قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق
فأين توجد هذه السموات السبع والأرضين السبع أنها موجودة فى نفس المكان ولكن تختلف فى الدرجات فأدناها هى الحياة الدنيا وأعلاها السابعه ويمكن تشبيه ذلك بكرة تتركب من ألوان متداخله مع بعضها فى نفس المكان وهذا ما يسمى بعوالم الملكوت وهى سبعة
ولعل أبلغ مثال لها هو رحلة الأسراء والمعراج فالأنتقال من مكان الى مكان خلال عالم واحد هو مايسمى أسراء وعندما نطلق صاروخا ليسافر بين الكواكب والمجرات الى أبعاد سحيقه هذا يسمى أسراء لأن الأنتقال من مكان الى مكان ومحدود بعالم الحياة الدنيا التى لم يتعداها
أما الأنتقال بين عالم وآخر فهو يسمى معراج ولا يتحرك الأنسان فيه من مكان الى مكان ولكن يرتفع فى درجته الى الآعلى منه حيث أن حياتنا الدنيا هى الأدنى درجة وحديث المعراج فى منتهى الأهمية لأنه يشرح لنا عالم الملكوت وما به وحياة الأنسان فيه بعد إنتقاله من عالمنا وبين رسول الله أنه أنتقل الى السموات والأراضى السبع من الأدنى الى الأعلى واحدة تلو الأخرى وفى كل منها ه كان يرى الناس الذين إنتقلوا من حياتنا الدنيا بعد موتهم وأنفصال جسدهم عنهم وإنتقال نفس الشخص وروحه الى أحد عوالم الملكوت السبعه حسب درجته من أعماله وعبادته خلال حياته الأولى حيث تنتقل نفسه وروحه الى أحد هذه العوالم و يقيمون فيها الى يوم القيامة وهى ما نسميها بالحياة الآخرة وهى خير وأبقى من حياتنا الدنيا التى هى دار إختبار ولعب ولهو وهنالك يكون الأنسان بنفسه بكامل إحساسه وتفكيره ويكون مطلعا على ما يدور فى عالمنا
وهذا حديث المعراج:
91- أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء.
ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة.
ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا فرحبا بي ودعوا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير قال الله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا)
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه
ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وهناك قال له جبريل هذه النهاية لايستطيع مخلوق أن يصعد الا إحترق وتركه جبريل ليصعد بمفرده الى فوق الفوق عند الله وفرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب خفف عن أمتي فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه.
(حم م) عن أنس.
ويدلنا حديث الأسراء والمعراج على إرتفاع منزله الرسول عند الله حيث أنه المخلوق الوحيد الذى رأى الله وكلمه وأنه هو فقط الذى أمكنه الأرتفاع فوق سدرة المنتهى
كما دار هذا الحديث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الله سبحانه
"التحياتُ لله والصلواتُ والطيباتُ،
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبد ورسوله. ‏

ونعرف بأن الرسول قد تناقش مع موسى فى أمر الصلاة والتخفيف عنا
وهذا يدل على أن الأنسان فى الحياة الأخرى يفكر ويتناقش ويتكلم ومطلع على أحوالنا
عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
-أتيت ليلة أسرى بي على موسى عليه السلام عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره.
وهذا يدل على أن القبر فى الحياة الدنيا هو نفس مكان المنزل الذى تسكن فيه النفس فى الحياة الآخرة
وكما ذكر الله تعالى بالقرآن الكريم بأن السماوات السبع والأراضى السبع متطابقة
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ }الملك3 اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
ولكنها تختلف فى الدرجات
فأذن المكان واحد ولكن التواجد بالنفس فى الدرجة الأعلى التى أكتسبها الأنسان من خلال حياته بالعبادة وبالعمل الصالح
فموسى حسب حديث رسول الله كان فى السماء السادسه وبالتالى بالأرض السادسه
وقابله رسول الله يصلى فى قبره والقبر هو المكان الذى دفن فيه جسد موسى فى أرض الحياة الدنيا "الكثيب الأحمر" وهذا يوضح أنطباق كل العوالم على بعضها البعض أى نفس المكان كما ذكرت الآيه بالقرآن الكريم ولكن تختلف الدرجه لكل منها
وهذا ايضا يوضح بأن القبر الذى وضع فيه الجسد فى الحياة الدنيا هو المكان أو المنزل للنفس والروح الذى تكون فيه النفس فى الحياة الأخرى ولكن فى الدرجه الخاصه بها وبالنسبه لموسى هى فى الأرض والسماء السادسه
والعالم الأول "الحياة الدنيا" هو عالم مادى والعوالم الأخرى هى عوالم أثيرية تناسب النفس
وعالمنا المادى به المجرات والنجوم والكواكب فقط أما العوالم الأخرى فليس بها ذلك
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }الصافات6
والأنسان فى الحياة الدنيا من نفس حية بالروح فى جسد والنفس بها حواسها التى تمكتها من الأتصال بعالم الملكوت وهى العوالم السبع وكان الأنسان يمتاز بذلك فى البدأ عندما خلقه الله فى الجنة َقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4 ولكن بعد هبوطه للأرض
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }التين5 فإستخدم حواس الجسد الخمسة وحجبت ظلمة النفس حواسها بعد إنخفاض درجتها وكانت مهمة الأنبياء هى الدعوة الى الأخلاق وعبادة الله لكى تزكى النفس قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9 من هذه الحجب لتعود الى الأتصال بهذه العوالم قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }النازعات40
وعندما يأخذ الأنسان درجته وبعد الموته الأولى يترك الجسد لينتقل نفسا وبها الروح
الى العالم المناسب لدرجته حسب أعماله وهناك يبقى فى الحياة الأخرى الى يوم البعث
والحياة الأخرى خير وأبقى فلايوجد أكل ولامشرب ولازمن والأنسان بها بنفسه وروحه
وهو على إتصال بنا عن طريق الحلم أو الرؤية لمن زكى نفسه فى حياته الدنيا وعلت درجته ليرى عالم الملكوت بعد أن أعاد لها البصيرة وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ }الأنعام75
أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }الأعراف

عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في بقيع الغرقد وأنا أمشي خلفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هديت لا هديت ثلاثا قال أبو رافع قلت يا رسول الله ما لي قال ليس إياك أريد إنما أريد صاحب هذا القبر يسأل عني فيزعم أنه لا يعرفني فإذا هو قبر قد رش عليه الماء حين دفن صاحبه ‏

3 - حديث "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم" أخرجه ابن أبي الدنيا

3052- حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أخبرنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه ضربت خبائي وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم:
"هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر". هذا حديث غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن أبي هريرة


1312 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس: قال ابن عباس رضي الله عنهما:
مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان من كبير). ثم قال: (بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله). قال: ثم أخذ عودا رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبره، ثم قال: ( يخفف عنهما ما لم يبسا).
العذاب هنا عذاب النفس لأن الجسد قد بلى ولايوجد حواسه

3226 ـ حدثنا مُسَدّدٌ أخبرنا خَالِدٌ أخبرنا سُهَيْلُ بنُ أبي صَالِحٍ عن أبِيهِ عن أبي هُرَيْرَةَ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَجْلِسَ أحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتّى تَخْلِصَ إلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ".‏
لأن القبر الذى هو منزل النفس يعبر عن منزله الأنسان عند ربه

كل هذه الأحاديث تبين بأن من أنتقل لعالم الملكوت يكون صلته بنا قائمة ومكانه الموجود به فى عالم الملكوت فى نفس موقع القبر لذلك فزيارة القبر هو الصلة بيننا وبينهم وأن قرآءة القرآن توصلهم رحمتها وتسرهم كما أوضحت الأحاديث بأنهم يرونا ويسمعونا ويعرفوننا ويستأنس كل منهم بزيارتنا له

وبذلك يكون الذين يروجون بأن زيارة القبور خاطئه فأنهم يجافون آبائهم ويعارضون مصيرهم فأنهم لايؤمنون بما بعد الموت من الحياة الآخرة التى تمتد الى يوم القيامة والتى قال الله عنها بأنها خير وأبقى ولايؤمنون بأقوال الرسول فى أحاديثه والتى ذكرت بعضها ولايؤمنون بمعراج الرسول




والمسجد الأقصى يرجع تاريخه إلى عصر آدم عليه السلام وقد وضعته الملائكة "مبانيه" على الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين سنة
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1841- أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى وبينهما أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فإن الفضل فيه.
عن أبي ذر.
ويرجع السبب لأهمية المسجد الأقصى هو أن بوابات السموات السبع موجودة أمامه فوق الصخرة
فجميع ملائكة السموات يصعدون منها للسموات ويهبطون منها للأرض وهذا المكان قدسة الله و باركه وجعل الله المسجد لجميع الأنبياء السابقين مكانا للصلاة وقد أم الرسول جميع الأنبياء وصلى بهم فى المسجد الأقصى ولذلك أسرى الله بنبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى لكى يعرج النبى الى السموات السبع من هذا المكان المبارك
‏
وهذا ما قاله الله عن الإسراء بالقرآن الكريم:
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
وهذا ما قاله الله عن المعراج بالقرآن الكريم:
"وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}