ذكرى استشهاد الصدر الاول رحمة الله عليه
بقلم عبدالله الانصاري
في مساء يوم التاسع من نيسان 1980م، وفي حدود الساعة التاسعة او العاشر مساءاً قطعت سلطة الحكم الجائر التيار
الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف. وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الامن الى دار المرحوم الحجة السيد محمد
صادق الصدر(الصدر الثاني) «رحمه الله»، وطلبوا منه الحضور معهم الى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن
النجف «ابو سعد»، فقال له: هذه جنازة الصدر واُخته، تم اعدامها، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.
فقال المرحوم السيد محمد صادق الصدر: لابدّ لي من تغسيلهما.
فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما.
فقال: لابدّ من الصلاة عليهما.
فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما.
وبعد أن انتهى من الصلاة قال له مدير الأمن: هل تحبّ أن تراهما؟
فقال: نعم.
فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الشهيد «رضوان الله عليه» مضرّجاً بدمائه، وآثار التعذيب على كلّ مكان من وجهه، وكذلك
كان حال الشهيدة بنت الهدى «رحمها الله».
ثم قال له: لك أن تُخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إيّاك أن تُخبر عن إعدام بنت الهدى، إنّ جزاءك سيكون الإعدام.
ولما حانت وفاة المرحوم السيد محمد صادق الصدر «رحمه الله» أخبر عن شهادة بنت الهدى.
وقد دفن السيد الشهيد في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف والى جانبه اخُته الطاهرة بنت الهدى في مكان أعرفه على نحو
الإجمال.
ويذكر ان المجرم صدام التكريتي قام بنفسه بقتل السيد الشهيد الصدر واخته بنت الهدى ـ رضوان الله عليهما ـ فهو الذي أطلق النار
عليهما بعد أن شارك في تعذيبهما. إن مصادر ثلاثة روت المأساة واتفقت على كيفية التعذيب والاعدام وهذه هي القصة كما يرويها أحد
أفراد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام والعهدة عليه قال: (أحضروا السيد الصدر الى مديرية الامن العامة فقاموا بتقييده
بالحديد ثم جاء المجرم صدام التكريتي فقال له باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومه). ثم أخذ يهشم رأسه ووجه بسوط
بلاستيكي صلب.
فقال له السيد الصدر : (أنا تارك الحكومات لكم)، وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الاسلامية في ايران مما
أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الشهيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ـ ويبدو أنها كانت قد عذبت
في غرفة اخرى ـ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً فلما رآها السيد الشهيد استشاط غضباً ورق لحالها ووضعها. فقال لصدام: اذا
كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطا وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد الصدر
في حالة من الغضب فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلا فجابهني وجهاً لوجه ودع اختي ولكنك جبان وأنت بين حمايتك) فغضب المجرم
وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على اخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم).
وضربت السلطة العفلقية المجرمة طوقاً من التعتيم على جريمتها النكراء، فلم يعلم بالحادث الاّ القليل من أبناء النجف الذين تسرّب
اليهم الخبر عن طريق بعض (الدفّانة) الذين يعملون في مقبرة النجف المسمّاة بـ (وادي السلام).
وكانت السلطة تنفي في بعض الاحيان وقوع الجريمة، وفي أحيان اخرى تثبتها، وكان النفي والإثبات يتم عن طريق كوادر حزب البعث
العميل، فوقع الناس في حيرة شديدة، ولا أحد يستطيع أن يشخّص الموقف العملي المناسب تجاه هذه الجريمة الكبرى. وكانت الاسماع
في تلك الفترة متجهة الى اذاعة الجمهورية الاسلامية في ايران ـ القسم العربي ـ فكان أملهم أن تنجلي الحيرة بما سوف يُذاع عن هذا
الأمر الخطير من خلالها. ويظهر أنّ خبر استشهاد السيد الصدر «رحمه الله» وصلهم بعد وقوع الجريمة بعدة أيام، فأعلن الراحل السيد
الخميني «رحمه الله» نبأ الاستشهاد من خلال بيان تأبيني مهم، ومنه عرف الناس بوقوع الجريمة الكبرى.
وهكذا خسر العالم الإسلامي والشعب العراقي خسارة لن تُعوّض، وفقدا علماً خفّاقاً في سماء الإيمان والعلم والمعرفة.
اغتالته يد الطاغية الجبّار، المولغ بدماء المؤمنين الأبرار المجرم صدّام حسين التكريتي. فويل لكلّ جبّار أثيم (وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون).
بقلم عبدالله الانصاري
بقلم عبدالله الانصاري
في مساء يوم التاسع من نيسان 1980م، وفي حدود الساعة التاسعة او العاشر مساءاً قطعت سلطة الحكم الجائر التيار
الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف. وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الامن الى دار المرحوم الحجة السيد محمد
صادق الصدر(الصدر الثاني) «رحمه الله»، وطلبوا منه الحضور معهم الى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن
النجف «ابو سعد»، فقال له: هذه جنازة الصدر واُخته، تم اعدامها، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.
فقال المرحوم السيد محمد صادق الصدر: لابدّ لي من تغسيلهما.
فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما.
فقال: لابدّ من الصلاة عليهما.
فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما.
وبعد أن انتهى من الصلاة قال له مدير الأمن: هل تحبّ أن تراهما؟
فقال: نعم.
فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الشهيد «رضوان الله عليه» مضرّجاً بدمائه، وآثار التعذيب على كلّ مكان من وجهه، وكذلك
كان حال الشهيدة بنت الهدى «رحمها الله».
ثم قال له: لك أن تُخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إيّاك أن تُخبر عن إعدام بنت الهدى، إنّ جزاءك سيكون الإعدام.
ولما حانت وفاة المرحوم السيد محمد صادق الصدر «رحمه الله» أخبر عن شهادة بنت الهدى.
وقد دفن السيد الشهيد في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف والى جانبه اخُته الطاهرة بنت الهدى في مكان أعرفه على نحو
الإجمال.
ويذكر ان المجرم صدام التكريتي قام بنفسه بقتل السيد الشهيد الصدر واخته بنت الهدى ـ رضوان الله عليهما ـ فهو الذي أطلق النار
عليهما بعد أن شارك في تعذيبهما. إن مصادر ثلاثة روت المأساة واتفقت على كيفية التعذيب والاعدام وهذه هي القصة كما يرويها أحد
أفراد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام والعهدة عليه قال: (أحضروا السيد الصدر الى مديرية الامن العامة فقاموا بتقييده
بالحديد ثم جاء المجرم صدام التكريتي فقال له باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومه). ثم أخذ يهشم رأسه ووجه بسوط
بلاستيكي صلب.
فقال له السيد الصدر : (أنا تارك الحكومات لكم)، وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الاسلامية في ايران مما
أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الشهيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ـ ويبدو أنها كانت قد عذبت
في غرفة اخرى ـ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً فلما رآها السيد الشهيد استشاط غضباً ورق لحالها ووضعها. فقال لصدام: اذا
كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطا وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد الصدر
في حالة من الغضب فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلا فجابهني وجهاً لوجه ودع اختي ولكنك جبان وأنت بين حمايتك) فغضب المجرم
وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على اخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم).
وضربت السلطة العفلقية المجرمة طوقاً من التعتيم على جريمتها النكراء، فلم يعلم بالحادث الاّ القليل من أبناء النجف الذين تسرّب
اليهم الخبر عن طريق بعض (الدفّانة) الذين يعملون في مقبرة النجف المسمّاة بـ (وادي السلام).
وكانت السلطة تنفي في بعض الاحيان وقوع الجريمة، وفي أحيان اخرى تثبتها، وكان النفي والإثبات يتم عن طريق كوادر حزب البعث
العميل، فوقع الناس في حيرة شديدة، ولا أحد يستطيع أن يشخّص الموقف العملي المناسب تجاه هذه الجريمة الكبرى. وكانت الاسماع
في تلك الفترة متجهة الى اذاعة الجمهورية الاسلامية في ايران ـ القسم العربي ـ فكان أملهم أن تنجلي الحيرة بما سوف يُذاع عن هذا
الأمر الخطير من خلالها. ويظهر أنّ خبر استشهاد السيد الصدر «رحمه الله» وصلهم بعد وقوع الجريمة بعدة أيام، فأعلن الراحل السيد
الخميني «رحمه الله» نبأ الاستشهاد من خلال بيان تأبيني مهم، ومنه عرف الناس بوقوع الجريمة الكبرى.
وهكذا خسر العالم الإسلامي والشعب العراقي خسارة لن تُعوّض، وفقدا علماً خفّاقاً في سماء الإيمان والعلم والمعرفة.
اغتالته يد الطاغية الجبّار، المولغ بدماء المؤمنين الأبرار المجرم صدّام حسين التكريتي. فويل لكلّ جبّار أثيم (وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون).
بقلم عبدالله الانصاري
تعليق