الحمدلله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
اعلموا اننا نقول بان الله تعالى ميز الانسان عن غيره بالعقل وامرنا سبحانه ان نتفكر في خلقه وننظر في صنعه ونتدبر في حكمته وفي الافاق وفي انفسنا ( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) وقد ذم سبحانه التقليد للاباء في مسائل المعرفة ( قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا أو لو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ) فعقيدتنا انه يجب على كل مكلف ان يبحث بنفسه عن الحق والحقيقة وخالق الخلق ومدبره ، فاذا عرفنا ان هناك خالقا لا بد ان نعرف اوامر الخالق لنتبعها فلا بد ان يكون هناك سفير ورسول يبين لنا صفات واوامر ونواهي هذا الخالق العادل كما لا بد ان يكون هناك وصي مؤيد من قبل الله تعالى يكون ضامنا لحفظ جهد الانبياء في حال غيابهم او موتهم ، كما اننا نعتقد انه لا يمكن ان يكون الخالق العادل قد خلق الخلق للعبث واللهو انه لا بد من حياة اخرى ابدية يجازى فيها الطائع والعاصي
هذا اجمال الامر ولكن سنبين لكم بعض الامور التفصيلية ..
1: عقيدتنا في الله تعالى :
نعتقد بان الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء قديم لم يزل ولا يزال غني سميع بصير ليس بجسم ولا صورة وليس له ولد ولا شريك لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار، ونعتقد بوجوب توحيد هذا الخالق من جميع الجهات اي توحيده في ذاته وانا لا الا الا هو، وكذلك توحيده في الصفات وانه لا شبيه له في صفاته الذاتية فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي كل كمال لا ند له ، وكذلك يجب توحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره اطلاقا ولا الصلاة لغيره والا كان من يفعل ذلك من المشركين او مثل عباد الاوثان والاصنام
(واما زيارة القبور ومقامات الانبياء والاولياء عليهم جميعا الصلاة والسلام فهو من نوع التقرب الى الله تعالى بالاعمال الصالحة كالتقرب اليه سبحانه بعيادة مريض وتشييع جنازة مؤمن وزيارة الاقارب )
( واما التوسل فهو توسل باناس خصهم الله تعالى وقربهم اليه فهم اقرب اليه تعالى منا لانهم طهروا انفسهم ونحن لوثناها بذنوبنا وقد حث تعالى على التوسل بقوله ( وابتغوا اليه الوسيلة )
كما نعتقد بان الله تعالى عادل لا يجور في حكمه ولا يفعل القبح ولا الظلم لانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا فان من يفعل ذلك هو الضعيف والله غني عن العالمين
وعقيدتنا بان الله تعالى لا يكلف عباده ولا يؤاخذهم الا بعد اقامة الحجة عليهم ولا يكلفهم ما لا يطيقون وانه تعالى لا يكلف العاجز القاصر عن الوصول للمعرفة والحق ، واما الجاهل المقصر فانه معاقب ومسؤل عن تقصيره
واما عقيدتنا في القضاء والقضاء والقدر فاننا نقول بان الامر ليس فيه الزام واكراه كما ليس الامر متروك على عواهنه بل نقول كما قال امامنا الصادق (ع) ( لا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين ) بمعنى ان افعالنا هي افعالنا حقيقة ونحن اسبابها وهي تحت قدرتنا واختيارنا ولكن في نفس الوقت هي مقدورة لله تعالى وغير خارجة عن سلطانه لانه هو مفيض الوجود فلم يجبرنا على افعالنا حتى يكون قد ظلمنا في عقابنا على المعاصي لانه يقبح الجزاء على امر مجبر ومكره عليه ، ولم يفوض الينا خلق افعالنا حتى يكون قد اخرجها عن سلطانه عز وجل بل له الخلق والامر وهو قادر على كل شيء
وعقيدتنا في البداء هي ان الله تعالى يمحوا ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ومعنى ذلك هو ان الله تعالى قد يظهر شيئا عن طريق نبيه او وليه لمصلحة تقتضي ذلك ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر اولا مع سبق علمه تعالى بذلك كما في قصة نبي الله اسماعيل لما راى ابوه ابراهيم انه يذبحه
2 : عقيدتنا في النبوة
نعتقد نحن الشيعة بان النبوة وظيفة الهية و سفارة ربانية يعطيها الله تعالى لمن يختاره من خلقه ممن حوى على صفات الخلق الرفيع والقلب الطاهر من اجل ان يخرجوا الناس من الظلمات الى النور وليعلموا الناس الحكمة والمعرفة وطريق الخير والسعادة ويبعدوهم عن طريق الشر والغي ،
ونعتقد ان النبي هو اختيار الهي ورباني ولا يمكن لبشر ان يكون لهم الخيرة في ذلك ،ونعتقد ان هذا النبي لا بد ان يكون مؤيدا بالمعجزات والدلالات الدالة على صدقه، وعقيدتنا ان الانبياء كلهم معصومون، والعصمة هي التنزه والابتعاد عن الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها بل يجب ان يكون هذا النبي بعيدا عن كل ما ينافي المرؤة كالضحك العالي والاكل في الطرقات ودليلنا على عصمة الانبياء هو انه لو جاز ان يفعل ويرتكب النبي الحرام او كان يخطء او ينسى فمن الممكن ان يامر بامر وهو في هذه الحالة وعندها يجب علينا اتباعه لانه نبي ومعنى ذلك انه سيوقعنا في الذنوب والمعاصي ومخالفة الله تعالى وهذا خلاف الغرض
كما اننا نعتقد ان النبي يجب ان يكون متحليا ومتصفا باكمل الصفات الخلقية والعقلية من العلم والايمان والشجاعة والساسة والتدبير والصبر والذكاء ووو
كما يجب ان يكون طاهر المولد ومطهرا عن كل الرذائل وكل ما ينافي الخلق حتى قبل بعثته حتى تطمئن له القلوب كما كان نبينا الاكرم (ص) يلقب بالصادق الامين قبل بعثته.
ونحن نعتقد ان افضل الخلق واكملهم على الاطلاق هو سيد الانبياء وخاتمهم محمد بن عبدالله (ص)
3 : عقيدتنا في القران الكريم
فنعتقد ان القران هو الوحي الالهي المنزل من الله تعالى على نبيه الاكرم محمد (ص) وهو معجزته الخالدة وانه الكتاب الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه لا يعتريه التبديل ولا التغيير ولا التحريف وانه يجب احترامه وتقديره
:4 عقيدتنا في الامامة :
نعتقد ان الامامة هي اصل من اصول ديننا ولذلك يجب الاعتقاد بها من خلال البحث لا التقليد ونقول انه لا بد في كل عصر من وجود امام هاد يكون خليفة للنبي في وظائفه من هداية البشر وارشادهم الى ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ونعتقد ان الامامة هي استمرار للنبوة وان الدليل العقلي الذي يوجب ارسال الرسل هو نفسه يوجب نصب امام على الناس بعد الرسل ومن اجل ذلك نقول بان الامامة لا تكون الا من خلال النص من الله تعالى ( اني جاعلك للناس اماما ) فليست بالاختيار ولا الشورى لان نفوس الناس قد تستهويها الاهواء وبالاختيار والشورى قد يطمع فيها من ليس له حظ من العلم والايمان والتقوى
ولاهمية الامامة ورد عند المسلمين عن رسول الله (ص) : من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية )
ومن هنا نقول انه لا يجوز ان يخلو عصر من العصور من امام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى سواء قبله الناس ام رفضوه نصروه ام خذلوه كان حاضرا ام غائبا فكما جاز ان يغيب النبي في الغار او في الشعب جاز ان يغيب الامام عند المصلحة والضرورة
وعقيدتنا في صفات الامام وعصمته وعلمه هي نفس عقيدتنا في صفات النبي من حيث وجوب ان يكون معصوما ومنزها عن كل قبيح وان يكون اعلم الناس واكملهم في كل شيء
ونحن نعتقد بان النبي الاكرم (ص) لم يخرج من هذه الدنيا الا وقد امتثل امر ربه سبحانه ونصب وعين وبين من هم الائمة من بعده وانهم اثنا عشر
علي بن ابي طالب
الحسن بن علي
الحسين بن علي
علي ين الحسين زين العابدين
محمد بن علي الباقر
جعفر بن محمد الصادق
موسى بن جعفر الكاظم
علي بن موسى الرضا
محمد بن علي الجواد
علي بن محمد الهادي
الحسن بن علي العسكري
المهدي بن الحسن العسكري صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف
قال النبي الاكرم(ص)
الائمة من بعدي (وفي لفظ الامراء وفي لفظ اخر الخلفاء ) اثنا عشر كلهم من قريش
وهناك روايات عن النبي (ص) ذكرت الائمة الاثنا عشر باسمائهم
كما ان النبي نص على الامام علي من بعده فقال (ص )
( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه كيفما دار
وقال (ص) عندما دعا عشيرته : هذا اخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له واطيعوا )
وقال (ص) : يا علي انت ولي كل مؤمن من بعدي
وقال ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) ومنزلة هارون من موسى معروفة : هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري يا هارون اخلفني في قومي
ومعنى انه لا لا نبي بعدي لها مغزى عميق ومعناه انك يا علي لا تفترق عن هارون الا ان هارون نبي واما انت يا علي فلست بنبي ولكن عدم كونك نبي ليس لنقص فيك بل لان الله تعالى قدر ان تختم النبوة برجل اسمه محمد بن عبدالله ولو كان هناك نبي بعدي لكنت انت يا علي
ويكفي عليا ان الله تعالى اذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا
ونحن نعتقد بانه وبمجرد ان مرض النبي (ص) مرض الموت بدأ بعض الناس بتنفيذ خطة مخالفة لاوامر الله تعالى واوامر رسوله حيث امر النبي (ص) ان يقدموا له ورقة وقلم ليكتب للامة كتابا لا تضل بعده ابدا فوقف عمر بن الخطاب وحال دون ذلك وقال حسبنا كتاب الله ان النبي ليهجر او غلبه الوجع وكثر اللغط في بيت النبي ما بين مؤيد لكلام عمر ورافض له حتى غضب النبي واخرجهم من داره ولذلك كان يبكي ابن عباس حتى تبل دموعه لحيته ويقول الرزية الرزية مما حال بين رسول الله وكتابة الكتاب، ونحن نسال كل انسان منصف انه من يتحمل الضلال الذي اصاب الامة حتى نخر عظهما؟ ولو كتب الكتاب هل سيكون هناك ضلال في الامة؟ ولو كتب الكتاب هل كنا سنكفر بعضنا بعضا ؟ وهل كان الشرك والكفر سيتحاوشوننا من كل جانب ؟
وبعد ان توفي النبي الاكرم (ص) وارتحل الى بارئه سبحانه قام اهل البيت بتجهيزه بينما قام المتأمرون واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وتركوا كل ما امر به الله ورسوله وراء ظهورهم، وبطريقة وباخرى وبعد خلاف كبير انتخبوا ابا بكر واجبروا الناس على مبايعته
واما اهل البيت والمخلصين للرسول الاكرم (ص)فرفضوا ذلك واعلنوا استنكارهم لهذا الانقلاب واعتصموا في بيت الامام علي ولم يخرجوا للبيعة الا بعد الاكراه والاضطرار
واما الامام علي فانه لم يقاتل القوم حينها خوفا على الاسلام وحرصا منه على المسلمين لان الاسلام لم يكن يتحمل حينها حربا يغتنمها المنافقون والمشركون والمتربصون فرصة للانقضاض على الاسلام واهله.
وعقيدتنا ان اهل البيت عليهم السلام قد ظلموا وعلى راسهم الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء اهل الجنة وبضعة النبي المختار (ص)التي غضبها من غضب رسول الله والتي غضبت على ابي بكر وعمر وماتت وهي غاضبة عليهما ولم تجز ان يحضرا جانزتها ودفنها امير المؤمنين ليلا وسرا واخفى قبرها بوصية منها
وعقيدتنا بان الائمة عليهم السلام وشيعتهم قد ظلموا على مر العصور وخصوصا من الامويين والعباسيي وان اؤلئك الحكام هم حكام فجرة فسقة كان همهم الدنيا وملذاتها وزينتها
واما عقيدتنا في الصحابة فهي انهم بشر مثلنا منهم المحسن ومنهم المسيء والظالم لنفسه ومنهم من سيدخل الجنة ومنهم من سيدخل النار كل واحد على حسب عمله، وكتاب الله تعالى وروايات رسوله دالة على ذلك بكل وضوح من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن ينكث فانما ينكث على نفسه ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) وقد روى البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي )ص) قال : وان اناسا من اصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فاقول : اصحابي اصحابي فيقول : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم) وفي مسلم : انك لا تدري ما احدثوا بعدك
وروى البخاري باسناده عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنه فقلت : صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة
فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثنا بعده
واما عقيدتنا في الامام المهدي عجل اله فرجه
فنعتقد انه الامام الذي عينه الله ورسوله وانه ولد ورأه الكثير من الناس وانما اختفى بامر من الله تعالى لظروف اضطرته الى ذلك وانه يشاهد ما يجري في هذه الدنيا بقدرة الله تعالى وانه سيظهر في اخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا
واما مسالة طول حياته كل هذا العمر فنقول انك ان كنت مسلما فتعلم بان هذا الامر ليس على الله بعزيز وانه ليس اول مخلوق يطيل الله تعالى بعمره وان الله سبحانه ان كان اختاره ليكون اخر وصي واخر امام واخر خليفة وانه سيخرجه ليملأ ارضه عدلا وقسطا يمكنه ان يطيل عمره الاف السنين.
وعقيدتنا اننا ناخذ احكامنا وعقيدتنا من كتاب الله تعالى ومن رسوله واهل بيته لانه (ص) قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بها لن تضلوا بعدي ابد كتاب الله وعترتي اهل بيتي
ونعتقد انه في زمان غيبة الامام يجب علينا الرجوع الى العلماء المجتهدين المخلصين المتقين البعيدين عن الدنيا وزخرفها الذين يتمكنون من استنباط الاحكام من اصولها وايصالها لنا
5 : عقيدتنا في المعاد :
فنعتقد ان الله تعالى سيبعث الناس من بعد موتها الى يوم لا ريب فيه ليثيب المطيعين ويعذب العاصين وانه تعالى لا يظلم في حكمه مثقال ذرة وان كل شيء عملناه في دنيانا من خير او شر سنجازى عليه ونعتقد انه في هذا اليوم يعطي الله تعالى لخيرة خلقه وصالح المؤمنين ان يشفعوا لبعض الناس الذين قصروا بعض الشيء في دنياهم وليبين فضل ومقام ومنزلة اؤلئك الذين يحق لهم الشفاعة والذين لا يشفعون الا من بعد اذنه سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا ياذنه وان الشفاعة لا تشمل كل الناس لان بعض الناس لا تنالهم بسبب ما ارتكبوا من ظلم وكفر وطغيان ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )
هذه هي اهم عقائدنا واسال الله تعالى ان يوفقكم ويهدينا واياكم لكل خير انه سميع مجيب
اعلموا اننا نقول بان الله تعالى ميز الانسان عن غيره بالعقل وامرنا سبحانه ان نتفكر في خلقه وننظر في صنعه ونتدبر في حكمته وفي الافاق وفي انفسنا ( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) وقد ذم سبحانه التقليد للاباء في مسائل المعرفة ( قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا أو لو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ) فعقيدتنا انه يجب على كل مكلف ان يبحث بنفسه عن الحق والحقيقة وخالق الخلق ومدبره ، فاذا عرفنا ان هناك خالقا لا بد ان نعرف اوامر الخالق لنتبعها فلا بد ان يكون هناك سفير ورسول يبين لنا صفات واوامر ونواهي هذا الخالق العادل كما لا بد ان يكون هناك وصي مؤيد من قبل الله تعالى يكون ضامنا لحفظ جهد الانبياء في حال غيابهم او موتهم ، كما اننا نعتقد انه لا يمكن ان يكون الخالق العادل قد خلق الخلق للعبث واللهو انه لا بد من حياة اخرى ابدية يجازى فيها الطائع والعاصي
هذا اجمال الامر ولكن سنبين لكم بعض الامور التفصيلية ..
1: عقيدتنا في الله تعالى :
نعتقد بان الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء قديم لم يزل ولا يزال غني سميع بصير ليس بجسم ولا صورة وليس له ولد ولا شريك لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار، ونعتقد بوجوب توحيد هذا الخالق من جميع الجهات اي توحيده في ذاته وانا لا الا الا هو، وكذلك توحيده في الصفات وانه لا شبيه له في صفاته الذاتية فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي كل كمال لا ند له ، وكذلك يجب توحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره اطلاقا ولا الصلاة لغيره والا كان من يفعل ذلك من المشركين او مثل عباد الاوثان والاصنام
(واما زيارة القبور ومقامات الانبياء والاولياء عليهم جميعا الصلاة والسلام فهو من نوع التقرب الى الله تعالى بالاعمال الصالحة كالتقرب اليه سبحانه بعيادة مريض وتشييع جنازة مؤمن وزيارة الاقارب )
( واما التوسل فهو توسل باناس خصهم الله تعالى وقربهم اليه فهم اقرب اليه تعالى منا لانهم طهروا انفسهم ونحن لوثناها بذنوبنا وقد حث تعالى على التوسل بقوله ( وابتغوا اليه الوسيلة )
كما نعتقد بان الله تعالى عادل لا يجور في حكمه ولا يفعل القبح ولا الظلم لانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا فان من يفعل ذلك هو الضعيف والله غني عن العالمين
وعقيدتنا بان الله تعالى لا يكلف عباده ولا يؤاخذهم الا بعد اقامة الحجة عليهم ولا يكلفهم ما لا يطيقون وانه تعالى لا يكلف العاجز القاصر عن الوصول للمعرفة والحق ، واما الجاهل المقصر فانه معاقب ومسؤل عن تقصيره
واما عقيدتنا في القضاء والقضاء والقدر فاننا نقول بان الامر ليس فيه الزام واكراه كما ليس الامر متروك على عواهنه بل نقول كما قال امامنا الصادق (ع) ( لا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين ) بمعنى ان افعالنا هي افعالنا حقيقة ونحن اسبابها وهي تحت قدرتنا واختيارنا ولكن في نفس الوقت هي مقدورة لله تعالى وغير خارجة عن سلطانه لانه هو مفيض الوجود فلم يجبرنا على افعالنا حتى يكون قد ظلمنا في عقابنا على المعاصي لانه يقبح الجزاء على امر مجبر ومكره عليه ، ولم يفوض الينا خلق افعالنا حتى يكون قد اخرجها عن سلطانه عز وجل بل له الخلق والامر وهو قادر على كل شيء
وعقيدتنا في البداء هي ان الله تعالى يمحوا ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ومعنى ذلك هو ان الله تعالى قد يظهر شيئا عن طريق نبيه او وليه لمصلحة تقتضي ذلك ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر اولا مع سبق علمه تعالى بذلك كما في قصة نبي الله اسماعيل لما راى ابوه ابراهيم انه يذبحه
2 : عقيدتنا في النبوة
نعتقد نحن الشيعة بان النبوة وظيفة الهية و سفارة ربانية يعطيها الله تعالى لمن يختاره من خلقه ممن حوى على صفات الخلق الرفيع والقلب الطاهر من اجل ان يخرجوا الناس من الظلمات الى النور وليعلموا الناس الحكمة والمعرفة وطريق الخير والسعادة ويبعدوهم عن طريق الشر والغي ،
ونعتقد ان النبي هو اختيار الهي ورباني ولا يمكن لبشر ان يكون لهم الخيرة في ذلك ،ونعتقد ان هذا النبي لا بد ان يكون مؤيدا بالمعجزات والدلالات الدالة على صدقه، وعقيدتنا ان الانبياء كلهم معصومون، والعصمة هي التنزه والابتعاد عن الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها بل يجب ان يكون هذا النبي بعيدا عن كل ما ينافي المرؤة كالضحك العالي والاكل في الطرقات ودليلنا على عصمة الانبياء هو انه لو جاز ان يفعل ويرتكب النبي الحرام او كان يخطء او ينسى فمن الممكن ان يامر بامر وهو في هذه الحالة وعندها يجب علينا اتباعه لانه نبي ومعنى ذلك انه سيوقعنا في الذنوب والمعاصي ومخالفة الله تعالى وهذا خلاف الغرض
كما اننا نعتقد ان النبي يجب ان يكون متحليا ومتصفا باكمل الصفات الخلقية والعقلية من العلم والايمان والشجاعة والساسة والتدبير والصبر والذكاء ووو
كما يجب ان يكون طاهر المولد ومطهرا عن كل الرذائل وكل ما ينافي الخلق حتى قبل بعثته حتى تطمئن له القلوب كما كان نبينا الاكرم (ص) يلقب بالصادق الامين قبل بعثته.
ونحن نعتقد ان افضل الخلق واكملهم على الاطلاق هو سيد الانبياء وخاتمهم محمد بن عبدالله (ص)
3 : عقيدتنا في القران الكريم
فنعتقد ان القران هو الوحي الالهي المنزل من الله تعالى على نبيه الاكرم محمد (ص) وهو معجزته الخالدة وانه الكتاب الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه لا يعتريه التبديل ولا التغيير ولا التحريف وانه يجب احترامه وتقديره
:4 عقيدتنا في الامامة :
نعتقد ان الامامة هي اصل من اصول ديننا ولذلك يجب الاعتقاد بها من خلال البحث لا التقليد ونقول انه لا بد في كل عصر من وجود امام هاد يكون خليفة للنبي في وظائفه من هداية البشر وارشادهم الى ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ونعتقد ان الامامة هي استمرار للنبوة وان الدليل العقلي الذي يوجب ارسال الرسل هو نفسه يوجب نصب امام على الناس بعد الرسل ومن اجل ذلك نقول بان الامامة لا تكون الا من خلال النص من الله تعالى ( اني جاعلك للناس اماما ) فليست بالاختيار ولا الشورى لان نفوس الناس قد تستهويها الاهواء وبالاختيار والشورى قد يطمع فيها من ليس له حظ من العلم والايمان والتقوى
ولاهمية الامامة ورد عند المسلمين عن رسول الله (ص) : من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية )
ومن هنا نقول انه لا يجوز ان يخلو عصر من العصور من امام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى سواء قبله الناس ام رفضوه نصروه ام خذلوه كان حاضرا ام غائبا فكما جاز ان يغيب النبي في الغار او في الشعب جاز ان يغيب الامام عند المصلحة والضرورة
وعقيدتنا في صفات الامام وعصمته وعلمه هي نفس عقيدتنا في صفات النبي من حيث وجوب ان يكون معصوما ومنزها عن كل قبيح وان يكون اعلم الناس واكملهم في كل شيء
ونحن نعتقد بان النبي الاكرم (ص) لم يخرج من هذه الدنيا الا وقد امتثل امر ربه سبحانه ونصب وعين وبين من هم الائمة من بعده وانهم اثنا عشر
علي بن ابي طالب
الحسن بن علي
الحسين بن علي
علي ين الحسين زين العابدين
محمد بن علي الباقر
جعفر بن محمد الصادق
موسى بن جعفر الكاظم
علي بن موسى الرضا
محمد بن علي الجواد
علي بن محمد الهادي
الحسن بن علي العسكري
المهدي بن الحسن العسكري صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف
قال النبي الاكرم(ص)
الائمة من بعدي (وفي لفظ الامراء وفي لفظ اخر الخلفاء ) اثنا عشر كلهم من قريش
وهناك روايات عن النبي (ص) ذكرت الائمة الاثنا عشر باسمائهم
كما ان النبي نص على الامام علي من بعده فقال (ص )
( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه كيفما دار
وقال (ص) عندما دعا عشيرته : هذا اخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له واطيعوا )
وقال (ص) : يا علي انت ولي كل مؤمن من بعدي
وقال ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) ومنزلة هارون من موسى معروفة : هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري يا هارون اخلفني في قومي
ومعنى انه لا لا نبي بعدي لها مغزى عميق ومعناه انك يا علي لا تفترق عن هارون الا ان هارون نبي واما انت يا علي فلست بنبي ولكن عدم كونك نبي ليس لنقص فيك بل لان الله تعالى قدر ان تختم النبوة برجل اسمه محمد بن عبدالله ولو كان هناك نبي بعدي لكنت انت يا علي
ويكفي عليا ان الله تعالى اذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا
ونحن نعتقد بانه وبمجرد ان مرض النبي (ص) مرض الموت بدأ بعض الناس بتنفيذ خطة مخالفة لاوامر الله تعالى واوامر رسوله حيث امر النبي (ص) ان يقدموا له ورقة وقلم ليكتب للامة كتابا لا تضل بعده ابدا فوقف عمر بن الخطاب وحال دون ذلك وقال حسبنا كتاب الله ان النبي ليهجر او غلبه الوجع وكثر اللغط في بيت النبي ما بين مؤيد لكلام عمر ورافض له حتى غضب النبي واخرجهم من داره ولذلك كان يبكي ابن عباس حتى تبل دموعه لحيته ويقول الرزية الرزية مما حال بين رسول الله وكتابة الكتاب، ونحن نسال كل انسان منصف انه من يتحمل الضلال الذي اصاب الامة حتى نخر عظهما؟ ولو كتب الكتاب هل سيكون هناك ضلال في الامة؟ ولو كتب الكتاب هل كنا سنكفر بعضنا بعضا ؟ وهل كان الشرك والكفر سيتحاوشوننا من كل جانب ؟
وبعد ان توفي النبي الاكرم (ص) وارتحل الى بارئه سبحانه قام اهل البيت بتجهيزه بينما قام المتأمرون واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وتركوا كل ما امر به الله ورسوله وراء ظهورهم، وبطريقة وباخرى وبعد خلاف كبير انتخبوا ابا بكر واجبروا الناس على مبايعته
واما اهل البيت والمخلصين للرسول الاكرم (ص)فرفضوا ذلك واعلنوا استنكارهم لهذا الانقلاب واعتصموا في بيت الامام علي ولم يخرجوا للبيعة الا بعد الاكراه والاضطرار
واما الامام علي فانه لم يقاتل القوم حينها خوفا على الاسلام وحرصا منه على المسلمين لان الاسلام لم يكن يتحمل حينها حربا يغتنمها المنافقون والمشركون والمتربصون فرصة للانقضاض على الاسلام واهله.
وعقيدتنا ان اهل البيت عليهم السلام قد ظلموا وعلى راسهم الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء اهل الجنة وبضعة النبي المختار (ص)التي غضبها من غضب رسول الله والتي غضبت على ابي بكر وعمر وماتت وهي غاضبة عليهما ولم تجز ان يحضرا جانزتها ودفنها امير المؤمنين ليلا وسرا واخفى قبرها بوصية منها
وعقيدتنا بان الائمة عليهم السلام وشيعتهم قد ظلموا على مر العصور وخصوصا من الامويين والعباسيي وان اؤلئك الحكام هم حكام فجرة فسقة كان همهم الدنيا وملذاتها وزينتها
واما عقيدتنا في الصحابة فهي انهم بشر مثلنا منهم المحسن ومنهم المسيء والظالم لنفسه ومنهم من سيدخل الجنة ومنهم من سيدخل النار كل واحد على حسب عمله، وكتاب الله تعالى وروايات رسوله دالة على ذلك بكل وضوح من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن ينكث فانما ينكث على نفسه ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) وقد روى البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي )ص) قال : وان اناسا من اصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فاقول : اصحابي اصحابي فيقول : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم) وفي مسلم : انك لا تدري ما احدثوا بعدك
وروى البخاري باسناده عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنه فقلت : صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة
فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثنا بعده
واما عقيدتنا في الامام المهدي عجل اله فرجه
فنعتقد انه الامام الذي عينه الله ورسوله وانه ولد ورأه الكثير من الناس وانما اختفى بامر من الله تعالى لظروف اضطرته الى ذلك وانه يشاهد ما يجري في هذه الدنيا بقدرة الله تعالى وانه سيظهر في اخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا
واما مسالة طول حياته كل هذا العمر فنقول انك ان كنت مسلما فتعلم بان هذا الامر ليس على الله بعزيز وانه ليس اول مخلوق يطيل الله تعالى بعمره وان الله سبحانه ان كان اختاره ليكون اخر وصي واخر امام واخر خليفة وانه سيخرجه ليملأ ارضه عدلا وقسطا يمكنه ان يطيل عمره الاف السنين.
وعقيدتنا اننا ناخذ احكامنا وعقيدتنا من كتاب الله تعالى ومن رسوله واهل بيته لانه (ص) قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بها لن تضلوا بعدي ابد كتاب الله وعترتي اهل بيتي
ونعتقد انه في زمان غيبة الامام يجب علينا الرجوع الى العلماء المجتهدين المخلصين المتقين البعيدين عن الدنيا وزخرفها الذين يتمكنون من استنباط الاحكام من اصولها وايصالها لنا
5 : عقيدتنا في المعاد :
فنعتقد ان الله تعالى سيبعث الناس من بعد موتها الى يوم لا ريب فيه ليثيب المطيعين ويعذب العاصين وانه تعالى لا يظلم في حكمه مثقال ذرة وان كل شيء عملناه في دنيانا من خير او شر سنجازى عليه ونعتقد انه في هذا اليوم يعطي الله تعالى لخيرة خلقه وصالح المؤمنين ان يشفعوا لبعض الناس الذين قصروا بعض الشيء في دنياهم وليبين فضل ومقام ومنزلة اؤلئك الذين يحق لهم الشفاعة والذين لا يشفعون الا من بعد اذنه سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا ياذنه وان الشفاعة لا تشمل كل الناس لان بعض الناس لا تنالهم بسبب ما ارتكبوا من ظلم وكفر وطغيان ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )
هذه هي اهم عقائدنا واسال الله تعالى ان يوفقكم ويهدينا واياكم لكل خير انه سميع مجيب
تعليق