السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مأخوذ من كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري أحد مصادر السنة الشهيرة
اجتمعت بنو أمية على عثمان ، واجتمعت بنو زهرة إلى سعد وعبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد الشريف مجتمعين ، فلما أقبل عليهم أبو بكر وأبو عبيدة وقد بايع الناس أبا بكر قال لهم عمر : ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر ، فقد بايعته وبايعه الانصار ، فقام عثمان بن عفان ومن معه من بني أمية فبايعوه ، وقام سعد و عبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوه . وأما علي والعباس بن عبد المطلب ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام ، فذهب إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم ، فقالوا : انطلقوا فبايعو أبا بكر ، فأبوا ، فخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه بالسيف ، فقال عمر رضي الله عنه : عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم ، فأخذ السيف من يده ، فضرب به الجدار ، وانطلقوا به فبايع وذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا إباية علي كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنهما
ثم إن عليا كرم الله وجهه أتي به إلى أبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر ، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون .
فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : احلب حلبا لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا . ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال له أبو بكر : فإن لم تبايع فلا أكرهك ، فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي كرم الله وجهه : يا بن عم إنك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ، ومعرفتهم بالامور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الامر منك ، وأشد احتمالا واضطلاعا به ، فسلم لابي بكر هذا الامر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء ، فأنت لهذا الامر خليق وبه حقيق ، في فضلك ودينك ، وعلمك وفهمك ، وسابقتك ونسبك وصهرك . فقال علي كرم الله وجهه : الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعور بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين ، لنحن أحق الناس به .
لانا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الامر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بعدا . فقال بشير بن سعد الانصاري : لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لابي بكر ، ما اختلف عليك اثنان . قال : وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الانصار تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به
فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟
فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم . كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفسه عمر بيده . لتخرجن أو لاحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة ؟ فقال : وإن ، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردوا لنا حقا . فأتى عمر أبا بكر ، فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له : اذهب فادع لي عليا ، قال : فذهب إلى علي فقال له : ما حاجتك ؟ فقال : يدعوك خليفة رسول الله ، فقال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله . فرجع فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبو بكر طويلا .
فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد : عد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفد ، فأدى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفد ، فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر طويلا ، ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها ، انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تنصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك
فقال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي ، وينادي : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني . فقال عمر لابي بكر ، رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لاحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة " ، فقال : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم
فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني ؟ " قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فإني أشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لاشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لادعون الله عليك في كل صلاة أصليها ، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته ، مسرورا بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي . قالوا : يا خليفة رسول الله ، إن هذا الامر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين ، فقال : والله لو لا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة ، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة .
وبعد هذا أرجوا أن تكون عزيزي القارى قد أخذت فكرة عن الهجوم والاعتداء على بيت بنت رسول الله عليه و على أله أفضل الصلاة السلام وكيف كانت البيعة بقوة السلاح وكيف لم يكن عندهم مانع حتى من قتل ال بيت رسول الله عليه و على أله أفضل الصلاة السلام وهل كانت فاطمة عليها السلام لاتعرف الحق وتطلب شيئا ليس لها حين طالبت بأرض أبيها لكي ينبهها أبو بكر بقوله إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة هل كان أبو بكر يعرف الحق أكثر من التي تربت في بيت الرسول عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام و على يديه والتي قال فيها غضبها من غضبي و هل هذا يعني أنها كانت تغضب على الباطل (حاشاها سلام الله عليها) كما تزعمون حين قلتم أنها لم يكن لها الحق في فدك ونتيجة لهذا يكون غضب الرسول (عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام) الذي هو من غضبها على باطل أيضا (حاشاه)
أم العكس هو الصحيح وأن الخليفة الاول هو المخطئ وعند ذاك يكون الاتي صحيحا
فكلنا يعرف ان الله عز وجل ينظر الى دعوة المظلوم ويقول وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين هذا بالنسبة الدعوة المظلوم العادي فماذا لو كانت دعوة المظلوم هذا من بنت الرسول (عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام) سيدة نساء العالمين عليها السلام وفي كل صلاة زائدا غضب ابيها وشكواها له يوم القيامة
وماعليك ألا أن تقرا في صحاح السنة التسعة عن مناقب سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها لكي تتأكد فعلا أن الرسول عليه و على أله أفضل الصلاة والسلام يغضب لغضبها
وأقرا الاسطر الحمر بأنتباه عزيزي القارئ
والحمد لله
مأخوذ من كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري أحد مصادر السنة الشهيرة
اجتمعت بنو أمية على عثمان ، واجتمعت بنو زهرة إلى سعد وعبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد الشريف مجتمعين ، فلما أقبل عليهم أبو بكر وأبو عبيدة وقد بايع الناس أبا بكر قال لهم عمر : ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر ، فقد بايعته وبايعه الانصار ، فقام عثمان بن عفان ومن معه من بني أمية فبايعوه ، وقام سعد و عبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوه . وأما علي والعباس بن عبد المطلب ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام ، فذهب إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم ، فقالوا : انطلقوا فبايعو أبا بكر ، فأبوا ، فخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه بالسيف ، فقال عمر رضي الله عنه : عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم ، فأخذ السيف من يده ، فضرب به الجدار ، وانطلقوا به فبايع وذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا إباية علي كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنهما
ثم إن عليا كرم الله وجهه أتي به إلى أبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر ، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون .
فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : احلب حلبا لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا . ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال له أبو بكر : فإن لم تبايع فلا أكرهك ، فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي كرم الله وجهه : يا بن عم إنك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ، ومعرفتهم بالامور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الامر منك ، وأشد احتمالا واضطلاعا به ، فسلم لابي بكر هذا الامر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء ، فأنت لهذا الامر خليق وبه حقيق ، في فضلك ودينك ، وعلمك وفهمك ، وسابقتك ونسبك وصهرك . فقال علي كرم الله وجهه : الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعور بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين ، لنحن أحق الناس به .
لانا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الامر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بعدا . فقال بشير بن سعد الانصاري : لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لابي بكر ، ما اختلف عليك اثنان . قال : وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الانصار تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به
فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟
فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم . كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفسه عمر بيده . لتخرجن أو لاحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة ؟ فقال : وإن ، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردوا لنا حقا . فأتى عمر أبا بكر ، فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له : اذهب فادع لي عليا ، قال : فذهب إلى علي فقال له : ما حاجتك ؟ فقال : يدعوك خليفة رسول الله ، فقال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله . فرجع فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبو بكر طويلا .
فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد : عد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفد ، فأدى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفد ، فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر طويلا ، ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها ، انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تنصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك
فقال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي ، وينادي : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني . فقال عمر لابي بكر ، رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لاحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة " ، فقال : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم
فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني ؟ " قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فإني أشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لاشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لادعون الله عليك في كل صلاة أصليها ، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته ، مسرورا بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي . قالوا : يا خليفة رسول الله ، إن هذا الامر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين ، فقال : والله لو لا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة ، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة .
وبعد هذا أرجوا أن تكون عزيزي القارى قد أخذت فكرة عن الهجوم والاعتداء على بيت بنت رسول الله عليه و على أله أفضل الصلاة السلام وكيف كانت البيعة بقوة السلاح وكيف لم يكن عندهم مانع حتى من قتل ال بيت رسول الله عليه و على أله أفضل الصلاة السلام وهل كانت فاطمة عليها السلام لاتعرف الحق وتطلب شيئا ليس لها حين طالبت بأرض أبيها لكي ينبهها أبو بكر بقوله إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة هل كان أبو بكر يعرف الحق أكثر من التي تربت في بيت الرسول عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام و على يديه والتي قال فيها غضبها من غضبي و هل هذا يعني أنها كانت تغضب على الباطل (حاشاها سلام الله عليها) كما تزعمون حين قلتم أنها لم يكن لها الحق في فدك ونتيجة لهذا يكون غضب الرسول (عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام) الذي هو من غضبها على باطل أيضا (حاشاه)
أم العكس هو الصحيح وأن الخليفة الاول هو المخطئ وعند ذاك يكون الاتي صحيحا
فكلنا يعرف ان الله عز وجل ينظر الى دعوة المظلوم ويقول وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين هذا بالنسبة الدعوة المظلوم العادي فماذا لو كانت دعوة المظلوم هذا من بنت الرسول (عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام) سيدة نساء العالمين عليها السلام وفي كل صلاة زائدا غضب ابيها وشكواها له يوم القيامة
وماعليك ألا أن تقرا في صحاح السنة التسعة عن مناقب سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها لكي تتأكد فعلا أن الرسول عليه و على أله أفضل الصلاة والسلام يغضب لغضبها
وأقرا الاسطر الحمر بأنتباه عزيزي القارئ
والحمد لله
تعليق