واشنطن تبحث عن <<إصلاحيين>>
ايلي شلهوب
موفد أميركي آخر في بيروت. يتحدث اللغة نفسها ويروّج للمشروع نفسه، وإن كانت استهدافاته أكثر اتساعا، على النطاق الجغرافي، وجدول أعماله أكثر عملانية. عنوانه الأساسي يتمحور حول <<الإصلاح والديموقراطية والرفاهية>>. استراتيجيته متعددة المراحل، مفاعيلها المحلية رؤية لبنان <<نموذجا للمنطقة>>!.
يمثل جهازاً في وزارة الخارجية الأميركي يسمى <<مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط>> (ميبي)، مهمته الأساسية، على المدى القصير والمتوسط الأمد، كما وصفها، <<البحث عن إصلاحيين>> في المنطقة، في مختلف المجالات، السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، و<<مساعدتهم على تجاوز العائق المقبل في مسيرتهم>>، على أمل أن يكون ذلك دافعا لعملية إصلاح تؤدي في نهاية المطاف إلى <<ازدهار الديموقراطية والرفاهية>>.
قال إنها مصلحة أميركية، أدركتها إدارة الرئيس جورج بوش عقب هجمات الحادي عشر من أيلول، بعد عقود من دعم واشنطن للأنظمة التوتاليتارية في العالم. لقد وجدت، بحسب تعبيره، أن التعامل مع الأنظمة الديموقراطية، مهما بلغت صعوبته، أفضل من نظيرتها الدكتاتورية في منطقة <<لنا مصالح كثيرة فيها>>، وترى أنها ستحقق فائدة أكبر في حال أصبحت <<أكثر استقرارا وانفتاحا>>.
توسع في تفسيراته. تحدث عن ضرورة إتاحة المجال للناس، من جميع الأطياف والفئات، حتى المناهض منها للولايات المتحدة، للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ضمن أطر سلمية، لكي لا يضطروا إلى اللجوء إلى عنف ضرب قلب أميركا قبل نحو أربعة أعوام. أعطى الكثير من الأمثلة. لكن فكرته الأساسية بقيت محصورة في أن المتطرفين حتى في الأنظمة الديموقراطية، يضطرون لأن يصبحوا أكثر اعتدالا في حال أرداوا الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات.
كان واضحا في التعبير عن استراتيجيته؛ المساعدة على تشكيل بنى تحمل مشاريع إصلاحية، تبدأ بالمدارس (البرامج التربوية بشكل خاص) ولا تنتهي لا بالمؤسسات الإعلامية ولا بالاقتصادية (المؤسسات والمشاريع الخاصة) والسياسية منها. حتى للمرأة مكان في برامجه التي قال إن تكلفتها الإجمالية في المنطقة بلغت حتى الآن 300 مليون دولار.
تحدث، بما يشبه المرارة، عن خشية بعض الناس من أن يظهروا علنا تعاونهم مع مؤسسته. قال إنه يدرك حساسيتهم، ويحاول تفادي الإضرار بهم، وإن أشار إلى أن عدد الناس <<الذين يرغبون في التحدث معنا ليعرفوا ما نفعله>> في تزايد. لكنه كان واضحا في التعبير عن رغباته: <<نريد أن تكون لدى الناس جرأة ليخرجوا ويقولوا إنهم يتعاملون معنا>>.
أقر بوجود من في المنطقة ممن لا يتفق مع الكثير من السياسات الأميركية. لكنه اعتبر أن ذلك يجب ألا يمنع أن يكون هناك تعاون في بعض المجالات، وخاصة تلك التي يتناولها البرنامج الذي يمثل.
أما في ما يتعلق بلبنان، فكان همه الأول، في الوقت الراهن، استعادته ل<<سيادته الكاملة>> التي اعتبر أنها <<أساس الإصلاح>> فيه. قال إن <<برنامجنا>> هنا لا يزال <<متواضعا>>، من دون أن يخفي نواياه في زيادته خلال المرحلة المقبلة، وإن كان يعتبر أن الإصلاح في لبنان أسهل بكثير من غيره من الدول العربية الأخرى، ذلك أن له <<تاريخا من الديموقراطية>>.
إنه مدير المكتب الإقليمي ل<<ميبي>>، بيتر مولراين. مقره تونس. رقم الهاتف: أطلبه من السفارة الأميركية في عوكر.
ايلي شلهوب
موفد أميركي آخر في بيروت. يتحدث اللغة نفسها ويروّج للمشروع نفسه، وإن كانت استهدافاته أكثر اتساعا، على النطاق الجغرافي، وجدول أعماله أكثر عملانية. عنوانه الأساسي يتمحور حول <<الإصلاح والديموقراطية والرفاهية>>. استراتيجيته متعددة المراحل، مفاعيلها المحلية رؤية لبنان <<نموذجا للمنطقة>>!.
يمثل جهازاً في وزارة الخارجية الأميركي يسمى <<مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط>> (ميبي)، مهمته الأساسية، على المدى القصير والمتوسط الأمد، كما وصفها، <<البحث عن إصلاحيين>> في المنطقة، في مختلف المجالات، السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، و<<مساعدتهم على تجاوز العائق المقبل في مسيرتهم>>، على أمل أن يكون ذلك دافعا لعملية إصلاح تؤدي في نهاية المطاف إلى <<ازدهار الديموقراطية والرفاهية>>.
قال إنها مصلحة أميركية، أدركتها إدارة الرئيس جورج بوش عقب هجمات الحادي عشر من أيلول، بعد عقود من دعم واشنطن للأنظمة التوتاليتارية في العالم. لقد وجدت، بحسب تعبيره، أن التعامل مع الأنظمة الديموقراطية، مهما بلغت صعوبته، أفضل من نظيرتها الدكتاتورية في منطقة <<لنا مصالح كثيرة فيها>>، وترى أنها ستحقق فائدة أكبر في حال أصبحت <<أكثر استقرارا وانفتاحا>>.
توسع في تفسيراته. تحدث عن ضرورة إتاحة المجال للناس، من جميع الأطياف والفئات، حتى المناهض منها للولايات المتحدة، للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ضمن أطر سلمية، لكي لا يضطروا إلى اللجوء إلى عنف ضرب قلب أميركا قبل نحو أربعة أعوام. أعطى الكثير من الأمثلة. لكن فكرته الأساسية بقيت محصورة في أن المتطرفين حتى في الأنظمة الديموقراطية، يضطرون لأن يصبحوا أكثر اعتدالا في حال أرداوا الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات.
كان واضحا في التعبير عن استراتيجيته؛ المساعدة على تشكيل بنى تحمل مشاريع إصلاحية، تبدأ بالمدارس (البرامج التربوية بشكل خاص) ولا تنتهي لا بالمؤسسات الإعلامية ولا بالاقتصادية (المؤسسات والمشاريع الخاصة) والسياسية منها. حتى للمرأة مكان في برامجه التي قال إن تكلفتها الإجمالية في المنطقة بلغت حتى الآن 300 مليون دولار.
تحدث، بما يشبه المرارة، عن خشية بعض الناس من أن يظهروا علنا تعاونهم مع مؤسسته. قال إنه يدرك حساسيتهم، ويحاول تفادي الإضرار بهم، وإن أشار إلى أن عدد الناس <<الذين يرغبون في التحدث معنا ليعرفوا ما نفعله>> في تزايد. لكنه كان واضحا في التعبير عن رغباته: <<نريد أن تكون لدى الناس جرأة ليخرجوا ويقولوا إنهم يتعاملون معنا>>.
أقر بوجود من في المنطقة ممن لا يتفق مع الكثير من السياسات الأميركية. لكنه اعتبر أن ذلك يجب ألا يمنع أن يكون هناك تعاون في بعض المجالات، وخاصة تلك التي يتناولها البرنامج الذي يمثل.
أما في ما يتعلق بلبنان، فكان همه الأول، في الوقت الراهن، استعادته ل<<سيادته الكاملة>> التي اعتبر أنها <<أساس الإصلاح>> فيه. قال إن <<برنامجنا>> هنا لا يزال <<متواضعا>>، من دون أن يخفي نواياه في زيادته خلال المرحلة المقبلة، وإن كان يعتبر أن الإصلاح في لبنان أسهل بكثير من غيره من الدول العربية الأخرى، ذلك أن له <<تاريخا من الديموقراطية>>.
إنه مدير المكتب الإقليمي ل<<ميبي>>، بيتر مولراين. مقره تونس. رقم الهاتف: أطلبه من السفارة الأميركية في عوكر.