بسمه تعالى
( من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق )
من كلام لسماحة المربي الفاضل والعلامة المجاهد سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم دام ظله " الرجل أو الشخص المعطاء عطاءً مرضياً لله سبحانه وتعالى ورسوله , نافعاً للمجتمع في أي مجال من المجالات , يجب أن يـُقدّر وينال وزنه اللائق به "
أريد إقتباس موضوع مهم من كلام الشيخ حفظه الله عزوجل , وهذا الموضوع يتعلق بتعامل الناس مع الأشخاص العاملين في المجتمع في العمل الإسلامي أو الاجتماعي بالخصوص ومن يقدم الخدمات للناس بشكل عام ,,
اعتقد بأننا كمجتمع مؤمن لابد لنا من مراجعة حساباتنا في طريقة التعامل مع القائمين على هذه الأعمال الخيرية , فهؤلاء الأشخاص قد تقدموا بإرادتهم ومن ناحية التكليف الشرعي اولاً , ومن ناحية حبهم للمجتمع ثانياً , ولذلك فهم قد تقدموا من اجل حمل هذه الأمانة بالإضافة أنهم تركوا ما لم يتركه غيرهم ’ فقد ضحوا بأوقاتهم وراحتهم من اجل تقديم الخدمات والمساعدة لمجتمعهم , وسأطرح هنا بعض النقاط التي أراها تستوعب الموضوع أو على الأقل تشير إلى معالمه المهمة .
1- طبعاً نحن لا نعتقد بأن من يدخل في العمل الإسلامي يكون معصوماً و لا يشوب عمله خطأ , بل ان هناك أشخاصاً قد يكونون عامل سلبي على العمل قبل ان يكونوا خدمة للإسلام والمؤمنين , ولكن هذا لا يعني ان ليس هناك مؤمنين مخلصين لهذا الجانب , ولذلك فلابد للنظر بجدية إلى مسألة حسن الظن في هذا الجانب أكثر من سوء الظن إلا إذا ثبت النقيض .
2- سؤال لابد ان يطرحه المجتمع على نفسه , ما هو شكل التعامل الصحيح مع العاملين في المجال الإسلامي والاجتماعي في المجتمع ؟ هل هو المدح والثناء لهم ؟ أم الذم في عملهم ؟ وما موقفنا تجاه من يذم أو من يمدح ؟
طبعا هذا الأمر خاضع لتقييم العمل من قبل أفراد المجتمع , ولكن هنا نقطة هامة جداً وهي , إن تقييم العمل يختلف عن تقييم روح العامل للعمل , فما قلنا سابقاً إن العمل خاضع للخطأ والصحة وهذا أمر لاشك فيه وهنا تبرز كيفية تعاطي المجتمع مع تصحيح الخطأ او تطوير العمل الصحيح ومدى تفاعلهم معه , ولكن عندما أتعامل مع روح العاملين وخصوصاً عندما أرى منهم الإخلاص والجدية في الخدمة والعمل الحركي فهذا لابد لن ان لا ينعكس سلباً على تقييم العمل , للأسف ان هناك افراداً في المجتمع عندما يلاحظوا نقطة سلبية في العمل فإنهم ينتقدون العامل في شخصه وذاته ولا يراعوا مدى حركته وخدمته وهذا أمر غير مرغوب فيه ,
فنحن لابد ان يكون تعاملنا تشجيعي للأفراد العاملين وليس عملية تحبيط خصوصاً عندما نرى مدى الجهد ولنعلم ان الله جل وعلا يحاسبنا على مدى تعاملنا مع المؤمنين وخصوصاً عندما تصل المسألة إلى حالة التسقيط والذم في شخص الإنسان المؤمن , وهنا أطرح قضية من حياة أئمتنا عليهم السلام فكان احد أبناء الأئمة يذم الإمام السجاد عليه السلام لأنه لا يصله بالعطاء ولا يقدم له المساعدة مع العلم ان الإمام عليه السلام هو من يأخذ الطعام والعطاء إلى منازل الفقراء ليلاً ولم يعرف بذلك إلا بعد شهادته , وهذا دليل على ان هناك في المجتمع من هو يخدم المؤمنين ولكن لا احد يعلم به .
3- الإنسان المؤمن العامل إحدى صفاته هي أنه مجهول في عمله من أجل تحقيق الإخلاص في حركته وهو طبعا لا يريد تحقيق المدح والثناء لنفسه , ولكن هذا لا يعني عدم تشجيعه وإظهار الثناء عليه وتقييم العمل الذي يقوم به , فشكر المنعم واجب بحد ذاته والمنعم الحقيقي هو الله جل وعلا ولكن وسائل تحقيق النعم ايضاً متمثلة في الإنسان المؤمن بإعتباره أحد الأسباب فلذلك فمسؤولية المجتمع ان تتعامل معه بإحترام أكثر مما يتم إحترام غيره من أصحاب المناصب .
4- من ضمن مشاهداتي التي عايشتها في سلك العاملين , أنني وجدت شباباً كانوا يدفعون من رواتبهم الكثير من اجل الأطفال الذين كان يدرسهم في المسجد ويشتري الهدايا لهم وظل على هذا الحال حتى تخرج هؤلاء الطلبة وبعضهم الآن يمتلكون منصف المدرسين والجامعيين وتزوجوا والحمد لله كانوا من الشباب العاملين في مجتمعهم مع العلم ان من كان يدرسهم وظيفته عادية في سلك الحكومة , وغيره كثير من المشاهدات , أفلا يحق لهؤلاء أن يكرمهم المجتمع .
5- أعتقد إخواني وأخواتي أن هناك جنوداً مجهولين لا نعلم بهم وهم ايضاً لا يحبون ان يظهروا للنا فعلينا ان نبحث عنهم من أجل أن لا يأتي يوم ونفتقدهم ونحس بتقصيرنا لهم .
أسأل الله أن يحفظ المؤمنين والمؤمنات خدمة الشريعة والدين والمؤمنين من كل مكروه , ويجعلنا ممن تناله دعواتهم الصالحة .
نبضات ولائية
السبت 16/4/2005 الموافق 6/ربيع الأول / 1426هـ
( من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق )
من كلام لسماحة المربي الفاضل والعلامة المجاهد سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم دام ظله " الرجل أو الشخص المعطاء عطاءً مرضياً لله سبحانه وتعالى ورسوله , نافعاً للمجتمع في أي مجال من المجالات , يجب أن يـُقدّر وينال وزنه اللائق به "
أريد إقتباس موضوع مهم من كلام الشيخ حفظه الله عزوجل , وهذا الموضوع يتعلق بتعامل الناس مع الأشخاص العاملين في المجتمع في العمل الإسلامي أو الاجتماعي بالخصوص ومن يقدم الخدمات للناس بشكل عام ,,
اعتقد بأننا كمجتمع مؤمن لابد لنا من مراجعة حساباتنا في طريقة التعامل مع القائمين على هذه الأعمال الخيرية , فهؤلاء الأشخاص قد تقدموا بإرادتهم ومن ناحية التكليف الشرعي اولاً , ومن ناحية حبهم للمجتمع ثانياً , ولذلك فهم قد تقدموا من اجل حمل هذه الأمانة بالإضافة أنهم تركوا ما لم يتركه غيرهم ’ فقد ضحوا بأوقاتهم وراحتهم من اجل تقديم الخدمات والمساعدة لمجتمعهم , وسأطرح هنا بعض النقاط التي أراها تستوعب الموضوع أو على الأقل تشير إلى معالمه المهمة .
1- طبعاً نحن لا نعتقد بأن من يدخل في العمل الإسلامي يكون معصوماً و لا يشوب عمله خطأ , بل ان هناك أشخاصاً قد يكونون عامل سلبي على العمل قبل ان يكونوا خدمة للإسلام والمؤمنين , ولكن هذا لا يعني ان ليس هناك مؤمنين مخلصين لهذا الجانب , ولذلك فلابد للنظر بجدية إلى مسألة حسن الظن في هذا الجانب أكثر من سوء الظن إلا إذا ثبت النقيض .
2- سؤال لابد ان يطرحه المجتمع على نفسه , ما هو شكل التعامل الصحيح مع العاملين في المجال الإسلامي والاجتماعي في المجتمع ؟ هل هو المدح والثناء لهم ؟ أم الذم في عملهم ؟ وما موقفنا تجاه من يذم أو من يمدح ؟
طبعا هذا الأمر خاضع لتقييم العمل من قبل أفراد المجتمع , ولكن هنا نقطة هامة جداً وهي , إن تقييم العمل يختلف عن تقييم روح العامل للعمل , فما قلنا سابقاً إن العمل خاضع للخطأ والصحة وهذا أمر لاشك فيه وهنا تبرز كيفية تعاطي المجتمع مع تصحيح الخطأ او تطوير العمل الصحيح ومدى تفاعلهم معه , ولكن عندما أتعامل مع روح العاملين وخصوصاً عندما أرى منهم الإخلاص والجدية في الخدمة والعمل الحركي فهذا لابد لن ان لا ينعكس سلباً على تقييم العمل , للأسف ان هناك افراداً في المجتمع عندما يلاحظوا نقطة سلبية في العمل فإنهم ينتقدون العامل في شخصه وذاته ولا يراعوا مدى حركته وخدمته وهذا أمر غير مرغوب فيه ,
فنحن لابد ان يكون تعاملنا تشجيعي للأفراد العاملين وليس عملية تحبيط خصوصاً عندما نرى مدى الجهد ولنعلم ان الله جل وعلا يحاسبنا على مدى تعاملنا مع المؤمنين وخصوصاً عندما تصل المسألة إلى حالة التسقيط والذم في شخص الإنسان المؤمن , وهنا أطرح قضية من حياة أئمتنا عليهم السلام فكان احد أبناء الأئمة يذم الإمام السجاد عليه السلام لأنه لا يصله بالعطاء ولا يقدم له المساعدة مع العلم ان الإمام عليه السلام هو من يأخذ الطعام والعطاء إلى منازل الفقراء ليلاً ولم يعرف بذلك إلا بعد شهادته , وهذا دليل على ان هناك في المجتمع من هو يخدم المؤمنين ولكن لا احد يعلم به .
3- الإنسان المؤمن العامل إحدى صفاته هي أنه مجهول في عمله من أجل تحقيق الإخلاص في حركته وهو طبعا لا يريد تحقيق المدح والثناء لنفسه , ولكن هذا لا يعني عدم تشجيعه وإظهار الثناء عليه وتقييم العمل الذي يقوم به , فشكر المنعم واجب بحد ذاته والمنعم الحقيقي هو الله جل وعلا ولكن وسائل تحقيق النعم ايضاً متمثلة في الإنسان المؤمن بإعتباره أحد الأسباب فلذلك فمسؤولية المجتمع ان تتعامل معه بإحترام أكثر مما يتم إحترام غيره من أصحاب المناصب .
4- من ضمن مشاهداتي التي عايشتها في سلك العاملين , أنني وجدت شباباً كانوا يدفعون من رواتبهم الكثير من اجل الأطفال الذين كان يدرسهم في المسجد ويشتري الهدايا لهم وظل على هذا الحال حتى تخرج هؤلاء الطلبة وبعضهم الآن يمتلكون منصف المدرسين والجامعيين وتزوجوا والحمد لله كانوا من الشباب العاملين في مجتمعهم مع العلم ان من كان يدرسهم وظيفته عادية في سلك الحكومة , وغيره كثير من المشاهدات , أفلا يحق لهؤلاء أن يكرمهم المجتمع .
5- أعتقد إخواني وأخواتي أن هناك جنوداً مجهولين لا نعلم بهم وهم ايضاً لا يحبون ان يظهروا للنا فعلينا ان نبحث عنهم من أجل أن لا يأتي يوم ونفتقدهم ونحس بتقصيرنا لهم .
أسأل الله أن يحفظ المؤمنين والمؤمنات خدمة الشريعة والدين والمؤمنين من كل مكروه , ويجعلنا ممن تناله دعواتهم الصالحة .
نبضات ولائية
السبت 16/4/2005 الموافق 6/ربيع الأول / 1426هـ
تعليق