إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماذا بعد الاحتفال بقتل الشيعه في السلط..الخالصي وهويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا بعد الاحتفال بقتل الشيعه في السلط..الخالصي وهويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي!

    الخالصي وهويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي!
    علاء اللامي




    وجه الإمام الشيخ محمد مهدي الخالصي الذي يعد أحد رموز مناهضة الاحتلال الأميركي في العراق رسالة إلى (السادة العلماء الأعلام والزعماء الكرام من قادة الشعب الأردني المؤمن الصابر المجاهد)، تطرق فيها إلى ما تناقلته وكالات الأنباء من أن أهالي مدينة السلط الأردنية أقاموا مجلسا تأبينيا وتكريميا لشخص يدعى رائد منصور البنا قيل إنه هو الذي قام بالتفجير الإجرامي في مدينة الحلة فجرح وأودى بحياة العشرات من العراقيين الأبرياء. وفي رسالته يضع الشيخ الخالصي جريمة التفجير في الحلة وتلك التي تلتها في الموصل ضمن سياق إثارة الفتنة الطائفية والتمهيد للحرب الأهلية ثم التقسيم.
    وبأسى ولوعة يكتب الشيخ الخالصي أن (الشعب العراقي لا يصدق أن مسلماً يمكن أن يقدم على مثل هذه الجرائم المروعة، التي لا تصب إلا مباشرة في مصلحة المحتل ولتبرير أهدافه، فهو لهذا يحمّل الاحتلال وحلفاءه جريرة هذه المآسي. مقابل هذا تقوم الدوائر المرتبطة بالاحتلال ووسائل إعلامه بمساع تضليلية بغية ترسيخ الفتنة، ولتأكيد المزاعم بأن وراء هذه الجرائم جهات عربية أو إسلامية). ثم يعرج فضيلته على ما تناقلته (أخيراً إحدى الفضائيات، تزعم فيه أن مرتكب جريمة الحلة شخص أردني من مدينة السلط، وأن مجلساً تأبينياً سيقام له هناك لتكريمه باعتباره شهيداً). ثم، بحسم ومبدئية، يطالب الشيخ الخالصي مخاطبيه الأردنيين بالتصدي قائلا: (إن كان هذا النبأ ملفقاً، وهو المرجح، فالمطلوب من العلماء الأعلام والقادة المجاهدين الكرام في الأردن الشقيق، لإفساد هذا المكر المعادي، التصدي لهذه الكذبة بالنفي وللجريمة بالاستنكار. أما إذا كان النبأ صادقا والعياذ بالله، فإن مسؤولية أكبر تواجهنا بوجوب شرح الأمور للأمة لتجنيبها موارد الخطأ والخطر، بترشيدها من أن تُسفَك دماؤها وتبذر جهودها فيما يضرها وينفع عدوها...).
    ولم يصدر حتى الآن رد فعل على هذه الرسالة من العلماء والزعماء الأردنيين ، غير أن وزير الخارجية الأردنية هاني الملقي ندد بما أسماه <<الاعتداء>> الذي وقع في مدينة الحلة قبل أسبوعين وأسفر عن مقتل 118 شخصا، وقال إن الأردن يدين أيضا ما فعلته عائلة الانتحاري رائد البنا حيث أقامت له جنازة في الأردن الأسبوع الماضي تم تكريمه خلالها على أساس أنه شهيد. ولكن الوزير شدد على أن ما قامت به عائلة الإرهابي البنا لا يشكل انتهاكا للقانون الأردني.
    لقد جاءت رسالة الشيخ الخالصي في وقتها تماما مع أن البعض قد يعتبرها متأخرة قليلا أو كثيرا. وحسنا فعل الشيخ حين وضع النقاط على الحروف وسمى الأشياء بأسمائها. فما حدث في الحلة والموصل وأماكن أخرى استُهدفت فيها عامة العراقيين المدنيين العزل، هو جريمة. كما أنها جريمة تأتي في سياق سياسي وأمني يرعاه الاحتلال الأميركي ويريد من خلاله زج البلد في حرب أهليه تؤدي إلى التقسيم.
    نفهم ونتفهم حرص الشيخ الخالصي على عدم إعطاء أية مصداقية لما تطنطن به أجهزة إعلام الاحتلال والمطبلين معها في محاولة نفض أيديها الملطخة من دماء العراقيين واقتصار توجيه الاتهام إلى الشبكات المسلحة للانتحاريين. غير أن اكتفاء الوطنيين العراقيين المناهضين للاحتلال بتوجيه اللوم وإلقاء المسؤولية المباشرة وغير المباشرة وبشكل عام وعائم وضبابي على الاحتلال وحده والاحتلال فقط، لم يعد كافيا أو مقنعا. إن رسالة الشيخ الخالصي تأتي اليوم لتطرح تساؤلات خطيرة ومهمة لم يعد تأجيلها ممكنا، خصوصا أن البعض ممن يزعمون العداء للاحتلال والهيمنة الغربية وقع لشديد الأسف في حبائل المخطط الأميركي الاحتلالي وراح يخوض في دماء العراقيين.
    انفجار واحد يؤدي إلى مقتل وجرح المئات من الأبرياء هو جريمة شنيعة. هناك نوعان من المسؤولية في كل ما يحدث من تدمير ممنهج ومجازر مروعة:
    مسؤولية مباشرة يرتكبها الطرف المنفذ المباشر للجريمة.
    مسؤولية غير مباشرة وعامة وهي أثقل وأكبر يتحملها الاحتلال الأميركي، فهو المسؤول بموجب القانون الدولي وبحكم الأمر الواقع عن كل ما حدث ويحدث في العراق وللعراقيين.
    الطرف المنفذ المباشر قد يكون عميلا مباشرا للاستخبارات الأميركية أو العراقية فيفخخ سيارة أو عبوة ناسفة ويزرعها هناك أو هناك ثم يفجرها عن بُعد وهذا النوع من الجرائم هو الشائع.
    أو قد يكون المنفذ من الانتحاريين الطائفيين، تم اختراقه من قبل أجهزة الاحتلال مباشرة أو غير مباشرة وتوظيف تعصبه الديني وحقده على الغرب عموما وعلى الولايات المتحدة التي ارتكبت وترتكب شتى أصناف الاعتداءات بحق العرب والمسلمين، وقد دُفِع بعد أن سُهلت له الظروف للقيام بعملية تفجير انتحارية بين المدنيين العزل. وحتى في هذه الحال فهذا الشخص يتحمل مسؤولية مباشرة عما قام به دون أن يعني ذلك رفع المسؤولية الأكبر والأثقل عن المحتل الأميركي ولا حتى عن المخابرات في بعض الدول المجاورة التي من مصلحتها هجرة الانتحاريين من بلدانها إلى العراق.
    وفي السياق ذاته، سياق المقتلة الفظيعة بحق المدنيين العراقيين الأبرياء، نشرت صحيفة عربية واسعة الانتشار مقالة للمفكر الإسلامي المصري المعروف بفكره المستنير وعدائه الشديد للهيمنة الغربية فهمي هويدي مقالة بعنوان (مطلوب إدانة إسلامية قوية.. لقتل الشيعة في العراق.. وللسلفية الجاهلة).
    في هذه المقالة المهمة نستمع إلى أول صرخة حق عربية غير عراقية ومعذرة لمن صرخ قبله فلم ندرك صرخته أو تدركنا بوجه المقتلة الفظيعة بحق المدنيين العراقيين. وهي تأتي لتفضح صمت من أسماهم العلامة العراقي علي الوردي قبل عدة عقود <<وعاظ السلاطين>>. إنها صرخة شريفة يطلب مطلقها من المراجع الدينية والشخصيات الإسلامية خارج العراق القيام (بحملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تُسمع الجميع صوت علماء أهل السنة بل صوت الضمير الإسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق)، مؤكدا أن تلك التفجيرات والمجازر أمر لا علاقة له بالمقاومة الوطنية ولكنه (نوع من الإجرام الإرهابي الذي لا يمكن تبريره من أي باب، ولا يغير من الطبيعة الإجرامية لتلك العمليات صدور بيان باسم أبو مصعب الزرقاوي يندد فيه بالشيعة ويعتبرهم <<رافضة>>، ويهاجم المرجع الديني آية الله علي السيستاني. بل ان ذلك البيان البائس يمكن استخدامه دليلا على تورط الزرقاوي وجماعته وضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة (...) وحدوث مثل ذلك الاختراق أمر ميسور للغاية، خصوصا أننا نتحدث عن شريحة من السلفيين عديمة الوعي، وتتسم بالجهل الذي يعميها عن إدراك مآلات ما تقدم عليه).
    لقد خرقت رسالة الشيخ الخالصي ومقالة الأستاذ هويدي جدار الصمت الوعظوي وكانتا صادقتين في توجههما واتجاههما، أما تحليلهما للظاهرة موضوع الحديث فلا يبتعد كثيرا عما كتبناه منذ أيام وكرره زملاء لنا في القلم والهم المشترك مركزين على الأمور التالية:
    تبرئة المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية من هذه الجرائم مع أن فصائل هذه المقاومة بحاجة إلى الإفصاح عن موقفها المعادي لقتل المدنيين في كل مناسبة تقع فيها كارثة من هذا النوع، فالأمر لا يكلف شيئا على الصعيد العملي أما الصمت فلا يخدم سوى إعلام الاحتلال ومن معه أيما خدمة.
    تحميل المسؤولية غير المباشرة لكل ما يحدث في العراق وخصوصا تلك الجرائم البشعة للاحتلال الأجنبي وتحميل المسؤولية المباشرة للمنفذ الفعلي لها واعتبارها جرائم مدانة بغض النظر عمن قام بها سواء كان جاسوسا أميركيا أو صهيونيا أو إقليميا أو تكفيريا من السلفية الجاهلة.
    وأخيرا، فإنه من الضروري والملحّ شرح سياق الظاهرة السياسي والاجتماعي بجرأة ووضوح دون الوقوع في مطبات ومنزلقات الانحياز الطائفي البغيض، فكما أن على الوطنيين أن يكونوا حازمين إزاء جرائم التيارات <<السلفية الجاهلة>> كما سماها الأستاذ هويدي، فإن عليهم أن يكون حازمين أيضا بوجه الجرائم التي ترتكبها بعض الميليشيات الطائفية العراقية ضد العراقيين العرب السنة ورجال دينهم وزعمائهم.
    إن المنتصر الحقيقي في حالِ سَمِعَ علماءُ وزعماءُ المسلمين السنة العرب خارج العراق نداءَ الأستاذ هويدي هو الوحدة الشريفة والمصيرية بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعية، فهاتان الطائفتان الشقيقتان هما الجناحان اللذان يحلق بهما الإسلام الحنيف، المقاوم، المستنير.
    () كاتب عراقي مقيم في جنيف
    الملفات المرفقة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X