إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الموج الشيعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموج الشيعي

    الموج الشيعي

    حسن العطار

    مقاربات مضطربة ، وأخرى مغرضة ، استهدفت توصيف الظاهرة الشيعية على ضوء التحولات السياسية المعاصرة ، بدأت بمحذورات تصدير الثورة ، مرورا بناقوس الخطر الشيعي ، وكان آخرها عنوان ( الهلال الشيعي ) ، وباعتبار ممانعة الظاهرة الشيعية عن القراءة خارج سياقها التاريخي ، ومنظورها العقائدي والقيمي ، كان الأجدر الانتقال من مقولة الحسين ( الملك ) ، إلى منظور الحسين عليه السلام ( الإمام ) كما ورد في قوله : " إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت في طلب الاصلاح في أمة جدي " ، ليتبدى للمراقبين أن الموج الشيعي ما هو إلا جزء من نهضة دينية عالمية ، وانبعاث للإسلام الحضاري ، فالتشيع هو التطبيق النهضوي لواقع التوحيد في جميع حقول الحياة ، وبصفة خاصة في الحقل السياسي .






    ما يميز الموج الشيعي أنه رغم ما يعترضه من صخور ، يتشكل مع سياق المرحلة وتضاريس مناطقها ، متفاعلا مع مكونات البيئة التي يستوطن بها ، من هنا كان الثراء في المشروع الشيعي ، كمرتكز لبناء الانسان والأوطان ، متجاوزا الاشكالية السلفية في تقديس النماذج والأشكال ، فقد أعلى الموج الشيعي من قيمة الاستقلال في التجربة الايرانية ، وأعلى من النهج المقاوم في لبنان ، وحين يداعب سواحل الخليج تتمظهر أولوية السلم والرفاه الاجتماعي ، واليوم يصاغ المشهد العراقي من جديد في إطار أولوية الأمن والتنمية .






    فالشيعي مع أي تحول أو متغير ، يسترشد بالنص القرآني ، ويحاكي مخزونا ثريا من سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وتجربتهم ،حيث يطرح الاستفهام عن المرحلة في مقاربتها لظروف حياة أي إمام معصوم ؟ ..



    هذا السؤال حين حملته إلى أحد الفقهاء ، ذكر أن الأقرب هي مرحلة الامام الرضا (عليه السلام) من حيث قبوله بولاية العهد المشروط في سياق من التقييد .



    مما يبرز المشاركة السياسية كعنوان لتوصيف المرحلة القادمة للمشروع الشيعي ، وهو ما يمكن رصده عبر الكم هائل من الكتابات التي تحاول قراءة الظاهرة الشيعية ودخولها كشريك في النظام السياسي العربي ، فالمشاركة السياسية هي المدخل الاسلامي للممارسة الاصلاحية ، يقول الامام علي (عليه السلام) : " فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية ، فإذا أدّت الرعية إلى الوالي حقه وأدّى الوالي إليها حقها ، عزّ الحق بينهم ، وقامت مناهج الدين ، واعتدلت معالم العدل وجرت على أذلالها السنن فصلح بذلك الزمن وطمع في بقاء الدولة " .






    وفي دلالة على أنه لا سياسة بلا خريطة ، يقال أن الجنرال ديغول كان يحرص دائما إلى النظر إلى الخريطة قبل أن يبدي رأيا في أي قضية سياسية ، وكان دائما ينصح رفاقه ووزرائه ومساعديه بأن يستشيروا الخريطة ، لأنها سوف تضيف إليهم دائما شيئا جديدا .



    وإن على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في ظل التحولات السياسية الراهنة ، أن يتأملوا في الخريطة جيدا في استدعاء لحقائق التاريخ والجغرافيا لاستذكار الحقائق التالية :



    (1) تمثل خارطة التشيع ما هو أكبر من إقليم هنا أو قرية هناك، وتتجاوز صيغة سياسية ما أو مكتسبات حزبية ضيقة ، بل إن التمعن جيدا في الخريطة يكشف عن المدى الشيعي الذي تتشكل أمواجه على مستوى تطلعات الأمة ومشروعها الحضاري .






    (2) الشيعة أمة تختزن مقومات الاصلاح والبناء بما تمثل اليوم من تيار العقلانية والاجتهاد ونهج العزة ، وعلى أبنائها تعزيز النموذج التكاملي ، في ائتلاف القوى الشيعية في إطار المرجعية لانجاز الاستحقاقات المرحلية. وعدم الانشغال بالصراعات الاستنزافية والفتن الداخلية واستثمار الفرصة التاريخية للتطبيع مع جمهور العالم العربي .






    (3) تنمية الوعي السياسي والالتفات إلى حقيقة أن الانتصار السياسي بوابة للانتصار الثقافي ، فالمصالحة الوطنية لا تتاتى إلا من خلال اعتماد الحقوق المذهبية كمرتكز للوحدة الوطنية ، والتطبيع مع فكر أهل البيت ، إذ أن غياب هذا الفكر كان سببا لشق الصف ولتنامي الفكر المتطرف ،ويبدو ذلك بوضوح في ارتكاز مختلف الأطراف على تجربة الامام علي عليه السلام مع الخوارج كمنهجية لمواجهة الفكر المتطرف .



    (4) للموج الشيعي اسهام أساسي في مقاومة سلبيات المشروع الثقافي للغرب المنتصر سياسيا عبر تيار العولمة وموجات التغريب ، بما يملكه من زخم عقائدي على مستوى الشعار والشعائر، وفكر منفتح على العصر .






    (5) مع الأخذ بعين الاعتبار إشكالية المحيط الذي يحاول أن يشيد جدار الفصل الطائفي ، عبر العبوات الناسفة التي تزرعها بعض الفضائيات ، والسيارات المفخخة التي تفجرها بعض الجماعات ، يبقى الرهان على الوعد الرباني ، الذي استجاب لصرخة الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من المحرم : " ألا من ناصر ينصرنا " ليجعل من ضريحه مزار الملايين وكربلاء بوابة التغيير في الأمة ان شاء الله .

    نقلا عن منتدى القران الكريم
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X