تويت
نصر الله يعد بتحرير الأسرى والمعتقلين في ذكراهم:
لن نتخلى عن مسؤولياتنا.. وسيكونون قريباً بيننا
عمّار نعمة.
كان سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، الصابرون دوما على الآلام والمؤمنين ابدا بالنصر على الجلاد والتحرر من سجون الاحتلال، على موعد جديد امس، مع حامل قضيتهم و قضية تحرير الارض والانسان، الامين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله، الذي اكد خلال مهرجان الوفاء للمعتقلين انه لا زال على العهد والوعد لكل اسير ومعتقل وراء قضبان العدو.
شاء السيد رفع الصوت من جديد خلال الاحتفال الذي اقامته الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين وعائلة القنطار في مدرسة <<شاهد>> امس، لمناسبة الذكرى ال27 لاعتقال القنطار ودعما لقضية الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني، وذلك وفاء للقضية <<الاقدس والاشرف>> مهما بلغت التضحيات، وحذر من ان المفاوضات مع العدو اذا لم تبلغ النتيجة المرجوة خلال فترة قريبة فحينها لن يبقى سوى الخيار الذي اعاد الاسرى المحررين خلال الفترة الماضية، <<وسوف ياتي يوم قريب جدا يكون فيه سمير ويحيى ونسيم بيننا>>. كما اكد ان المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها <<ولو تخلى عنها كل الناس>>، واشار الى ان <<التراجع خطوة في مسالة الصراع مع العدو تعني التراجع كل الطريق>>.
على ان الاهم في المهرجان كان التذكير بالقضية الاساس بالنسبة الى اللبنانيين والمتمثلة دوما بالارض المسبية والحق الاسير والتي لا حياد عنها لتشكل وجهة المعركة الاساسية دائما لاجل الشعب والوطن.
استهل الاحتفال بالايات القرانية، ثم النشيد الوطني، فنشيد فرقة الولاية، امام الاعين الدامعة للاسرى المحررين الذين حضروا خصيصا للمناسبة وفي مقدمتهم الشيخ عبد الكريم عبيد، بينما كادت اللوحة التي وضعت لسمير ويحيى ونسيم والتي تصدرت الحضور، تنطق لشدة الالم..والامل.
والقى اولى الكلمات الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، الذي وجه التحية الى الاسرى <<الذين اعلنوا من معتقلهم تضامنهم مع الشعب اللبناني>>. وتناول الاحداث الاخيرة في البلاد وقال؛ <<كان من الممكن ان نحتفل مع السوريين بعودتهم الى بلادهم لولا حقيقتين: نمط العلاقات التي سادت في الماضي بين البلدين فاعطى السوري الاولوية للعامل الامني ونحن نصر الان على علاقة تكاملية تكون عنوانا لمقاومة الهجمة الاميركية التي تتبلور على المنطقة>>. ودعا الشعب السوري والمجتمع المدني والاحزاب في سوريا ولبنان لاجراء مراجعة نقدية ايجابية للتجربة ورسم خطة مشتركة للتعاون، مشيرا الى ان الديموقراطية لا يجب ان تكون تلبية للمطلب الاميركي بل هي حاجة لبنانية وعربية.
واشار الى الحقيقة الثانية المتمثلة في ان <<المقاومة ليست وليدة اليوم وهي بدات في العام 1948 بل قبل ذلك مع الاعتداءات على ارضنا وشعبنا>>، ودعا السوريين الى حسم موضوع مزارع شبعا التي اكد لبنانيتها بدليل دماء شهدائها. وقال ان المستهدف اليوم ليس سلاح المقاومة فقط بل نهجها وروحها. وحذر من تحرير الارض وترك النظام الفاسد يقضي على هذا الانجاز عبر التحالف الطبقي الذي يهدف الى الانقلاب على الطائف، كما حذر من استبدال الوصاية السورية باخرى اجنبية.
وفي الموضوع الداخلي، دعا الى تثبيت اسس برنامج سياسي لاصلاح الديموقراطية في البلاد لحماية المقاومة وذلك لبناء الدولة العصرية، وحذر من صفقة تحضر لعدم الاخذ بمشروع القانون الانتخابي الذي يعتمد على المحافظة مع النسبية مشيرا الى ان ذلك يشكل تجديدا للفساد وجزءا من المؤامرة على المقاومة.
ثم كانت كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي القاها محمود عبد الخالق الذي اكد على التمسك بخيار المقاومة لانها الاداة الوحيدة التي تفيد في تحرير الاسرى والمعتقلين.
ووجه ثلاث رسائل اولاها الى القنطار اكد فيها العهد الذي قطعته المقاومة على نفسها بقرب ساعة التحرير، وثانيها الى اميركا واسرائيل ومؤداها ان سلاح المقاومة شان داخلي في الصميم وخاصة من قبل القوى التي قامت وتقوم بواجبها في المقاومة. وطالب البعض بحسم خياراته الوطنية وادراك ان لبنان لن يكون بلدا محايدا في معادلة الصراع القومي. اما الرسالة الثالثة فوجهها الى <<حكومة لبنان>> التي طالبها بان تعطي قضية الاسرى والمعتقلين الاولوية.
واشاد النائب علاء الدين ترو الذي القى كلمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بالقنطار وصموده. وراى الا سبيل لبناء الوحدة الوطنية الحقيقة سوى عبر تعزيز الديموقراطية وصيانة الحريات العامة والغاء أي دور للاجهزة الامنية في الحياة السياسية، وعبر الغاء الطائفية السياسية واطلاق برنامج اقتصادي اجتماعي يمكن البلد من النمو.
وطالب الحكومة بان تسارع بعد نيل الثقة الى اجراء الانتخابات النيابية ضمن مواعيدها الدستورية، واكد على مطلب اقالة قادة الاجهزة الامنية والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف حقيقة استشهاد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما.
كلمة اسرة المناضل القنطار القاها شقيقه بسام الذي سال <<كيف ترى لبنانك هذا العام يا سمير؟ تحده الحرية حتى تكاد تخنقه؟ وانت الخبير بها وكل لجان التحقيق فيها طوال 27 عاما. كيف ترانا بعد جلسات العلاج الحر هذه؟ بعد <<كلنا للوطن>> هذا؟ أصرنا اقرب اليك من حبل الوريد ام لن نتلاقى بعد ابدا؟ أتفرح بنا الآن؟ أنت الآن قريب منا في هداريم ترانا وترى الاحتلال. اي احتلال تريد، فمن المأسور؟ اما زلنا نتساوى بأعدائنا ام تمايزنا؟ انت الآن قريب يحدك الأسر والعدو ونحن و22 نيسان>>.
ثم تلا الرسالة المهربة التي بعث بها القنطار من معتقل هداريم للمناسبة. وقال الاخير، ان <<العام الذي مضى كان عام مليء بالتحديات وبمزيد من الظلم والقهر، لكن الأكثر صعوبة والأكثر قهرا هو ذاك المشهد المروع الذي اطل علينا في لبنان مشهد اغتيال رجل كبير من رجالات الوطن دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه>>.
واشار الى ان <<أسئله كثيرة تجعلنا نؤكد انه آن الأوان لبناء دولة ديموقراطية عصرية يكون المواطن ومستقبله في مركز اهتمامها، وقادرة على ترسيخ قيم ومعايير أخلاقية وعادلة تحتكم إليها كل المؤسسات>>.
واضاف <<يجب أن نعزز إيماننا بانتمائنا لمحيطنا العربي. يجب ألا نسمح بعودة صيغة (قوة لبنان في ضعفه) بعد هذه الانتصارات المجيدة التي حققتها مقاومتنا الباسلة. من هنا فإنني ادعوا إلى اعتبار كل دعوة لتجريد المقاومة من سلاحها خطا احمر لا يقل أهمية عن مبدأ السلم الأهلي>>.
ووجه التحية لكل القوى والأحزاب المعادية للمشروع الاميركي، كما حيا صمود الشعب الفلسطيني، وجدد التأكيد على أهمية استمرار تماسك محور الحرية والتحرر الذي يمتد من إيران إلى فلسطين مرورا بالعراق وسوريا ولبنان.
نصر الله
وكانت خاتمة الكلمات لنصر الله الذي قال: <<بعد كل هذه السنين الطويلة التي أمضاها الأخ الأسير والمقاوم الكبير سمير القنطار في سجون الاحتلال، تحضر فيها مناسبة وقضية كل أسير ومعتقل من يحيى سكاف الى نسيم نسر الى كل الاخوة المعتقلين الفلسطينيين والسوريين والأردنيين والمصريين والعرب. ذكرى سمير القنطار هي قضية كل مقاوم ومجاهد ومحتجز في سجون الاحتلال>>.
وتحدث عن جانبين في موضوع الأسرى، وقال: <<عندما ذهب سمير الى ساحة القتال لم يكن يتوقع أن يبقى على قيد الحياة، وهذا حال كل أسير وجريح وكل مقاوم يتخذ قرار المواجهة المسلحة حسم أمره لجهة قبوله الطوعي للشهادة. المهم بالنسبة إلى هؤلاء الذين يجمعهم عنوان إرادة الجهاد والشهادة أنهم أمضوا من أجل هدف وذهبوا يقدمون أغلى ما عندهم لهذا الهدف، هنا مع حضور هذه العناوين يتأكد ما كنا نقوله خلال كل السنين والأسابيع القليلة الماضية بسبب الجدل القائم في البلد، المقاومون ليسوا هواة قتال ولا حمل سلاح. ومن يقل فيهم ذلك يهنهم ويهن قضاياهم ويهن شهداءهم وأسراهم وجراحاتهم وتضحياتهم، وقد قيل فيهم هذا. والمقاومون كنا نقول بأن المقاومة ليست شغلاً ولا مهنة لأن من يعتبر المقاومة شغلاً ومهنة فهو يتهم المقاومين بالارتزاق. سمير وإخوته من الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين هم أولاً وآخراً هم أصحاب قضية وأعظم قضية وأقدس قضية يمكن أن تكون للبناني أو عربي أو مسلم أو إنسان، وبالتالي عندما نريد أن نناقش مقاومة هؤلاء ووظيفة مقاومة هؤلاء وسلاح مقاومة هؤلاء يجب أن نناقشها من هذه الزاوية بالتحديد>>.
وتابع: <<عندما قبلنا وقلنا إن مسألة المقاومة هي مسألة لبنانية داخلية، وتعني اللبنانيين وحدهم، في مسألة المقاومة ووجوب المقاومة وحاجة الوطن والأمة إلى المقاومة، هذا جزء من مخاطبة الرأي العام وجزء من الحوار. نحن نرفض أن نخوض في التفاصيل ولكن أن نتحدث جميعا عن المبدأ، فلنتحدث عن المبدأ>>.
وقال <<الوفاء لكل الشهداء والجرحى والمحررين والأسرى في السجون من كل البلدان العربية، الوفاء لهؤلاء أن نكون أوفياء لهدفهم، والقضية التي قدموا من أجلها ما قدموه. نحن معنيون من جهتنا أن نتمسك بالقضية والهدف حتى لو كان هذا التمسك يتطلب منا المزيد من التضحيات. إلا إذا كنا لا نؤمن بهذا الهدف وهذه القضية. من هنا يبدأ النقاش ويبدأ الخلاف ويبدأ الحوار والى هنا يجب أن ينتهي. وهذا هو الحال الذي كان قائماً في لبنان قبل 1982 وبعدها>>.
زاد <<الأميركيون وجورج بوش يريدون أن يقنعوا اللبنانيين بأن مشكلتهم هنا. في الوقت الذي مشكلة لبنان تكمن في عدوهم الذي احتل الأرض وما زال يحتل جزءاً منها. الذي اعتقل رجالنا ونساءنا وما زال يعتقل جزءاً منهم العدو الذي ينتهك سيادتنا والذي يهدد بلدنا ويعتدي على كرامتنا ويضع بلدنا في دائرة العدوان، هذه هي المشكلة التي يريد البعض أن يتجاهلها ويذهب الى النقاش الى المكان الخطأ. كل ذلك من أجل أن يقولوا عنا إننا منفتحون ونستجيب لما يطلبه العالم منا>>.
وفي الموضوع الداخلي قال: <<نحن ندعو إلى تسويات، بمعنى أن كل شيء في الداخل قابل للنقاش والحوار، ما دمنا مصممين أن نعيش سويا وأن يكون لبنان بلدنا جميعا فلا خيار أمامنا سوى أن ندخل في مناقشات ومعالجات، لكن في مواجهة العدو التسوية هي علامة ضعف، أما في الداخل هي دليل حكمة وتعقل ووعي وحرص وإرادة عيش، أما التراجع في مقابل العدو فهذا أول الوهن. غدا يقال لحكومة لبنان واللبنانيين يجب أن تتخلوا عن المقاومة؟ نتخلى عنها. يجب أن يسلم سلاحها؟ يسلم السلاح. ثم بعد ذلك سيطلب من لبنان حراسة الحدود مع فلسطين المحتلة، وبعد ذلك سوف يبدأ الضغط الأميركي والأوروبي والمجتمع الدولي على لبنان لنتمكن من مساعدتكم في تسديد ديونكم وفي معالجة أزماتكم الاقتصادية يجب أن تعترفوا بإسرائيل. ونعترف بإسرائيل. ولكي نتمكن ونكون جديين هناك بعض الخطوات يجب أن تخطوها لكي تصبح مساعدتنا لكم فعلية يجب أن توقعوا اتفاقية سلام. وهكذا ندور في دوامة المطالب التي لا تنتهي>>.
وقال <<في مواجهة العدو الصهيوني أرضنا خط أحمر، كرامتنا خط أحمر، سيادتنا خط أحمر، أسرانا سمير ونسيم ويحيى خط أحمر. ما دامت هذه العناوين قائمة ومفتوحة، المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها ولو تخلى عنها كل الناس. اليوم الوفاء لسمير ونسيم ويحيى هو الوفاء للقضية والهدف الذي قدموا من أجله أغلى التضحيات والذي لا يمكن أن نحافظ على هذا الهدف والقضية إلا من خلال استمرارنا في المقاومة ومواصلتنا لدرب المقاومة وطريقها>>.
وأشار الى أن الجانب الثاني يرتبط بالأسرى <<هذا الموضوع دائما كان يناقش وكان يقال قبل عمليات التبادل الأخيرة ان قضية الأسرى يجب أن تكون من مسؤولية الدولة والأحزاب وهيئات المجتمع المدني وحتى وسائل الإعلام المحلية تتحمل مسؤولية، والمقاومة تتحمل مسؤولية>>.
وقال <<من جملة ما طالبنا به ونطالب به في البيان الوزاري لهذه الحكومة الجديدة أن يكون هناك موقف واضح من قضية المقاومة وقضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.. وأن تعتبر الحكومة هذا الموضوع من أساسياتها وأن تؤكد عليه في بيانها الوزاري حتى تأتي الحكومة الجديدة بعد الانتخابات وتتبنى هذا الأمر وليصبح هذا الموضوع أمرا ثابتا في أي بيان وزاري>>. وأضاف <<يجب على الحكومة اللبنانية أن تعترف بأن هناك قضية عالقة ومجلس الأمن لا يعترف بها. الدولة يجب أن تقر وأن تعلن للعالم أن هناك جملة قضايا عالقة مع العدو الصهيوني ومن جملتها قضية الأسرى. والكل معني بأن يواصل العمل على المستوى الإعلامي والثقافي والشعبي. وهذا العمل لا تكمن أهميته في أنه يشكل ضغطا على حكومة العدو التي لا يضغطها شيء من هذا القبيل>>تابع <<التفاوض من أجل الأسرى يمكن أن يستمر. لكن نحن نرفض ربط قضية الأخ سمير القنطار ونسيم ويحيى في موضوع الطيار رون أراد رفضا قاطعا. وإذا استطعنا أن نصل الى شيء في موضوع أراد يفتح الأفق الى حل، هذا جيد. ولكن أن يضعنا أحد وفي مقدمه العدو أو الجهات التي ترعى المفاوضات لتقول لنا لا حل لهذه القضية إلا من خلال حل قضية أراد نحن نرفض ذلك لأننا نرفض ربط مصير اخوة موجودين أحياء بمصير إنسان مجهول مصيره بالكامل. وبكل صراحة نحن معنيون ونقترب أكثر من أي وقت مضى من ساعة الحقيقة في هذا الأمر في مسألة التفاوض.
وعندما نفشل في مسألة التفاوض التي بات حسم أمرها قريبا، فلا يبقى أمامنا سوى خيار واحد، وهو الذي أعاد الاخوة الأعزاء الذين عدد منهم بيننا الآن>>. وفي موضوع المزارع، قال نصر الله <<عندما نريد أن نزرع الأرض نحسبها بالأمتار وعندما نقيسها بمقياس الكرامة مزارع شبعا مساحتها 10452 كلم2 بميزان الكرامة والوطنية والسيادة والاستقلال. كذلك في موضوع الأسرى ان عدد سمير القنطار ويحيى ونسيم الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية يعني أن هناك أربعة ملايين لبناني معتقلين في السجون الإسرائيلية. هذه هي المعادلة. هكذا نحن نفكر وحاضرون لمناقشة ما نفكر به. وأقول لكل أب وأم في لبنان فليفرضوا أن الموجود في مكان نسيم ويحيى ابنهم. ما هو موقفهم. ماذا يعني لنا هؤلاء في المقياس الوطني والعاطفي.
لا يجوز أن تنسينا كل التطورات التي حصلت في بلدنا مسؤوليتنا عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، وأنا أكرر اليوم هذا الالتزام وأعاهدكم بإرادة المقاومة وجهادها وصبرها لن يهدأ لنا بال قبل أن نحقق هذا الوعد، سوف يأتي يوم قريب جدا يكون فيه سمير ويحيى ونسيم بيننا وبين أهلنا وأحبائنا مهما تعرضنا لضغوط ومهما كانت الأخطار>>.
لن نتخلى عن مسؤولياتنا.. وسيكونون قريباً بيننا
عمّار نعمة.
كان سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، الصابرون دوما على الآلام والمؤمنين ابدا بالنصر على الجلاد والتحرر من سجون الاحتلال، على موعد جديد امس، مع حامل قضيتهم و قضية تحرير الارض والانسان، الامين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله، الذي اكد خلال مهرجان الوفاء للمعتقلين انه لا زال على العهد والوعد لكل اسير ومعتقل وراء قضبان العدو.
شاء السيد رفع الصوت من جديد خلال الاحتفال الذي اقامته الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين وعائلة القنطار في مدرسة <<شاهد>> امس، لمناسبة الذكرى ال27 لاعتقال القنطار ودعما لقضية الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني، وذلك وفاء للقضية <<الاقدس والاشرف>> مهما بلغت التضحيات، وحذر من ان المفاوضات مع العدو اذا لم تبلغ النتيجة المرجوة خلال فترة قريبة فحينها لن يبقى سوى الخيار الذي اعاد الاسرى المحررين خلال الفترة الماضية، <<وسوف ياتي يوم قريب جدا يكون فيه سمير ويحيى ونسيم بيننا>>. كما اكد ان المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها <<ولو تخلى عنها كل الناس>>، واشار الى ان <<التراجع خطوة في مسالة الصراع مع العدو تعني التراجع كل الطريق>>.
على ان الاهم في المهرجان كان التذكير بالقضية الاساس بالنسبة الى اللبنانيين والمتمثلة دوما بالارض المسبية والحق الاسير والتي لا حياد عنها لتشكل وجهة المعركة الاساسية دائما لاجل الشعب والوطن.
استهل الاحتفال بالايات القرانية، ثم النشيد الوطني، فنشيد فرقة الولاية، امام الاعين الدامعة للاسرى المحررين الذين حضروا خصيصا للمناسبة وفي مقدمتهم الشيخ عبد الكريم عبيد، بينما كادت اللوحة التي وضعت لسمير ويحيى ونسيم والتي تصدرت الحضور، تنطق لشدة الالم..والامل.
والقى اولى الكلمات الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، الذي وجه التحية الى الاسرى <<الذين اعلنوا من معتقلهم تضامنهم مع الشعب اللبناني>>. وتناول الاحداث الاخيرة في البلاد وقال؛ <<كان من الممكن ان نحتفل مع السوريين بعودتهم الى بلادهم لولا حقيقتين: نمط العلاقات التي سادت في الماضي بين البلدين فاعطى السوري الاولوية للعامل الامني ونحن نصر الان على علاقة تكاملية تكون عنوانا لمقاومة الهجمة الاميركية التي تتبلور على المنطقة>>. ودعا الشعب السوري والمجتمع المدني والاحزاب في سوريا ولبنان لاجراء مراجعة نقدية ايجابية للتجربة ورسم خطة مشتركة للتعاون، مشيرا الى ان الديموقراطية لا يجب ان تكون تلبية للمطلب الاميركي بل هي حاجة لبنانية وعربية.
واشار الى الحقيقة الثانية المتمثلة في ان <<المقاومة ليست وليدة اليوم وهي بدات في العام 1948 بل قبل ذلك مع الاعتداءات على ارضنا وشعبنا>>، ودعا السوريين الى حسم موضوع مزارع شبعا التي اكد لبنانيتها بدليل دماء شهدائها. وقال ان المستهدف اليوم ليس سلاح المقاومة فقط بل نهجها وروحها. وحذر من تحرير الارض وترك النظام الفاسد يقضي على هذا الانجاز عبر التحالف الطبقي الذي يهدف الى الانقلاب على الطائف، كما حذر من استبدال الوصاية السورية باخرى اجنبية.
وفي الموضوع الداخلي، دعا الى تثبيت اسس برنامج سياسي لاصلاح الديموقراطية في البلاد لحماية المقاومة وذلك لبناء الدولة العصرية، وحذر من صفقة تحضر لعدم الاخذ بمشروع القانون الانتخابي الذي يعتمد على المحافظة مع النسبية مشيرا الى ان ذلك يشكل تجديدا للفساد وجزءا من المؤامرة على المقاومة.
ثم كانت كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي القاها محمود عبد الخالق الذي اكد على التمسك بخيار المقاومة لانها الاداة الوحيدة التي تفيد في تحرير الاسرى والمعتقلين.
ووجه ثلاث رسائل اولاها الى القنطار اكد فيها العهد الذي قطعته المقاومة على نفسها بقرب ساعة التحرير، وثانيها الى اميركا واسرائيل ومؤداها ان سلاح المقاومة شان داخلي في الصميم وخاصة من قبل القوى التي قامت وتقوم بواجبها في المقاومة. وطالب البعض بحسم خياراته الوطنية وادراك ان لبنان لن يكون بلدا محايدا في معادلة الصراع القومي. اما الرسالة الثالثة فوجهها الى <<حكومة لبنان>> التي طالبها بان تعطي قضية الاسرى والمعتقلين الاولوية.
واشاد النائب علاء الدين ترو الذي القى كلمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بالقنطار وصموده. وراى الا سبيل لبناء الوحدة الوطنية الحقيقة سوى عبر تعزيز الديموقراطية وصيانة الحريات العامة والغاء أي دور للاجهزة الامنية في الحياة السياسية، وعبر الغاء الطائفية السياسية واطلاق برنامج اقتصادي اجتماعي يمكن البلد من النمو.
وطالب الحكومة بان تسارع بعد نيل الثقة الى اجراء الانتخابات النيابية ضمن مواعيدها الدستورية، واكد على مطلب اقالة قادة الاجهزة الامنية والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف حقيقة استشهاد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما.
كلمة اسرة المناضل القنطار القاها شقيقه بسام الذي سال <<كيف ترى لبنانك هذا العام يا سمير؟ تحده الحرية حتى تكاد تخنقه؟ وانت الخبير بها وكل لجان التحقيق فيها طوال 27 عاما. كيف ترانا بعد جلسات العلاج الحر هذه؟ بعد <<كلنا للوطن>> هذا؟ أصرنا اقرب اليك من حبل الوريد ام لن نتلاقى بعد ابدا؟ أتفرح بنا الآن؟ أنت الآن قريب منا في هداريم ترانا وترى الاحتلال. اي احتلال تريد، فمن المأسور؟ اما زلنا نتساوى بأعدائنا ام تمايزنا؟ انت الآن قريب يحدك الأسر والعدو ونحن و22 نيسان>>.
ثم تلا الرسالة المهربة التي بعث بها القنطار من معتقل هداريم للمناسبة. وقال الاخير، ان <<العام الذي مضى كان عام مليء بالتحديات وبمزيد من الظلم والقهر، لكن الأكثر صعوبة والأكثر قهرا هو ذاك المشهد المروع الذي اطل علينا في لبنان مشهد اغتيال رجل كبير من رجالات الوطن دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه>>.
واشار الى ان <<أسئله كثيرة تجعلنا نؤكد انه آن الأوان لبناء دولة ديموقراطية عصرية يكون المواطن ومستقبله في مركز اهتمامها، وقادرة على ترسيخ قيم ومعايير أخلاقية وعادلة تحتكم إليها كل المؤسسات>>.
واضاف <<يجب أن نعزز إيماننا بانتمائنا لمحيطنا العربي. يجب ألا نسمح بعودة صيغة (قوة لبنان في ضعفه) بعد هذه الانتصارات المجيدة التي حققتها مقاومتنا الباسلة. من هنا فإنني ادعوا إلى اعتبار كل دعوة لتجريد المقاومة من سلاحها خطا احمر لا يقل أهمية عن مبدأ السلم الأهلي>>.
ووجه التحية لكل القوى والأحزاب المعادية للمشروع الاميركي، كما حيا صمود الشعب الفلسطيني، وجدد التأكيد على أهمية استمرار تماسك محور الحرية والتحرر الذي يمتد من إيران إلى فلسطين مرورا بالعراق وسوريا ولبنان.
نصر الله
وكانت خاتمة الكلمات لنصر الله الذي قال: <<بعد كل هذه السنين الطويلة التي أمضاها الأخ الأسير والمقاوم الكبير سمير القنطار في سجون الاحتلال، تحضر فيها مناسبة وقضية كل أسير ومعتقل من يحيى سكاف الى نسيم نسر الى كل الاخوة المعتقلين الفلسطينيين والسوريين والأردنيين والمصريين والعرب. ذكرى سمير القنطار هي قضية كل مقاوم ومجاهد ومحتجز في سجون الاحتلال>>.
وتحدث عن جانبين في موضوع الأسرى، وقال: <<عندما ذهب سمير الى ساحة القتال لم يكن يتوقع أن يبقى على قيد الحياة، وهذا حال كل أسير وجريح وكل مقاوم يتخذ قرار المواجهة المسلحة حسم أمره لجهة قبوله الطوعي للشهادة. المهم بالنسبة إلى هؤلاء الذين يجمعهم عنوان إرادة الجهاد والشهادة أنهم أمضوا من أجل هدف وذهبوا يقدمون أغلى ما عندهم لهذا الهدف، هنا مع حضور هذه العناوين يتأكد ما كنا نقوله خلال كل السنين والأسابيع القليلة الماضية بسبب الجدل القائم في البلد، المقاومون ليسوا هواة قتال ولا حمل سلاح. ومن يقل فيهم ذلك يهنهم ويهن قضاياهم ويهن شهداءهم وأسراهم وجراحاتهم وتضحياتهم، وقد قيل فيهم هذا. والمقاومون كنا نقول بأن المقاومة ليست شغلاً ولا مهنة لأن من يعتبر المقاومة شغلاً ومهنة فهو يتهم المقاومين بالارتزاق. سمير وإخوته من الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين هم أولاً وآخراً هم أصحاب قضية وأعظم قضية وأقدس قضية يمكن أن تكون للبناني أو عربي أو مسلم أو إنسان، وبالتالي عندما نريد أن نناقش مقاومة هؤلاء ووظيفة مقاومة هؤلاء وسلاح مقاومة هؤلاء يجب أن نناقشها من هذه الزاوية بالتحديد>>.
وتابع: <<عندما قبلنا وقلنا إن مسألة المقاومة هي مسألة لبنانية داخلية، وتعني اللبنانيين وحدهم، في مسألة المقاومة ووجوب المقاومة وحاجة الوطن والأمة إلى المقاومة، هذا جزء من مخاطبة الرأي العام وجزء من الحوار. نحن نرفض أن نخوض في التفاصيل ولكن أن نتحدث جميعا عن المبدأ، فلنتحدث عن المبدأ>>.
وقال <<الوفاء لكل الشهداء والجرحى والمحررين والأسرى في السجون من كل البلدان العربية، الوفاء لهؤلاء أن نكون أوفياء لهدفهم، والقضية التي قدموا من أجلها ما قدموه. نحن معنيون من جهتنا أن نتمسك بالقضية والهدف حتى لو كان هذا التمسك يتطلب منا المزيد من التضحيات. إلا إذا كنا لا نؤمن بهذا الهدف وهذه القضية. من هنا يبدأ النقاش ويبدأ الخلاف ويبدأ الحوار والى هنا يجب أن ينتهي. وهذا هو الحال الذي كان قائماً في لبنان قبل 1982 وبعدها>>.
زاد <<الأميركيون وجورج بوش يريدون أن يقنعوا اللبنانيين بأن مشكلتهم هنا. في الوقت الذي مشكلة لبنان تكمن في عدوهم الذي احتل الأرض وما زال يحتل جزءاً منها. الذي اعتقل رجالنا ونساءنا وما زال يعتقل جزءاً منهم العدو الذي ينتهك سيادتنا والذي يهدد بلدنا ويعتدي على كرامتنا ويضع بلدنا في دائرة العدوان، هذه هي المشكلة التي يريد البعض أن يتجاهلها ويذهب الى النقاش الى المكان الخطأ. كل ذلك من أجل أن يقولوا عنا إننا منفتحون ونستجيب لما يطلبه العالم منا>>.
وفي الموضوع الداخلي قال: <<نحن ندعو إلى تسويات، بمعنى أن كل شيء في الداخل قابل للنقاش والحوار، ما دمنا مصممين أن نعيش سويا وأن يكون لبنان بلدنا جميعا فلا خيار أمامنا سوى أن ندخل في مناقشات ومعالجات، لكن في مواجهة العدو التسوية هي علامة ضعف، أما في الداخل هي دليل حكمة وتعقل ووعي وحرص وإرادة عيش، أما التراجع في مقابل العدو فهذا أول الوهن. غدا يقال لحكومة لبنان واللبنانيين يجب أن تتخلوا عن المقاومة؟ نتخلى عنها. يجب أن يسلم سلاحها؟ يسلم السلاح. ثم بعد ذلك سيطلب من لبنان حراسة الحدود مع فلسطين المحتلة، وبعد ذلك سوف يبدأ الضغط الأميركي والأوروبي والمجتمع الدولي على لبنان لنتمكن من مساعدتكم في تسديد ديونكم وفي معالجة أزماتكم الاقتصادية يجب أن تعترفوا بإسرائيل. ونعترف بإسرائيل. ولكي نتمكن ونكون جديين هناك بعض الخطوات يجب أن تخطوها لكي تصبح مساعدتنا لكم فعلية يجب أن توقعوا اتفاقية سلام. وهكذا ندور في دوامة المطالب التي لا تنتهي>>.
وقال <<في مواجهة العدو الصهيوني أرضنا خط أحمر، كرامتنا خط أحمر، سيادتنا خط أحمر، أسرانا سمير ونسيم ويحيى خط أحمر. ما دامت هذه العناوين قائمة ومفتوحة، المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها ولو تخلى عنها كل الناس. اليوم الوفاء لسمير ونسيم ويحيى هو الوفاء للقضية والهدف الذي قدموا من أجله أغلى التضحيات والذي لا يمكن أن نحافظ على هذا الهدف والقضية إلا من خلال استمرارنا في المقاومة ومواصلتنا لدرب المقاومة وطريقها>>.
وأشار الى أن الجانب الثاني يرتبط بالأسرى <<هذا الموضوع دائما كان يناقش وكان يقال قبل عمليات التبادل الأخيرة ان قضية الأسرى يجب أن تكون من مسؤولية الدولة والأحزاب وهيئات المجتمع المدني وحتى وسائل الإعلام المحلية تتحمل مسؤولية، والمقاومة تتحمل مسؤولية>>.
وقال <<من جملة ما طالبنا به ونطالب به في البيان الوزاري لهذه الحكومة الجديدة أن يكون هناك موقف واضح من قضية المقاومة وقضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.. وأن تعتبر الحكومة هذا الموضوع من أساسياتها وأن تؤكد عليه في بيانها الوزاري حتى تأتي الحكومة الجديدة بعد الانتخابات وتتبنى هذا الأمر وليصبح هذا الموضوع أمرا ثابتا في أي بيان وزاري>>. وأضاف <<يجب على الحكومة اللبنانية أن تعترف بأن هناك قضية عالقة ومجلس الأمن لا يعترف بها. الدولة يجب أن تقر وأن تعلن للعالم أن هناك جملة قضايا عالقة مع العدو الصهيوني ومن جملتها قضية الأسرى. والكل معني بأن يواصل العمل على المستوى الإعلامي والثقافي والشعبي. وهذا العمل لا تكمن أهميته في أنه يشكل ضغطا على حكومة العدو التي لا يضغطها شيء من هذا القبيل>>تابع <<التفاوض من أجل الأسرى يمكن أن يستمر. لكن نحن نرفض ربط قضية الأخ سمير القنطار ونسيم ويحيى في موضوع الطيار رون أراد رفضا قاطعا. وإذا استطعنا أن نصل الى شيء في موضوع أراد يفتح الأفق الى حل، هذا جيد. ولكن أن يضعنا أحد وفي مقدمه العدو أو الجهات التي ترعى المفاوضات لتقول لنا لا حل لهذه القضية إلا من خلال حل قضية أراد نحن نرفض ذلك لأننا نرفض ربط مصير اخوة موجودين أحياء بمصير إنسان مجهول مصيره بالكامل. وبكل صراحة نحن معنيون ونقترب أكثر من أي وقت مضى من ساعة الحقيقة في هذا الأمر في مسألة التفاوض.
وعندما نفشل في مسألة التفاوض التي بات حسم أمرها قريبا، فلا يبقى أمامنا سوى خيار واحد، وهو الذي أعاد الاخوة الأعزاء الذين عدد منهم بيننا الآن>>. وفي موضوع المزارع، قال نصر الله <<عندما نريد أن نزرع الأرض نحسبها بالأمتار وعندما نقيسها بمقياس الكرامة مزارع شبعا مساحتها 10452 كلم2 بميزان الكرامة والوطنية والسيادة والاستقلال. كذلك في موضوع الأسرى ان عدد سمير القنطار ويحيى ونسيم الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية يعني أن هناك أربعة ملايين لبناني معتقلين في السجون الإسرائيلية. هذه هي المعادلة. هكذا نحن نفكر وحاضرون لمناقشة ما نفكر به. وأقول لكل أب وأم في لبنان فليفرضوا أن الموجود في مكان نسيم ويحيى ابنهم. ما هو موقفهم. ماذا يعني لنا هؤلاء في المقياس الوطني والعاطفي.
لا يجوز أن تنسينا كل التطورات التي حصلت في بلدنا مسؤوليتنا عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، وأنا أكرر اليوم هذا الالتزام وأعاهدكم بإرادة المقاومة وجهادها وصبرها لن يهدأ لنا بال قبل أن نحقق هذا الوعد، سوف يأتي يوم قريب جدا يكون فيه سمير ويحيى ونسيم بيننا وبين أهلنا وأحبائنا مهما تعرضنا لضغوط ومهما كانت الأخطار>>.