اذا مااعيت لغة الحوار صاحبها ولم تأت بنتيجة لابد حينئذ من استخدام لغة القوة لحسم الموقف اذا لم تسهم اللغة الاولى في تحقيق المطلوب .
المبدأ هذا قريب من الذي عامل به الحسين عليه السلام مناوئيه مع فارق انه كره مباشرتهم القتال مالم يبتدؤه لانه لم يخرج اشراً ولابطراً ، انما خرج بمن معه طلباً للاصلاح وايقاف عتلة الظلم والجور وليس قتل المغرر بهم الواقعين تحت تأثير الترغيب والترهيب الاموي انذاك ، وباسلوب لايكتنفه عنف او قسوة بل من منطلق قوله تعالى : ( ادعُ الى سبيلِ ربك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) .
وحينما اخفق في اقناعهم لاستحبابهم العمى على الهدى والضلالة على الايمان وحسبهم سفك دماء الابرياء ، كان لابد من تغيير الاسلوب واتخاذ قوله تعالى (واعدوا لهم مااستطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيلِ تُرهبونَ به عَدُو اللهِ وعدوكم) نهجاً يتناسب مع سلوكهم معتقدهم المنحرف . فمااشبه اليوم بالبارحة وكم هو وجه الشبه كبير بين اصحاب الحسين (ع) واصحاب الكهف والذين ذكر الله تعالى قصتهم في قوله تعالى (( نحنُ نقصُ عليكَ نبأهُم بالحقِّ إنهم فِتيةٌ آمنوا بربهم وزدناهُم هُدىً ، وربطنا على قُلوبهم اذ قاموا فقالوا ربَّنا ربُّ السماوات والارض لن نَدعُوَ من دونهِ إلهاً لقد قُلنا إذاً شططا ، هؤلاء قَومُنا اتَّخذوا من دونهِ آلِهة لولا يأتُون عليهم بسُلطان بَيِّن فمن اظلَمُ ممن افتَرى على اللهِ كَذِباً) الكهف/13،14،15 .
فاصحاب الكهف قد فشلوا في اقناع الطرف الاخر بلغة الحوار ، وكان سبب اخفاقهم نابعاً من رفض الطرف الاخر استقبال النصح والارشاد لما نشأوا عليه من الضلال والعمى ، فنتج عنه المكابرة والعصيان فكانت لغة السيف فيصل الخلاف ، فقاتلوهم ووقعوا في اسرهم ثم فروا ولجأوا الى الكهف بعدما لاقوا منهم الوان العذاب .
من هذا الحدث القراني انطلق الحسين عليه السلام واصحابه (الفتية الامنة) ليجسدوا معاني اياته تجسيدا واقعيا باسمى مضامينه ، فاما الاصلاح او المواجهة او النصر والشهادة .
ولو نظرنا الى نقاط التشابه بين اصحاب الكهف واصحاب الطف ، نجد ان كلا الفئتين قارعا الظلم باختلاف كيفياته وانطلقوا من عقيدة راسخة لايعتريها ادنى شك ولم يتأثرا بالمغريات والمؤثرات الخارجية (لتزل قدم بعد ثبوتها) رغم كون اغلبهم من النبلاء واشراف القوم ولم يكونوا من المعسورين حتى يظن ان خروجهم كان انتحارا اقرب منه الى الشهادة لذا شكلوا ثلة امتحن الله قلوبهم للتقوى وربط عليها . وان كلا الفئتين ادخلا الرعب في قلوب الناظرين ليكونا شاهد عصر ، منظر اجساد نائمة في ارض الكهف ومنظر اشلاء متناثرة على ارض الطف .
اما نقطة الافتراق فاصحاب الكهف لم يؤوا الى الكهف الا لطلب الامان والحفاظ على العقيدة الصافية التي مثلوها . واصحاب الحسين عليه السلام آووا الى كهف الشهادة (ارض الطف) لنصرة الحسين عليه السلام ، ليرسوا بذلك اسس الشهادة من اجل العقيدة . والنقطة التي تلتقي عندها كلا الفئتين تنصب في بودقة واحدة هي مواجهة الاعداء حتى النصر او الشهادة ولا استسلام . ثم ان كانت قصة اصحاب الكهف تثير العجب فما جرى مع اصحاب الطف لايقل عجباً عن تلك لان الذين سفكوا دماء الابرياء في ارض كربلاء لم يكونوا وثنيين بل اصحاب الشهادتين واما (دقيانوس) ومن عادىاهل الكهف كانوا وثنيين وعلى ضلالة !! فهذا اعجب العجاب! فلا غرابة ان يتلو الرأس من فوق القنا ( افحسبتم ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا) ثم يقول (والله ماجرى لنا كان اعجبا) .
منقول عن مجلة الكوثر العراقية
تحياتي
المبدأ هذا قريب من الذي عامل به الحسين عليه السلام مناوئيه مع فارق انه كره مباشرتهم القتال مالم يبتدؤه لانه لم يخرج اشراً ولابطراً ، انما خرج بمن معه طلباً للاصلاح وايقاف عتلة الظلم والجور وليس قتل المغرر بهم الواقعين تحت تأثير الترغيب والترهيب الاموي انذاك ، وباسلوب لايكتنفه عنف او قسوة بل من منطلق قوله تعالى : ( ادعُ الى سبيلِ ربك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) .
وحينما اخفق في اقناعهم لاستحبابهم العمى على الهدى والضلالة على الايمان وحسبهم سفك دماء الابرياء ، كان لابد من تغيير الاسلوب واتخاذ قوله تعالى (واعدوا لهم مااستطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيلِ تُرهبونَ به عَدُو اللهِ وعدوكم) نهجاً يتناسب مع سلوكهم معتقدهم المنحرف . فمااشبه اليوم بالبارحة وكم هو وجه الشبه كبير بين اصحاب الحسين (ع) واصحاب الكهف والذين ذكر الله تعالى قصتهم في قوله تعالى (( نحنُ نقصُ عليكَ نبأهُم بالحقِّ إنهم فِتيةٌ آمنوا بربهم وزدناهُم هُدىً ، وربطنا على قُلوبهم اذ قاموا فقالوا ربَّنا ربُّ السماوات والارض لن نَدعُوَ من دونهِ إلهاً لقد قُلنا إذاً شططا ، هؤلاء قَومُنا اتَّخذوا من دونهِ آلِهة لولا يأتُون عليهم بسُلطان بَيِّن فمن اظلَمُ ممن افتَرى على اللهِ كَذِباً) الكهف/13،14،15 .
فاصحاب الكهف قد فشلوا في اقناع الطرف الاخر بلغة الحوار ، وكان سبب اخفاقهم نابعاً من رفض الطرف الاخر استقبال النصح والارشاد لما نشأوا عليه من الضلال والعمى ، فنتج عنه المكابرة والعصيان فكانت لغة السيف فيصل الخلاف ، فقاتلوهم ووقعوا في اسرهم ثم فروا ولجأوا الى الكهف بعدما لاقوا منهم الوان العذاب .
من هذا الحدث القراني انطلق الحسين عليه السلام واصحابه (الفتية الامنة) ليجسدوا معاني اياته تجسيدا واقعيا باسمى مضامينه ، فاما الاصلاح او المواجهة او النصر والشهادة .
ولو نظرنا الى نقاط التشابه بين اصحاب الكهف واصحاب الطف ، نجد ان كلا الفئتين قارعا الظلم باختلاف كيفياته وانطلقوا من عقيدة راسخة لايعتريها ادنى شك ولم يتأثرا بالمغريات والمؤثرات الخارجية (لتزل قدم بعد ثبوتها) رغم كون اغلبهم من النبلاء واشراف القوم ولم يكونوا من المعسورين حتى يظن ان خروجهم كان انتحارا اقرب منه الى الشهادة لذا شكلوا ثلة امتحن الله قلوبهم للتقوى وربط عليها . وان كلا الفئتين ادخلا الرعب في قلوب الناظرين ليكونا شاهد عصر ، منظر اجساد نائمة في ارض الكهف ومنظر اشلاء متناثرة على ارض الطف .
اما نقطة الافتراق فاصحاب الكهف لم يؤوا الى الكهف الا لطلب الامان والحفاظ على العقيدة الصافية التي مثلوها . واصحاب الحسين عليه السلام آووا الى كهف الشهادة (ارض الطف) لنصرة الحسين عليه السلام ، ليرسوا بذلك اسس الشهادة من اجل العقيدة . والنقطة التي تلتقي عندها كلا الفئتين تنصب في بودقة واحدة هي مواجهة الاعداء حتى النصر او الشهادة ولا استسلام . ثم ان كانت قصة اصحاب الكهف تثير العجب فما جرى مع اصحاب الطف لايقل عجباً عن تلك لان الذين سفكوا دماء الابرياء في ارض كربلاء لم يكونوا وثنيين بل اصحاب الشهادتين واما (دقيانوس) ومن عادىاهل الكهف كانوا وثنيين وعلى ضلالة !! فهذا اعجب العجاب! فلا غرابة ان يتلو الرأس من فوق القنا ( افحسبتم ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا) ثم يقول (والله ماجرى لنا كان اعجبا) .
منقول عن مجلة الكوثر العراقية
تحياتي
تعليق