
كربلاء المقدسة: إباء
إن سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته ووارث علمه الإمام الحسين (عليه السلام) فجر ثورته التي أعز بها الإسلام، وأوضح بها الكتاب، وجعلها عبرة لأولي الألباب، تمد المسلمين على امتداد التاريخ بالعزة والكرامة والتمرد على الظلم، ومصارعة الطغاة، ومناجزة المستبدين. لقد كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) من أهم الثورات الإصلاحية التي عرفها التاريخ الإنساني، فقد هزت الضمير العالمي وذلك بفصولها المروعة، ومآسيها الخالدة في دنيا الأحزان، كما أنها تحمل عطاءً فكرياً ودروسا مشرقة لجميع شعوب العالم لإنقاذها من ويلات الاستعمار والاستعباد، وستبقى حية مشرقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إن كارثة كربلاء وما جرى على بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صنوف الأسر والذل والتنكيل تستدعي أن ننظر إلى ما ساهمت به حفيدة الرسول السيدة زينب في الثورة الحسينية، وكيف شاركت في جميع الملاحم والفصول مشاركة إيجابية وفاعلة. فقد وقفت إلى جانب شقيقها في أول مرحلة من مراحل جهاده، وهي على علم مما سيجري عليها وعلى أهل بيتها من صنوف الكوارث والمحن، فانطلقت سلام الله عليها بإرادة وعزم وتصميم إلى مساندة أخيها ومشاركته في ثورته الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ وأمدت العالم الإسلامي بجميع عوامل النهوض والارتقاء.
لقد آمنت حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله) بثورة أخيها وجاهدت جهادا لم يعرف التاريخ مثله في مرارته وأهواله، وتبنت جميع مخططات الثورة وأهدافها، واليوم ومن أرض الحسين وعند قبره الشريف كما عاد السيدة زينب في مثل هذه الأيام من الشام وهي تعاني من ذل الأسر ومرارة فراق الأحبة أحيى الملايين من محبي أهل البيت (عليهم السلام) هذه الوفادة للسيدة زينب والإمام زين العابدين على قبر سيد الشهداء بما يعرف بيوم الأربعين، حيث الحشود المليونية والجماهيرية الكبيرة من مختلف الأصناف من الرجال والنساء والشباب والأطفال وهم يحيطون بقبور شهداء الطف وعلى أرض الواقعة ويبتهلون بالصلاة والدعاء والزيارة إلى الله تعالى راجين المغفرة وقضاء الحوائج ورفع هذه الغمة عن هذه الأمة، ومواكب العزاء وبمختلف أنواع الشعائر الحسينية لم تنقطع عن مسيراتها ليلا أو نهارا والجميع في هذه الأرض يهتف باسم الحسين وأهل بيته وأصحابه وهم يردد عبارات الزيارة ... السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين...في جوا روحاني عظيم قلما تجده في أي بقعة من بقاع العالم.
وقالت مصادر مسؤولة في مدينة كربلاء المقدسة أن عدد الزائرين تجاوز حتى الآن مليوني شخص وذلك بالرغم من التهديدات المختلفة التي أطلقها أعداء الإمام الحسين (عليه السلام) للنيل من مراسم الأربعين التاريخية.
جانب مصور :
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
وكان أيضا موكب عزاء من مملكة البحرين بمشاركة الرادود أبو غايب والله يرزقنا زيارته يارب
تعليق