما ، كما طبعوا كتاب الأستاذ !! ، ( بأبه اقتدى عدي في الكرم ـ ومن يشابه أبه فما ظلم ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة husaini4ever; الساعة 26-03-2005, 07:46 AM.

  • #2
    اين اصحاب الالسنة الطويلة عن التوحيد....؟؟؟؟؟




    ام فاجئهم ان اتباع السلف الــ..الح كانوا يقضون الحاجة على المذهب ...!!!؟؟؟؟؟



    اللهم لاشماتة

    تعليق


    • #3
      لاعزاء للوهابية


      معذورين !!!!!!!!!!!!!



      صعب عليكم احتمال الصدمة.....؟؟؟؟؟؟؟؟




      ماسبب اهتمامكم بقضاء الحاجة ومكان ذلك...؟؟؟؟!!!!




      والله غريب !!!!




      حتى في البالتوك


      يقفز اسود السنة ليدافعوا عن الشاب الامرد على المايك فيصرخ بسرعة....





      ابول على قبر فلان وفلان...!!!!!!!!!!!!





      فيصدم بعض الشيعة من ذلك ويتسننون لانهم اعجبوا بالمنطق الوهابي في اداب قضاء الحاجة...!!!!!!!!!!




      واليكم هذه القصة



      جاء ابو حنيفة الى دار الامام الصادق ع فوجد ازدحام الناس على بابه لطلب العلم



      فاراد قضاء الحاجة(محل الشاهد)



      فاستحيا ان يسال رجلا كبيرا فراى غلاما له من العمر خمس سنوات يخرج من بيت الامام فساله اين يقضي الغريب حاجته في بلدكم..؟؟؟



      فاجابه..


      كن وراء جدر ..وتوار عن النظر


      وتجنب مجاري الانهار...ومساقط الثمار



      ولاتستقبل القبلة ولاتستدبرها....




      فدهش ابو حنيفة من رد الغلام


      فساله من انت ياغلام...؟؟



      فقال موسى بن جعفر




      ذرية بعضها من بعض



      هل تعلمتم اين تقضون الحاجة بدل ان يقضيها القاضي ابي يعلى.........؟؟؟

      تعليق


      • #4
        للرفع

        حتى لايقضي الوهابيون حاجتهم على المذهب مرة ثانية !!!!!

        مااحلى المواضيع التي تخرسكم !!!

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وال محمد

          السلام على الحسين... وعلى علي بن الحسين...وعلى اولاد الحسين...وعلى انصار الحسين



          يرفع

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X