كلمة في استشهاد المفكر السيد / محمد باقر الصدر
أقام حزب الدعوة الإسلامية حفلا تأبينيا حاشدا الموافق السبت 9 نيسان 1994 احتفاء بالذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير المرجع السيد محمد باقر الصدر ، وأخته الفاضلة الكاتبة الإسلامية بنت الهدى (رضوان الله عليهما).
وقد شارك في الحفل الذي اقيم على قاعة مكتبة الاسد عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ، وعدد كبير من علماء الدين الاعلام، وشخصيات من سوريا ، وفلسطين ،ولبنان وحشد من الجماهير العراقية التي غصت بها القاعة رجالا ونساء.
وألقى الأستاذ الدكتور فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي كلمة قال فيها:
«في مثل هذه الأيام وقبل أربعة عشر عاما، كنا طلابا في الجامعات المصرية حين جاء خبر استشهاد العلامة السيد محمد باقر الصدر ، نزل الخبر علينا حينها كالصاعقة، فعلى مدى السبعينات ومنذ أن عثرنا على مؤلفيه العظيمين فلسفتنا واقتصادنا ثم غيرها من المؤلفات كان آية الله الصدر بالنسبة إلينا معلما كبيرا ومصدر إلها عظيم، وقد تدهشون عندما تعلمون أنه لا تخلو مكتبة من فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ لا تخلو من مؤلفات السيد الشهيد الصدر. في الحقيقة لم اشهد انتشارا لكتبه وأفكاره في أي بلد عربي كما شهدت في فلسطين المحتلة، حيث كان يتحلق الشباب المسلم حول دراساته حتى في داخل سجون الاحتلال ،ولطالما شاركت في تلك الحلقات ورأيت كيف يقترب الشباب المسلم من دراسات السيد الصدر بنهم شديد فقد أعاد لنا جميعا الثقة بأنفسنا وبعقيدتنا وديننا وهو يصرع الفلسفات المادية، الماركسية والوضعية بحجج قوية دامغة تستند الى العلم والمنطق والى نظرية واعية في المعرفة الإسلامية».
قبل آية الله محمد باقر الصدر.. كانت تطغى النزعة السطحية المستعجلة على كتابات الاسلاميين المعاصريين في مناقشة خصومهم وفي مناقشة الأفكار المعادية للإسلام ، في فلسفتنا وفي اقتصادنا كان المنهج الإسلامي يرتقي إلى ذروة المنهج العلمي متحدياً المنهج الغربي المادي.
«بفقدان السيد الشهيد الصدر كان ركن حضاري من أركان النهوض الإسلامي ينهار فقد رحل في سن مبكرة بعد أن أحاط بالعلوم الإسلامية كما لم يحط بها أحد في عصره أو من مثل عمره، وأحاط بالعلوم الوضعية والفلسفات البشرية كما لم يحط بها عالم مسلم في التاريخ الحديث».
« في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل العلامة المجاهد لا زال العراق يدفع ثمن السياسات الغربية كتلك التي أودت بحياة واحد من أعظم علماء الأمة كما يدفع ثمن المؤامرات الدولية التي تفرض الحصار والجوع على الشعب العراقي المظلوم والذي آن أن يتحرر من الخوف كما أن يتحرر من الحصار والجوع، آن أن يساهم في بناء مستقبله وفي تقرير مصيره كشعب حر وسيد وجزء من أمة عربية وأمة إسلامية أكبر ، والذين توهموا أن هذا ممكن بالاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية ، يدركون اليوم كما أخطئوا في تقديراتهم ، فأميركا تريد إذلال الشعوب وتركيعها قبل اذلال الانظمة والحاقها بها . إن انتصار الإسلام والشعوب في أي مكان من العالم وليس في العراق وحده ، لا يمكن أن يمر عبر الدائرة الأميركية ».
وطلب رضائه واستجداء مساعدته ، إن من يفعل ذلك كمن يهرب من الذلف إلى المزراب وكمن يسلم نفسه رهينة للشيطان متلمساً حسن نواياه والذين يحاربون الظلم في العراق ويسعون لخلاص الشعب العراقي المظلوم وإنقاذه من محنته لا يمكنهم أن يستظلوا بنار الشيطان الأكبر.
إن أميركا تتفرد اليوم على قمة الدنيا بالإرهاب والقهر وبطغيان المادة وتخويف الناس وقد جعلت من اجتياح النظام العراقي للكويت وسوء تقديراته وأخطائه فرصة تاريخية لتدمير العراق ومحاصرته وعزله وخلط الأوراق في كافة المنطقة والإسراع في تصفية القضية الفلسطينية، حتى اعتبر الذهاب إلى مدريد نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية وتعلل أصحاب اتفاق أوسلو المعروف باتفاق غزة ـ أريحا من ضمن ما تعللوا بنتائج هذه الحرب وبالتفرد الأميركي الذي تلاها أو تكريسه خلالها وبعدها.
وهكذا ليس بإمكاننا أن نفصل بين الدور الأميركي في فلسطين والدور الأميركي في أي مكان آخر من المنطقة.
واضاف: لتعلم أميركا وكل الغرب أن أوهام القوة والغطرسة لا تصنع حقائق التاريخ وأن محاولاتهم لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المحتل لن تجر بسلام لأحد بل تزرع سببا جديداً للحرب لتستمر الحروب وليستمر الجهاد حتى يستقيم ميزان العدل في هذا الوطن الصغير والمقدس الذي لا يتسع لأكثر من شعب واحد.
واختتم الدكتور فتحي الشقاقي كلمته بالقول: «في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد المفكر الإسلامي العظيم آية الله محمد باقر الصدر أتشرف بالمشاركة احتفالا به علني أرد بعضا مما له في أعناقنا نحن جيل الثورة الإسلامية في فلسطين . لقد كان للسيد العلامة أعظم الأثر في حياتي وفي مسيرتي ومسيرة إخواني على درب الجهاد».
المصدر : القيت الكلمة في الاحتفال التأبيني الذي اقامه حزب الدعوة الإسلامية يوم 9/4/1994 احتفاء بالذكرى الرابعة عشر لاستشهاد المفكر الإسلامي السيد محمد باقر السيد وأخته الكاتبة الإسلامية بنت الهدى
أقام حزب الدعوة الإسلامية حفلا تأبينيا حاشدا الموافق السبت 9 نيسان 1994 احتفاء بالذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير المرجع السيد محمد باقر الصدر ، وأخته الفاضلة الكاتبة الإسلامية بنت الهدى (رضوان الله عليهما).
وقد شارك في الحفل الذي اقيم على قاعة مكتبة الاسد عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ، وعدد كبير من علماء الدين الاعلام، وشخصيات من سوريا ، وفلسطين ،ولبنان وحشد من الجماهير العراقية التي غصت بها القاعة رجالا ونساء.
وألقى الأستاذ الدكتور فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي كلمة قال فيها:
«في مثل هذه الأيام وقبل أربعة عشر عاما، كنا طلابا في الجامعات المصرية حين جاء خبر استشهاد العلامة السيد محمد باقر الصدر ، نزل الخبر علينا حينها كالصاعقة، فعلى مدى السبعينات ومنذ أن عثرنا على مؤلفيه العظيمين فلسفتنا واقتصادنا ثم غيرها من المؤلفات كان آية الله الصدر بالنسبة إلينا معلما كبيرا ومصدر إلها عظيم، وقد تدهشون عندما تعلمون أنه لا تخلو مكتبة من فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ لا تخلو من مؤلفات السيد الشهيد الصدر. في الحقيقة لم اشهد انتشارا لكتبه وأفكاره في أي بلد عربي كما شهدت في فلسطين المحتلة، حيث كان يتحلق الشباب المسلم حول دراساته حتى في داخل سجون الاحتلال ،ولطالما شاركت في تلك الحلقات ورأيت كيف يقترب الشباب المسلم من دراسات السيد الصدر بنهم شديد فقد أعاد لنا جميعا الثقة بأنفسنا وبعقيدتنا وديننا وهو يصرع الفلسفات المادية، الماركسية والوضعية بحجج قوية دامغة تستند الى العلم والمنطق والى نظرية واعية في المعرفة الإسلامية».
قبل آية الله محمد باقر الصدر.. كانت تطغى النزعة السطحية المستعجلة على كتابات الاسلاميين المعاصريين في مناقشة خصومهم وفي مناقشة الأفكار المعادية للإسلام ، في فلسفتنا وفي اقتصادنا كان المنهج الإسلامي يرتقي إلى ذروة المنهج العلمي متحدياً المنهج الغربي المادي.
«بفقدان السيد الشهيد الصدر كان ركن حضاري من أركان النهوض الإسلامي ينهار فقد رحل في سن مبكرة بعد أن أحاط بالعلوم الإسلامية كما لم يحط بها أحد في عصره أو من مثل عمره، وأحاط بالعلوم الوضعية والفلسفات البشرية كما لم يحط بها عالم مسلم في التاريخ الحديث».
« في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل العلامة المجاهد لا زال العراق يدفع ثمن السياسات الغربية كتلك التي أودت بحياة واحد من أعظم علماء الأمة كما يدفع ثمن المؤامرات الدولية التي تفرض الحصار والجوع على الشعب العراقي المظلوم والذي آن أن يتحرر من الخوف كما أن يتحرر من الحصار والجوع، آن أن يساهم في بناء مستقبله وفي تقرير مصيره كشعب حر وسيد وجزء من أمة عربية وأمة إسلامية أكبر ، والذين توهموا أن هذا ممكن بالاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية ، يدركون اليوم كما أخطئوا في تقديراتهم ، فأميركا تريد إذلال الشعوب وتركيعها قبل اذلال الانظمة والحاقها بها . إن انتصار الإسلام والشعوب في أي مكان من العالم وليس في العراق وحده ، لا يمكن أن يمر عبر الدائرة الأميركية ».
وطلب رضائه واستجداء مساعدته ، إن من يفعل ذلك كمن يهرب من الذلف إلى المزراب وكمن يسلم نفسه رهينة للشيطان متلمساً حسن نواياه والذين يحاربون الظلم في العراق ويسعون لخلاص الشعب العراقي المظلوم وإنقاذه من محنته لا يمكنهم أن يستظلوا بنار الشيطان الأكبر.
إن أميركا تتفرد اليوم على قمة الدنيا بالإرهاب والقهر وبطغيان المادة وتخويف الناس وقد جعلت من اجتياح النظام العراقي للكويت وسوء تقديراته وأخطائه فرصة تاريخية لتدمير العراق ومحاصرته وعزله وخلط الأوراق في كافة المنطقة والإسراع في تصفية القضية الفلسطينية، حتى اعتبر الذهاب إلى مدريد نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية وتعلل أصحاب اتفاق أوسلو المعروف باتفاق غزة ـ أريحا من ضمن ما تعللوا بنتائج هذه الحرب وبالتفرد الأميركي الذي تلاها أو تكريسه خلالها وبعدها.
وهكذا ليس بإمكاننا أن نفصل بين الدور الأميركي في فلسطين والدور الأميركي في أي مكان آخر من المنطقة.
واضاف: لتعلم أميركا وكل الغرب أن أوهام القوة والغطرسة لا تصنع حقائق التاريخ وأن محاولاتهم لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المحتل لن تجر بسلام لأحد بل تزرع سببا جديداً للحرب لتستمر الحروب وليستمر الجهاد حتى يستقيم ميزان العدل في هذا الوطن الصغير والمقدس الذي لا يتسع لأكثر من شعب واحد.
واختتم الدكتور فتحي الشقاقي كلمته بالقول: «في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد المفكر الإسلامي العظيم آية الله محمد باقر الصدر أتشرف بالمشاركة احتفالا به علني أرد بعضا مما له في أعناقنا نحن جيل الثورة الإسلامية في فلسطين . لقد كان للسيد العلامة أعظم الأثر في حياتي وفي مسيرتي ومسيرة إخواني على درب الجهاد».
المصدر : القيت الكلمة في الاحتفال التأبيني الذي اقامه حزب الدعوة الإسلامية يوم 9/4/1994 احتفاء بالذكرى الرابعة عشر لاستشهاد المفكر الإسلامي السيد محمد باقر السيد وأخته الكاتبة الإسلامية بنت الهدى
تعليق