بغداد – الوطن - ظهرت بوادر نزاع بين عناصر المقاومة الوطنية العراقية وعناصر تنظيم «القاعدة» الذي يضم مسلحين من الخارج. وتبادل الفريقان اتهامات كشفت عن وجود خلافات تتركز حول الموقف من استهداف المدنيين العراقيين اثناء الهجمات. ويأتي الخلاف في لحظة مفصلية في الوضع السياسي العراقي مع إرساء ترتيبات مؤسسات جديدة للحكم.
ويقول المدير السابق لمعهد الأمن القومي في العراق بيتر خليل إن هناك تراجعا في عدد المتمردين ممن يحملون أجندة قصيرة المدى كمحاولة منع الانتخابات في يناير الماضي، لكنه لا يمكن القفز من هذا الاستنتاج الى القول إن التمرد بالاجمال قد تفكك وهذا التناقض في حد ذاته يشكل أرضا خصبة لتفاقم الخلافات بين الفرق المختلفة للمقاومة العراقية.
واستنادا الى روايات صحافية جرى تناقلها أخيرا فان المقاتلين المحليين في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، ألصقوا منشورات على الجدران ووزعوا بعضها في المساجد تعلن إدانتهم لاساليب وتكتيكات متطرفي «القاعدة» في العمل المسلح، وتضمنت بعض هذه المنشورات تهديدات بالانتقام ممن يقوم بها او بابلاغ الشرطة عن هوياتهم وأماكن اختبائهم.
ورغم أن عناصر «القاعدة»، كما يروي شهود، لم يردوا علانية الا انه من الملاحظ ان وتيرة هجماتهم من النوع الذي تحدثت عنه المنشورات خفت قليلا بينما تحركات معظم العناصر الى أطراف بعيدة لتلافي الاحتكاكات. ويرى مقاتلو الرمادي ان عناصر «القاعدة» شوهوا نضالات المقاومة العراقية، وطالبوهم علانية بالكف عن الهجمات على المدنيين وممارسات الخطف، بينما ترى «القاعدة» في المقابل، ان العراقيين الذين يقبلون الالتحاق بالجيش والشرطة تحت سلطة الاحتلال، «مرتدون» ولا يستحقون غير القتل.
ويشير احمد حسين امام احد المساجد في الرمادي الذي يقول انه على صلة بالمقاومة الى ان عناصر «القاعدة» لطخوا صورة العراقيين وتسترت وراء مبدأ الجهاد لجني منافع شخصية وان افعالهم من المنظور الديني غير شرعية. ويأخذ الخلاف في الاعظمية، الحي السني الرئيسي في بغداد، شكلا آخر، حيث ينزع المقيمون بشكل متواتر شعارات «القاعدة» عن الشوارع او الجدران.
ويتضمن الخلاف بعدا ثالثا وهو نقمة العناصر القبلية السنية التي أحبطتها موجات العنف ضد المدنيين. وفي هذا السياق تبدو مبادرة الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني، بدعوة المقاومين الى الجلوس على طاولة المفاوضات قد جاءت في الوقت المناسب، وان كان من الواضح انها موجهة الى المقاومة الوطنية المحلية وليس الى عناصر «القاعدة» من الاجانب.
ان تتبع التغيرات التكتيكية والايديولوجية داخل صفوف المقاومة العراقية هو أمر صعب نظرا الى السرية التي تلف ظروف عملها والاجندة المختلفة واحيانا المتضاربة لفصائلها المختلفة، التي تضم جسما اساسيا بعثيا وبقايا من الجيش العراقي السابق إضافة الى قوميين دينيين.
ويقول مراسلو وكالة «اسوشيتدبرس» الاميركية في الرمادي وبعقوبة وسمراء، معقل المعارضة السنية، ان عدد الهجمات تناقص في الاسابيع القليلة الماضية، كما تصاعدت حالة العداء تجاه الميليشيات المرتبطة بالاصولي الاردني أبو مصعب الزرقاوي، وهو الأمر الذي تزامن مع انخفاض عام في الهجمات، طبقاً لأرقام وزارة الدفاع العراقية اذ وصلت من 40 الى 45 هجمة في اليوم حاليا مقابل 50 الى 60 هجمة قبل الانتخابات.
ويبدو هذا المؤشر أكثر وضوحاً في ما يخص عدد القتلى من الجنود الاميركيين، حيث هبط من 58 في شهر فبراير الى 33 في مارس وهو الأقل منذ فبراير 2004.
الى ذلك تتواتر روايات، غير مؤكدة، في وسائل الاعلام تشير الى أن الانشقاق في صفوف المقاومة العراقية، مرده المفاوضات السرية وغير المباشرة الجارية بين المقاومين والسلطات لانهاء الهجمات والذي عرضت فيه الحكومة العراقية على المقاومين عفواً عاماً ووظائف وجزءا من أموال اعادة الاعمار في مقابل ان يلقوا أسلحتهم.
ويرى البعض ان هناك مؤشرا من نوع آخر على التغير الآخذ في التكون في صفوف المقاومة العراقية، وهو احساس العرب السنة بأن مقاطعتهم لانتخابات يناير الماضي كانت خطأ فادحاً، نتج عنها تقلص عدد المقاعد التي تمثلهم في الجمعية الوطنية العراقية الى اقل من 20 مقعداً من مجموع 270 مقعدا بينما هم يشكلون في الواقع من 15 الى 20 في المئة من اجمالي عدد السكان البالغ 26 مليون نسمة.
ويرى بعض الخبراء ان المقاومة بدأت تعتبر بعض القيادات السنية المعروفة، وخصوصا في هيئة علماء المسلمين بمثابة الجناح السياسي لها.
ويقول احمد هاشم من كلية الحرب البحرية الاميركية ان الجاري نوع من تقسيم العمل ويعكس نوعا من الترتيبات الشبيهة بتلك السائدة بين الجيش الجمهوري الايرلندي وجناحه السياسي «الشين فين». ويضيف هاشم ان الجناح السياسي للمقاومة يحتاج الى رافعة وان العمليات العسكرية هي الكفيلة بأخذ مطالب العرب السنة مأخذ الجد.
يتبقى القول ان اكثر الاشارات تأكيدا على حدوث التحول المشار اليه هي المفاجأة التي فجرها علماء السنة الاسبوع الماضي حين طلبوا من مؤيديهم الالتحاق بالجيش والشرطة العراقيين.
مفاجأة أخيرة حملها الاسبوع الماضي تمضي في الاتجاه نفسه وهو توزيع استمارة استبيان في محافظة الانبار تستطلع المواطنين عن الجهة التي يرشحونها لتمثل وجهة نظر العرب السنة في وضع الدستور. ورغم انه لم تعرف الجهة التي وزعت هذه الاستمارات الا ان الذين تسلموها أجمعوا على شيء واحد هو ضرورة تسليمها الى أئمة المساجد السنية في مناطقهم بعد ملئها. (أ.ب)
http://www.watan.com/modules.php?op=...rder=0&thold=0
ويقول المدير السابق لمعهد الأمن القومي في العراق بيتر خليل إن هناك تراجعا في عدد المتمردين ممن يحملون أجندة قصيرة المدى كمحاولة منع الانتخابات في يناير الماضي، لكنه لا يمكن القفز من هذا الاستنتاج الى القول إن التمرد بالاجمال قد تفكك وهذا التناقض في حد ذاته يشكل أرضا خصبة لتفاقم الخلافات بين الفرق المختلفة للمقاومة العراقية.
واستنادا الى روايات صحافية جرى تناقلها أخيرا فان المقاتلين المحليين في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، ألصقوا منشورات على الجدران ووزعوا بعضها في المساجد تعلن إدانتهم لاساليب وتكتيكات متطرفي «القاعدة» في العمل المسلح، وتضمنت بعض هذه المنشورات تهديدات بالانتقام ممن يقوم بها او بابلاغ الشرطة عن هوياتهم وأماكن اختبائهم.
ورغم أن عناصر «القاعدة»، كما يروي شهود، لم يردوا علانية الا انه من الملاحظ ان وتيرة هجماتهم من النوع الذي تحدثت عنه المنشورات خفت قليلا بينما تحركات معظم العناصر الى أطراف بعيدة لتلافي الاحتكاكات. ويرى مقاتلو الرمادي ان عناصر «القاعدة» شوهوا نضالات المقاومة العراقية، وطالبوهم علانية بالكف عن الهجمات على المدنيين وممارسات الخطف، بينما ترى «القاعدة» في المقابل، ان العراقيين الذين يقبلون الالتحاق بالجيش والشرطة تحت سلطة الاحتلال، «مرتدون» ولا يستحقون غير القتل.
ويشير احمد حسين امام احد المساجد في الرمادي الذي يقول انه على صلة بالمقاومة الى ان عناصر «القاعدة» لطخوا صورة العراقيين وتسترت وراء مبدأ الجهاد لجني منافع شخصية وان افعالهم من المنظور الديني غير شرعية. ويأخذ الخلاف في الاعظمية، الحي السني الرئيسي في بغداد، شكلا آخر، حيث ينزع المقيمون بشكل متواتر شعارات «القاعدة» عن الشوارع او الجدران.
ويتضمن الخلاف بعدا ثالثا وهو نقمة العناصر القبلية السنية التي أحبطتها موجات العنف ضد المدنيين. وفي هذا السياق تبدو مبادرة الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني، بدعوة المقاومين الى الجلوس على طاولة المفاوضات قد جاءت في الوقت المناسب، وان كان من الواضح انها موجهة الى المقاومة الوطنية المحلية وليس الى عناصر «القاعدة» من الاجانب.
ان تتبع التغيرات التكتيكية والايديولوجية داخل صفوف المقاومة العراقية هو أمر صعب نظرا الى السرية التي تلف ظروف عملها والاجندة المختلفة واحيانا المتضاربة لفصائلها المختلفة، التي تضم جسما اساسيا بعثيا وبقايا من الجيش العراقي السابق إضافة الى قوميين دينيين.
ويقول مراسلو وكالة «اسوشيتدبرس» الاميركية في الرمادي وبعقوبة وسمراء، معقل المعارضة السنية، ان عدد الهجمات تناقص في الاسابيع القليلة الماضية، كما تصاعدت حالة العداء تجاه الميليشيات المرتبطة بالاصولي الاردني أبو مصعب الزرقاوي، وهو الأمر الذي تزامن مع انخفاض عام في الهجمات، طبقاً لأرقام وزارة الدفاع العراقية اذ وصلت من 40 الى 45 هجمة في اليوم حاليا مقابل 50 الى 60 هجمة قبل الانتخابات.
ويبدو هذا المؤشر أكثر وضوحاً في ما يخص عدد القتلى من الجنود الاميركيين، حيث هبط من 58 في شهر فبراير الى 33 في مارس وهو الأقل منذ فبراير 2004.
الى ذلك تتواتر روايات، غير مؤكدة، في وسائل الاعلام تشير الى أن الانشقاق في صفوف المقاومة العراقية، مرده المفاوضات السرية وغير المباشرة الجارية بين المقاومين والسلطات لانهاء الهجمات والذي عرضت فيه الحكومة العراقية على المقاومين عفواً عاماً ووظائف وجزءا من أموال اعادة الاعمار في مقابل ان يلقوا أسلحتهم.
ويرى البعض ان هناك مؤشرا من نوع آخر على التغير الآخذ في التكون في صفوف المقاومة العراقية، وهو احساس العرب السنة بأن مقاطعتهم لانتخابات يناير الماضي كانت خطأ فادحاً، نتج عنها تقلص عدد المقاعد التي تمثلهم في الجمعية الوطنية العراقية الى اقل من 20 مقعداً من مجموع 270 مقعدا بينما هم يشكلون في الواقع من 15 الى 20 في المئة من اجمالي عدد السكان البالغ 26 مليون نسمة.
ويرى بعض الخبراء ان المقاومة بدأت تعتبر بعض القيادات السنية المعروفة، وخصوصا في هيئة علماء المسلمين بمثابة الجناح السياسي لها.
ويقول احمد هاشم من كلية الحرب البحرية الاميركية ان الجاري نوع من تقسيم العمل ويعكس نوعا من الترتيبات الشبيهة بتلك السائدة بين الجيش الجمهوري الايرلندي وجناحه السياسي «الشين فين». ويضيف هاشم ان الجناح السياسي للمقاومة يحتاج الى رافعة وان العمليات العسكرية هي الكفيلة بأخذ مطالب العرب السنة مأخذ الجد.
يتبقى القول ان اكثر الاشارات تأكيدا على حدوث التحول المشار اليه هي المفاجأة التي فجرها علماء السنة الاسبوع الماضي حين طلبوا من مؤيديهم الالتحاق بالجيش والشرطة العراقيين.
مفاجأة أخيرة حملها الاسبوع الماضي تمضي في الاتجاه نفسه وهو توزيع استمارة استبيان في محافظة الانبار تستطلع المواطنين عن الجهة التي يرشحونها لتمثل وجهة نظر العرب السنة في وضع الدستور. ورغم انه لم تعرف الجهة التي وزعت هذه الاستمارات الا ان الذين تسلموها أجمعوا على شيء واحد هو ضرورة تسليمها الى أئمة المساجد السنية في مناطقهم بعد ملئها. (أ.ب)
http://www.watan.com/modules.php?op=...rder=0&thold=0
تعليق