بروتوكولات حكماء السنة !
سيد حسن الحسن
المقالات التي لا تصدر عن المركز لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز
جاءت احتفالية عشيرة الانتحاري الأردني رائد البنا في منطقة الخدعة وسط مدينة السلط في الأردن في يوم الجمعة الموافق 10/3/2005 عبر تقبل التهاني بـ "استشهاد" ابنها بعد أن قام بتفجير نفسه في وسط حشود من الشيعة في مدينة الحلة جنوب العراق فحصد أكثر من 125 قتيلا وضعفهم من الجرحى ، فإن هي فجّرت في العراق موجات عارمة من الغضب فإنها أثارت في بقية بقاع الأرض موجات عارمة من المخاوف عبر سؤال بلون أحمر غامق : كيف وصل الأمر في عقل عائلة مسلمة أن تحتفي بابنها لأنه قتل مئات المسلمين فيهم المرأة والطفل والشيخ سوى الخراب والدمار والآثار النفسية والاجتماعية ؟ ، فكيف غدا قتل الحرث والنسل المسلمَين يُحتفى به في بلاد المسلمين ؟! ..
وجاءت هذه الاحتفالية لتعلن عن مكنون كان مخزونا ويعبّر عنه في الخفاء والمجالس الخاصة ، وإن جاء في الأردن هذه المرة وأُعلن عنه ولم يُستتر عليه فإنّ الحقيقة المرّة تقول بأن كثير من المسلمين من أبناء السنة لو لم يفرحوا لما يحدث من قتل لشيعة آل البيت (عليهم السلام) ويباركوا به بل ويشرعنوا قتلهم فإنهم بالتأكيد يتفرجوا ويسكتوا .
أيّ جرم ارتكبه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بحق هذه الأمة لكي تستباح دمائهم بهذا الشكل الاحتفالي ؟! ..
لنبحث علّنا نصل إلى سر الموضوع فهو يستبطن مخاطر عظيمة لا يمكن السكوت عنها ..
إنها بني أمية .. وما أدراك ما عملت بني أمية في الأمة الإسلامية ..
إن المنهجية الأموية في حرب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم طغت ونالت من حظوظ الممارسة والتطبيق ما لم تنله أي نظرية في أوساط المسلمين ، وفي الحقيقة فإنّ المذهب الإسلامي الأوسع قاعدة وأتباعاً ليس هو المذهب الحنبلي ولا الشافعي ولا غيرهما بل هو المذهب الأموي ! ، والسبب واضح لأنّ الحكومات المستبدة التي حكمت المسلمين طوال عصورهم انتصرت لهذا المذهب وأعطته الأولوية في التطبيق ، فكان هذا الضخ الإعلامي والزخم الكبير له ، وإلا ماذا تفسر هذا التجاهل والإلغاء لأهل البيت (عليهم السلام) بل والبغض لهم ولأتباعهم واعتبار حكمهم ووصولهم إلى السلطة بل وحتى توزيرهم خط أحمر ..
هل استدعت هذه المقدمة في وجدانك قول كبيرهم أبو سفيان : ( لا والله بل دفنا دفنا ) عندما سمع الأذان يذكر محمدا وعلي ! .. وهل تذكرت تناصح حكام بني أمية فيما بينهم بأخذ الشيعة بالشبهة وقتلهم بالظنّة وعدم تزويجهم أو التزوج منهم وحبسهم في السجون المرعبة وصبهم في اسطوانات قصورهم وإعادة خطة العزل المعروفة بـ (شِعِب أبي طالب) التي مارسها الكفار مع النبي (ص) ؟ ..
ألم تكن احتفالية عشيرة الانتحاري الأردني صدى لاحتفالية قادمة من بطن التاريخ لفرح الأمويين لقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه واعتبارهم يوم عاشوراء يوم عيد احتفلوا به بابتداع سنة الصيام فيه شكراً لله ! ، فمن هناك المبتدأ وإلى هنا المنتهى .
إنّ إسقاط الشرعية عن الرموز الطاهرة والعصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لم يكن ممكناً لأسباب كثيرة لا تحتاج إلى ذكر وإطالة بل هي معروفة للقاصي والداني من حيث النسب والعلمية والفقاهة والتقى والأخلاق والشجاعة وو .. ، فصحّ أنهم أعلم أهل زمانهم وأفقههم وأشجعهم وأتقاهم (والمطوية الأخيرة لوزارة الأوقاف في الكويت عن أهل البيت أحد الشواهد) ، وصحّ ما ورد عن الصحابة ومن أعدائهم –سوى ما وَرَدَ عن النبي الأعظم (صلّى الله عليهم وآله وسلم)- أنهم لا يُقارن بهم أحد من البشر في كل المجالات .
والحال هذه كان أقصى ما يمكن أن تناله مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من سهام الاتهامات أنهم مذهب إسلامي آخر إلى جانب المذاهب الإسلامية العديدة الأخرى ، أو اجتهاد في الوسط الإسلامي حتى لو لم يصب الحقيقة وأخطأ فله أجر كما وَرَد ، ولم يكن أكثر من ذلك .
ومع ملاحظة أنّ القرآن الكريم والسنة المطهرة عندما يعالجان موضوعة الخلاف أو الاختلاف بين المسلمين تعالجه بالرحمة (.. رحمة للعالمين) والدعوة للوحدة (.. أمة واحدة) والتعاون (وتعاونوا .. ) والتصالح (.. فأصلحوا بينهما) ووضع الحدود العالية لحرمة الدماء والأعراض والأموال ويشدد في منع التعدي والطغيان والظلم ويتوعد الظالم والباغي .. ولم تأتي آيات القتال والقتل إلا مع الكافر المحارب ، فكانت آيات (وشرّد بهم من خلفهم) أو (ولا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا) أو (واقتلوهم حيثما ثقفتموهم) وغيرها لتشير إلى الكفار المحاربين لا غيرهم .
فكان المخطط الأموي الشيطاني يقوم بنيانه على نقل شيعة أهل البيت من خانة المسلمين إلى خانة الكفار بل الكفار المحاربين ليصح استدعاء آيات القتل وروايات الحرب في حقهم ! .
كان أمام الشيعة أحد خيارين لا ثالث لهما : أما التسنّن أو الفناء ..
ولكن كيف أمكن ذلك ؟ ..
أمكن ذلك عبر ما كان أشبه ببروتوكولات حكماء صهيون التي شرّعت لليهود قتل الغوييم (أي غير اليهود) حتى لو كانوا طفلا أو شيخاً أو امرأة وحتى المسالم منهم وسلب أرضه ورميه في الأصقاع وبقر بطون الحوامل واستخدام كل الوسائل الغير شريفة ولا يقبلها الضمير أو العقل أو الإنسانية من أجل الوصول إلى أهدافهم .
فكما جاء في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون التالي : " ولعمري، ما كان أحكم سلفنا في الأزمنة الغابرة لما قالوا أن في طلب كبار الغايات لا يقام وزن للوسائل والضحايا.." ، جاءت بروتوكولات حكماء السنة لتضع الخطة المحكمة وعبر عمل طويل الأمد دون وزن للفساد والفتن والضحايا ، فكان أحد بروتوكولاتها الهامة ترك أي أمر حتى لو كان من السنّة إذا أدى إلى تقوية شوكة الشيعة ولكي لا يقوي حجتهم ولمنع عوام السنة من الاقتراب من الشيعة ، فمع ثبوت السنة الصحيحة عن النبي (صلّى الله عليهم وآله وسلم) بالأحاديث الثابتة عند أهل السنة ، إلا أنهم في بعض الأحكام الشرعية بدا لهم أن يتعمدوا تجنبها ، ولعل قول ابن تيمية يلخص الموضوع : " ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم [ أي للشيعة ] ، فإنه وإن لم يكن الترك واجبا لذلك ، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم ، فلا يتميز السني من الرافضي ، ومصلحة التميز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب " ! .
وجاء البند الأهم من بروتوكولات حكماء السنة هذه السلسلة الطويلة من المصطلحات والتسميات قذفوا بها الشيعة –رغم حرمة القذف في الإسلام- وكان لكل مصطلح منها أهدافه الخاصة ، فكانت التسميات كالروافض والرافضة - الفرس المجوس – السبئية والطابور الخامس – أبناء المتعة – المتأولّة والمبتدعة –القبوريون – أحفاد ابن العلقمي وو .. ولا أظن أنه توجد فكرة أو نظرية أو طائفة نالت هذه السهام كما ناله شيعة آل البيت (عليهم السلام) .
على رغم أن الشيعة لم يوزعوا المصطلحات على أعدائهم بل سمّوهم بمسمياتهم التعريفية ، كمصطلح (الوهابية) باعتبار أنهم ينتمون إلى محمد بن عبد الوهاب في المدرسة الفقهية والفكرية ، كما يصح أن تقول عن الشيعي (جعفري) باعتبار انتمائه للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في المدرسة الفقهية ، بل إنّ المذاهب تسمّت عادة بأسماء مؤسسيها فكانت الزيدية والإسماعيلية والحنابلة والمالكية والسفيانية واليزيدية وغيرها كثير لا يحصى .. وحتى مصطلح (السلفية) فهو من اختراعهم هم بل ويفتخرون بها باعتبار انتسابهم في الطريقة للسلف الصالح .
وبالبحث في بواطن كل تسمية من هذه التسميات التي أطلقوها تعرف الأثر الذي صنعته هذه الحملة الأموية في عقول القطاع الأعظم من أبناء السنة تجاه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) .
الروافض أو الرافضة :
هذا المصطلح المبني على المجهول يستبطن دعوة لكل واحد من عموم السنة بالاجتهاد باستدعاء أي مقدّس من المقدسات الإسلامية ليضعه أمام المصطلح ليكوّن جملة صحيحة ، فيصح أن تقول عن الشيعة : الروافض للسُنّة ، الروافض للصحابة ، والبعض يضيف : الروافض للحق ، والروافض للدين.. وهلم جرا .
وهذه المفاهيم كلها تخرج الشيعة من الدين والملة باعتبار أن السنة مكملة للقرآن وأن الصحابة هم تجسيد الإسلام بكل تفاصيله، تجسيد الدين والحق بكل صفائه، هم مرحلة المثال والأنموذج، وبالتالي : فالشيعة الرافضون لهذه الخلافة يرفضون الإسلام وينفون المثال والتاريخ الناصح والنموذج المتكامل لتطبيق الإسلام وبالتالي نسف أمناء الأمة ومقدسيها .
وأين هي النتيجة التي تنتهي باستدعاء هذه المفاهيم عن الشيعة ؟ ، إنها تقول بأن الشيعة (رافضة) من هذه الجهة، وبالتالي فهؤلاء يجب حذفهم للحفاظ على الإسلام، للحفاظ على التاريخ (المقدس)، ويجب إلغاؤهم تماما.
هذه هي الخلفية البعيدة لهذه التسمية، وهي تسمية تحريضية، تهدف لغايات سياسية بعيدة، ليست عقائدية، ولو كانت عقائدية في الظاهر ولكنها سياسية في الباطن، فليس غريباً أن تتسلط السيوف على رقاب الشيعة بحجة أنهم رافضة، بكل ما يستبطن هذا المصطلح في الوجدان الشعبي ، وكل إناء بالذي فيه يفسّر.
وللعلم فإنّ مصطلح الرافضة قديم ، وأول من استعمله معاوية بن أبي سفيان في حق جيش عائشة وطلحة والزبير ، ينقل نصر بن مزاحم المنقري (212 هـ) في كتابه «وقعة صفين» عن معاوية، أنّه كتب إلى عمرو بن العاص وهو في البِيع في فلسطين، أمّا بعد: فانّه كان من أمر عليّ وطلحة والزبير ما قد بلغك وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة وقدِمَ علينا جريرُ بن عبد الله .
كما وَرَدَ أن أحد الشيعة شكى إلى الإمام الصادق (عليه السلام) من تسمية الآخرين لهم بالروافض .
ومشكلتهم أنهم لا يريدون وضع المسميات في موضعها فحجة الرفض تتهافت بسهولة وإلا فيقولوا -لو كانوا منصفين- أن الشيعة يرفضون "بعض" الصحابة وليس كلهم ، ويرفضون "بعض" السنّة وليس كلها ، ولهم حجتهم البالغة في ذلك ، فلا يمكن أخذ كل الصحابة والقبول بهم فبعضهم حارب البعض (كما في حرب الجمل وصفين وغيرهما) ، وبعضهم قتل بعض (كما في حادثة قتل عثمان وغيرها) ، وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة بنت محمد (عليها السلام) ماتت وهي واجدة (ناقمة) على بعضهم ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام) قُتلا الأول بالسم والثاني بالسيف على أيدي صحابة الرسول وأبناء الصحابة ! , وقُتل في حروب الصحابة عشرات الألوف من المسلمين ولو أضفت إليهم حروب التابعين وتابعي التابعين لتجاوزت مئات ألوف القتلى ! ، فالقبول بالصحابة كلهم يعني أن ترمي آيات وأحاديث كثيرة منها حرمة دم المسلم وعرضه وماله في البحر ، ثم لم يكن لمصطلح الصحابة أي سند تاريخي أو شرعي ، فلم نسمع بتنزيه كل صحابة الأنبياء السابقين ولم يرد عنوان (الصحابة) معهم فلماذا اختص الله النبي محمد (صلّى الله عليهم وآله وسلم) بصحابة منزهون دون غيره من الأنبياء والرسل ؟ ، ثم إنّ القرآن وضع تصنيف واضح لأهل البيت (عليهم السلام) في آية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فشمل كل أهل البيت في هذه الآية ولكنه في المقابل لم يضع تصنيف للصحابة كلهم ، وكل الآيات تتحدث عن فئات المؤمنين والمتقين والمحسنين وغير ذلك من التقسيمات ، وهذه تعني فرز الصحابة وقبول الصالح ورفض الطالح (وَعَدَ الله الذين آمنوا منهم .. ) أو (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك) .
ولو سألناكم عن (عبد الله بن أُبي) لماذا رفضتموه وهو صحابي ؟ ، قلتم : إنه منافق ، قلنا : الشيعة يرفضون بعض الصحابة باعتبارهم منافقين ولو أسلموا وصحبوا النبي الأكرم (صلّى الله عليهم وآله وسلم) .
فإنّ الشيعة كما يرفضون بعض الصحابة فإنهم يرفعون من شأن آخرين كسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وابن عباس وأبو ذر الغفاري ومحمد بن أبي بكر وآخرين لا يمكن ذكرهم في هذه العجالة ، فهل هؤلاء من الصحابة أم لا ؟ ..
ثم لو كانت مرحلة الخلافة " الراشدة " هي كما ينقلون من النقاء والنموذجية والمثالية فكيف انتقلت الأمة إلى المُلك العضوض والانحطاط السياسي والأخلاقي وغيره ولم تأسّس لمسيرة سليمة تقود الأمة نحو التقدم والاستقامة والكثرة لا يغلبهم النصارى وهم الذين كانوا في فترات تاريخية من أحط الأمم وأصبحوا اليوم يمثلوا ثلاثة أخماس البشر في عزة وقوة ومنعة بينما لا يمثل المسلمون اليوم سوى خُمس العالم من حيث العدد وفي أحط المراتب في التسلسل البشري ، أليس من جاء بعد مرحلة الخلفاء أسّس على تجربة سابقة ؟! .
إنهم لا يريدون الحق بل يريدون الباطل بالتعميم لغايات في نفوسهم ..
السبئية :
وهذا المصطلح يستبطن تفسيرا لا يقل خطراً عن الأول ولا يقل قسوة وجرحاً في الأعماق والشعور والانتماء ، فالشيعة إذن (سبئية) أي أتباع ذلك اليهودي الخرافي عبد الله بن سبأ ، فهم إذن صناعة يهودية قديمة بثوب إسلامي في قلب العالم الإسلامي لتدمير الإسلام من داخله ، وهم إذن امتداد لمؤامرة قذرة هدفت تهديم الإسلام ، وكلنا يعرف مدى الاستحقاقات التي تترتب على هذه التسمية، الجذور اليهودية للتشيع في زعم هؤلاء المفترين تمتد إلى بداية التاريخ الإسلامي ، هناك ، فالخلل في الجسم المسلم كان قديما، كان من البدايات الأولى مخترقاً، أخترقه اليهود، وكان الشيعة هم أداة الاختراق ! ، فاجتهد أخي القارئ في التفكير في آثار هذا المفهوم المظلل في العقل السني الشعبي ولسان حالهم يقول : أيّ كارثة حلّت بالمسلمين من جرّاء وجود الشيعة في وسطهم ! ، فكم لاكت كتب التاريخ بهذه المصطلح حتى صار اليوم من المسلمات الموثقة عند قطاع عظيم من أهل السنة .
ولو كان الشيعة سبئية أي يهود المنشأ فهم إذن خطر على الإسلام ويستدعي أن نحاربهم كما نحارب اليهود ، بل هذه الكتلة البشرية الكبيرة من المسلمين أتعس من اليهود والنصارى لأنّ هؤلاء لم يبدلوا دينهم في حين بدّل الشيعة دينهم وأصبحوا ألعوبة في أيدي اليهود ! ، وبالتالي يصح أن نستدعي كل الآيات التي تتحدث عن اليهود ونطبقها على الشيعة ! .
وأطرف ما قرأت في منتديات سلفية بحث عرمرمي مطول ومحكّم (!) لا تنقصه الأدلة يثبت كيف أنّ حزب الله الذي أخرج إسرائيل من جنوب لبنان هو متآمر مع اليهود وكل موضوع الانسحاب لعبة ملعوبه بعناية بين حزب الله وإسرائيل لإعطاء الشيعة مجداً ولو كان ذلك على حساب مجد إسرائيل وهيبتها ! .. أليس نظرية (السبئية) هي الأرضية التي أسست لهؤلاء كي لا يصدّقوا أنّ الشيعة يمكن أن يحاربوا اليهود وهم –حسب زعمهم- من أسس مذهبهم ! ، أو إنهم يدركون المسألة جيدا ولكنهاالبروتوكولات لصد الناس عن سبيل الله ..
ثم أنّ المشهور أن كثير من حكام بني أمية وبني العباس كان لهم مستشارين يهود ، أشهرهم سرجون مستشار يزيد الذي ورثه من أبيه معاوية بن أبي سفيان .
وكما كان مصطلح الرافضة قديم فقد استعمُل مصطلح السبئية في حق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) قديماً ، فهذا أعشى همدان ( ت 84هـ ) في ديوانه (ص 148) و تاريخ الطبري (6/83) يهجو المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة بعدما فرّ مع من فر ممن شاركوا في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه في واقعة كربلاء حيث كان المختار يتعقبهم واحداً واحدا ، فهجا المختار بقوله :
شهدت عليكم أنكم سبئية و أني بكم يا شرطة الكفر عارف
الفرس المجوس :
هل تذكرون كتاب (وعاد المجوس) للكاتب المجهول عبد الله الغريب ؟ .. ليصف الثورة الإسلامية في إيران بقيادة رجال الدين الشيعة بعودة (المجوس) مرة أخرى ، فهي إذن ثورة غير إسلامية وقادتها لا يعبدون الله بل يعبدون النار ! ..
وكم ضرب الطاغية صدام وحزبه الكافر على وتر (الفرس المجوس) حتى صار استعماله في كتب التكفيريين ومواقعهم على الانترنت شائعاً بتصنيف كل الشيعة بأنهم (مجوس) ولا تشفع لهم صلاتهم وحجهم للبيت العتيق وليس للنار ولا صيامهم ولا شهادتهم الإسلامية ، ولا تنفي عنهم التهمة مساجدهم الخالية من النار ! ، فكلها في نظرهم تقية (أي نفاق ! ) .
فكيف تستقيم فكرة أنّ الشيعة مجوس وأصولهم فارسية مع فكرة السبئية اليهودية وأصل عبد الله بن سبأ من اليمن ؟! ، سيجيبون بأن التشيع شيء من اليهودية وشيء من المجوسية وأشياء من غيرهما من الباطل ! ، فهي إذن حرب أموية ظالمة مستمرة تهدف تمزيق الأمة كلها .
ثم ما لهذه النعرة الجاهلية تعود من جديد ؟ فلو كان صدام وحزبه يردد هذه المصطلحات فمن منطلق قوميته الباطلة فما لكم وأنتم من أهل الإسلام لا فرق فيه بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى ، فكيف صار الفرس صفة تضربون بها الشيعة وكأنها سبة ومسقطة لهم ، فالفرس أمة من الأمم كانت لها فضائل كثيرة على الأمة الإسلامية وكثير من علمائكم ورواتكم ومحدثيكم من الفرس .
ثم لو صح ما يقولون عن الشيعة من عمالة يهودية أو مجوسية لشَعَر بها الناس المعاشرين لهم من السنة في بلداننا ولما كان التعايش ممكن ، ولكن الحال يقول غير هذا ، فحالة التعايش موجودة ويعمل الشيعة في بلدان تواجدهم مع الجمهور ، ولكن مشكلة كثير من جمهور السنة أنهم يرون الحقيقة ناصعة بإخلاص الشيعة –بالإجمال- وتفانيهم وأخلاقهم العالية لكنهم بالمقابل تعشّش فيهم قول حكمائهم في بروتوكولاتهم عن الشيعة فيرددوا قولهم كالببغاء ، ينطبق في ذلك قول ذاك المعاند : حتى لو طار فهو فيل ! .
أحفاد ابن العلقمي ، أو الطابور الخامس :
لقد اتَّسع نطاق هذه التسمية في الأيام الأخيرة، كان صدام حسين حريصا على إشاعتها في أدبياته وهو أول من اخترع هذا الاسم وسابقه (الفرس المجوس) وهو يمضي مجازره بالشيعة المسالمين بلا رحمة أو شفقة وهو يطبق البروتوكول الأول من بروتوكولات حكماء صهيون : " خير النتائج التي يراد تحقيقها من التسلط على الغوييم (أي غير اليهود) بطريق الحكومة، إنما يكون بالعنف والإرهاب، لا بالمجادلات النظرية المجردة " .
وقد تم تصعيد الحملة على الشيعة في الأيام الأخيرة بسبب التغيير الذي حصل في العراق، وقد تحوَّلت هذه التسمية في الأيام الأخيرة إلى مصطلح يُراد من ورائه توصيف الشيعة.
ولكن السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه ما هو الهدف البعيد من التسمية، ما هو المقصود الخفي؟ ما هو الغاطس من وراء هذه التسمية؟ .
التسمية تهدف إلى التخوين الوطني الدائم، فنحن لسنا وطنيين ولا نحب أوطاننا بل خونة للوطن الذي نكون فيه ونحن طابور خامس يشق الصف الوطني ويحقق مآرب أعداء الوطن ويسهّل استعماره ! ..
إذن فهذه التسمية التي ينقضها التاريخ بوضوح وتخالف حقائقه ، هذه التسمية مكملة للتسميات السابقة، فهي تتصل بهموم الشعوب ومصير أوطانها ، وإذا كانت التسميات السابقة تبيح الذبح عقدياً فإن هذه تبيحه سياسيا.
وبالتالي، يستحق الشيعة النفي الدائم والموت ، ويستحقون الطرد والتسفير والتخوين، لأنهم لا يليق بهم وطن .
هناك غاية خفية، غاية سياسية كبيرة، تتجسد بتشريع قتلنا، كلنا، بلا استثناء، بلا علامة فارقة، لان علامتنا الفارقة هي الخيانة الوطنية، نتوارثها أبا عن جد، وبالتالي، نحن محكوم علينا بالقتل والطرد قبل أن نأتي إلى الدنيا.
نحن أحفاد ابن العلقمي الخائن ، ونحن طابور خامس ، فماذا ننتظر إذن؟ ننتظر أحكام الإعدام والطرد والتشريد والسجون والعزلة ، لأن الخيانة الوطنية لا يعادلها جزاء إلا ّ الموت.
هذه التسمية الباطلة لم يشفع برفعها من قاموس الشيعة تضحياتهم لمئات السنين! ، فمن دافعَ عن العثمانيين (دولة الخلافة السنية) في حربهم مع الانجليز عندما تعرضوا للعدوان رغم كل المجازر التي ارتكبوها بحق الشيعة ؟ ، ومن حارب الانجليز وطردهم من العراق ؟ ، ومن الذي حرّر جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ؟ ، ومن الذي قاوم المحتل البعثي في الكويت دفاعاً عن وطنهم (وبالأمس شيعنا في المقبرة الجعفرية كوكبة من شباب المقاومة الكويتية الشيعة الذين أُسروا وعُثرت على جثثهم قبل أيام في مقبرة جماعية في كربلاء) ؟ وغيرها كثير ، فهي إذن تسمية مُصاغة للحكم علينا بالنفي من دون اعتبار لكل حقيقة، حتى لو كانت بحجم ما قدمنا من دم، وبحجم ما خدمنا الأمة و الدين الحنيف الذي هو عزنا وشرفنا.
والملاحظ أن البعثيين وأيتامهم من زمرة البعث الحاكمة سابقا يشنون حملة شعواء على حكام العراق الجدد ولا يدعون أحداً منهم إلا وأسموه (أحفاد ابن العلقمي) ، أنظر موقع البصرة دون نت كمثال .
وانظروا إلى الكاتب البعثي فاضل بشناق كيف يحبك قصة احتلال العراق اليوم بقصة سقوط بغداد أيام المغول حيث يهذي وهو يقول بعد أن تيّتم بسقوط الطاغية ورحيل حكومة البعث إلى مزبلة التاريخ : " إن حلقات المؤامرة الشيعية ضد الإسلام والدولة الإسلامية تمتد بجذورها إلى المؤامرة التي حيكت من قبل الشيعة لإسقاط الدولة العباسية والتنكيل بالمسلمين من قبل القائد المغولي السفاح ( هولاكو ) بالتعاون مع المنجم الفيلسوف ( نصير الدين الطوسيّ الشيعي الجعفري ) الذي أقنعه بأن تدميره للخلافة الإسلامية سيكون نصراً عظيماً ، وعملاً نبيلاً ، وأن بني العباس الذين هم عشيرة نبي الإسلام وأبناء عمومته ، مجرد كفرة ، وأن إزهاق أرواحهم وهتك أعراضهم أمر تباركه نجوم السماء وترعاه طوالعها ، فقرر( هولاكو ) غزو بغداد بمساعدة من الجاسوس المتآمر ( الوزير الشيعي في الدولة العباسية ابن العلقمي ) الذي كان يرسل الرسائل السرية عن أخبار وأسرار الدولة والجيش والمنافذ السرية في العاصمة العباسية ، وما هي إلا شهور قليلة حتى دخل المغول بغداد فاستبيحت الأعراض وسال الدم ، وطفحت الشوارع والأزقة بالجثث ، جثث النساء والأطفال الرضع ، وتحولت مدينة السلام بغداد عام 656هـ إلى مدينة البلاء العام ، حيث ضربت الأوبئة والأمراض كافة المنطقة بسبب تعفن جثث القتلى الذين يقدر عددهم بنحو ( 2 مليون ) قتيل !! ولم ينج من كارثة المغول في بغداد إلا : الشيعة واليهود ، وتكاد تجمع المصادر التاريخية على أن سقوط بغداد كان نتيجة مؤامرة رسمت خارطتها ، بأيدي شيعية أمثال ( ابن العلقمي والطوسي وشيعة الكرخ ) ودافعهم الانتقام من المسلمين والثأر من الدولة الإسلامية وتمزيقها من أجل الثارات الكربلائية والأحقاد المجوسية وقد سجل التاريخ بالدماء هذه الخيانة الشيعية " ! .
وأقول : نعم هناك شبه بين الحدثين ولكن من زاوية أخرى يريد بشناق وأشياعه التعامي عنها ألا وهي أنّ سبب سقوط بغداد سابقا وسقوطها اليوم ليس بسبب الشيعة بل بسبب الحكم المستبد (السني) فهما من أوصلا البلاد إلى هذا الوضع ، هل يريد أن نتحدث عن سيرة الخليفة العباسي المستعصم وغيره من خلفاء بني العباس ؟! ، أم يريد أن نتحدث عن سيرة صدام حسين ؟! ..
لقد كان الشيعة في الحالتين أما في السجون أو في القبور ، وكأنهم يقولوا لنا : أيها الخونة ! لماذا لا تدافعوا عن جلادكم إذا سلط الله عليه (أو عليكم) جلاد آخر ! ..
وما كان دور علماء الشيعة (الطوسي سابقا ومراجع العراق اليوم) إلا المحافظة على الشيعة من البلاء القادم على بلادهم بسبب حكام صنيعة أعدائهم اليوم .
عجيب أمركم .. لكي لا يشير الناس إلى السبب الحقيقي لهذا الهوان والسقوط المخزي ترموا به الشيعة ؟ ، عليكم أن تدرسوا سنن سقوط الدول والحضارات لتستوعبوا الحدث هذا وسابقه ، وأنّ الخوار نتيجة الخواء ..
ثم لو وضعتم الشيعة كلهم في خانة الخيانة لخيانة أحدهم –لو صح ذلك جدلاً- فهل يصح أيضاً أن نوصم كل السنة بالخيانة لأن عندهم آلاف الخونة ؟! ، فهذه فلسطين تعاني من الخونة وكم قُتل من قادة المقاومة بسبب العملاء من أبناء جلدتهم ، وهذه أفغانستان والسقوط المريع لحكم طالبان الرجعي أليس بتعاون تحالف الشمال مع الأمريكان ؟ ، ألم تسقط الأندلس بسبب خيانات بني العباس وتنازع المصالح بينهم ؟ ، والخيانات التي فعلها حكام العراق المقبورون بحق السنة الأكراد والشيعة وبحق بعضهم البعض .. لمن نحمّلها ؟ .. أجيبونا ، سوى خيانات حكام العرب للقضية الفلسطينية .
فإن كان للشيعة ابن علقمي واحد نبشتم التاريخ طوله بعرضه حتى فرحتم بالعثور عليه فكم لكم من أبناء العلقمي ، ونقترح لكم أن تكتبوا كتابا بعنوان (الخونة) تجمعوا فيه كل خونة المسلمين لترون سواد الوجه ! .
القبوريون :
أي يعبدون القبور ، يسجدون لقبور أوليائهم ويذهبون إليهم يطلبون منهم المدد .. وملخص البروتوكول : " لقد ضل الكثير من الفرق والعوام (أي الشيعة) بسبب الجهل في باب التوحيد , فاتخذوا من الأولياء والصالحين أندادا يحبونهم كحب الله, وتوجهوا إليهم بكثير من العبادات كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر لغير الله شركا به " .
إنهم مشركون ! .. والحديث النبوي يقول : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " .. فلتعمل كل الأدوات اللامشروعة لإخراجهم من بلاد المسلمين ! ..
ينشرون في منتدياتهم على الإنترنت يخدعون بها جهلة الناس أنّ للشيعة كعبة أخرى وبجنبها صورة بناء متهالك على شكل حوض ! ، بحثتُ كثيراً عن هذه الكعبة المجهولة عند الشيعة حتى عثرتُ عليها وإذا بها من آثار القرامطة في البحرين ! ..
يضعون في الإنترنت صورة لرجل يصلي ووجهه تجاه الضريح ثم يعلقون : أنظروا الشيعة يسجدون لأوليائهم ، وكأنهم يعيشون في الأدغال أو جوار كوكب المريخ ! ، فها هي قبور الأولياء ليزوروا أحدكم -وهي بالمناسبة مفتوحة للجميع- ليرى أين يتجه الشيعة في صلاتهم ! .. ثم لماذا يحرصون على الحج إلى بيت الله الحرام لو كان لهم كعبة أخرى ؟! ..
إنها البروتوكولات !! .. لا تنسوا ! ..
والغريب في الأمر أنّ القبوريون يجب أن تشير في المعنى إلى محبي ملئ القبور بالبشر ! ، إلى من لا يحب أن يرى الناس يمشون على الأرض ! ، إلى بني أمية وبني العباس ، إلى الحجاج والتصفيات الدموية بحق الشيعة ، إلى الأيوبيين وما فعلوه بالفاطميين في مصر ، إلى العثمانيين وما جنته أيديهم بحق الشعوب حتى ماتت دولتهم بلا بواكي عليها ، إلى أنظمة الاغتيال والقتل والتعذيب ، إلى هادمي قبور البقيع الأغر ، إلى نظام القبور الجماعية ، إلى نظام طالبان البائد ومجازره البشعة بحق الشيعة والسنة ، إلى وإلى ..
أبناء المتعة :
هذه التسمية تطعن في أعز ما يملكه الإنسان ، ذلك هو الشرف ، فالمتعة زنا (!) في فقه السنة ، ليست زواجا، لقد نُسخت وحرِّمت وعدّت من الأحكام المنسوخة التي لا تتفق وأغراض الشريعة السمحة.
ولكي نجلِّي عمق التسمية وتسليط الضوء على جوهر التسمية، فإنَّ وضع هذه التسمية على نحو العموم، وبلغة العنوان التعريفي .. هذه العملية تنم عن اتجاه عدواني، استفزازي، تنم عن مشروع خطير، يهدف التشويه، والتحفيز المضاد، يهدف العزل، الطرد والنفي المعنوي .. عمل يهدف تلويث الجسد الشيعي، الجسد الشيعي نجس ! ، الجسد الشيعي من ولادة غير شرعية ! ، لا ينفع معه دواء، يجب أن يخرج من دائرة الجسد الإسلامي الطاهر ! .
ينبغي أن نذكر أن المتعة زواج شرعي عن الشيعة، وهي حالة نادرة بطبيعة الحال، لا نريد هنا نقاش هذا اللون من الزواج في ضوء الاستدلال الشرعي، فلذلك مجاله، وقد أُشبع بحثا ، ولكن ما نريد السؤال فيه : كم من الشيعة وُلد من زواج متعة ؟ هل يعرف أحدكم أحدهم ؟ لم أسمع عن أحد منذ وعيت على الدنيا أنّ فلان من متعة ! ، فالنسبة إذن 99,99% من الشيعة من زواج دائم يعقدوه في محاكم شرعية موجودة في كل البلاد الإسلامية السنية .
هل النسبة الباقية تجيز لكم أن تمارسوا هذا القذف جهارا بحق شرف هذه الطائفة العريضة من المسلمين ؟ ..
تذكرت أنهم ليسوا بمسلمين ! .. لا تنسوا البروتوكولات !! ..
إذن هناك تسميات نافية على أكثر من مستوى، مستويات تتكامل مع بعضها لتشكّل حالة من النفي الشامل لهذا الشيعي : نفي عقائدي، نفي وطني، نفي أخلاقي... نفي مدروس، نفي عملي ملموس .
المتأوّلة :
مصطلح غريب النشأة وغريب النحت، لم نجد مادّته في القاموس العربي، صنع لأجل غايات سياسية بغيضة.
والظاهر أن لقب ( المتأولة ) الذي يطلقه السنة على الشيعة في بلاد الشام وفلسطين ومصر ، جاء من المجسمة الذين كانوا يكفرون الشيعة وغيرهم ، لأنهم يقولون بتأويل أحاديث صفات الله .. ومع أن التأويل موجود عند السنة بل أكثرهم ( متأولة ) إلا أن نبز هذا اللقب وَسُبَّتَهُ بقيت من نصيب شيعة أهل البيت ، وبقيت كلمة (مِتْوَالي) بكسر الميم في ذهن كثير من عوام السنة أسوأ من كلمة كافر ! ، والحال أن علماء السنة عندما قبلوا أحاديث الرؤية والتشبيه ، تورطوا فيها ، وانقسموا في تفسيرها منذ القرن الأول إلى أربعة مذاهب وأكثر ، وقد ولدت هذه المذاهب العقائدية قبل أن تتكون مذاهبهم الفقهية بمدة طويلة ، بقيت حاكمة على أئمة المذاهب الأربعة وأتباعهم إلى يومنا هذا ! ..
لا يكفي هذه التسميات الكثيرة السابقة ليلتحق بالشيعة هذا التسمّي الغريب ..
الخاتمة ..
فلو جمعنا ما وُصم به الشيعة تكون النتيجة تخوين سياسي وضلال عقائدي وفساد أخلاقي ، لا أصول لهم معتبرة ، هي تسميات تهميش، بل تسميات طرد من حومة الدين، بل إخراج في بعض معانيها ومضامينها من دائرة الحس الأخلاقي النبيل ، هي تسميات مرسومة، تسميات مختارة للتربية، ومختارة لرسم موقف نهائي من الشيعة، لا تمحو عارها صلاة ولا صوم، لا يمحو عارها جهاد ولا تضحية، لا يمحو عارها عطاء ودفاع عن الدين بالمال والنفس والعلم.
أليست هي إذن عملية نفي أبدي؟.
يستكمل النفي هذا دائرته بتحريم ذبيحة الشيعي، تحريم أكلها، تحريم السلام عليهم وإذا اضطررت للسلام فقل : "السام (أي الموت) عليكم" ! ، تحريم حضور مجالسهم كما يُحرم الجلوس في مجلس خمر ! ، والقاضي عبد القاهر البغدادي في كتابه السيئ الصيت (الفرق بين الفرق( يحرّم زواج السني من شيعية، وزواج شيعي من سنية .
وهذا الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء يلخص رأيه في الشيعة بالتالي :
1) إن الشيعة مشركون شرك أكبر، كفار، مرتدون، منافقون، فسقة، ضالون ومبتدعة.
2) إن منهج التشيع منهج يهودي الهدف منه القضاء على الإسلام الصحيح.
3) يجب منعهم من مزاولة "بدعهم" بالقوة لأن قصدهم القضاء على الإسلام وبتشجيع من الكفار.
وفوق ذلك لا يحق لأحد أن يخالف هذا الرأي في الشيعة وإلا يكون منهم ! ، ويستشهدون ليس بالكتاب ولا بالحديث النبوي الشريف ، بل بقول مؤسس المذهب الوهابي : من لم يكفّر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم فقد كفر ! ..
هي عملية نفي كاملة؟.
ومن هنا تستوعب سبب عمليات الذبح الجماعي في شيعة آل محمد مستمرة منذ مجزرة الحسين (عليه السلام) حتى هذه اللحظة، لم تقف يوما، لم تسترح أبدا، في عهد بني أمية، في عهد بني العباس، في العهد العثماني، في العهد المملوكي، في زمن ما يسمى الحكومات الوطنية.
هل من سبيل لتعديل ميزان العلاقة المختل بين السنة والشيعة ؟ ..
نعم ، والخطوة الأولى : حرق هذه البروتوكولات اللعينة .
==============
نقلا عن منتدى القران الكريم
http://www.montadaalquran.com/articl...p?articleID=81
سيد حسن الحسن
المقالات التي لا تصدر عن المركز لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز
جاءت احتفالية عشيرة الانتحاري الأردني رائد البنا في منطقة الخدعة وسط مدينة السلط في الأردن في يوم الجمعة الموافق 10/3/2005 عبر تقبل التهاني بـ "استشهاد" ابنها بعد أن قام بتفجير نفسه في وسط حشود من الشيعة في مدينة الحلة جنوب العراق فحصد أكثر من 125 قتيلا وضعفهم من الجرحى ، فإن هي فجّرت في العراق موجات عارمة من الغضب فإنها أثارت في بقية بقاع الأرض موجات عارمة من المخاوف عبر سؤال بلون أحمر غامق : كيف وصل الأمر في عقل عائلة مسلمة أن تحتفي بابنها لأنه قتل مئات المسلمين فيهم المرأة والطفل والشيخ سوى الخراب والدمار والآثار النفسية والاجتماعية ؟ ، فكيف غدا قتل الحرث والنسل المسلمَين يُحتفى به في بلاد المسلمين ؟! ..
وجاءت هذه الاحتفالية لتعلن عن مكنون كان مخزونا ويعبّر عنه في الخفاء والمجالس الخاصة ، وإن جاء في الأردن هذه المرة وأُعلن عنه ولم يُستتر عليه فإنّ الحقيقة المرّة تقول بأن كثير من المسلمين من أبناء السنة لو لم يفرحوا لما يحدث من قتل لشيعة آل البيت (عليهم السلام) ويباركوا به بل ويشرعنوا قتلهم فإنهم بالتأكيد يتفرجوا ويسكتوا .
أيّ جرم ارتكبه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بحق هذه الأمة لكي تستباح دمائهم بهذا الشكل الاحتفالي ؟! ..
لنبحث علّنا نصل إلى سر الموضوع فهو يستبطن مخاطر عظيمة لا يمكن السكوت عنها ..
إنها بني أمية .. وما أدراك ما عملت بني أمية في الأمة الإسلامية ..
إن المنهجية الأموية في حرب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم طغت ونالت من حظوظ الممارسة والتطبيق ما لم تنله أي نظرية في أوساط المسلمين ، وفي الحقيقة فإنّ المذهب الإسلامي الأوسع قاعدة وأتباعاً ليس هو المذهب الحنبلي ولا الشافعي ولا غيرهما بل هو المذهب الأموي ! ، والسبب واضح لأنّ الحكومات المستبدة التي حكمت المسلمين طوال عصورهم انتصرت لهذا المذهب وأعطته الأولوية في التطبيق ، فكان هذا الضخ الإعلامي والزخم الكبير له ، وإلا ماذا تفسر هذا التجاهل والإلغاء لأهل البيت (عليهم السلام) بل والبغض لهم ولأتباعهم واعتبار حكمهم ووصولهم إلى السلطة بل وحتى توزيرهم خط أحمر ..
هل استدعت هذه المقدمة في وجدانك قول كبيرهم أبو سفيان : ( لا والله بل دفنا دفنا ) عندما سمع الأذان يذكر محمدا وعلي ! .. وهل تذكرت تناصح حكام بني أمية فيما بينهم بأخذ الشيعة بالشبهة وقتلهم بالظنّة وعدم تزويجهم أو التزوج منهم وحبسهم في السجون المرعبة وصبهم في اسطوانات قصورهم وإعادة خطة العزل المعروفة بـ (شِعِب أبي طالب) التي مارسها الكفار مع النبي (ص) ؟ ..
ألم تكن احتفالية عشيرة الانتحاري الأردني صدى لاحتفالية قادمة من بطن التاريخ لفرح الأمويين لقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه واعتبارهم يوم عاشوراء يوم عيد احتفلوا به بابتداع سنة الصيام فيه شكراً لله ! ، فمن هناك المبتدأ وإلى هنا المنتهى .
إنّ إسقاط الشرعية عن الرموز الطاهرة والعصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لم يكن ممكناً لأسباب كثيرة لا تحتاج إلى ذكر وإطالة بل هي معروفة للقاصي والداني من حيث النسب والعلمية والفقاهة والتقى والأخلاق والشجاعة وو .. ، فصحّ أنهم أعلم أهل زمانهم وأفقههم وأشجعهم وأتقاهم (والمطوية الأخيرة لوزارة الأوقاف في الكويت عن أهل البيت أحد الشواهد) ، وصحّ ما ورد عن الصحابة ومن أعدائهم –سوى ما وَرَدَ عن النبي الأعظم (صلّى الله عليهم وآله وسلم)- أنهم لا يُقارن بهم أحد من البشر في كل المجالات .
والحال هذه كان أقصى ما يمكن أن تناله مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من سهام الاتهامات أنهم مذهب إسلامي آخر إلى جانب المذاهب الإسلامية العديدة الأخرى ، أو اجتهاد في الوسط الإسلامي حتى لو لم يصب الحقيقة وأخطأ فله أجر كما وَرَد ، ولم يكن أكثر من ذلك .
ومع ملاحظة أنّ القرآن الكريم والسنة المطهرة عندما يعالجان موضوعة الخلاف أو الاختلاف بين المسلمين تعالجه بالرحمة (.. رحمة للعالمين) والدعوة للوحدة (.. أمة واحدة) والتعاون (وتعاونوا .. ) والتصالح (.. فأصلحوا بينهما) ووضع الحدود العالية لحرمة الدماء والأعراض والأموال ويشدد في منع التعدي والطغيان والظلم ويتوعد الظالم والباغي .. ولم تأتي آيات القتال والقتل إلا مع الكافر المحارب ، فكانت آيات (وشرّد بهم من خلفهم) أو (ولا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا) أو (واقتلوهم حيثما ثقفتموهم) وغيرها لتشير إلى الكفار المحاربين لا غيرهم .
فكان المخطط الأموي الشيطاني يقوم بنيانه على نقل شيعة أهل البيت من خانة المسلمين إلى خانة الكفار بل الكفار المحاربين ليصح استدعاء آيات القتل وروايات الحرب في حقهم ! .
كان أمام الشيعة أحد خيارين لا ثالث لهما : أما التسنّن أو الفناء ..
ولكن كيف أمكن ذلك ؟ ..
أمكن ذلك عبر ما كان أشبه ببروتوكولات حكماء صهيون التي شرّعت لليهود قتل الغوييم (أي غير اليهود) حتى لو كانوا طفلا أو شيخاً أو امرأة وحتى المسالم منهم وسلب أرضه ورميه في الأصقاع وبقر بطون الحوامل واستخدام كل الوسائل الغير شريفة ولا يقبلها الضمير أو العقل أو الإنسانية من أجل الوصول إلى أهدافهم .
فكما جاء في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون التالي : " ولعمري، ما كان أحكم سلفنا في الأزمنة الغابرة لما قالوا أن في طلب كبار الغايات لا يقام وزن للوسائل والضحايا.." ، جاءت بروتوكولات حكماء السنة لتضع الخطة المحكمة وعبر عمل طويل الأمد دون وزن للفساد والفتن والضحايا ، فكان أحد بروتوكولاتها الهامة ترك أي أمر حتى لو كان من السنّة إذا أدى إلى تقوية شوكة الشيعة ولكي لا يقوي حجتهم ولمنع عوام السنة من الاقتراب من الشيعة ، فمع ثبوت السنة الصحيحة عن النبي (صلّى الله عليهم وآله وسلم) بالأحاديث الثابتة عند أهل السنة ، إلا أنهم في بعض الأحكام الشرعية بدا لهم أن يتعمدوا تجنبها ، ولعل قول ابن تيمية يلخص الموضوع : " ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم [ أي للشيعة ] ، فإنه وإن لم يكن الترك واجبا لذلك ، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم ، فلا يتميز السني من الرافضي ، ومصلحة التميز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب " ! .
وجاء البند الأهم من بروتوكولات حكماء السنة هذه السلسلة الطويلة من المصطلحات والتسميات قذفوا بها الشيعة –رغم حرمة القذف في الإسلام- وكان لكل مصطلح منها أهدافه الخاصة ، فكانت التسميات كالروافض والرافضة - الفرس المجوس – السبئية والطابور الخامس – أبناء المتعة – المتأولّة والمبتدعة –القبوريون – أحفاد ابن العلقمي وو .. ولا أظن أنه توجد فكرة أو نظرية أو طائفة نالت هذه السهام كما ناله شيعة آل البيت (عليهم السلام) .
على رغم أن الشيعة لم يوزعوا المصطلحات على أعدائهم بل سمّوهم بمسمياتهم التعريفية ، كمصطلح (الوهابية) باعتبار أنهم ينتمون إلى محمد بن عبد الوهاب في المدرسة الفقهية والفكرية ، كما يصح أن تقول عن الشيعي (جعفري) باعتبار انتمائه للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في المدرسة الفقهية ، بل إنّ المذاهب تسمّت عادة بأسماء مؤسسيها فكانت الزيدية والإسماعيلية والحنابلة والمالكية والسفيانية واليزيدية وغيرها كثير لا يحصى .. وحتى مصطلح (السلفية) فهو من اختراعهم هم بل ويفتخرون بها باعتبار انتسابهم في الطريقة للسلف الصالح .
وبالبحث في بواطن كل تسمية من هذه التسميات التي أطلقوها تعرف الأثر الذي صنعته هذه الحملة الأموية في عقول القطاع الأعظم من أبناء السنة تجاه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) .
الروافض أو الرافضة :
هذا المصطلح المبني على المجهول يستبطن دعوة لكل واحد من عموم السنة بالاجتهاد باستدعاء أي مقدّس من المقدسات الإسلامية ليضعه أمام المصطلح ليكوّن جملة صحيحة ، فيصح أن تقول عن الشيعة : الروافض للسُنّة ، الروافض للصحابة ، والبعض يضيف : الروافض للحق ، والروافض للدين.. وهلم جرا .
وهذه المفاهيم كلها تخرج الشيعة من الدين والملة باعتبار أن السنة مكملة للقرآن وأن الصحابة هم تجسيد الإسلام بكل تفاصيله، تجسيد الدين والحق بكل صفائه، هم مرحلة المثال والأنموذج، وبالتالي : فالشيعة الرافضون لهذه الخلافة يرفضون الإسلام وينفون المثال والتاريخ الناصح والنموذج المتكامل لتطبيق الإسلام وبالتالي نسف أمناء الأمة ومقدسيها .
وأين هي النتيجة التي تنتهي باستدعاء هذه المفاهيم عن الشيعة ؟ ، إنها تقول بأن الشيعة (رافضة) من هذه الجهة، وبالتالي فهؤلاء يجب حذفهم للحفاظ على الإسلام، للحفاظ على التاريخ (المقدس)، ويجب إلغاؤهم تماما.
هذه هي الخلفية البعيدة لهذه التسمية، وهي تسمية تحريضية، تهدف لغايات سياسية بعيدة، ليست عقائدية، ولو كانت عقائدية في الظاهر ولكنها سياسية في الباطن، فليس غريباً أن تتسلط السيوف على رقاب الشيعة بحجة أنهم رافضة، بكل ما يستبطن هذا المصطلح في الوجدان الشعبي ، وكل إناء بالذي فيه يفسّر.
وللعلم فإنّ مصطلح الرافضة قديم ، وأول من استعمله معاوية بن أبي سفيان في حق جيش عائشة وطلحة والزبير ، ينقل نصر بن مزاحم المنقري (212 هـ) في كتابه «وقعة صفين» عن معاوية، أنّه كتب إلى عمرو بن العاص وهو في البِيع في فلسطين، أمّا بعد: فانّه كان من أمر عليّ وطلحة والزبير ما قد بلغك وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة وقدِمَ علينا جريرُ بن عبد الله .
كما وَرَدَ أن أحد الشيعة شكى إلى الإمام الصادق (عليه السلام) من تسمية الآخرين لهم بالروافض .
ومشكلتهم أنهم لا يريدون وضع المسميات في موضعها فحجة الرفض تتهافت بسهولة وإلا فيقولوا -لو كانوا منصفين- أن الشيعة يرفضون "بعض" الصحابة وليس كلهم ، ويرفضون "بعض" السنّة وليس كلها ، ولهم حجتهم البالغة في ذلك ، فلا يمكن أخذ كل الصحابة والقبول بهم فبعضهم حارب البعض (كما في حرب الجمل وصفين وغيرهما) ، وبعضهم قتل بعض (كما في حادثة قتل عثمان وغيرها) ، وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة بنت محمد (عليها السلام) ماتت وهي واجدة (ناقمة) على بعضهم ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام) قُتلا الأول بالسم والثاني بالسيف على أيدي صحابة الرسول وأبناء الصحابة ! , وقُتل في حروب الصحابة عشرات الألوف من المسلمين ولو أضفت إليهم حروب التابعين وتابعي التابعين لتجاوزت مئات ألوف القتلى ! ، فالقبول بالصحابة كلهم يعني أن ترمي آيات وأحاديث كثيرة منها حرمة دم المسلم وعرضه وماله في البحر ، ثم لم يكن لمصطلح الصحابة أي سند تاريخي أو شرعي ، فلم نسمع بتنزيه كل صحابة الأنبياء السابقين ولم يرد عنوان (الصحابة) معهم فلماذا اختص الله النبي محمد (صلّى الله عليهم وآله وسلم) بصحابة منزهون دون غيره من الأنبياء والرسل ؟ ، ثم إنّ القرآن وضع تصنيف واضح لأهل البيت (عليهم السلام) في آية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فشمل كل أهل البيت في هذه الآية ولكنه في المقابل لم يضع تصنيف للصحابة كلهم ، وكل الآيات تتحدث عن فئات المؤمنين والمتقين والمحسنين وغير ذلك من التقسيمات ، وهذه تعني فرز الصحابة وقبول الصالح ورفض الطالح (وَعَدَ الله الذين آمنوا منهم .. ) أو (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك) .
ولو سألناكم عن (عبد الله بن أُبي) لماذا رفضتموه وهو صحابي ؟ ، قلتم : إنه منافق ، قلنا : الشيعة يرفضون بعض الصحابة باعتبارهم منافقين ولو أسلموا وصحبوا النبي الأكرم (صلّى الله عليهم وآله وسلم) .
فإنّ الشيعة كما يرفضون بعض الصحابة فإنهم يرفعون من شأن آخرين كسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وابن عباس وأبو ذر الغفاري ومحمد بن أبي بكر وآخرين لا يمكن ذكرهم في هذه العجالة ، فهل هؤلاء من الصحابة أم لا ؟ ..
ثم لو كانت مرحلة الخلافة " الراشدة " هي كما ينقلون من النقاء والنموذجية والمثالية فكيف انتقلت الأمة إلى المُلك العضوض والانحطاط السياسي والأخلاقي وغيره ولم تأسّس لمسيرة سليمة تقود الأمة نحو التقدم والاستقامة والكثرة لا يغلبهم النصارى وهم الذين كانوا في فترات تاريخية من أحط الأمم وأصبحوا اليوم يمثلوا ثلاثة أخماس البشر في عزة وقوة ومنعة بينما لا يمثل المسلمون اليوم سوى خُمس العالم من حيث العدد وفي أحط المراتب في التسلسل البشري ، أليس من جاء بعد مرحلة الخلفاء أسّس على تجربة سابقة ؟! .
إنهم لا يريدون الحق بل يريدون الباطل بالتعميم لغايات في نفوسهم ..
السبئية :
وهذا المصطلح يستبطن تفسيرا لا يقل خطراً عن الأول ولا يقل قسوة وجرحاً في الأعماق والشعور والانتماء ، فالشيعة إذن (سبئية) أي أتباع ذلك اليهودي الخرافي عبد الله بن سبأ ، فهم إذن صناعة يهودية قديمة بثوب إسلامي في قلب العالم الإسلامي لتدمير الإسلام من داخله ، وهم إذن امتداد لمؤامرة قذرة هدفت تهديم الإسلام ، وكلنا يعرف مدى الاستحقاقات التي تترتب على هذه التسمية، الجذور اليهودية للتشيع في زعم هؤلاء المفترين تمتد إلى بداية التاريخ الإسلامي ، هناك ، فالخلل في الجسم المسلم كان قديما، كان من البدايات الأولى مخترقاً، أخترقه اليهود، وكان الشيعة هم أداة الاختراق ! ، فاجتهد أخي القارئ في التفكير في آثار هذا المفهوم المظلل في العقل السني الشعبي ولسان حالهم يقول : أيّ كارثة حلّت بالمسلمين من جرّاء وجود الشيعة في وسطهم ! ، فكم لاكت كتب التاريخ بهذه المصطلح حتى صار اليوم من المسلمات الموثقة عند قطاع عظيم من أهل السنة .
ولو كان الشيعة سبئية أي يهود المنشأ فهم إذن خطر على الإسلام ويستدعي أن نحاربهم كما نحارب اليهود ، بل هذه الكتلة البشرية الكبيرة من المسلمين أتعس من اليهود والنصارى لأنّ هؤلاء لم يبدلوا دينهم في حين بدّل الشيعة دينهم وأصبحوا ألعوبة في أيدي اليهود ! ، وبالتالي يصح أن نستدعي كل الآيات التي تتحدث عن اليهود ونطبقها على الشيعة ! .
وأطرف ما قرأت في منتديات سلفية بحث عرمرمي مطول ومحكّم (!) لا تنقصه الأدلة يثبت كيف أنّ حزب الله الذي أخرج إسرائيل من جنوب لبنان هو متآمر مع اليهود وكل موضوع الانسحاب لعبة ملعوبه بعناية بين حزب الله وإسرائيل لإعطاء الشيعة مجداً ولو كان ذلك على حساب مجد إسرائيل وهيبتها ! .. أليس نظرية (السبئية) هي الأرضية التي أسست لهؤلاء كي لا يصدّقوا أنّ الشيعة يمكن أن يحاربوا اليهود وهم –حسب زعمهم- من أسس مذهبهم ! ، أو إنهم يدركون المسألة جيدا ولكنهاالبروتوكولات لصد الناس عن سبيل الله ..
ثم أنّ المشهور أن كثير من حكام بني أمية وبني العباس كان لهم مستشارين يهود ، أشهرهم سرجون مستشار يزيد الذي ورثه من أبيه معاوية بن أبي سفيان .
وكما كان مصطلح الرافضة قديم فقد استعمُل مصطلح السبئية في حق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) قديماً ، فهذا أعشى همدان ( ت 84هـ ) في ديوانه (ص 148) و تاريخ الطبري (6/83) يهجو المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة بعدما فرّ مع من فر ممن شاركوا في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه في واقعة كربلاء حيث كان المختار يتعقبهم واحداً واحدا ، فهجا المختار بقوله :
شهدت عليكم أنكم سبئية و أني بكم يا شرطة الكفر عارف
الفرس المجوس :
هل تذكرون كتاب (وعاد المجوس) للكاتب المجهول عبد الله الغريب ؟ .. ليصف الثورة الإسلامية في إيران بقيادة رجال الدين الشيعة بعودة (المجوس) مرة أخرى ، فهي إذن ثورة غير إسلامية وقادتها لا يعبدون الله بل يعبدون النار ! ..
وكم ضرب الطاغية صدام وحزبه الكافر على وتر (الفرس المجوس) حتى صار استعماله في كتب التكفيريين ومواقعهم على الانترنت شائعاً بتصنيف كل الشيعة بأنهم (مجوس) ولا تشفع لهم صلاتهم وحجهم للبيت العتيق وليس للنار ولا صيامهم ولا شهادتهم الإسلامية ، ولا تنفي عنهم التهمة مساجدهم الخالية من النار ! ، فكلها في نظرهم تقية (أي نفاق ! ) .
فكيف تستقيم فكرة أنّ الشيعة مجوس وأصولهم فارسية مع فكرة السبئية اليهودية وأصل عبد الله بن سبأ من اليمن ؟! ، سيجيبون بأن التشيع شيء من اليهودية وشيء من المجوسية وأشياء من غيرهما من الباطل ! ، فهي إذن حرب أموية ظالمة مستمرة تهدف تمزيق الأمة كلها .
ثم ما لهذه النعرة الجاهلية تعود من جديد ؟ فلو كان صدام وحزبه يردد هذه المصطلحات فمن منطلق قوميته الباطلة فما لكم وأنتم من أهل الإسلام لا فرق فيه بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى ، فكيف صار الفرس صفة تضربون بها الشيعة وكأنها سبة ومسقطة لهم ، فالفرس أمة من الأمم كانت لها فضائل كثيرة على الأمة الإسلامية وكثير من علمائكم ورواتكم ومحدثيكم من الفرس .
ثم لو صح ما يقولون عن الشيعة من عمالة يهودية أو مجوسية لشَعَر بها الناس المعاشرين لهم من السنة في بلداننا ولما كان التعايش ممكن ، ولكن الحال يقول غير هذا ، فحالة التعايش موجودة ويعمل الشيعة في بلدان تواجدهم مع الجمهور ، ولكن مشكلة كثير من جمهور السنة أنهم يرون الحقيقة ناصعة بإخلاص الشيعة –بالإجمال- وتفانيهم وأخلاقهم العالية لكنهم بالمقابل تعشّش فيهم قول حكمائهم في بروتوكولاتهم عن الشيعة فيرددوا قولهم كالببغاء ، ينطبق في ذلك قول ذاك المعاند : حتى لو طار فهو فيل ! .
أحفاد ابن العلقمي ، أو الطابور الخامس :
لقد اتَّسع نطاق هذه التسمية في الأيام الأخيرة، كان صدام حسين حريصا على إشاعتها في أدبياته وهو أول من اخترع هذا الاسم وسابقه (الفرس المجوس) وهو يمضي مجازره بالشيعة المسالمين بلا رحمة أو شفقة وهو يطبق البروتوكول الأول من بروتوكولات حكماء صهيون : " خير النتائج التي يراد تحقيقها من التسلط على الغوييم (أي غير اليهود) بطريق الحكومة، إنما يكون بالعنف والإرهاب، لا بالمجادلات النظرية المجردة " .
وقد تم تصعيد الحملة على الشيعة في الأيام الأخيرة بسبب التغيير الذي حصل في العراق، وقد تحوَّلت هذه التسمية في الأيام الأخيرة إلى مصطلح يُراد من ورائه توصيف الشيعة.
ولكن السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه ما هو الهدف البعيد من التسمية، ما هو المقصود الخفي؟ ما هو الغاطس من وراء هذه التسمية؟ .
التسمية تهدف إلى التخوين الوطني الدائم، فنحن لسنا وطنيين ولا نحب أوطاننا بل خونة للوطن الذي نكون فيه ونحن طابور خامس يشق الصف الوطني ويحقق مآرب أعداء الوطن ويسهّل استعماره ! ..
إذن فهذه التسمية التي ينقضها التاريخ بوضوح وتخالف حقائقه ، هذه التسمية مكملة للتسميات السابقة، فهي تتصل بهموم الشعوب ومصير أوطانها ، وإذا كانت التسميات السابقة تبيح الذبح عقدياً فإن هذه تبيحه سياسيا.
وبالتالي، يستحق الشيعة النفي الدائم والموت ، ويستحقون الطرد والتسفير والتخوين، لأنهم لا يليق بهم وطن .
هناك غاية خفية، غاية سياسية كبيرة، تتجسد بتشريع قتلنا، كلنا، بلا استثناء، بلا علامة فارقة، لان علامتنا الفارقة هي الخيانة الوطنية، نتوارثها أبا عن جد، وبالتالي، نحن محكوم علينا بالقتل والطرد قبل أن نأتي إلى الدنيا.
نحن أحفاد ابن العلقمي الخائن ، ونحن طابور خامس ، فماذا ننتظر إذن؟ ننتظر أحكام الإعدام والطرد والتشريد والسجون والعزلة ، لأن الخيانة الوطنية لا يعادلها جزاء إلا ّ الموت.
هذه التسمية الباطلة لم يشفع برفعها من قاموس الشيعة تضحياتهم لمئات السنين! ، فمن دافعَ عن العثمانيين (دولة الخلافة السنية) في حربهم مع الانجليز عندما تعرضوا للعدوان رغم كل المجازر التي ارتكبوها بحق الشيعة ؟ ، ومن حارب الانجليز وطردهم من العراق ؟ ، ومن الذي حرّر جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ؟ ، ومن الذي قاوم المحتل البعثي في الكويت دفاعاً عن وطنهم (وبالأمس شيعنا في المقبرة الجعفرية كوكبة من شباب المقاومة الكويتية الشيعة الذين أُسروا وعُثرت على جثثهم قبل أيام في مقبرة جماعية في كربلاء) ؟ وغيرها كثير ، فهي إذن تسمية مُصاغة للحكم علينا بالنفي من دون اعتبار لكل حقيقة، حتى لو كانت بحجم ما قدمنا من دم، وبحجم ما خدمنا الأمة و الدين الحنيف الذي هو عزنا وشرفنا.
والملاحظ أن البعثيين وأيتامهم من زمرة البعث الحاكمة سابقا يشنون حملة شعواء على حكام العراق الجدد ولا يدعون أحداً منهم إلا وأسموه (أحفاد ابن العلقمي) ، أنظر موقع البصرة دون نت كمثال .
وانظروا إلى الكاتب البعثي فاضل بشناق كيف يحبك قصة احتلال العراق اليوم بقصة سقوط بغداد أيام المغول حيث يهذي وهو يقول بعد أن تيّتم بسقوط الطاغية ورحيل حكومة البعث إلى مزبلة التاريخ : " إن حلقات المؤامرة الشيعية ضد الإسلام والدولة الإسلامية تمتد بجذورها إلى المؤامرة التي حيكت من قبل الشيعة لإسقاط الدولة العباسية والتنكيل بالمسلمين من قبل القائد المغولي السفاح ( هولاكو ) بالتعاون مع المنجم الفيلسوف ( نصير الدين الطوسيّ الشيعي الجعفري ) الذي أقنعه بأن تدميره للخلافة الإسلامية سيكون نصراً عظيماً ، وعملاً نبيلاً ، وأن بني العباس الذين هم عشيرة نبي الإسلام وأبناء عمومته ، مجرد كفرة ، وأن إزهاق أرواحهم وهتك أعراضهم أمر تباركه نجوم السماء وترعاه طوالعها ، فقرر( هولاكو ) غزو بغداد بمساعدة من الجاسوس المتآمر ( الوزير الشيعي في الدولة العباسية ابن العلقمي ) الذي كان يرسل الرسائل السرية عن أخبار وأسرار الدولة والجيش والمنافذ السرية في العاصمة العباسية ، وما هي إلا شهور قليلة حتى دخل المغول بغداد فاستبيحت الأعراض وسال الدم ، وطفحت الشوارع والأزقة بالجثث ، جثث النساء والأطفال الرضع ، وتحولت مدينة السلام بغداد عام 656هـ إلى مدينة البلاء العام ، حيث ضربت الأوبئة والأمراض كافة المنطقة بسبب تعفن جثث القتلى الذين يقدر عددهم بنحو ( 2 مليون ) قتيل !! ولم ينج من كارثة المغول في بغداد إلا : الشيعة واليهود ، وتكاد تجمع المصادر التاريخية على أن سقوط بغداد كان نتيجة مؤامرة رسمت خارطتها ، بأيدي شيعية أمثال ( ابن العلقمي والطوسي وشيعة الكرخ ) ودافعهم الانتقام من المسلمين والثأر من الدولة الإسلامية وتمزيقها من أجل الثارات الكربلائية والأحقاد المجوسية وقد سجل التاريخ بالدماء هذه الخيانة الشيعية " ! .
وأقول : نعم هناك شبه بين الحدثين ولكن من زاوية أخرى يريد بشناق وأشياعه التعامي عنها ألا وهي أنّ سبب سقوط بغداد سابقا وسقوطها اليوم ليس بسبب الشيعة بل بسبب الحكم المستبد (السني) فهما من أوصلا البلاد إلى هذا الوضع ، هل يريد أن نتحدث عن سيرة الخليفة العباسي المستعصم وغيره من خلفاء بني العباس ؟! ، أم يريد أن نتحدث عن سيرة صدام حسين ؟! ..
لقد كان الشيعة في الحالتين أما في السجون أو في القبور ، وكأنهم يقولوا لنا : أيها الخونة ! لماذا لا تدافعوا عن جلادكم إذا سلط الله عليه (أو عليكم) جلاد آخر ! ..
وما كان دور علماء الشيعة (الطوسي سابقا ومراجع العراق اليوم) إلا المحافظة على الشيعة من البلاء القادم على بلادهم بسبب حكام صنيعة أعدائهم اليوم .
عجيب أمركم .. لكي لا يشير الناس إلى السبب الحقيقي لهذا الهوان والسقوط المخزي ترموا به الشيعة ؟ ، عليكم أن تدرسوا سنن سقوط الدول والحضارات لتستوعبوا الحدث هذا وسابقه ، وأنّ الخوار نتيجة الخواء ..
ثم لو وضعتم الشيعة كلهم في خانة الخيانة لخيانة أحدهم –لو صح ذلك جدلاً- فهل يصح أيضاً أن نوصم كل السنة بالخيانة لأن عندهم آلاف الخونة ؟! ، فهذه فلسطين تعاني من الخونة وكم قُتل من قادة المقاومة بسبب العملاء من أبناء جلدتهم ، وهذه أفغانستان والسقوط المريع لحكم طالبان الرجعي أليس بتعاون تحالف الشمال مع الأمريكان ؟ ، ألم تسقط الأندلس بسبب خيانات بني العباس وتنازع المصالح بينهم ؟ ، والخيانات التي فعلها حكام العراق المقبورون بحق السنة الأكراد والشيعة وبحق بعضهم البعض .. لمن نحمّلها ؟ .. أجيبونا ، سوى خيانات حكام العرب للقضية الفلسطينية .
فإن كان للشيعة ابن علقمي واحد نبشتم التاريخ طوله بعرضه حتى فرحتم بالعثور عليه فكم لكم من أبناء العلقمي ، ونقترح لكم أن تكتبوا كتابا بعنوان (الخونة) تجمعوا فيه كل خونة المسلمين لترون سواد الوجه ! .
القبوريون :
أي يعبدون القبور ، يسجدون لقبور أوليائهم ويذهبون إليهم يطلبون منهم المدد .. وملخص البروتوكول : " لقد ضل الكثير من الفرق والعوام (أي الشيعة) بسبب الجهل في باب التوحيد , فاتخذوا من الأولياء والصالحين أندادا يحبونهم كحب الله, وتوجهوا إليهم بكثير من العبادات كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر لغير الله شركا به " .
إنهم مشركون ! .. والحديث النبوي يقول : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " .. فلتعمل كل الأدوات اللامشروعة لإخراجهم من بلاد المسلمين ! ..
ينشرون في منتدياتهم على الإنترنت يخدعون بها جهلة الناس أنّ للشيعة كعبة أخرى وبجنبها صورة بناء متهالك على شكل حوض ! ، بحثتُ كثيراً عن هذه الكعبة المجهولة عند الشيعة حتى عثرتُ عليها وإذا بها من آثار القرامطة في البحرين ! ..
يضعون في الإنترنت صورة لرجل يصلي ووجهه تجاه الضريح ثم يعلقون : أنظروا الشيعة يسجدون لأوليائهم ، وكأنهم يعيشون في الأدغال أو جوار كوكب المريخ ! ، فها هي قبور الأولياء ليزوروا أحدكم -وهي بالمناسبة مفتوحة للجميع- ليرى أين يتجه الشيعة في صلاتهم ! .. ثم لماذا يحرصون على الحج إلى بيت الله الحرام لو كان لهم كعبة أخرى ؟! ..
إنها البروتوكولات !! .. لا تنسوا ! ..
والغريب في الأمر أنّ القبوريون يجب أن تشير في المعنى إلى محبي ملئ القبور بالبشر ! ، إلى من لا يحب أن يرى الناس يمشون على الأرض ! ، إلى بني أمية وبني العباس ، إلى الحجاج والتصفيات الدموية بحق الشيعة ، إلى الأيوبيين وما فعلوه بالفاطميين في مصر ، إلى العثمانيين وما جنته أيديهم بحق الشعوب حتى ماتت دولتهم بلا بواكي عليها ، إلى أنظمة الاغتيال والقتل والتعذيب ، إلى هادمي قبور البقيع الأغر ، إلى نظام القبور الجماعية ، إلى نظام طالبان البائد ومجازره البشعة بحق الشيعة والسنة ، إلى وإلى ..
أبناء المتعة :
هذه التسمية تطعن في أعز ما يملكه الإنسان ، ذلك هو الشرف ، فالمتعة زنا (!) في فقه السنة ، ليست زواجا، لقد نُسخت وحرِّمت وعدّت من الأحكام المنسوخة التي لا تتفق وأغراض الشريعة السمحة.
ولكي نجلِّي عمق التسمية وتسليط الضوء على جوهر التسمية، فإنَّ وضع هذه التسمية على نحو العموم، وبلغة العنوان التعريفي .. هذه العملية تنم عن اتجاه عدواني، استفزازي، تنم عن مشروع خطير، يهدف التشويه، والتحفيز المضاد، يهدف العزل، الطرد والنفي المعنوي .. عمل يهدف تلويث الجسد الشيعي، الجسد الشيعي نجس ! ، الجسد الشيعي من ولادة غير شرعية ! ، لا ينفع معه دواء، يجب أن يخرج من دائرة الجسد الإسلامي الطاهر ! .
ينبغي أن نذكر أن المتعة زواج شرعي عن الشيعة، وهي حالة نادرة بطبيعة الحال، لا نريد هنا نقاش هذا اللون من الزواج في ضوء الاستدلال الشرعي، فلذلك مجاله، وقد أُشبع بحثا ، ولكن ما نريد السؤال فيه : كم من الشيعة وُلد من زواج متعة ؟ هل يعرف أحدكم أحدهم ؟ لم أسمع عن أحد منذ وعيت على الدنيا أنّ فلان من متعة ! ، فالنسبة إذن 99,99% من الشيعة من زواج دائم يعقدوه في محاكم شرعية موجودة في كل البلاد الإسلامية السنية .
هل النسبة الباقية تجيز لكم أن تمارسوا هذا القذف جهارا بحق شرف هذه الطائفة العريضة من المسلمين ؟ ..
تذكرت أنهم ليسوا بمسلمين ! .. لا تنسوا البروتوكولات !! ..
إذن هناك تسميات نافية على أكثر من مستوى، مستويات تتكامل مع بعضها لتشكّل حالة من النفي الشامل لهذا الشيعي : نفي عقائدي، نفي وطني، نفي أخلاقي... نفي مدروس، نفي عملي ملموس .
المتأوّلة :
مصطلح غريب النشأة وغريب النحت، لم نجد مادّته في القاموس العربي، صنع لأجل غايات سياسية بغيضة.
والظاهر أن لقب ( المتأولة ) الذي يطلقه السنة على الشيعة في بلاد الشام وفلسطين ومصر ، جاء من المجسمة الذين كانوا يكفرون الشيعة وغيرهم ، لأنهم يقولون بتأويل أحاديث صفات الله .. ومع أن التأويل موجود عند السنة بل أكثرهم ( متأولة ) إلا أن نبز هذا اللقب وَسُبَّتَهُ بقيت من نصيب شيعة أهل البيت ، وبقيت كلمة (مِتْوَالي) بكسر الميم في ذهن كثير من عوام السنة أسوأ من كلمة كافر ! ، والحال أن علماء السنة عندما قبلوا أحاديث الرؤية والتشبيه ، تورطوا فيها ، وانقسموا في تفسيرها منذ القرن الأول إلى أربعة مذاهب وأكثر ، وقد ولدت هذه المذاهب العقائدية قبل أن تتكون مذاهبهم الفقهية بمدة طويلة ، بقيت حاكمة على أئمة المذاهب الأربعة وأتباعهم إلى يومنا هذا ! ..
لا يكفي هذه التسميات الكثيرة السابقة ليلتحق بالشيعة هذا التسمّي الغريب ..
الخاتمة ..
فلو جمعنا ما وُصم به الشيعة تكون النتيجة تخوين سياسي وضلال عقائدي وفساد أخلاقي ، لا أصول لهم معتبرة ، هي تسميات تهميش، بل تسميات طرد من حومة الدين، بل إخراج في بعض معانيها ومضامينها من دائرة الحس الأخلاقي النبيل ، هي تسميات مرسومة، تسميات مختارة للتربية، ومختارة لرسم موقف نهائي من الشيعة، لا تمحو عارها صلاة ولا صوم، لا يمحو عارها جهاد ولا تضحية، لا يمحو عارها عطاء ودفاع عن الدين بالمال والنفس والعلم.
أليست هي إذن عملية نفي أبدي؟.
يستكمل النفي هذا دائرته بتحريم ذبيحة الشيعي، تحريم أكلها، تحريم السلام عليهم وإذا اضطررت للسلام فقل : "السام (أي الموت) عليكم" ! ، تحريم حضور مجالسهم كما يُحرم الجلوس في مجلس خمر ! ، والقاضي عبد القاهر البغدادي في كتابه السيئ الصيت (الفرق بين الفرق( يحرّم زواج السني من شيعية، وزواج شيعي من سنية .
وهذا الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء يلخص رأيه في الشيعة بالتالي :
1) إن الشيعة مشركون شرك أكبر، كفار، مرتدون، منافقون، فسقة، ضالون ومبتدعة.
2) إن منهج التشيع منهج يهودي الهدف منه القضاء على الإسلام الصحيح.
3) يجب منعهم من مزاولة "بدعهم" بالقوة لأن قصدهم القضاء على الإسلام وبتشجيع من الكفار.
وفوق ذلك لا يحق لأحد أن يخالف هذا الرأي في الشيعة وإلا يكون منهم ! ، ويستشهدون ليس بالكتاب ولا بالحديث النبوي الشريف ، بل بقول مؤسس المذهب الوهابي : من لم يكفّر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم فقد كفر ! ..
هي عملية نفي كاملة؟.
ومن هنا تستوعب سبب عمليات الذبح الجماعي في شيعة آل محمد مستمرة منذ مجزرة الحسين (عليه السلام) حتى هذه اللحظة، لم تقف يوما، لم تسترح أبدا، في عهد بني أمية، في عهد بني العباس، في العهد العثماني، في العهد المملوكي، في زمن ما يسمى الحكومات الوطنية.
هل من سبيل لتعديل ميزان العلاقة المختل بين السنة والشيعة ؟ ..
نعم ، والخطوة الأولى : حرق هذه البروتوكولات اللعينة .
==============
نقلا عن منتدى القران الكريم
http://www.montadaalquran.com/articl...p?articleID=81
تعليق