السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد وال محمد
موضوع شدنى الى ان اطرحة فى المنتدى الكريم وهو موضوع الفتوحات" هذه الفزّاعة الكبيرة التي ما فتئ السلفية يلوحون بها للقريب والبعيد ، فهي مصدر تفاخرهم وتبجحهم من جهة ، وهي مثار حماستهم ودافعهم المعنوي للاستمرار بـ(محاربة الكفار ) من جهة أخرى ..
لكي نستطيع تقييم الفتوحات بشكل واقعي لابد من طرح جملة من الأسئلة ..
- من الذي أعطى الإذن بالفتوحات ؟
- من الذي أمر بالفتوحات ؟
- ما هو الهدف المتوخى من الفتوحات ؟
- من الذي قام بالفتوحات ؟
- كيف تمت الفتوحات ؟
- ما هي نتائج الفتوحات ؟
- لماذا توقفت الفتوحات ؟
ونقول بالنسبة للسؤال الأول :
البحث هنا يدور عملياً حول مدى مشروعية الفتوحات ، فإن كان الإذن بالفتوحات قد أُعطي من قبل الله ورسوله فإن أصل فكرة الفتوحات يكون مشروعاً ، وإن كان هذا الإذن قد أعطاه لنفسه بعض الناس ممن لا يحملون أي صفة دينية (تشريعية) فتكون مسألة الفتوحات من أصلها غير مشروعة ..
وفي الواقع إذا أردنا البحث عن موضوع الجهاد في الإسلام ، في القرآن تحديداً ، حيث تُصنّف الفتوحات عادة - عند مناصريها - على أنها نوع من الجهاد ، فإن أفضل من عالج هذا الموضوع بشكل متميز وشامل هو الشهيد الشيخ مرتضى مطهري في كتابه (أو بالأحرى محاضراته) المسمى : الجهاد وحالاته المشروعة في القرآن ..
والبحث طويل لا مجال لاستعراضه هنا ، ولكن خلاصته كما يلي : إن الآيات التي تأمر بالجهاد بشكل مطلق مثل (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) (التوبة 29) [أو (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) (التوبة 123) ] هي عملياً مقيدة بآيات أخرى مثل ( قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) (البقرة 190) وكذلك (لاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (المائدة 87) وذلك حسب قاعدة حمل المطلق على المقيد [ما من عام إلا وقد خص. كما يقال في علم الأصول]..
ومن الاعتبارات التي تبيح للمسلمين إعلان الحرب على الآخرين - ويشير إليها الشهيد العظيم - هو (نصرة المظلوم) ..
ولعل هذا هو المخرج الشرعي الوحيد الذي يمكن بواسطته تسويغ موضوع الفتوحات ؛ فالقول بأننا (نقاتل لكي نزيح الحكومات الجائرة عن كاهل المظلومين ونتمكن من إيصال الإسلام إليهم بعد أن حالت تلك الحكومات بينهم وبينه) كان هو الشعار الكلاسيكي الذي رفعته الجهات التي قامت بالفتوحات .. فهل كان هدف الفتوحات تاريخياً هو نصرة المظلوم بالفعل ؟ هذا ما سنعرفه عند الإجابة على الأسئلة المتبقية.
يبقى هنا أن نقول أن تنفيذ هذه الأحكام القرآنية الخاصة بالجهاد مخوّل حصراً بالرسول وأولي الأمر ، فعندما يقول تعالى : قاتلوا . فليس معنى ذلك أن يتصرف كل أحد على هواه بدعوى تنفيذه للآية الشريفة ! بل المطلوب هو رد الأمور إلى الرسول وإلى أولي الأمر ، كما يقول تعالى : (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ؛ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) (النساء 83) فالإذن الذي أعطاه القرآن الكريم بالجهاد إذاً مقيّدٌ بقوله تعالى : أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (النساء 59).
وإجراء الأمر بالجهاد - حتى وإن كان لنصرة المظلوم - يعود قراره للرسول ( ص ) ومن بعده لأولي الأمر ، هذا وقد بينّا سابقاً في هذا المنتدى الكريم في موضوع (تفسير آية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) من هم أولو الأمر وما معنى طاعتهم وإطلاقها.
وبذلك نكون قد عرضنا الموضوع في إطار القرآن الكريم ، أما بالنسبة للسنة المعصومة فلن أدخل هنا في مجال السنة اللفظية التي لا تخرج في مجملها عما سبق ، وإنما سأعرّج على مسألة السنة العملية ..
فبمراجعة السنة العملية لرسول الله ( ص ) وأمير المؤمنين ( ع ) (وهما الحاكمان المعصومان الوحيدان فيما نعتقد ) نجد أنهما لم يمارسا ما سمي بالفتوح قط ..
فالرسول الأكرم ( ص ) كانت جميع غزواته ذات طابع دفاعي واضح * بينما اكتفى بنشر الإسلام عن طريق الكتب والرسائل والمعاهدات والموفدين .
أما أمير المؤمنين ( ع ) فقد خاض ثلاثة حروب دفاعية طيلة خلافته المباركة (بغض النظر عن مدى انطباق عنوان "الفتوحات" على تلك الحروب **)
وبناءً على ذلك فليس في السنة العملية ما يؤيد موضوع الفتوحات لا من قريب ولا من بعيد .
إلى هنا نكون قد تناولنا الإجابة على السؤال الأول من الأسئلة المطروحة.
والان السؤال الذى يطرح نفسه..
من هم أولى امر جماعة الزرقاوى او الزرقاوى نفسه بممارسة الجهاد والسؤال نفسة مطرود بالنسبة لابن لادن؟
والحمد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد وال محمد
موضوع شدنى الى ان اطرحة فى المنتدى الكريم وهو موضوع الفتوحات" هذه الفزّاعة الكبيرة التي ما فتئ السلفية يلوحون بها للقريب والبعيد ، فهي مصدر تفاخرهم وتبجحهم من جهة ، وهي مثار حماستهم ودافعهم المعنوي للاستمرار بـ(محاربة الكفار ) من جهة أخرى ..
لكي نستطيع تقييم الفتوحات بشكل واقعي لابد من طرح جملة من الأسئلة ..
- من الذي أعطى الإذن بالفتوحات ؟
- من الذي أمر بالفتوحات ؟
- ما هو الهدف المتوخى من الفتوحات ؟
- من الذي قام بالفتوحات ؟
- كيف تمت الفتوحات ؟
- ما هي نتائج الفتوحات ؟
- لماذا توقفت الفتوحات ؟
ونقول بالنسبة للسؤال الأول :
البحث هنا يدور عملياً حول مدى مشروعية الفتوحات ، فإن كان الإذن بالفتوحات قد أُعطي من قبل الله ورسوله فإن أصل فكرة الفتوحات يكون مشروعاً ، وإن كان هذا الإذن قد أعطاه لنفسه بعض الناس ممن لا يحملون أي صفة دينية (تشريعية) فتكون مسألة الفتوحات من أصلها غير مشروعة ..
وفي الواقع إذا أردنا البحث عن موضوع الجهاد في الإسلام ، في القرآن تحديداً ، حيث تُصنّف الفتوحات عادة - عند مناصريها - على أنها نوع من الجهاد ، فإن أفضل من عالج هذا الموضوع بشكل متميز وشامل هو الشهيد الشيخ مرتضى مطهري في كتابه (أو بالأحرى محاضراته) المسمى : الجهاد وحالاته المشروعة في القرآن ..
والبحث طويل لا مجال لاستعراضه هنا ، ولكن خلاصته كما يلي : إن الآيات التي تأمر بالجهاد بشكل مطلق مثل (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) (التوبة 29) [أو (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) (التوبة 123) ] هي عملياً مقيدة بآيات أخرى مثل ( قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) (البقرة 190) وكذلك (لاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (المائدة 87) وذلك حسب قاعدة حمل المطلق على المقيد [ما من عام إلا وقد خص. كما يقال في علم الأصول]..
ومن الاعتبارات التي تبيح للمسلمين إعلان الحرب على الآخرين - ويشير إليها الشهيد العظيم - هو (نصرة المظلوم) ..
ولعل هذا هو المخرج الشرعي الوحيد الذي يمكن بواسطته تسويغ موضوع الفتوحات ؛ فالقول بأننا (نقاتل لكي نزيح الحكومات الجائرة عن كاهل المظلومين ونتمكن من إيصال الإسلام إليهم بعد أن حالت تلك الحكومات بينهم وبينه) كان هو الشعار الكلاسيكي الذي رفعته الجهات التي قامت بالفتوحات .. فهل كان هدف الفتوحات تاريخياً هو نصرة المظلوم بالفعل ؟ هذا ما سنعرفه عند الإجابة على الأسئلة المتبقية.
يبقى هنا أن نقول أن تنفيذ هذه الأحكام القرآنية الخاصة بالجهاد مخوّل حصراً بالرسول وأولي الأمر ، فعندما يقول تعالى : قاتلوا . فليس معنى ذلك أن يتصرف كل أحد على هواه بدعوى تنفيذه للآية الشريفة ! بل المطلوب هو رد الأمور إلى الرسول وإلى أولي الأمر ، كما يقول تعالى : (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ؛ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) (النساء 83) فالإذن الذي أعطاه القرآن الكريم بالجهاد إذاً مقيّدٌ بقوله تعالى : أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (النساء 59).
وإجراء الأمر بالجهاد - حتى وإن كان لنصرة المظلوم - يعود قراره للرسول ( ص ) ومن بعده لأولي الأمر ، هذا وقد بينّا سابقاً في هذا المنتدى الكريم في موضوع (تفسير آية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) من هم أولو الأمر وما معنى طاعتهم وإطلاقها.
وبذلك نكون قد عرضنا الموضوع في إطار القرآن الكريم ، أما بالنسبة للسنة المعصومة فلن أدخل هنا في مجال السنة اللفظية التي لا تخرج في مجملها عما سبق ، وإنما سأعرّج على مسألة السنة العملية ..
فبمراجعة السنة العملية لرسول الله ( ص ) وأمير المؤمنين ( ع ) (وهما الحاكمان المعصومان الوحيدان فيما نعتقد ) نجد أنهما لم يمارسا ما سمي بالفتوح قط ..
فالرسول الأكرم ( ص ) كانت جميع غزواته ذات طابع دفاعي واضح * بينما اكتفى بنشر الإسلام عن طريق الكتب والرسائل والمعاهدات والموفدين .
أما أمير المؤمنين ( ع ) فقد خاض ثلاثة حروب دفاعية طيلة خلافته المباركة (بغض النظر عن مدى انطباق عنوان "الفتوحات" على تلك الحروب **)
وبناءً على ذلك فليس في السنة العملية ما يؤيد موضوع الفتوحات لا من قريب ولا من بعيد .
إلى هنا نكون قد تناولنا الإجابة على السؤال الأول من الأسئلة المطروحة.
والان السؤال الذى يطرح نفسه..
من هم أولى امر جماعة الزرقاوى او الزرقاوى نفسه بممارسة الجهاد والسؤال نفسة مطرود بالنسبة لابن لادن؟
والحمد لله
تعليق