تويت
لومند الفرنسية: الإمبراطورية الأمريكية تحاول الهيمنة على أوربا
ما فتأت أوروبا تعلن قلقها المتزايد من الإنفراد الأمريكي في معالجة الأزمات الدولية وعدم الإنصات إلى المواقف الأوروبية. ويتزايد القلق في العواصم الأوروبية هذه الأيام بعد أن قررت إدارة جورج بوش ، التي يقول الأوروبيون إنها تضم فريقا معاديا للمصالح الأوروبية ، التحضير لضربة عسكرية للنظام العراقي.فواشنطن لم تستشر حلفاءها الأروبيين ، كما لم تسمع لتحذيراتهم من العواقب السلبية لأي عمل عسكري أمريكي ضد نظام صدام حسين على الأوضاع المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يؤكد لزعماء الإتحاد الأوروبي أن واشنطن غير مبالية بالقارة العجوز ، بعد أن رفضت في السابق منحها دورا في أفغانستان، وأرغمتها على الإكتفاء بدور المراقب والشريك الإقتصادي في أزمة الشرق الأوسط.
قلق اروبي
صحيفة"لوموند" الفرنسية" كتبت تحت عنوان"الإمبراطورية واوروبا" واصفة السياسة الأمريكية بالهيمنة وإرادة التفرد في تسيير شؤون العالم، وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد 11 سبتمبر أصبحت في "أوج قوتها"، ومن شان ضربة عسكرية إنفرادية للنظام العراقي أن تزيدها شعورا بالتفوق. وقالت الصحيفة أن " اوروبا أمام هذا الوضع أصبح يسيطر عليها شعوران: شعور بالكبت كلاعب قديم تحول إلى مجرد متفرج، وشعور بالقلق وهي ترى تقاليدها وجوارها في حالة إضطراب"، وأضافت الصحيفة :" إن العسكريين الامريكيين أقل حماسا من المدنيين للدخول في حرب ، والسياسة الداخلية والرأي العام الأمريكي وإنتخابات الخريف المقبل يمكنها أن تخفف من حدة الخيار العسكري ، كما أن المخاوف من الإضطرابات والإنعكاسات السلبية في منطقة الشرق الأوسط، والتردد التركي ، وصعوبات العملية العسكرية ، يمكنها أن تصرف الأمريكيين عن هذا الهدف، هذا بالإضافة إلى أنه من غير المؤكد أن يكون الجيش الأمريكي متمرسا على هذا النوع من العمليات ، بالنظر إلى المنظور العسكري إعتاده حتى الوقت الحاضر، والذي يرتكز على التفوق الكبير في العتاد الحربي والرجال ، والتقليل من عدد الضحايا في جانبه إلى حدود الصفر، والإستعداد الدائم لإحتمال الإنسحاب في حال الفشل. وكيفما كان الأمر، فإن القلق الأوروبي هو قلق مشروع : فالشرق الأوسط قريب منا، والتزود من البترول معلق عليه، والأقليات العربية التي تعيش في قارتنا لن تقف بلا ردود فعل إزاء هذه الأزمة".
وتستحضر الصحيفة الفرنسية قولة لباحث أمريكي هو روبير كاغان قال فيها بأن الرؤية الأوروبية تنطلق من الشعور بالعجز، بينما تنطلق الرؤية الأمريكية من الشعور بالقوة، وأن الشعور بالعجز لدى أوروبا هو الذي يجعلها" تتحدث لغة القانون الدولي والتبادل الحرفقط"، وتتابع الصحيفة:"إذا حدث التدخل الامريكي في العراق ، فإنه سيفضح بشكل قاس هذا العجز الأوروبي المتخفي وراء نصف قناع".
الفجوة الواسعة
تقول "لوموند" في مقالها :" من هذا المنظور، هناك تخوف من إفتراق الرأي العام الأوروبي عن الرأي العام الأمريكي . إن هذا هو ما نراه اليوم فيما يتعلق بإسرائيل. وبالرغم من أن عددا من قادة أوروبا ، وعلى رأسهم الألمان والفرنسيون، يوافقون على العملية العسكرية الأمريكية في العراق، خشية الظهور بمظهر المعادي للولايات المتحدة، أو الأسوإ من ذلك التعرض للتهميش على المسرح العالمي، فإن مواقف بعض الدول الأخرى ستكون مختلفة بدون شك، وهذا ينذر بحدوث فجوة واسعة بين أوروبا وامريكا".
وتنتقد الصحيفة الأهداف الكثيرة التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها في منطقة الشرق الأوسط: القضاء على التسلح العراقي ، حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، تجفيف منابع التدين الإسلامي بإسم التطرف، ضمان التوزيع العادل للثروات النفطية، وإصلاح الأنظمة الملكية في منطقة الخليج، ثم تتسائل لوموند" كيف تستطيع ديمقراطية حديثة خاضعة للرأي العام تسيير إمبراطورة مثل هذه؟"، وتضيف في خاتمة المقال: وبشكل عام، هل من السياسة الحديث فقط بلغة القوة ونسيان القانون الدولي؟ وهل من التعقل ضرب مبادئ المؤسسات الدولية الرئيسية بعد المشاركة في إنشائها؟، وأخيرا ،هل نزن جيدا شروط النجاح السياسي على المدى المتوسط والبعيد عندما نعد لتحقيق إنتصار عسكري على الأرض؟ وبتعبير آخر، هل يمكن تحقيق إنتصار سريع دون حل جوهر المشكلة الفلسطينية، بضمان أمن إسرائيل لكن دون إذلال العالم العربي
ما فتأت أوروبا تعلن قلقها المتزايد من الإنفراد الأمريكي في معالجة الأزمات الدولية وعدم الإنصات إلى المواقف الأوروبية. ويتزايد القلق في العواصم الأوروبية هذه الأيام بعد أن قررت إدارة جورج بوش ، التي يقول الأوروبيون إنها تضم فريقا معاديا للمصالح الأوروبية ، التحضير لضربة عسكرية للنظام العراقي.فواشنطن لم تستشر حلفاءها الأروبيين ، كما لم تسمع لتحذيراتهم من العواقب السلبية لأي عمل عسكري أمريكي ضد نظام صدام حسين على الأوضاع المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يؤكد لزعماء الإتحاد الأوروبي أن واشنطن غير مبالية بالقارة العجوز ، بعد أن رفضت في السابق منحها دورا في أفغانستان، وأرغمتها على الإكتفاء بدور المراقب والشريك الإقتصادي في أزمة الشرق الأوسط.
قلق اروبي
صحيفة"لوموند" الفرنسية" كتبت تحت عنوان"الإمبراطورية واوروبا" واصفة السياسة الأمريكية بالهيمنة وإرادة التفرد في تسيير شؤون العالم، وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد 11 سبتمبر أصبحت في "أوج قوتها"، ومن شان ضربة عسكرية إنفرادية للنظام العراقي أن تزيدها شعورا بالتفوق. وقالت الصحيفة أن " اوروبا أمام هذا الوضع أصبح يسيطر عليها شعوران: شعور بالكبت كلاعب قديم تحول إلى مجرد متفرج، وشعور بالقلق وهي ترى تقاليدها وجوارها في حالة إضطراب"، وأضافت الصحيفة :" إن العسكريين الامريكيين أقل حماسا من المدنيين للدخول في حرب ، والسياسة الداخلية والرأي العام الأمريكي وإنتخابات الخريف المقبل يمكنها أن تخفف من حدة الخيار العسكري ، كما أن المخاوف من الإضطرابات والإنعكاسات السلبية في منطقة الشرق الأوسط، والتردد التركي ، وصعوبات العملية العسكرية ، يمكنها أن تصرف الأمريكيين عن هذا الهدف، هذا بالإضافة إلى أنه من غير المؤكد أن يكون الجيش الأمريكي متمرسا على هذا النوع من العمليات ، بالنظر إلى المنظور العسكري إعتاده حتى الوقت الحاضر، والذي يرتكز على التفوق الكبير في العتاد الحربي والرجال ، والتقليل من عدد الضحايا في جانبه إلى حدود الصفر، والإستعداد الدائم لإحتمال الإنسحاب في حال الفشل. وكيفما كان الأمر، فإن القلق الأوروبي هو قلق مشروع : فالشرق الأوسط قريب منا، والتزود من البترول معلق عليه، والأقليات العربية التي تعيش في قارتنا لن تقف بلا ردود فعل إزاء هذه الأزمة".
وتستحضر الصحيفة الفرنسية قولة لباحث أمريكي هو روبير كاغان قال فيها بأن الرؤية الأوروبية تنطلق من الشعور بالعجز، بينما تنطلق الرؤية الأمريكية من الشعور بالقوة، وأن الشعور بالعجز لدى أوروبا هو الذي يجعلها" تتحدث لغة القانون الدولي والتبادل الحرفقط"، وتتابع الصحيفة:"إذا حدث التدخل الامريكي في العراق ، فإنه سيفضح بشكل قاس هذا العجز الأوروبي المتخفي وراء نصف قناع".
الفجوة الواسعة
تقول "لوموند" في مقالها :" من هذا المنظور، هناك تخوف من إفتراق الرأي العام الأوروبي عن الرأي العام الأمريكي . إن هذا هو ما نراه اليوم فيما يتعلق بإسرائيل. وبالرغم من أن عددا من قادة أوروبا ، وعلى رأسهم الألمان والفرنسيون، يوافقون على العملية العسكرية الأمريكية في العراق، خشية الظهور بمظهر المعادي للولايات المتحدة، أو الأسوإ من ذلك التعرض للتهميش على المسرح العالمي، فإن مواقف بعض الدول الأخرى ستكون مختلفة بدون شك، وهذا ينذر بحدوث فجوة واسعة بين أوروبا وامريكا".
وتنتقد الصحيفة الأهداف الكثيرة التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها في منطقة الشرق الأوسط: القضاء على التسلح العراقي ، حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، تجفيف منابع التدين الإسلامي بإسم التطرف، ضمان التوزيع العادل للثروات النفطية، وإصلاح الأنظمة الملكية في منطقة الخليج، ثم تتسائل لوموند" كيف تستطيع ديمقراطية حديثة خاضعة للرأي العام تسيير إمبراطورة مثل هذه؟"، وتضيف في خاتمة المقال: وبشكل عام، هل من السياسة الحديث فقط بلغة القوة ونسيان القانون الدولي؟ وهل من التعقل ضرب مبادئ المؤسسات الدولية الرئيسية بعد المشاركة في إنشائها؟، وأخيرا ،هل نزن جيدا شروط النجاح السياسي على المدى المتوسط والبعيد عندما نعد لتحقيق إنتصار عسكري على الأرض؟ وبتعبير آخر، هل يمكن تحقيق إنتصار سريع دون حل جوهر المشكلة الفلسطينية، بضمان أمن إسرائيل لكن دون إذلال العالم العربي