دعوني اصف لكم الوضع قبل سقوط النظام السابق.
كنا ببساطة كالمريض الضعيف المسجون تحت يد سجان ظالم، وعلى غفلة من الزمان كسرت أبواب السجن وقيل للمسجون: "هيا أنت حر".
كان النظام السابق يفرض علينا ماذا نقرأ وماذا نسمع وماذا نشاهد، اذ لم يكن هناك غير صحف النظام، وإذاعتي بغداد وشباب التابعة لعدي وفيها تسمع أخبار استقبالات السيد الرئيس، وتلفزيون العراق والشباب وفيها مقولات سيادته والبرنامج الترفيهي الممتع جدا "قصائد في حب القائد".
كان النظام السابق يفرض علينا ايضا ماذا نقول وماذا نعمل وكم نقبض مقابل عملنا.
والاكثر من ذلك ان ما نقبضه لم يكن راتبا بل مكرمة من الرئيس، مع ملاحظة ان مكرمته لشقيقتي الطبيبة الاخصائية كانت اقل من ثمان دولارات شهريا.
لقد بدأ يتعافى السجين ويتنفس هواء الحرية وها هو يقرأ ما يريد ويسمع ما يريد ويقول ما يريد ويفكر بما يريد
وكان هناك فكر واحد وهو فكر حزب البعث الذي يحمله الجميع شاءوا ام ابوا.
وفجأة جاءت لحظة الخلاص او حدث المستحيل لأن تعبير "لحظة الخلاص" يعني اننا كنا ننتظر هذه اللحظة والحقيقة اننا كنا يائسين. المهم حصل ما حصل وباي طريقة، وكان شيئا رائعا.
لقد بدأ يتعافى السجين ويتنفس هواء الحرية وها هو يقرأ ما يريد ويسمع ما يريد ويقول ما يريد ويفكر بما يريد.
ها هو يسافر ويعمل ويقبض اجرا معقولا يشتري به هاتفا نقالا كان محروما منه، او اجهزة استقبال الفضائيات التي كانت عقوبتها الحبس والغرامة، او يتصفح الانترنت الذي كان يسمع عنه ولا يعرفه.
الملاحظ ايضا إرتفاع دخل الفرد سواء كان موظفا أو متقاعدا أو عاملا، وكذلك ازدهار السوق والتجارة بحيث توفرت البضائع وتنوعت، فكل شيء متوفر وبأي سعر تريد، وأهم شيء حققته - وكان بالنسبة لي بمثابة حلم- هو شراء سيارة حديثة ونظيفة والحمد الله.
لا يزال عندي أمل أن يتغلب العراقيون على جميع الصعاب التي تواجههم الآن
تغيرت اشياء كثيرة بعد سقوط نظام صدام. واهمها في رأيي القدرة على التنفس. فالكثير من العراقيين عانوا من هاجس الخوف من الظل، وبالتالي فان التخلص من هذا الهاجس هو اول خطوة من خطوات الديمقراطية والحرية.
ومن ثم كان ما انفتح عليه المثقفون في مختلف مجالات المعرفة، الى جانب الانفتاح على العالم الخارجي من دول ومجتمعات وترك العزلة التي كان يعيش فيها العراق.
صحيح اننا لم نر التفجيرات ولا السيارات المفخخة، ولكن البيوت كانت غير آمنة من دخول رجال النظام في كل وقت من الليل وفي وسط سكونه ليخطفوا ذاك ويقتلوا هذا ويغتصبوا تلك دون ان يشعروا الشعب العراقي بهذا المصيبة.
اذن لم يكن الامن افضل حالا، ولكنه لم يكن مرئيا او معلنا من قبل الفضائيات العربية الرنانة الان.
من المهم ان ندرك اهمية زوال القومية الكاذبة. فالاولى ان نفكر بالعراقيين وليس في قومية عربية تفكر في نفسها دون العراق.
كنا ببساطة كالمريض الضعيف المسجون تحت يد سجان ظالم، وعلى غفلة من الزمان كسرت أبواب السجن وقيل للمسجون: "هيا أنت حر".
كان النظام السابق يفرض علينا ماذا نقرأ وماذا نسمع وماذا نشاهد، اذ لم يكن هناك غير صحف النظام، وإذاعتي بغداد وشباب التابعة لعدي وفيها تسمع أخبار استقبالات السيد الرئيس، وتلفزيون العراق والشباب وفيها مقولات سيادته والبرنامج الترفيهي الممتع جدا "قصائد في حب القائد".
كان النظام السابق يفرض علينا ايضا ماذا نقول وماذا نعمل وكم نقبض مقابل عملنا.
والاكثر من ذلك ان ما نقبضه لم يكن راتبا بل مكرمة من الرئيس، مع ملاحظة ان مكرمته لشقيقتي الطبيبة الاخصائية كانت اقل من ثمان دولارات شهريا.
لقد بدأ يتعافى السجين ويتنفس هواء الحرية وها هو يقرأ ما يريد ويسمع ما يريد ويقول ما يريد ويفكر بما يريد
وكان هناك فكر واحد وهو فكر حزب البعث الذي يحمله الجميع شاءوا ام ابوا.
وفجأة جاءت لحظة الخلاص او حدث المستحيل لأن تعبير "لحظة الخلاص" يعني اننا كنا ننتظر هذه اللحظة والحقيقة اننا كنا يائسين. المهم حصل ما حصل وباي طريقة، وكان شيئا رائعا.
لقد بدأ يتعافى السجين ويتنفس هواء الحرية وها هو يقرأ ما يريد ويسمع ما يريد ويقول ما يريد ويفكر بما يريد.
ها هو يسافر ويعمل ويقبض اجرا معقولا يشتري به هاتفا نقالا كان محروما منه، او اجهزة استقبال الفضائيات التي كانت عقوبتها الحبس والغرامة، او يتصفح الانترنت الذي كان يسمع عنه ولا يعرفه.
الملاحظ ايضا إرتفاع دخل الفرد سواء كان موظفا أو متقاعدا أو عاملا، وكذلك ازدهار السوق والتجارة بحيث توفرت البضائع وتنوعت، فكل شيء متوفر وبأي سعر تريد، وأهم شيء حققته - وكان بالنسبة لي بمثابة حلم- هو شراء سيارة حديثة ونظيفة والحمد الله.
لا يزال عندي أمل أن يتغلب العراقيون على جميع الصعاب التي تواجههم الآن
تغيرت اشياء كثيرة بعد سقوط نظام صدام. واهمها في رأيي القدرة على التنفس. فالكثير من العراقيين عانوا من هاجس الخوف من الظل، وبالتالي فان التخلص من هذا الهاجس هو اول خطوة من خطوات الديمقراطية والحرية.
ومن ثم كان ما انفتح عليه المثقفون في مختلف مجالات المعرفة، الى جانب الانفتاح على العالم الخارجي من دول ومجتمعات وترك العزلة التي كان يعيش فيها العراق.
صحيح اننا لم نر التفجيرات ولا السيارات المفخخة، ولكن البيوت كانت غير آمنة من دخول رجال النظام في كل وقت من الليل وفي وسط سكونه ليخطفوا ذاك ويقتلوا هذا ويغتصبوا تلك دون ان يشعروا الشعب العراقي بهذا المصيبة.
اذن لم يكن الامن افضل حالا، ولكنه لم يكن مرئيا او معلنا من قبل الفضائيات العربية الرنانة الان.
من المهم ان ندرك اهمية زوال القومية الكاذبة. فالاولى ان نفكر بالعراقيين وليس في قومية عربية تفكر في نفسها دون العراق.
تعليق