الدنيا
قال احد الائمة عليهم السلام
إن الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً
هذا الحديث المختصر أيضا يشتمل على مفاهيم رفيعة المستوى قد بيَّنها الإمام في أروع أنواع البيان فبيَّن سلام الله عليه أنَّ الناس أياً كانوا فهم مبتلون في الدنيا وهذا هو تبيين قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عمَلاً..)(الملك/2) وذلك لأنّ الدنيا دار الإبتلاء والإمتحان ومن هنا عبَّر عنده سبحانه بأنَّه متاع (..وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(الأعراف/24) فرغم أنَّ العقبى هي دار والدنيا دار إلا أنّهما متضادان تماماً فلا يجتمعان أبداً ولكن مع ذلك الدنيا يمكنها ان تكون وسيلة للوصول إلى ثواب الآخرة فثوابها إنَّما هو نتيجة طبيعية لبلوى الدنيا (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)(التوبة/94) فهناك إرتباط الوثيق بين الدارين(اليوم مضمار وغدا السباق) ورغم أن الآخرة هي عقيب الدنيا فكل من هو في الدنيا سيصل إلى الآخرة لا محالة إلا أنّ ذلك لا يعني أن كلَّ من في الدنيا يكتسب ثواب الآخرة بل هناك من يقول عنهم سبحانه (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج/11) وبالطبع هذه البلوى ربَّما تكون مكروه وقد ورد أن الآخرة محفوفة بالمكاره وبالنتيجة الدنيا هي دار تجارة يربح فيها وقوم ويخسر آخرون ومن هنا عبَّر سبحانه بالبيع في قوله تعالى (..فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة/111).
منقول
قال احد الائمة عليهم السلام
إن الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً
هذا الحديث المختصر أيضا يشتمل على مفاهيم رفيعة المستوى قد بيَّنها الإمام في أروع أنواع البيان فبيَّن سلام الله عليه أنَّ الناس أياً كانوا فهم مبتلون في الدنيا وهذا هو تبيين قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عمَلاً..)(الملك/2) وذلك لأنّ الدنيا دار الإبتلاء والإمتحان ومن هنا عبَّر عنده سبحانه بأنَّه متاع (..وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(الأعراف/24) فرغم أنَّ العقبى هي دار والدنيا دار إلا أنّهما متضادان تماماً فلا يجتمعان أبداً ولكن مع ذلك الدنيا يمكنها ان تكون وسيلة للوصول إلى ثواب الآخرة فثوابها إنَّما هو نتيجة طبيعية لبلوى الدنيا (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)(التوبة/94) فهناك إرتباط الوثيق بين الدارين(اليوم مضمار وغدا السباق) ورغم أن الآخرة هي عقيب الدنيا فكل من هو في الدنيا سيصل إلى الآخرة لا محالة إلا أنّ ذلك لا يعني أن كلَّ من في الدنيا يكتسب ثواب الآخرة بل هناك من يقول عنهم سبحانه (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج/11) وبالطبع هذه البلوى ربَّما تكون مكروه وقد ورد أن الآخرة محفوفة بالمكاره وبالنتيجة الدنيا هي دار تجارة يربح فيها وقوم ويخسر آخرون ومن هنا عبَّر سبحانه بالبيع في قوله تعالى (..فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة/111).
منقول
تعليق