تويت
( العاشر من مايو , 11:21 AM )
السيد معين الدين بدر الدجي, بنغالي غير كريم يعمل في بقالةٍ صغيرة في مدينة دبي, أمضى ضحاه ذاك اليوم في الحديث مع قمر.. الخادمة الهندية المدراسية التي تعمل في بيتٍ بالجوار.
بدون مقدمات دخل عليهم مشتري مدمن على الـFM, ومن فرط إدمانه حمل معه في سيارته راديو صغير بعد عطب راديو السيارة, نزل المحل وقال بكل برود: أربعة بطارية أنزنايجر. أحضر معين الدين ما طُلِبَ منه. هنا حامت طيور الشك في المشتري من كون المنتج غير أصلي, وشكوكه كانت في محلها!. فبادره البقالي البنقالي بقسمٍ برأس جدته -التي توفيت رحمها الله غرقاً في تسونامي بنغلاديش في السبعينات- أن هذا المنتج أصلي من المصنع إلى المستهلك مباشرة, وأنه فيه لمن الخاسرين!
1:06 PM , انتهت قوة البطارية .
(الثاني من يونيو , 8:33 PM)
في مدينة قم الشيعية, حجة البهتان علي الكوراني جالس في صدر الجماعة على كرسيه الوثير, يحكك لحيته ثم أنفه المثلث الطويل. موضوع حديثه عن بطولة على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
طبعاً تعرفون أنهم –معاشر الرافضة- يضعون الكثير من الملح في الطعام, ويضيفون عليه الكثير من الفلفل, والكثير من دموع التماسيح, ويكثرون من التطاول على آل البيت بطرق قبيحة, كالحديث عن إسقاط عمر لجنين بنت الرسول فاطمة رضي الله عنهما أمام علي !! والكثير من الفحش والقذارة في كلامهم .. المهم.. قال القصة المروية في كتب الشيعة:
دخل على الرسول (ص) –هو نطقها هكذا تعظيماً لمن يدعون نسب دينهم لآله- مارد من الجن, وكان بطول النخلة! , فبينما هو يتحدث مع الرسول , إذ بأمير المؤمنين سلام اللهي عليه قد دخل المجلس, فانكمش المارد حتى غدا بحجم العصفور!!. فسأله الرسول: ما أمرك؟ , قال: أبعد عني هذا, فإني قبل خلق آدم بخمسمئة سنة كنت في السماء أسترق السمع , وبينما أنا كذلك إذ بهذا الرجل يضربي حتى وصلت من قوة ضربته إلى الأرض السابعة!
كان من بين الحضور طالب علمٍ فارسي حديث عهدٍ بالعمامة, وكان –ولايزال- "Anime Fan"!! , فتذكر هداه الله مسلسل الكرتون "Dragon ball Z", وخوارق أبطال المسلسل.... بعد شهرين, كتب رسالة بعنوان : (تنبيه الغبي , على سرقة اليابانيين من قصص ابن عم النبي) .
بعد انتهاء الدرس في البهتان, دار حديث جانبي بين أحد الطلبة وحجة الشيطان, فقال له : أنتم أيها العرب لكم علينا فضل كبير!, فغضب حجة الشيطان المُعمم بعمامة سوداء حتى غدا وجهه أخضر –مثل الضب بالضبط-, وقال : أنا فارسي ياهذا!, فقال : ألست من أهل البيت؟! , قال: بلى, ولكن أصل أهل البيت من فارس ! , فكتب الطالب رسالة عنونها بــ( تنبية الإخوان, بأن آل البيت كانوا فارسيين في زمنٍ من الأزمان), والكذب ببلاش.
(الرابع عشر من يوليو 9:00 AM)
متنزه ريفي فائق الجمال في الريف البريطاني. أطفال الانجليز يستمتعون بإجازة الصيف السعيدة بكل جوارحهم , فذاك يركض وراء طفلة صغيرة, وأخرى تلعب في الألعاب وآخرٌ "ينتف" أرجل نملة صغيرة.
في زاوية من زوايا الحديقة طفلة شقراء في الرابعة من العمر, تمسك بدميةٍ لأرنبٍ وردي, يذكر من يراه بأرانب شركة محمد سعيد الصحاف لمتد! , المهم.. أتى طفل آخر في السابعة بدين و في وجهه بثور. فبدأ بالحديث مع هذه الصغيرة, وقال لها: تعرفين أن الأرانب يجيبون عيال! , بس لازم أوديها بيتنا عشان "تبيض" هناك. البنت بكل براءة بعد أن تشقق وجهها من عرض الابتسامة قالت –بالأنقلش أكيد- : صج!! أنزين!!! .
1:19 PM
البنت تبكي بعد أن شعرت أنها "أكلت مقلب" من اللندني الوغد, بعد مرور أربع ساعات من الانتظار.
(الخامس والعشرين من شهر أغسطس , 3:30 PM)
المسجد خلا من ماليينه, فقيض ولهيب أغسطس يجعل السفر مطلوباً بشدة. في الصف الأول صلى شيخٌ طاعنٌ في السن, على غترته "آيل مكينة" وقد تلطخت ثيابه بشتى أصناف الطعام, من رآه حلف بالطلاق على أنه قد تمرّغ في سلة قمامة!. بعد الصلاة قام وذكر الله ثم شكا صروف الدهر عليه, وأخرج ورقة ممضية بتاريخ 1998 تفيد بمرضه. ثم جلس في طرف المسجد يستجدي الدراهم من أهلها.
حصل على مبلغ محترم من المال, فتسلل في غفلةٍ من الناس , وكان بانتظاره خارج المسجد ابنه البار, ابنه هذا لابس نظارة "Gucci" , ويركب كامري 2005! , والأدهى أنه مشغل المسجل على أغنية محمد عبده "أيوه"!!.
(السابع من أكتوبر , 6:11 PM)
ثلاثة أشخاص, جالسين بين كراسي فارغة من القاعدين عليها, كأنهم في مأتم, والنعاس يغشاهم من فوقهم ومن أسفل منهم, والأبصار زائغة, والنفوس تتوق لسندويشات هارديز!. حيث أنهم مدعوين "بالغصب" لحضور أمسية الشاعر الفلتة / *****.
قام الشاعر بنثر تفاهاته السقيمة أمام الحاضرين, في إحداها يذكر لقاءه مع محبوبته التي شبهها في القصيدة بإيمان بن نورة , وكيف أنه قبّلها. في الواقع هو لا يملك ولو جزمةً ليقبلها , كما يملك صاحب شهر ديسمبر الذي سيأتي دوره هُنا.
بعد سويعات, في إحدى المقاهي : الشاعر الجهبذ "يحوس" في البلوتوث, ويرسل رسائل برقمه, و"يــ"ـقـ"ــازل" بنات الناس, فتصدت له إحداهن وأعطته "كف من القلب", لا يزال في وجهه منه آثارٌ وندوب.
(السابع من نوفمبر , 4:55 PM)
أشخاص يجلسون في مجلس من المجالس, أحدهم فتح موضوع الأسهم, الموضوع المتجدد كل يوم. وكان في الحاضرين شخصٌ يملك أسهماً في شركة ما.
قال: بيني وبينكم ياجماعة هاه! , تدرون أن شركة (****) ناويين يضاعفون رأس المال, وهذا الخبر جاني من عضو في مجلس الإدارة!.
انتشرت الشائعة كما تنتشر أفلام البلوتوث, وصارت أمراً مسلماً بصحته, وزاد الطلب على أسهم الشركة المعنية. فباع صاحبنا أسهمه كلها بعد أن زاد سعرها 50% ! , وأكل بكذبة نشرها.
(العاشر من ديسمبر , الوقت غير معروف. )
كتب المدعو ( أسامة عطايا ) موضوعاً بعنوان ( الدلائل الرجيحة على أن حكومة غازي الياور حكومةٌ صحيحة ).
(التاسع والعشرون من يناير, 8:02 PM , GMT)
الفريق الكاتالوني بلباسه في أرضه يواجه الفريق الملكي السمين المترهِّل.
يقع رونالدينيو أرضاً , ويقوم اللاعب الغير خلوق "فيقو" بمساعدته على النهوض, ثم ربت بخفة يد على رأسه كمداعبة أخوية .
فما كان من أسود الوجه إلا أن سقط أرضاً وكأن فيقو قد ضربه في الواقع!, ويأتي الحكم المتعجرف ويخرج الكرت الأحمر في وجه الدولي البرتغالي. هكذا بكل بساطة!.
(السابع عشر من فبراير , 3:13 AM)
سائقٌ يسوق بكل أدبٍ في المسار الأيمن بسرعة معقولة في طريق سريع. أمامه باكستاني بنجابي من سكان إسلام أباد. فتح السائق الأمامي الإشارة الدالة على نيته الانتقال يساراً. وتلقائياً لزم السائق الهندي سرعته , فإذا بالباكستاني ينعطف لليمين نحو المخرج بما أوتي من قوة , و "بووووم" .
يأتي الشرطي, ويحلف راعي الددسن أيماناً مغلّظة أنه كان ينوي الانعطاف لليمين, وأنه أشار بذلك!, فكتب الشرطي الخطأ على السائق الهندي المؤدب المسكين, وقام كفيله بإرحاله إلى بلاده.
(السادس من مارس , 9:00 AM)
دورية عسكرية أمريكية متجهة إلى تكريت من مزارعها الجنوبية. اقتنصهم مجموعة من المجاهدين, فسقطوا صرعى جميعهم -6-.
بعد يومٍ كامل, وفي صباح اليوم التالي , أعلنت قوات الاحتلال عن قيام مسلحين بإطلاق النار على دورية أمريكية, وقد أُصيب في الحادث جندي بجروحٍ طفيفةٍ في ساقه! .
(الأول من إبريل, 8:45 AM )
فتح القارئ الكريم ممدوح كعادته جريدة الشر الأوسخ كما يسميها الشيخ بدر بن نادر المشاري, إذ بخبرٍ عن اكتشاف أكبر بئر نفطٍ في دولة مصر العربية. وبما أن الأخ الكريم خالد مصري, قفز من مكانه فرحاً وتخيل نفسه أمير إقطاعي يعمل في مزرعته عشرات من خدمٍ عرَبٍ وعجم.
في نهاية الخبر, كتب الصحفي جملة: نحيطكم علماً أن ما ذكِر أعلاه, عارٍ تماماً من الصحة, كذبة إبريل!!
أخونا الكريم ممدوح لعن المحرر, ولعن الجريدة, ولعن لندن وتوني بلير وكاميلا باركر و رون أتكنسون وباقي المعتوهين الإنجليز كونهم سمحوا لمثل هذا المحرر أن يكتب من أرضهم.
(9:02 AM)
برنامج الصباح من تلفزيون حزب الكتائب المسيحية LBC , بدأت الحلقة بروتينية اعتيادية, ثم ظهر خبرٌ عاجل على الشاشة يفيد أن شارون قد مات.
في هذه اللحظة توفي خمسة فلسطينيين من جراء السكتة القلبية الناتجة عن الفرح, وانتشر الخبر في كل العالم العربي. بعد عشر دقائق, ابتسمت المذيعة المارونية وقالت: اليوم الأول مين نيساان, والخبر كان كزبة نيسان.
حينها تتمنى لو أن نيسان أرمادا الجديد (V8 – 5600CC – 350 HP ) قد دهسها بسرعة 120 ميل يقوده الأخ معمّر القذافي, وتود أن يعرّج على الثعلب الدرزي وليد جنبلاط فيريح منه الذائقة العامة, ولا بأس أن تطأ إطاراته رأس المعمرة اللبنانية (صباح) فيريح ذلك العباد من انتظارهم نبأ موتها!
(كل السنة إبريل كذبة ورا كذبة, دموعنا تمثيل والكذب ترى نحبه)
الجملة أعلاه هي من أغنية البداية لمسلسل كويتي من أواخر التسعينات. هذه الجملة في الحقيقة أبلغ من ألف مقال ومئة ألف سطر, حيث أنها وصفت بكل بساطة عالمنا المتلون الضبابي الحربائي الـ"خثاقي".
ذاك العالم الذي تحترس من أن تطأ فيه لغماً أو شركاً أرضياً مزروعاً منهم معاشر الكاذبين الخادعين, وصار المرء منا يجهد النفس في الحذر من "أكل المقالب" أو من حسن الظن باللون الوردي.الألوان الوردية أعزائي القراء منتشرة بكثرة هذه الأيام, الجميع يلبسون اللون الوردي والجميع يضحكون فرحين في وجهك. الجميع يعتبرك قطعة معدنية قابلة للسحب مغناطيسياً.
يقولون إن حبل الكذب قصير , وأقول بل هو طويلٌ طويل , يسوس السياسي به سياسته ويطعِّمها بالتدليس والمجاملات والضحك على الذقون, ويهز الجامايكي رأسه بذاك الحبل ويدلس ويلوي أعناق آيات الله ليزيِّن لنفسه المريضة انحراف فكره . ويزين هو وباقي أفراد البطانة الفاسدة سوء عمل الحكام أو المسئولين طمعا لما في يدهم من "مصاري" ؛ فما أن ينبت الحاكم أو المسئول ببنت شفةٍ حتى يقذف عليه الجامايكي سيلاً من المدح والإعجاب بفكرته, ويكون ما أراد بلا تصليح لأي اعوجاجٍ في مسار الدولة, ويُرفع فوق برجٍ عاجي بعيداً كل البعد عمّا تحته.
بحبله تعاضدت مجموعة من الكذابين المحترفين الحاصلين على شهادة الآيزو العالمية في فنون الكذب , المعروفين بــ" الرفض, رافضة" . هم أكذب خلق الله كما قال شيخ الإسلام, وهم من صنع ويصنع إلى يومنا هذا دينه بالكذب ولاشيء سوى الكذب. الكذب على الله وعلى الرسول وعلى التاريخ وعلى الواقع وتنويم العقول ودغدغة العواطف عند الرعاع, كل هذا باسم آل البيت, وآل البيت منهم براء كبراءة أم المؤمنين من حديث الإفك, وكبراءة أرض العراق من النجس السيستاني.
اقتصادياً , التاجر يؤمن أن الصدق قرينٌ للخسارة, وأن التجارة شطارة, و "اللي تكسب بو , ألعب بو" وأننا مجرد سُذَّجٍ يلعب بهم الكلام أو تحسين البشع بشتى الطرق, هم يستهلكونا كما نستهلك مستهلكاتهم. غش تجاري وتبييض أموال و "غسيل" دولارات وصفقات تحت الطاولات وهدر في المال العام, ثم يخرج السارق ليشتم السرقة والسارقين, ويبرأ بنفسه أن يكون منهم وهو سيدهم. كلامي بعاليه لا يسع للكل ولا يضيق عن الغالبية!.
المتملقون والمجاملون يملئون الفراغات, والصراحة لم تعد راحة بل صارت على القلب "قراحة"!, قل العابسون في وجه المرء, المصححون لخطواته وزلاته؛ فالجميع يشيد بك أمام وجهك والقلة من لا يلوكك بلسانه كما اللبان حين تغيب, أيها "العقّار" إمضغني كما تريد أمامي ولا تتلون بذكري أيها الكريم. فأنا إن كنت "كذا" فبفضلك سأكون "كذا", لا بوجهيك!.
النادلون جميعهم يبتسمون كاذبين التصرف, فليس قلبهم من يحدثهم بالابتسامة, بل مدير المبيعات الأصلع!. ولا يصفق الحاضر في ندوة حمدان بن محمد بن راشد الشعرية لحسن قصيدته بل لأنه حمدان, ولم يلعب الساعدي القذافي في الدوري الإيطالي لبراعته الكروية, بل لأنه إبن "سائق الأرمادا" ! .. في هذا وغيره قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قصيدة رائعة معنونة بــ"فقير".
من الظلم حقاً للكذب حصره في الأول من إبريل, فالكذب غدا عنصراًً أساسياً من الحياة اليومية لمليارات البشر, والتدليس والنفاق و النعاق صار الأصل وغيره استثناءٌ شاذٌ عن هذا الأصل. لا أبالغ إن قلت أنه ركيزة الملايين منهم للبقاء أو للاستمرار أو لخطو خطوة للأمام في معيشتهم بمدى احترافيتهم في الكذب. إن غالب الناس كذابين, ويكذبون و يكذبون ويتلونون بتلون الخلفيات وما حولهم من ظروف للأسف.
برأيي, الكذب مستفحلٌ في كل السنة عدا الأول من إبريل, ففي هذا اليوم الكاذب يعترف أخيراً بكذبه, أما في الـ364,25 يوم الباقية, فالكذبة تقال وترمى ويمشى راعيها. ويظل المُستَقْبِل في حيرةٍ من أمره وفي شكٍ من صحة ما عرف, أيمسك القول على هونٍ أم يدسه في تراب التكذيب, وربَّ كذبة حيرت المُكذََّب لهُ وأرقت له نومه.
إن القول أعلاه أقوله ويأتيني بضعٌ منه بطريقة أو بأخرى, لنا دورٌ في الكذب إما بقوله أو التسليم به أو نشره أو تمريره. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، والكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً .. متفقٌ عليه.
والله تعالى أعلم, وعذراً للإطناب
السيد معين الدين بدر الدجي, بنغالي غير كريم يعمل في بقالةٍ صغيرة في مدينة دبي, أمضى ضحاه ذاك اليوم في الحديث مع قمر.. الخادمة الهندية المدراسية التي تعمل في بيتٍ بالجوار.
بدون مقدمات دخل عليهم مشتري مدمن على الـFM, ومن فرط إدمانه حمل معه في سيارته راديو صغير بعد عطب راديو السيارة, نزل المحل وقال بكل برود: أربعة بطارية أنزنايجر. أحضر معين الدين ما طُلِبَ منه. هنا حامت طيور الشك في المشتري من كون المنتج غير أصلي, وشكوكه كانت في محلها!. فبادره البقالي البنقالي بقسمٍ برأس جدته -التي توفيت رحمها الله غرقاً في تسونامي بنغلاديش في السبعينات- أن هذا المنتج أصلي من المصنع إلى المستهلك مباشرة, وأنه فيه لمن الخاسرين!
1:06 PM , انتهت قوة البطارية .
(الثاني من يونيو , 8:33 PM)
في مدينة قم الشيعية, حجة البهتان علي الكوراني جالس في صدر الجماعة على كرسيه الوثير, يحكك لحيته ثم أنفه المثلث الطويل. موضوع حديثه عن بطولة على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
طبعاً تعرفون أنهم –معاشر الرافضة- يضعون الكثير من الملح في الطعام, ويضيفون عليه الكثير من الفلفل, والكثير من دموع التماسيح, ويكثرون من التطاول على آل البيت بطرق قبيحة, كالحديث عن إسقاط عمر لجنين بنت الرسول فاطمة رضي الله عنهما أمام علي !! والكثير من الفحش والقذارة في كلامهم .. المهم.. قال القصة المروية في كتب الشيعة:
دخل على الرسول (ص) –هو نطقها هكذا تعظيماً لمن يدعون نسب دينهم لآله- مارد من الجن, وكان بطول النخلة! , فبينما هو يتحدث مع الرسول , إذ بأمير المؤمنين سلام اللهي عليه قد دخل المجلس, فانكمش المارد حتى غدا بحجم العصفور!!. فسأله الرسول: ما أمرك؟ , قال: أبعد عني هذا, فإني قبل خلق آدم بخمسمئة سنة كنت في السماء أسترق السمع , وبينما أنا كذلك إذ بهذا الرجل يضربي حتى وصلت من قوة ضربته إلى الأرض السابعة!
كان من بين الحضور طالب علمٍ فارسي حديث عهدٍ بالعمامة, وكان –ولايزال- "Anime Fan"!! , فتذكر هداه الله مسلسل الكرتون "Dragon ball Z", وخوارق أبطال المسلسل.... بعد شهرين, كتب رسالة بعنوان : (تنبيه الغبي , على سرقة اليابانيين من قصص ابن عم النبي) .
بعد انتهاء الدرس في البهتان, دار حديث جانبي بين أحد الطلبة وحجة الشيطان, فقال له : أنتم أيها العرب لكم علينا فضل كبير!, فغضب حجة الشيطان المُعمم بعمامة سوداء حتى غدا وجهه أخضر –مثل الضب بالضبط-, وقال : أنا فارسي ياهذا!, فقال : ألست من أهل البيت؟! , قال: بلى, ولكن أصل أهل البيت من فارس ! , فكتب الطالب رسالة عنونها بــ( تنبية الإخوان, بأن آل البيت كانوا فارسيين في زمنٍ من الأزمان), والكذب ببلاش.
(الرابع عشر من يوليو 9:00 AM)
متنزه ريفي فائق الجمال في الريف البريطاني. أطفال الانجليز يستمتعون بإجازة الصيف السعيدة بكل جوارحهم , فذاك يركض وراء طفلة صغيرة, وأخرى تلعب في الألعاب وآخرٌ "ينتف" أرجل نملة صغيرة.
في زاوية من زوايا الحديقة طفلة شقراء في الرابعة من العمر, تمسك بدميةٍ لأرنبٍ وردي, يذكر من يراه بأرانب شركة محمد سعيد الصحاف لمتد! , المهم.. أتى طفل آخر في السابعة بدين و في وجهه بثور. فبدأ بالحديث مع هذه الصغيرة, وقال لها: تعرفين أن الأرانب يجيبون عيال! , بس لازم أوديها بيتنا عشان "تبيض" هناك. البنت بكل براءة بعد أن تشقق وجهها من عرض الابتسامة قالت –بالأنقلش أكيد- : صج!! أنزين!!! .
1:19 PM
البنت تبكي بعد أن شعرت أنها "أكلت مقلب" من اللندني الوغد, بعد مرور أربع ساعات من الانتظار.
(الخامس والعشرين من شهر أغسطس , 3:30 PM)
المسجد خلا من ماليينه, فقيض ولهيب أغسطس يجعل السفر مطلوباً بشدة. في الصف الأول صلى شيخٌ طاعنٌ في السن, على غترته "آيل مكينة" وقد تلطخت ثيابه بشتى أصناف الطعام, من رآه حلف بالطلاق على أنه قد تمرّغ في سلة قمامة!. بعد الصلاة قام وذكر الله ثم شكا صروف الدهر عليه, وأخرج ورقة ممضية بتاريخ 1998 تفيد بمرضه. ثم جلس في طرف المسجد يستجدي الدراهم من أهلها.
حصل على مبلغ محترم من المال, فتسلل في غفلةٍ من الناس , وكان بانتظاره خارج المسجد ابنه البار, ابنه هذا لابس نظارة "Gucci" , ويركب كامري 2005! , والأدهى أنه مشغل المسجل على أغنية محمد عبده "أيوه"!!.
(السابع من أكتوبر , 6:11 PM)
ثلاثة أشخاص, جالسين بين كراسي فارغة من القاعدين عليها, كأنهم في مأتم, والنعاس يغشاهم من فوقهم ومن أسفل منهم, والأبصار زائغة, والنفوس تتوق لسندويشات هارديز!. حيث أنهم مدعوين "بالغصب" لحضور أمسية الشاعر الفلتة / *****.
قام الشاعر بنثر تفاهاته السقيمة أمام الحاضرين, في إحداها يذكر لقاءه مع محبوبته التي شبهها في القصيدة بإيمان بن نورة , وكيف أنه قبّلها. في الواقع هو لا يملك ولو جزمةً ليقبلها , كما يملك صاحب شهر ديسمبر الذي سيأتي دوره هُنا.
بعد سويعات, في إحدى المقاهي : الشاعر الجهبذ "يحوس" في البلوتوث, ويرسل رسائل برقمه, و"يــ"ـقـ"ــازل" بنات الناس, فتصدت له إحداهن وأعطته "كف من القلب", لا يزال في وجهه منه آثارٌ وندوب.
(السابع من نوفمبر , 4:55 PM)
أشخاص يجلسون في مجلس من المجالس, أحدهم فتح موضوع الأسهم, الموضوع المتجدد كل يوم. وكان في الحاضرين شخصٌ يملك أسهماً في شركة ما.
قال: بيني وبينكم ياجماعة هاه! , تدرون أن شركة (****) ناويين يضاعفون رأس المال, وهذا الخبر جاني من عضو في مجلس الإدارة!.
انتشرت الشائعة كما تنتشر أفلام البلوتوث, وصارت أمراً مسلماً بصحته, وزاد الطلب على أسهم الشركة المعنية. فباع صاحبنا أسهمه كلها بعد أن زاد سعرها 50% ! , وأكل بكذبة نشرها.
(العاشر من ديسمبر , الوقت غير معروف. )
كتب المدعو ( أسامة عطايا ) موضوعاً بعنوان ( الدلائل الرجيحة على أن حكومة غازي الياور حكومةٌ صحيحة ).
(التاسع والعشرون من يناير, 8:02 PM , GMT)
الفريق الكاتالوني بلباسه في أرضه يواجه الفريق الملكي السمين المترهِّل.
يقع رونالدينيو أرضاً , ويقوم اللاعب الغير خلوق "فيقو" بمساعدته على النهوض, ثم ربت بخفة يد على رأسه كمداعبة أخوية .
فما كان من أسود الوجه إلا أن سقط أرضاً وكأن فيقو قد ضربه في الواقع!, ويأتي الحكم المتعجرف ويخرج الكرت الأحمر في وجه الدولي البرتغالي. هكذا بكل بساطة!.
(السابع عشر من فبراير , 3:13 AM)
سائقٌ يسوق بكل أدبٍ في المسار الأيمن بسرعة معقولة في طريق سريع. أمامه باكستاني بنجابي من سكان إسلام أباد. فتح السائق الأمامي الإشارة الدالة على نيته الانتقال يساراً. وتلقائياً لزم السائق الهندي سرعته , فإذا بالباكستاني ينعطف لليمين نحو المخرج بما أوتي من قوة , و "بووووم" .
يأتي الشرطي, ويحلف راعي الددسن أيماناً مغلّظة أنه كان ينوي الانعطاف لليمين, وأنه أشار بذلك!, فكتب الشرطي الخطأ على السائق الهندي المؤدب المسكين, وقام كفيله بإرحاله إلى بلاده.
(السادس من مارس , 9:00 AM)
دورية عسكرية أمريكية متجهة إلى تكريت من مزارعها الجنوبية. اقتنصهم مجموعة من المجاهدين, فسقطوا صرعى جميعهم -6-.
بعد يومٍ كامل, وفي صباح اليوم التالي , أعلنت قوات الاحتلال عن قيام مسلحين بإطلاق النار على دورية أمريكية, وقد أُصيب في الحادث جندي بجروحٍ طفيفةٍ في ساقه! .
(الأول من إبريل, 8:45 AM )
فتح القارئ الكريم ممدوح كعادته جريدة الشر الأوسخ كما يسميها الشيخ بدر بن نادر المشاري, إذ بخبرٍ عن اكتشاف أكبر بئر نفطٍ في دولة مصر العربية. وبما أن الأخ الكريم خالد مصري, قفز من مكانه فرحاً وتخيل نفسه أمير إقطاعي يعمل في مزرعته عشرات من خدمٍ عرَبٍ وعجم.
في نهاية الخبر, كتب الصحفي جملة: نحيطكم علماً أن ما ذكِر أعلاه, عارٍ تماماً من الصحة, كذبة إبريل!!
أخونا الكريم ممدوح لعن المحرر, ولعن الجريدة, ولعن لندن وتوني بلير وكاميلا باركر و رون أتكنسون وباقي المعتوهين الإنجليز كونهم سمحوا لمثل هذا المحرر أن يكتب من أرضهم.
(9:02 AM)
برنامج الصباح من تلفزيون حزب الكتائب المسيحية LBC , بدأت الحلقة بروتينية اعتيادية, ثم ظهر خبرٌ عاجل على الشاشة يفيد أن شارون قد مات.
في هذه اللحظة توفي خمسة فلسطينيين من جراء السكتة القلبية الناتجة عن الفرح, وانتشر الخبر في كل العالم العربي. بعد عشر دقائق, ابتسمت المذيعة المارونية وقالت: اليوم الأول مين نيساان, والخبر كان كزبة نيسان.
حينها تتمنى لو أن نيسان أرمادا الجديد (V8 – 5600CC – 350 HP ) قد دهسها بسرعة 120 ميل يقوده الأخ معمّر القذافي, وتود أن يعرّج على الثعلب الدرزي وليد جنبلاط فيريح منه الذائقة العامة, ولا بأس أن تطأ إطاراته رأس المعمرة اللبنانية (صباح) فيريح ذلك العباد من انتظارهم نبأ موتها!
(كل السنة إبريل كذبة ورا كذبة, دموعنا تمثيل والكذب ترى نحبه)
الجملة أعلاه هي من أغنية البداية لمسلسل كويتي من أواخر التسعينات. هذه الجملة في الحقيقة أبلغ من ألف مقال ومئة ألف سطر, حيث أنها وصفت بكل بساطة عالمنا المتلون الضبابي الحربائي الـ"خثاقي".
ذاك العالم الذي تحترس من أن تطأ فيه لغماً أو شركاً أرضياً مزروعاً منهم معاشر الكاذبين الخادعين, وصار المرء منا يجهد النفس في الحذر من "أكل المقالب" أو من حسن الظن باللون الوردي.الألوان الوردية أعزائي القراء منتشرة بكثرة هذه الأيام, الجميع يلبسون اللون الوردي والجميع يضحكون فرحين في وجهك. الجميع يعتبرك قطعة معدنية قابلة للسحب مغناطيسياً.
يقولون إن حبل الكذب قصير , وأقول بل هو طويلٌ طويل , يسوس السياسي به سياسته ويطعِّمها بالتدليس والمجاملات والضحك على الذقون, ويهز الجامايكي رأسه بذاك الحبل ويدلس ويلوي أعناق آيات الله ليزيِّن لنفسه المريضة انحراف فكره . ويزين هو وباقي أفراد البطانة الفاسدة سوء عمل الحكام أو المسئولين طمعا لما في يدهم من "مصاري" ؛ فما أن ينبت الحاكم أو المسئول ببنت شفةٍ حتى يقذف عليه الجامايكي سيلاً من المدح والإعجاب بفكرته, ويكون ما أراد بلا تصليح لأي اعوجاجٍ في مسار الدولة, ويُرفع فوق برجٍ عاجي بعيداً كل البعد عمّا تحته.
بحبله تعاضدت مجموعة من الكذابين المحترفين الحاصلين على شهادة الآيزو العالمية في فنون الكذب , المعروفين بــ" الرفض, رافضة" . هم أكذب خلق الله كما قال شيخ الإسلام, وهم من صنع ويصنع إلى يومنا هذا دينه بالكذب ولاشيء سوى الكذب. الكذب على الله وعلى الرسول وعلى التاريخ وعلى الواقع وتنويم العقول ودغدغة العواطف عند الرعاع, كل هذا باسم آل البيت, وآل البيت منهم براء كبراءة أم المؤمنين من حديث الإفك, وكبراءة أرض العراق من النجس السيستاني.
اقتصادياً , التاجر يؤمن أن الصدق قرينٌ للخسارة, وأن التجارة شطارة, و "اللي تكسب بو , ألعب بو" وأننا مجرد سُذَّجٍ يلعب بهم الكلام أو تحسين البشع بشتى الطرق, هم يستهلكونا كما نستهلك مستهلكاتهم. غش تجاري وتبييض أموال و "غسيل" دولارات وصفقات تحت الطاولات وهدر في المال العام, ثم يخرج السارق ليشتم السرقة والسارقين, ويبرأ بنفسه أن يكون منهم وهو سيدهم. كلامي بعاليه لا يسع للكل ولا يضيق عن الغالبية!.
المتملقون والمجاملون يملئون الفراغات, والصراحة لم تعد راحة بل صارت على القلب "قراحة"!, قل العابسون في وجه المرء, المصححون لخطواته وزلاته؛ فالجميع يشيد بك أمام وجهك والقلة من لا يلوكك بلسانه كما اللبان حين تغيب, أيها "العقّار" إمضغني كما تريد أمامي ولا تتلون بذكري أيها الكريم. فأنا إن كنت "كذا" فبفضلك سأكون "كذا", لا بوجهيك!.
النادلون جميعهم يبتسمون كاذبين التصرف, فليس قلبهم من يحدثهم بالابتسامة, بل مدير المبيعات الأصلع!. ولا يصفق الحاضر في ندوة حمدان بن محمد بن راشد الشعرية لحسن قصيدته بل لأنه حمدان, ولم يلعب الساعدي القذافي في الدوري الإيطالي لبراعته الكروية, بل لأنه إبن "سائق الأرمادا" ! .. في هذا وغيره قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قصيدة رائعة معنونة بــ"فقير".
من الظلم حقاً للكذب حصره في الأول من إبريل, فالكذب غدا عنصراًً أساسياً من الحياة اليومية لمليارات البشر, والتدليس والنفاق و النعاق صار الأصل وغيره استثناءٌ شاذٌ عن هذا الأصل. لا أبالغ إن قلت أنه ركيزة الملايين منهم للبقاء أو للاستمرار أو لخطو خطوة للأمام في معيشتهم بمدى احترافيتهم في الكذب. إن غالب الناس كذابين, ويكذبون و يكذبون ويتلونون بتلون الخلفيات وما حولهم من ظروف للأسف.
برأيي, الكذب مستفحلٌ في كل السنة عدا الأول من إبريل, ففي هذا اليوم الكاذب يعترف أخيراً بكذبه, أما في الـ364,25 يوم الباقية, فالكذبة تقال وترمى ويمشى راعيها. ويظل المُستَقْبِل في حيرةٍ من أمره وفي شكٍ من صحة ما عرف, أيمسك القول على هونٍ أم يدسه في تراب التكذيب, وربَّ كذبة حيرت المُكذََّب لهُ وأرقت له نومه.
إن القول أعلاه أقوله ويأتيني بضعٌ منه بطريقة أو بأخرى, لنا دورٌ في الكذب إما بقوله أو التسليم به أو نشره أو تمريره. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، والكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً .. متفقٌ عليه.
والله تعالى أعلم, وعذراً للإطناب
تعليق