بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساءلتني احد الأخوات المتأملات بحثا عن الحقيقة عن حقيقة زواج عمر من ام كلثوم فكان جوابنا هكذا ووجدت انه قد ينفع الأخوة والأخوات الاطلاع عليه
كم تسعدني مبادرتك للسؤال، والسؤال هو منطلق الرحلة نحو الحق، والعلم كنز مفتاحه السؤال كما يقول الرسول ص..
وسأبتدا من سؤالك فيما يتعلق بالزواج المزعوم لعمر من السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ع..
واعلمي يا أختاه ان هذا الزواج مما تحدثت به روايات أهل السنة كثيرا، ووردت اليه الإشارة في صحيح البخاري الذي مر عليه كأمر واقع فيما يعرف بخبر أم سليط.. هذا ناهيك عن بقية الكتب..
وقد جاء التعرض لهذا الزواج في كتب الشيعة في العديد من الاحاديث تميزت كلها بالضعف ما عدا حديث زرارة بن أعين (رض) عن الإمام الصادق (ع) والذي يشير فيه الإمام ع إلى قولته المعروفة: ذلك فرج اغتصبناه..
وقد أوقعت هذه الرواية الحيرة في الكثير من العقول التي بحثت في شان هذا الزواج، ومع وجود روايات عند اهل السنة بشأن تهديدات عمر من اجل تحقيق هذا الزواج.. فتصورت هذه العقول ان الزواج قد تم ولكن بالاكراه..
ولكن تحليلا دقيقا للروايات يفضح القضية برمتها، وتضع حديث زرارة بن اعين في قبالة فهم دقيق له.. فتعالي أخيتي نتطلع على عالم هذه الروايت لنجد ما تتحدث به
لن اتحدث عن العرض السني المتناقض لبدايات هذا الزواج والذي ينتقص جدا من مقامي امير المؤمنين ع ومن نفس مقام عمر، فالأمير ع سيقدم هنا بصورة الإنسان المتخلي عن غيرته والمحتال على ابنته لكي يرسل بها الى عمر كي يراها وهي البنت المميزة.. أما عمر المرسلة اليه البنت فترينه يقبلها تارة وأخرى يقرصها في فخذها ويكشف ساقها وما شاكل.. كل ذلك وهي وحيدة احتال عليها ابوها وقبل الزواج..
ولن اتحدث عن أكذوبة الخلاف الناشب بين الإمامين الحسن والحسين ع مع أبيهما أمير المؤمنين ع وهجرانهما اياه بسبب هذا الزواج..
ولكن تعالي لنطالع الوثائق السنية المتعلقة بهذا الزواج، عندئذ سنجد الأمور التالية:
أولا: ان عمر تزوج منها وأولدها زيدا ورقية.
ثانيا: انها تزوجت من بعد عمر كلا من عون ومحمد ولدا جعفر بن أبي طالب وتزوجت من بعدهما عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وقال متشائمة بذلك في يوم زفافها: واخجلتاه من أسماء بنت عميس لقد هلك ولداها في حضني وأخشى على ولدها الثالث أن يهلك في حضني أيضا!!!
ثالثا: إنها توفيت وصلى عليها عبد الله بن عمر وصلى خلفه الحسن والحسين عليهما السلام..
هذه الوقائع الرئيسية لهذا الزواج كما تنقلها أهم المصادر السنية المعتمدة في ترجمة ام كلثوم ع، ولكن تحليلها يظهر واحدة من أقذر الأكاذيب التي مرت على عرض رسول الله ص من جهة، ويبرز حقيقة الغباء والبلادة التي حدت بالمحدثين أن يتناقلوا هذا الخبر، وحدت بالمتكلمين ان يبنوا عليه الكثير من الاستنتاجات العقائدية، بل حدت بالفقهاء إلى أن يتخذوا منها إحدى محطات الاستنباط الفقهي..
كيف؟؟
محمد وعون استشهد احدهما وارتث الآخر في معركة تستر ثم استشهد نتيجة لجراحته (رضوان الله عليهما)، ومعركة تستر من معارك القادسية، ومعارك القادسية إنما تمت في زمن عمر, فهل يا ترى يمكن تصور أن أم كلثوم تتزوج من رجلين في حياة زوجها الأول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا اولا.. أما ثانيا: فإن عبد الله بن جعفر كان متزوجا من اختها الكبيرة الصديقة الحوراء زينب ع وظلت معه إلى أن توفيت مغتصة بكمدها على الإمام الحسين ع عام 65 ، فهل يعقل أن يكون عبد الله قد تزوج من الأختين معا في وقت واحد؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ثانيا.. واما ثالثا فمن المعلوم ان ام كلثوم ع كانت من سبايا كربلاء (عام 61) وخطبتها في الكوفة من عواصم الخطب, فكيف يمكن ان تكون من سبايا كربلاء من بعد مقتل الإمام الحسين ع، فيما القوم يروون بانها حين ماتت صلى عليها عبد الله بن عمر وصلى خلفه الحسن والحسين ع؟؟؟؟؟؟؟
أرأيت كيف غدت قصة الزواج المكذوبة بمثابة فرج اغتصب من آل محمد ص، فلقد اغتصبه كذبة الرواة فوضعوه في غير موضعه، ولذلك قال الإمام الصادق ع قولته المنقولة عن زرارة...
بعد ان تبين لنا حقيقة هذه الأكذوبة لا بد وأن نبين الأسباب التي حدت بالسياسة المعتمدة من قبل الأنظمة لتمرير هذه الكذبة وتعميمها، وتحويلها وفق مبدأ: اكذب أكذب حتى يصدقك الناس إلى قضية تشابه الحقيقة..
نلحظ في البداية ان هذا الخبر قدّم في الكثير من كتب حديث أهل السنة باعتباره نتيجة لرواية عمر عن الرسول ص: إن كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.. فقد عللت رغبة عمر بالزواج من صبية لم تبلغ الحلم على بعض ما في الروايات وهو الكهل الكبير بانه سمع الرسول ص يقول ذلك فأحب أن لا تنقطع نسبه يوم القيامة..
وهكذا بدا عمر المؤذي لرسول الله ص بقوله له : إن النبي ليهجر وفق صحيح مسلم، وإن النبي قد غلب عليه الوجع..
والرافض لسنة الرسول ص بقوله: حسبنا كتاب الله بعد ان قال الرسول (ص) لهم: آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، فرفض عمر هذا الطلب وقال: حسبنا كتاب الله ليؤشر على موقف سيتفاعل بتضخم مطرد باتجاه رفض السنة النبوية والذي سيتحول بعد موت الرسول ص بأبي وامي الى منع التحديث عن الرسول أو تحجيم الحديث عن الرسول فضلا عن احراق الصحائف التي كتبها الصحابة من هذا الحديث..
والمطرود من بيت الرسول (ص) وهو المصداق العملي لقول الرسول: قوموا عني في حديث رزية الخميس..
عمر المتهم بقتل فاطمة الزهراء ع بعد حرق بيتها بأبي وامي..
عمر هذا يراد له ان يبرز بعنوان الحرص على ابقاء العلقة مع الرسول ص في اعلى صورها ومن خلال التناسب مع نفس فاطمة الزهراء ع والتي يعترف البخاري انها ماتت وهي واجدة (غاضبة) عليه وعلى صاحبه الأول ابن أبي قحافة..
وفي المقابل سيقدم علي بن أبي طالب ع في نفس الوقت بالراغب بقطع هذه العلقة مع الرسول ص ومع فاطمة ع وذلك من خلال وضعهم لأكذوبة أخرى هي اكذوبة خطبة بنت أبي جهل (لع) من قبل الأمير في عهد رسول الله، وتصوير الرسول ص بالتعريض الشديد وأمام الناس بأمير المؤمنين ع وكيف ان فاطمة كانت غاضبة على علي ع، والمصيبة أن بعض نصوص حديث فاطمة بضعة مني يغضبها ما يغضبني قد أوردوه في حديث خطبة بنت ابي جهل، وهو أمر قد نفرد له حديثا مستقلا إن شاء الله تعالى..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساءلتني احد الأخوات المتأملات بحثا عن الحقيقة عن حقيقة زواج عمر من ام كلثوم فكان جوابنا هكذا ووجدت انه قد ينفع الأخوة والأخوات الاطلاع عليه
كم تسعدني مبادرتك للسؤال، والسؤال هو منطلق الرحلة نحو الحق، والعلم كنز مفتاحه السؤال كما يقول الرسول ص..
وسأبتدا من سؤالك فيما يتعلق بالزواج المزعوم لعمر من السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ع..
واعلمي يا أختاه ان هذا الزواج مما تحدثت به روايات أهل السنة كثيرا، ووردت اليه الإشارة في صحيح البخاري الذي مر عليه كأمر واقع فيما يعرف بخبر أم سليط.. هذا ناهيك عن بقية الكتب..
وقد جاء التعرض لهذا الزواج في كتب الشيعة في العديد من الاحاديث تميزت كلها بالضعف ما عدا حديث زرارة بن أعين (رض) عن الإمام الصادق (ع) والذي يشير فيه الإمام ع إلى قولته المعروفة: ذلك فرج اغتصبناه..
وقد أوقعت هذه الرواية الحيرة في الكثير من العقول التي بحثت في شان هذا الزواج، ومع وجود روايات عند اهل السنة بشأن تهديدات عمر من اجل تحقيق هذا الزواج.. فتصورت هذه العقول ان الزواج قد تم ولكن بالاكراه..
ولكن تحليلا دقيقا للروايات يفضح القضية برمتها، وتضع حديث زرارة بن اعين في قبالة فهم دقيق له.. فتعالي أخيتي نتطلع على عالم هذه الروايت لنجد ما تتحدث به
لن اتحدث عن العرض السني المتناقض لبدايات هذا الزواج والذي ينتقص جدا من مقامي امير المؤمنين ع ومن نفس مقام عمر، فالأمير ع سيقدم هنا بصورة الإنسان المتخلي عن غيرته والمحتال على ابنته لكي يرسل بها الى عمر كي يراها وهي البنت المميزة.. أما عمر المرسلة اليه البنت فترينه يقبلها تارة وأخرى يقرصها في فخذها ويكشف ساقها وما شاكل.. كل ذلك وهي وحيدة احتال عليها ابوها وقبل الزواج..
ولن اتحدث عن أكذوبة الخلاف الناشب بين الإمامين الحسن والحسين ع مع أبيهما أمير المؤمنين ع وهجرانهما اياه بسبب هذا الزواج..
ولكن تعالي لنطالع الوثائق السنية المتعلقة بهذا الزواج، عندئذ سنجد الأمور التالية:
أولا: ان عمر تزوج منها وأولدها زيدا ورقية.
ثانيا: انها تزوجت من بعد عمر كلا من عون ومحمد ولدا جعفر بن أبي طالب وتزوجت من بعدهما عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وقال متشائمة بذلك في يوم زفافها: واخجلتاه من أسماء بنت عميس لقد هلك ولداها في حضني وأخشى على ولدها الثالث أن يهلك في حضني أيضا!!!
ثالثا: إنها توفيت وصلى عليها عبد الله بن عمر وصلى خلفه الحسن والحسين عليهما السلام..
هذه الوقائع الرئيسية لهذا الزواج كما تنقلها أهم المصادر السنية المعتمدة في ترجمة ام كلثوم ع، ولكن تحليلها يظهر واحدة من أقذر الأكاذيب التي مرت على عرض رسول الله ص من جهة، ويبرز حقيقة الغباء والبلادة التي حدت بالمحدثين أن يتناقلوا هذا الخبر، وحدت بالمتكلمين ان يبنوا عليه الكثير من الاستنتاجات العقائدية، بل حدت بالفقهاء إلى أن يتخذوا منها إحدى محطات الاستنباط الفقهي..
كيف؟؟
محمد وعون استشهد احدهما وارتث الآخر في معركة تستر ثم استشهد نتيجة لجراحته (رضوان الله عليهما)، ومعركة تستر من معارك القادسية، ومعارك القادسية إنما تمت في زمن عمر, فهل يا ترى يمكن تصور أن أم كلثوم تتزوج من رجلين في حياة زوجها الأول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا اولا.. أما ثانيا: فإن عبد الله بن جعفر كان متزوجا من اختها الكبيرة الصديقة الحوراء زينب ع وظلت معه إلى أن توفيت مغتصة بكمدها على الإمام الحسين ع عام 65 ، فهل يعقل أن يكون عبد الله قد تزوج من الأختين معا في وقت واحد؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ثانيا.. واما ثالثا فمن المعلوم ان ام كلثوم ع كانت من سبايا كربلاء (عام 61) وخطبتها في الكوفة من عواصم الخطب, فكيف يمكن ان تكون من سبايا كربلاء من بعد مقتل الإمام الحسين ع، فيما القوم يروون بانها حين ماتت صلى عليها عبد الله بن عمر وصلى خلفه الحسن والحسين ع؟؟؟؟؟؟؟
أرأيت كيف غدت قصة الزواج المكذوبة بمثابة فرج اغتصب من آل محمد ص، فلقد اغتصبه كذبة الرواة فوضعوه في غير موضعه، ولذلك قال الإمام الصادق ع قولته المنقولة عن زرارة...
بعد ان تبين لنا حقيقة هذه الأكذوبة لا بد وأن نبين الأسباب التي حدت بالسياسة المعتمدة من قبل الأنظمة لتمرير هذه الكذبة وتعميمها، وتحويلها وفق مبدأ: اكذب أكذب حتى يصدقك الناس إلى قضية تشابه الحقيقة..
نلحظ في البداية ان هذا الخبر قدّم في الكثير من كتب حديث أهل السنة باعتباره نتيجة لرواية عمر عن الرسول ص: إن كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.. فقد عللت رغبة عمر بالزواج من صبية لم تبلغ الحلم على بعض ما في الروايات وهو الكهل الكبير بانه سمع الرسول ص يقول ذلك فأحب أن لا تنقطع نسبه يوم القيامة..
وهكذا بدا عمر المؤذي لرسول الله ص بقوله له : إن النبي ليهجر وفق صحيح مسلم، وإن النبي قد غلب عليه الوجع..
والرافض لسنة الرسول ص بقوله: حسبنا كتاب الله بعد ان قال الرسول (ص) لهم: آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، فرفض عمر هذا الطلب وقال: حسبنا كتاب الله ليؤشر على موقف سيتفاعل بتضخم مطرد باتجاه رفض السنة النبوية والذي سيتحول بعد موت الرسول ص بأبي وامي الى منع التحديث عن الرسول أو تحجيم الحديث عن الرسول فضلا عن احراق الصحائف التي كتبها الصحابة من هذا الحديث..
والمطرود من بيت الرسول (ص) وهو المصداق العملي لقول الرسول: قوموا عني في حديث رزية الخميس..
عمر المتهم بقتل فاطمة الزهراء ع بعد حرق بيتها بأبي وامي..
عمر هذا يراد له ان يبرز بعنوان الحرص على ابقاء العلقة مع الرسول ص في اعلى صورها ومن خلال التناسب مع نفس فاطمة الزهراء ع والتي يعترف البخاري انها ماتت وهي واجدة (غاضبة) عليه وعلى صاحبه الأول ابن أبي قحافة..
وفي المقابل سيقدم علي بن أبي طالب ع في نفس الوقت بالراغب بقطع هذه العلقة مع الرسول ص ومع فاطمة ع وذلك من خلال وضعهم لأكذوبة أخرى هي اكذوبة خطبة بنت أبي جهل (لع) من قبل الأمير في عهد رسول الله، وتصوير الرسول ص بالتعريض الشديد وأمام الناس بأمير المؤمنين ع وكيف ان فاطمة كانت غاضبة على علي ع، والمصيبة أن بعض نصوص حديث فاطمة بضعة مني يغضبها ما يغضبني قد أوردوه في حديث خطبة بنت ابي جهل، وهو أمر قد نفرد له حديثا مستقلا إن شاء الله تعالى..
تعليق