خالد سلطان السلطان
حقيقة المولد وزيف الموالد
اللهم لك الحمد انت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك انت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، (ومحمد صلى الله عليه وسلم حق)، والساعة حق، اللهم لك اسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، واليك أنبت، وبك خاصمت، واليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أنت الهي لا اله الا انت.
ان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم حق لا ريب فيه وانه صلى الله عليه وسلم قد ولد ولادة بشرية لم تتميز عن غيرها لا بالشكل ولا المضمون وذلك انه صلى الله عليه وسلم لما ولد لم يخرج النور من فرج امه كما يقال ولم يولد مختونا (على الصحيح) (قل إنما أنا بشر مثلكم) فالطبيعة البشرية ملاحقة له صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل حياته فهو والبشر سواء ولكنه فاز بالاصطفاء من ربه فجعله (رسولا نبيا) وجعله (حبيبا خليلا) وجعله (سيدا على الخلق ولا فخر)، (لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم) وتشكيل الكلمة الاخيرة (انفسهم) تدل على معنيين على البشرية المحضة له صلى الله عليه وسلم من جهة فهو ليس إلهاً كما يقول ابن عربي ولا هو نور الخلق ولا هو الذي من اجله خلقت الدنيا ولا اي من الانحرافات التي لا تنتهي عند (ابن عربي وأشياعه ومحبيه).
والمعنى الآخر انه صلى الله عليه وسلم من افضل الناس والبشرية خَلقا وخُلقا ومعدنا فطباعه صلى الله عليه وسلم جليلة وأخلاقه جميلة ومعاملته طيبة غير مليلة صادق أمين محبوب عند كل من عرفه حتى ان اعداءه فيما بينهم وبين انفسهم لا يستطيعون انكار فضائله.
هذه عجالة بين المولد الحق وزيف الموالد أضعها بين يديك ايها القارىء الحبيب لعلها تنير لك الدروب وتصل بها لبر الأمان كما وصلنا بحمد الله ونعمته.
اولا: نؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وسلم انه كما قال المحققون على الارجح والله اعلم انه يوم الاثنين 12 من ربيع الاول من عام الفيل.
ثانيا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم ما خرج من بشريته من كونه نطفة في رحم امه الى ان ولد من فرج امه صلى الله عليه وسلم (قل انما أنا بشر مثلكم).
ثالثا: نؤمن ان ميلاده بشري طبيعي خال من الخوارق والغرابات.
رابعا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه الله للرسالة وانه خاتم النبيين وانه حق (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (الجمعة: 2).
خامسا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وحبيب الله وخليله.
سادسا: نؤمن ان حبه صلى الله عليه وسلم واجب وله صفتان صفة صحة وصفة كمال واعلاهما ان تحبه صلى الله عليه وسلم اكثر من مالك وولدك ونفسك والناس أجمعين.
سابعا: نؤمن ان النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نحبه وكيف نجله وكيف نوقره حتى لا نضل ولا نتحرف ونهانا عن الغلو فيه بقوله (لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى بن مريم انما انا عبدالله ورسوله فقولوا عبدالله ورسوله) وقال صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا قبري عيدا) وقال صلى الله عليه وسلم لما سمع رجل يقول (ما شاء الله وشئت) قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده» فأمرنا بطاعته والتزام سننه وطريقته وهديه في جميع الامور لان طريقته الطريقة المثلى وسنته وهديه خاليان من التطرف والغلو فقال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي) (خذوا عني مناسككم) (صلوا كما رأيتموني اصلي) (لا تغلوا في دينكم) (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
ومع ذلك فلم يأمرنا بالاحتفال بميلاده انما أمرنا باقتفاء اثره واتباع سيرته صلى الله عليه وسلم (فهل من معتبر).
ثامنا: نؤمن ان الصحابة اكثر الخلق حبا وتعظيما له ولم تعرف البشرية احدا يحبه اصحابه كما يحب اصحاب محمد محمدا ومع ذلك ما جلسوا لذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم ولا تذكروا ميلاده ولا علموه لابناءهم وأهليهم ولا احتفلوا وأمروا بالاحتفال به ولكن كانوا جادين بنشر سنته والعمل بها وتعليمها للخلق فتحوا البلاد بالدعوة بسنته وتعليم الناس خلقه وأدبه ودينه من غير ان يحتفلوا بميلاده صلى الله عليه وسلم وهم احب الناس له.
تاسعا: نؤمن ان حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالبدع في دينه ولا اختلاق ايام لميلاده ولا ميلاد غيره وان حبه التزام واتباع وطاعة لله بما شرع.
وبعد هذا لماذا نطلب ان نذكره في يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم وهو حدث طبيعي وذكرى مبعثه اولى ولماذا يوم مبعثه فهجرته احرى ولماذا لا يكون يوم حجه الأوحد وهذا اجدى لنزول آية التمام للدين والاسلام.
أتعرفون لما لم يلتفت خير البشر بعد سيد البشر لما سبق ذكره ذلك لعلمهم انها بدع وضلال وانحراف عن الصراط المستقيم الذي علمهم وأرشدهم اليه (النور والهادي البشير) محمد صلى الله عليه وسلم.
أخيرا: نحن نحتاج ان نذكره صلى الله عليه وسلم في كل يوم بل في كل لحظات اليوم اتدرون لماذا لاننا نحتاج معرفة هديه وطريقته في العبادات والمعاملات والاخلاق مع ربنا ومع انفسنا ومع الآخرين في كل لحظة من اجل ذلك سنستغني عن هذه الموالد والاحتفالات وكل ما يحدث البشر من ضلالات مخالفة لهدي سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
مسك الختام:
عندها علمنا ان المولد حق وان الموالد زيف (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
أحبك يا رسول الله.
alsultan34@hotmail.com
الاربعاء تاريخ 13/4/ 2005
جريدة الوطن الكويتية
http://www.alwatan.com.kw/
حقيقة المولد وزيف الموالد
اللهم لك الحمد انت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك انت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد انت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، (ومحمد صلى الله عليه وسلم حق)، والساعة حق، اللهم لك اسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، واليك أنبت، وبك خاصمت، واليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أنت الهي لا اله الا انت.
ان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم حق لا ريب فيه وانه صلى الله عليه وسلم قد ولد ولادة بشرية لم تتميز عن غيرها لا بالشكل ولا المضمون وذلك انه صلى الله عليه وسلم لما ولد لم يخرج النور من فرج امه كما يقال ولم يولد مختونا (على الصحيح) (قل إنما أنا بشر مثلكم) فالطبيعة البشرية ملاحقة له صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل حياته فهو والبشر سواء ولكنه فاز بالاصطفاء من ربه فجعله (رسولا نبيا) وجعله (حبيبا خليلا) وجعله (سيدا على الخلق ولا فخر)، (لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم) وتشكيل الكلمة الاخيرة (انفسهم) تدل على معنيين على البشرية المحضة له صلى الله عليه وسلم من جهة فهو ليس إلهاً كما يقول ابن عربي ولا هو نور الخلق ولا هو الذي من اجله خلقت الدنيا ولا اي من الانحرافات التي لا تنتهي عند (ابن عربي وأشياعه ومحبيه).
والمعنى الآخر انه صلى الله عليه وسلم من افضل الناس والبشرية خَلقا وخُلقا ومعدنا فطباعه صلى الله عليه وسلم جليلة وأخلاقه جميلة ومعاملته طيبة غير مليلة صادق أمين محبوب عند كل من عرفه حتى ان اعداءه فيما بينهم وبين انفسهم لا يستطيعون انكار فضائله.
هذه عجالة بين المولد الحق وزيف الموالد أضعها بين يديك ايها القارىء الحبيب لعلها تنير لك الدروب وتصل بها لبر الأمان كما وصلنا بحمد الله ونعمته.
اولا: نؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وسلم انه كما قال المحققون على الارجح والله اعلم انه يوم الاثنين 12 من ربيع الاول من عام الفيل.
ثانيا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم ما خرج من بشريته من كونه نطفة في رحم امه الى ان ولد من فرج امه صلى الله عليه وسلم (قل انما أنا بشر مثلكم).
ثالثا: نؤمن ان ميلاده بشري طبيعي خال من الخوارق والغرابات.
رابعا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه الله للرسالة وانه خاتم النبيين وانه حق (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (الجمعة: 2).
خامسا: نؤمن انه صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وحبيب الله وخليله.
سادسا: نؤمن ان حبه صلى الله عليه وسلم واجب وله صفتان صفة صحة وصفة كمال واعلاهما ان تحبه صلى الله عليه وسلم اكثر من مالك وولدك ونفسك والناس أجمعين.
سابعا: نؤمن ان النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نحبه وكيف نجله وكيف نوقره حتى لا نضل ولا نتحرف ونهانا عن الغلو فيه بقوله (لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى بن مريم انما انا عبدالله ورسوله فقولوا عبدالله ورسوله) وقال صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا قبري عيدا) وقال صلى الله عليه وسلم لما سمع رجل يقول (ما شاء الله وشئت) قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده» فأمرنا بطاعته والتزام سننه وطريقته وهديه في جميع الامور لان طريقته الطريقة المثلى وسنته وهديه خاليان من التطرف والغلو فقال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي) (خذوا عني مناسككم) (صلوا كما رأيتموني اصلي) (لا تغلوا في دينكم) (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
ومع ذلك فلم يأمرنا بالاحتفال بميلاده انما أمرنا باقتفاء اثره واتباع سيرته صلى الله عليه وسلم (فهل من معتبر).
ثامنا: نؤمن ان الصحابة اكثر الخلق حبا وتعظيما له ولم تعرف البشرية احدا يحبه اصحابه كما يحب اصحاب محمد محمدا ومع ذلك ما جلسوا لذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم ولا تذكروا ميلاده ولا علموه لابناءهم وأهليهم ولا احتفلوا وأمروا بالاحتفال به ولكن كانوا جادين بنشر سنته والعمل بها وتعليمها للخلق فتحوا البلاد بالدعوة بسنته وتعليم الناس خلقه وأدبه ودينه من غير ان يحتفلوا بميلاده صلى الله عليه وسلم وهم احب الناس له.
تاسعا: نؤمن ان حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالبدع في دينه ولا اختلاق ايام لميلاده ولا ميلاد غيره وان حبه التزام واتباع وطاعة لله بما شرع.
وبعد هذا لماذا نطلب ان نذكره في يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم وهو حدث طبيعي وذكرى مبعثه اولى ولماذا يوم مبعثه فهجرته احرى ولماذا لا يكون يوم حجه الأوحد وهذا اجدى لنزول آية التمام للدين والاسلام.
أتعرفون لما لم يلتفت خير البشر بعد سيد البشر لما سبق ذكره ذلك لعلمهم انها بدع وضلال وانحراف عن الصراط المستقيم الذي علمهم وأرشدهم اليه (النور والهادي البشير) محمد صلى الله عليه وسلم.
أخيرا: نحن نحتاج ان نذكره صلى الله عليه وسلم في كل يوم بل في كل لحظات اليوم اتدرون لماذا لاننا نحتاج معرفة هديه وطريقته في العبادات والمعاملات والاخلاق مع ربنا ومع انفسنا ومع الآخرين في كل لحظة من اجل ذلك سنستغني عن هذه الموالد والاحتفالات وكل ما يحدث البشر من ضلالات مخالفة لهدي سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
مسك الختام:
عندها علمنا ان المولد حق وان الموالد زيف (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
أحبك يا رسول الله.
alsultan34@hotmail.com
الاربعاء تاريخ 13/4/ 2005
جريدة الوطن الكويتية
http://www.alwatan.com.kw/
تعليق