إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بحث حول مسيرة الإسلام وليلة القدر (هام لكل الأتباع )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث حول مسيرة الإسلام وليلة القدر (هام لكل الأتباع )

    بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    هذا بحث هام حول مسيرة الإسلام وليلة القدر وهو بجث كثير الفوائد والنقاط البحثية المهمة ، وهذا البحث كتبه مستبصر في شبكة هجر الثقافية واسمه (باحث عن الحق ) وهو يرحب بأي سؤال او استفسار من اي شخص حول البحث ونقاطه ، هدانا الله واياكم الى الطريق المستقيم

    مسيرة الإسلام وليلة القدر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين


    مقدمة

    ماذا تشكل ليلة القدر للإسلام , ولمن يعتنق الإسلام ؟
    وبحق لا يجيب على هذا السؤال إلا معصوم
    قال الإمام الباقر عليه السلام في ليلة القدر :
    " لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه
    ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء بشرى وبشرى البرايا إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه فآمنوا بها قيل :
    وما الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق .

    وعنه عليه السلام : "
    هي نعم رفيق المرء : بها يقضي دينه ، ويعظم دينه ، ويظهر فلجه ، ويطول عمره ، ويحسن حاله ، ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيدا . "



    ـ بحار الأنوار ج85 ـ
    ـ

    وفى الكافي عن أبى جعفر عليه السلام قال:
    قال الله عز وجل في ليلة القدر .. " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول ينزل فيها كل أمر حكيم ـ إلى أن قال: انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الأمر تفسير الأمور سنة سنة , يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا , وفى أمر الناس بكذا وكذا , وانه ليحدث لولى الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون والعجيب المخزون مثل ما ينزل فى تلك الليلة من الأمر ثم قرأ :
    " ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " ـ

    إذن ليلة القدر هي الإسلام كله , وإذن فالإسلام وحي مستمر , وعلينا متابعة مسيرته من خلالها لأنها تشكل القول الفصل في كل أمر الإسلام .

    قال الإمام الباقر عليه السلام أمراً الشيعة :
    " يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، يا معشر الشيعة .."
    ومع ذلك يغفل ويعرض الشيعة عن هذا الأمر للآن !!!
    ـ أصول الكافي كتاب الحجة ـ
    إذن سيتم تحديد معالم مسيرة الإسلام من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها , ومن يرى خلاف ما نتوصل إليه فبيننا وبينه المخاصمة بليلة القدر كما أمر الأئمة الأطهار عليهم السلام ـ
    " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت "
    وما توفيقي إلا بالله


    مسيرة الإسلام
    في مرآة ليلة القدر وبيانها الرسالي
    والبيان الرسالي " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " .. ما هذا الأمر ؟ ومن أصحابه الذين يتنزل عليهم ؟ وماذا يمثل للإسلام كدين ودولة ونظام وحكم وتشريع ؟
    ـ ومن البداية ـ
    عندما كُتب لي بفضل ربي عز وجل ورحمته وهدايته الانتقال من ساحات دين الباطل والضلال إلى ساحة دين الحق والنور كنت أنتظر أن يكون أول من يجيبني على هذه التساؤلات العقائدية جموع الشيعة التى تنسب نفسها لهذا الأمر ولأصحابه .. أي أمر أهل البيت عليهم السلام , ولكن وبكل أسف ثبت لي أنهم لا يدرون عنها شيئاً , بل ما أبعدهم, وخصوصاً بعدما دعوتهم للانتباه من الغفلة ثم اليقظة لأهم وأخطر ما يفتقدونه من معالم رسالية في أمر إمامة أهل البيت عليهم السلام .. وأخشى أن يأتي يوماً أقول لهم فيه :
    ( يا معشر الشيعة حتى أمر ليلة القدر وما ينزل فيها وما تشكله للإسلام والإمامة ثقل عليكم الإيمان والتصديق به ؟)!!
    ومهما يكن من الأمر
    فمسيرة الإسلام لا يتم تصورها ومعرفتها على وجه اليقين والحق إلا من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها على الإمام عليه السلام , لأن الإمام عليه السلام هو الإسلام الذي هو ليلة القدر وما ينزل فيها ـ ومسيرة أحدهم هي مسيرة الكل ـ .. وهي على أربع مراحل ولكل مرحلة طابعها وواقعها الخاص بها ؛


    * المرحلة الأولى *
    مرحلة النبوة وعلاقتها الرسالية بليلة القدر .. وبدايتها هي بداية مسيرة الإسلام من أول ما نزل القرآن في أول ليلة قدر , وما ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل يوم وساعة , أي بداية نزول الرسالة الخاتمة بمنهج السماء في إقامة الإسلام كدين ودولة ونظام وحكم وتشريع , وهو قول الله عز وجل " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " ـ سورة القيامة 16 :19 ـ
    مما ورد عن ذلك في تفسير الصافي للكاشاني :
    قال تعالى: إن علينا جمعه وقرآنه . أي حين أنزلناه نجوما فإذا قرأناه عليك حينئذٍ فاتبع قرآنه أي جملته ثم إن علينا بيانه في ليلة القدر بانزال الملائكة والروح فيها عليك وعلى أهل بيتك من بعدك ..أهـ
    إن ما ينزل في كل ليلة قدر هو جملة ما يختص بشان جميع ما يحدث على الأرض لمدة عام قادم " مِّن كُلِّ أَمْرٍ " ويأتي أو ينزل بعد ذلك في كل يوم وساعة تفسير وبيان وحكم ما يقع فيها .
    هكذا بدأت مسيرة الإسلام بهذا الترتيب والنهج وقد قابله الناس أو الجاهلية الأولى يومها بالتعجب والاستغراب والاستهجان , والتي لم تكن يومها غلا جاهلية ساذجة وعبيطة يعبد أصحابها الصخور والحجارة , والعيدان والخشب ..
    " بدأ الإسلام غريباً " أي بداية مسيرة الإسلام ولم يستطيعوا بعد ذلك إلا الخضوع رغم قولهم " هذا شيء عجيب " " إن هذا إلا أساطير الأولين ", وسريعاً ما خضعوا لنور الإسلام وعظمته , وانطلقت مسيرته الرسالية رغم العوائق , وقامت للإسلام دولة وحكم ونظام وتشريع إلهي خلال عصر النبوة عن طريق الاتصال المستمر بين السماء والأرض , بين خاتم النبوة (صلى الله عليه وآله وسلم) وليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وساعة , إلى أن رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عالم الآخرة بعدما أدى ما عليه نحو الإسلام وأمره , وترك مواريثه لأهل الميراث النبوي المختارين من قبل الله عز وجل من أهل بيته الأطهار الذين جعل لهم الله عز وجل خصوصية الاتصال ونزول الوحي عليهم " مِّن كُلِّ أَمْرٍ " فهم أصحاب هذا الأمر من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أن يرث اله الأرض ومن عليها , وهم الإسلام ومسيرته خلال عصور ظهوره أو غيبته .. سواء كان في حال تمكينه أو حال مطاردته وغيبته .

    ولنا وقفة
    في بداية عصر النبوة أي في بداية مسيرة الإسلام . هكذا بدا الإسلام غريباً , وهكذا كانت الجاهلية الأولى التي اعترضت مسيرته وانطلاقته الأولى , وكانت كما أسلفنا ساذجة وعبيطة وهي لن تكون بشيء في مقابل جاهلية ثانية في آخر الزمان , ستعترض بداية ثانية للإسلام عند عودته من الغيبة , وظهوره على الناس مرة أخرى بصاحبه الإمام المهدي عليه السلام ؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
    " اعلموا يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم , وذلك أن الأمة كلها جاهلية إلا من رحم الله , فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم "
    ـ بحار الأنوار ج51 ص130 ـ
    ستكون جاهلية شرسة متزمتة ومتعجرفة , والشيء المذهل والغريب أن يكون على رأسها وفي مقدمتها حسب نصوص وروايات الأئمة عليهم السلام ثلة من مراجع وفقهاء الشيعة .. لاشك أنه أمر محزن , ولاشك ان من ورائه سبب كبير وخطير , ولا أراه يكون في مقدمة الأسباب غير افتقاد التصور الرسالي العقائدي لأمر ليلة القدر وما ينزل فيها , وعلاقته بالإسلام ولمسيرته عندما وقعت الغيبة ليس للإمام عليه السلام فقط بل للإمام والإسلام معاً ؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
    " المهدى مغترب إذا اغترب الإسلام وضرب بعسيب ذنبه والصق الأرض بجرانه "


    * المرحلة الثانية *
    بعد رحيل النبوة مباشرة , بل والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدفن بعد , بدأت الأمة التعيسة تتمرد على أمر ربها , وتغير اتجاه مسيرة الإسلام وتستبدلها, استبدلت طريقها الرسالي ( طريق وحي السماء وليلة القدر وما ينزل فيها ) بطريق أخر يروقها وينعش فسقها وضلالها .. لقد كبر عليهم أن تظل مسيرة الإسلام تستمد معالم نورها ورشادها من وحي السماء المستمر , وأن يسود العدل والرحمة .. فاجتهدوا في إطفاء نور مصابيح وحي السماء, وضيقوا عليه كل منفذ , والزموه الغرف والجدران , وأغلقوا دونه الأبواب والنوافذ , حتى درست أعلام مسيرة الإسلام , وظهر بديلاً عنها أعلام مسيرة الردى , وعم الفساد والضلال ؛
    يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
    " حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج , ووصلوا غير الرحم , وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ونقلوا البناء عن رس أساسه , فبنوه في غير موضعه , معادن كل خطيئة , وأبواب كل ضارب في غمرة "

    ـ من خطب نهج البلاغة ـ
    وقال أيضا عليه السلام :
    " " أما بعد , فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً ص نذيراً للعالمين ومهيمناً على المرسلين . فلما مضى عليه السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ... فما راعني إلا إنثيال الناس على فلان يبايعونه , فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام , يدعون إلى محق دين محمد .."

    " فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور واختلاف في الدين , وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه , وإظهار البدع , وإبطال السنن , واختلاف وقياس مشتبهات , وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام , وتدخل في العمى والتلدد والتسكع "
    " ووأسفاه من فعلات شيعتنا بعد قرب مودتها اليوم , كيف يستذل بعدى بعضها بعضاً ؟ المشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع المؤملة الفتح من غير جهته , كل حزب منهم آخذ منه بعضه , أينما مال الغصن مال معه ,..
    ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدى أضعاف ما تاهت بنوا إسرائيل " ــ بحار الأنوار ج51/123

    " أيها الناس سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه "
    " ألا وقد قطعتم قيد الإسلام , وعطلتم حدوده وأمتم أحكامه "
    " ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوباً "

    وبعد
    رحيل أمير المؤمنين عليه السلام وبمقتل الإمام الحسين عليه السلام خيم الظلام على مسيرة الإسلام , وتقطعت أنفاسها , ومحي علاماتها , وظهرت عليها مسيرة الجاهلية الثانية الغبراء السوداء , ذات شعب وتقسيمات ومذاهب وضلالات , وبدع ورأي واجتهادات , ولم يبقى من مسيرة الإسلام إلا بصيص من نور في عهدي الإمامان محمد الباقر , وجعفر الصادق عليهما السلام .. فأمر الإمام الصادق عليه السلام الشيعة يومها أن يكتبوا ما وصل إليهم من علم الأئمة عليهم السم , وأن يورثوه لذراريهم من بعدهم , و لا يفرطوا فيه ويتمسكوا به لأنه سيكون ما بقي لهم من الإسلام لعصور طويلة .. ولو امتثل الشيعة لهذا الأمر ليومنا هذا ما اختلف اثنان من الشيعة خلال عصور الغيبة والغربة .. ولكن أنى تسمع من في القبور .. فقد تمسك به النادر القليل , وأضاعه الجم الغفير .. بل فقد معظم هذا العلم في لجة التاريخ بسبب ما تعرض له الشيعة من ملوك وجبابرة وفراعنة العصور .. ومع انه لم يبقى منه إلا بصيص من نور فإنه يكفي لأصحاب العقل والرشاد أن يتحصنوا به من الفتن والضلال وهم قلة في كل زمان ـ " إلا من رحم ربك " ـ وهكذا كان أمر الإمام جعفر الصادق عليه السلام لأصحابه قائلاً لهم :
    " أكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا "
    " " احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا ".

    وعَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
    " اكْتُبْ وَ بُثَّ عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ فَإِنْ مِتَّ فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ ".

    وهكذا كان تحذير الإمام الصادق عليه السلام لكل الأجيال :

    " كيف انتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علما يرى . فسأله أحد أصحابه , كيف نصنع حينئذ ؟ فقال (ع) : فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الأمر . "
    " تمسكوا بالأمر الأول الذي انتم عليه حتى يبين لكم " ,
    " كونوا على ما انتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم "

    النصيحة الكبرى من الإمام محمد الباقر عليه السلام :
    " يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتون الزكاة , وتكفوا ألسنتكم , وتدخلوا الجنة , ثم قرأ " ألم ترى إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " أنتم والله أهل هذه الآية .
    هذا ما تبقى لنا من مسيرة الإسلام ومن تعاليم خلال عصور الغيبة والغربة للإمام والإسلام معاً .

    يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمات الحدائق :
    ( غير خفي - على ذوى العقول من أهل الإيمان وطالبي الحق من ذوى الأذهان – ما بلى به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين , وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين وتواثب أولئك الكفرة عليه , وقصدهم بأنواع الأذى والضرر إليه , وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه , وما بلغ إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية , والإغضاء على كل محنة وبلية وحث الشيعة على استشعار شعار التقية , والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية , حتى كورت شمس الدين النيرة , وخسفت كواكبه المقمرة , فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل , لامتزاج أخباره بأخبار التقية, كما قد اعترف بذلك ثقة الإسلام وعلم الأعلام محمد بن يعقوب الكلينى نور الله مرقده في جامعه الكافي .. )

    ـ ـ ـ ـ ـ
    * المرحلة الثالثة *
    مرحلة الغيبة الكبرى والاغتراب .. مرحلة انفصال مسيرة الإسلام عن الناس كافة وانقطاع علم الإسلام وأحكامه وبياناته تماماً عن مسرح الأحداث على الأرض , وعن حركة الحياة فوق الأرض .. وهذه الأمور وقعت وحدثت من يوم أن وقعت الغيبة الكبرى لصاحب العصر والزمان روحي له الفداء ومعه الإسلام وما ينزل عليه في كل ليلة قدر وفي كل يوم وساعة , لأن الاتصال بين السماء والأرض لا ينقطع لحظة واحدة حتى تقوم الساعة , ويرث الله الأرض ومن عليها . نعم فقد ذهب الإمام عليه السلام للمغيب ومعه علم الإسلام ومواريث النبوة وما ينزل في كل يوم وساعة .. لتذوق الأمة وبال أمرها , وتجني ثمار عصيانها وتمردها , , وتعايش عصور التيه والتخبط والضلال المبين .. أمة معاقبة ؛ أمة خانت الأمان وفرطت في عهدها مع الله عز وجل .. ثم إنها لا تدري ما ينتظرها يوم الظهور .. يوم المواجهة الكبرى .. يوم الثأر الأكبر .. يوم التأديب ؛ يوم إخضاعها بالسيف لحق أهل البيت عليهم السلام .

    ومن يوم أن غاب الإمام عليه السلام
    أصبحت أو استمرت مسيرة الدين الباطل والضلال , دين الأهواء والرأي والاجتهاد تشكل مسيرة عصور الغيبة والاغتراب عند الناس جميعاً , إلا من رحم الله عز وجل , إلا المؤمن الغريب الذي هداه الله للحق وعصمه من الضلال .. فطوبى للغرباء , وهم آحاد من الناس في كل عصر وزمان .. فهل يفهم الشيعة بالخصوص معنى ذلك ؟ وهل يدركون أمرهم قبل فوات الأوان .. وهل سيفهمون ويدركون حقيقة العلاقة بين ليلة القدر وما ينزل فيها وبين صاحب العصر والزمان عليه السلام .. وهل سيفهمون معنى غيبة الإمام عليه السلام بها وما يترتب على ذلك بالنسب للإسلام وأمره ومسيرته ..
    يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن غيبة الإمام والإسلام معاً :
    المهدى مغترب إذا اغترب الإسلام وضرب بعسيب ذنبه والصق الأرض بجرانه .. نهج البلاغة

    ويقول الإمام الباقر عليه السلام :
    كأني بدينكم هذا لايزال موليا يفحص بدمه , ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت . الغيبة للنعمانى
    ثم إنه قبل قليل تم الإشارة إلى ما تبقى من الإسلام وعلمه وأحكامه قبل غيبة الإمام عليه السلام .. ثم إن نصوص وروايات النبوة والإمامة تقطع بأن الإسلام خلال عصور الغيبة والغربة لا يبقى منه إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه .. ثم بعد ذلك اسمع وأرى العجب العجاب , فمن قائل أن المراجع والفقهاء في حوزتهم الإسلام كاملاً بعلمه وأحكامه وتشريعاته حتى أحكام الوقائع والحوادث والنوازل اليومية المستحدثة .. الخ
    وكأن الإمام المهدي عليه السلام ذهب للغيبة بعد أن سلمهم مواريث وعلوم النبوة , ومهم الأتصال بليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وليلة .. بل ويزعمون أنهم أقاموا للإسلام دولة ونظام وحكم !!! وكأنهم لم يؤمنوا بأن الإمام والإسلام لن يفترقا .. وكانهم لم يؤمنوا بأمر ليلة القدر وعلاقتها بالإمام المعصوم عليه السلام .. وكأنهم لم يؤمنوا بنصوص وأخبار زمن الغيبة .. وكأنهم لم يؤمنوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    " يأتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه , ولا من الإسلام إلا اسمه , يسمون به وهم أبعد الناس عنه , مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى , فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء , منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "
    " سيأتي زمان على الناس زمان بطونهم آلهتهم , نساؤهم قبلتهم , دينهم دنانيرهم , وشرفهم متاعهم , لا يبقى من الإيمان إلا اسمه , ولا من القرآن إلا رسمه , مساجدهم معمورة ولكن قلوبهم خالية من الإيمان , علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض , فعجب الصحابة فقالوا يا رسول الله أيعبدون الأنام ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم , كل درهم عندهم صنم " .
    ويقول أمير المؤمنين عليه السلام :
    " يأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه , ومن الإسلام إلا اسمه , ومساجدهم عامرة من البناء , خراب من الهدى , سكانها وعمارها شر أهل الأرض , منهم تخرج الفتن وإليهم تأوي الخطيئة , يردون من شذ عنها فيها , ويسوقون من تأخر عنها إليها . قول الله سبحانه ـ فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم حيران ـ وقد فعل ونحن نستقيل عثرة الغفلة .
    " وأعلموا أنكم قد صرتم بعد الهجرة أعراباً , وبعد الموالاة أحزاباً , ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه , ولا من القرآن إلا رسمه "
    ـ بيان الأئمة ج2ص339 , 445 ـ

    بل أقول وكأنهم غفلوا أو تناسوا أمر أهل البيت عليهم السلام وأصبحت إمامتهم عليهم السلام لا تذكر إلا باللسان فقط دون الجوهر والمحتوى .. أي كعنوان فقط عند الشيعة !!
    يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمات الحدائق :
    (ظاهر لكل ناظر من تعطيل الأحكام جلها بل كلها في زمان الغيبة , ولا سيما في مثل زماننا هذا الذي انطمس فيه الدين بل صار جملة أهله شبة المرتدين ..)
    ولنا تعليق
    لقد أصاب هذا الشيخ لب الحقيقة في وصفه لواقع الدين الإسلامي الحق خلال زمن الغيبة , وفي وصف حال أتباعه المفتونين وخصوصاً الشيعة , ولا أدري إذا كان هذا الشيخ توصل لهذه القناعة من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها وعلاقتها بصاحب الزمان عليه السلام وعلاقة الإسلام بذلك .. أم من خلال نصوص وأخبار زمن الغيبة فقط .. لأن الق الأول الخاص بليلة القدر يزيد الباحث عن الحق والحقيقة عمقاً ورسوخاً وتثبيتاً .
    * يا من تزعمون أنكم شيعة لأهل البيت عليهم السلام تدبروا معي ما يلي :
    عن أبى جعفر الباقر عليه السلام :

    فى قول الله عز وجل : قل أرئيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال : هذه نزلت فى القائم , يقول : إن أصبح إمامكم غائبا لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بأخبار السماء والأرض , وحلال الله جل وعز وحرامه , ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تفسير هذه الآية , ولا بد أن يجيء تأويلها .
    ـ كمال الدين وإتمام النعمة ـ
    هل هذا يكفي لكي تؤمنوا ؟
    وعنه عليه السلام أيضاً :
    " .. وأما قوله " وبئر معطلة وقصر مشيد " هو مثل جرى لآل محمد عليهم السلام , قوله " وبئر معطلة " هي التي لا يستقى منها وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره .. "
    ـ تفسير البرهان ج3ص96 ـ
    وفي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال :
    " ألا وإن لكل مأموم إمام يأتم به ويستضيء بنور علمه , فإذا فقد العاِلم فقد خمد نور علمه , وبقيت الأمة بلا نور تهتدي به , فتدخل في الظلمات والغياهب ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور "
    ـ بيان الأئمة ج2ص191 ـ
    أقول للأشياع
    1ـ لا يقتبس ولا يستمد منه العلم إلا ممن له صلة مستمرة بوحي السماء .. إلا من صاحب ليلة القدر والأمر الذي ينزل فيها " من كل أمر " .. وغير ذلك يكون إ لا دين الاختراع والأهواء والمذاهب الباطلة وراء واجتهادات الرجال من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما قال سيدنا وإمامنا الصادق عليه السلام .
    2ـ لا جرم أنكم تعلمون قبل غيركم أنه لن ينجو من الأمو كافة سنيها وشيعيها في كل زمان إلا النادر القليل .. إلا آحاد من الناس " وقليل ما هم " " إلا من رحم ربك " "لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " .. إلا الغرباء أهل العهد والميثاق الشيعة الغرباء في كل زمان , مثل الكبريت الأحمر , فمن منكم رأى الذهب الأحمر ؟!
    فطوبى للغبا الذين لا يقع لهم جمع من شتى أنحاء الأرض إلا يوم الظهور : " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً " وهم عدة أهل بدر .. النجباء من مصر , وأبدال الشام , وعصائب أهل المشرق .. فنقبوا وأبحثوا عن تصورهم العقائدي لأمر وإمامة أهل البيت عليهم السلام
    وفهمهم لحركة الإسلام ولمسيرته من يوم أن بدأ غريباً .. وحتى يعود به الإمام القائم عليه السلام غريباً كما بدأ .. ثم إن هناك بعض الروايات تخبر أنه على أبواب الظهور يقوم رجل من ذراري أهل البيت عليهم السلام يدعو لأمرهم ولحقيقة إمامتهم عليهم السلام , مما تعلمه من علم الأئمة الأطهار عليهم السلام وليس من أقوال الرجال وآراؤهم واجتهاداتهم , وما يتخيله الأشياع من ترهات وأباطيل .. كيف لا وقد وعى قول الإمام محمد الباقر عليه السلام :
    " الناس كلهم بهائم – قالها ثلاثاً- إلا قليلاً من
    المؤمنين ، والمؤمن غريب – قالها ثلاثاً – "
    – أعلام الدين للديلمى ص123 ،الكافي ج2 ص189 –
    وقال عليه السلام :
    " قال الله عز وجل " قد أفلح المؤمنون " .. أتدري من هم ؟ قلت أنت أعلم ـ قال : قد أفلح المسلمون , إن المسلمين هم النجباء , فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء "
    ـ أصول الكافي ج1ص391ـ
    ـ وعن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ..
    وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال :
    " المؤمن أعز من الكبريت الأحمر "
    وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام :
    " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
    ـ أصول الكافي ـ

    ـ ومن كتاب ( بشارة الإسلام ) نقلاً عن غيبة الطوسي ـ
    الفضل بن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم :
    ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني )
    وفي راية عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه أنه قال :
    ( إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها امارات , فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء اماراتها .. ويخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك امارة السفياني , ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام )
    ـ البشارة ص199 ـ

    ولنا وقفة
    قول سيدنا الإمام موسى الكاظم عليه السلام
    " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
    هذا نص من جانب المعصومين عليهم السلام يضع النقط على الحروف في واقع وأحوال الشيعة على مر التاريخ وخصوصاً خلال عصور الغيبة والغربة والتى تضاعف فيها الفتن .. وهذا نص يقطع ببطلان وولاية معظم الشيعة لأهل البيت عليهم السلام , ثم أنه ثبت لي خلال بحثي الطويل عن الحق لما يقرب من عشرين عاماً , ورغم موقعي المذهبي المخالف لأمر أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم المقدسة , ظهر لي جلياً معالم الولاية الحقة لأهل البيت عليهم السلام , ولا أستطيع أن أنكر أن أقداري الرحيمة مهدت لي الطريق وأخذت بيدي إلى نور الحق والحقيقة , وأنا غارق في أعماق الكتب وبين السطور .. فالذي يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام ـ يقول بأمرهم وإمامتهم له ـ ومن يقول بإمامتهم ولم يعرف حقيقة أمرهم وحقيقة الاعتقاد به فليس بموالياً لهم عليهم السلام , لأنه يجهل تماماً معرفة حقيقة تفسير قوله تعالى " وأولي الأمر منكم " ـ لا يعرف ما هذا الأمر ـ الذي ورد في قوله تعالى " من كل أمر " , ومن ذلك الإسلام كله كدين ودولة ونظام وحكم وهو " الدين كله لله " وهو العلاقة الرسالية المستمرة بين السماء والأرض , بين الإمام صاحب الزمان وبين ليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وساعة , هذه هي الولاية الكبرى لأهل البيت عليهم السلام هي الإسلام .. هي دين الحق .. ومن لم يعرف حقيقة الإسلام لا يعرف دين الق , ولا يعرف ولاية أهل البيت عليهم السلام
    يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام في حديث له :
    " الولاية هي دين الإسلام "
    ـ .. عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي قلت له:
    "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ " قال هو أمر الله ورسوله بالولاية لوصيه , والولاية هي دين الحق .. قلت لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ : قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام ـ
    ـ بشارة الإسلام ص289,292 عن البحار , وإكمال الدين ـ

    ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان :
    " يا سلمان من آمن بما قلت وشرحت , فهو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ورضي عنه , ومن شك وارتاب (أي بقوله ع) فهو ناصب وإن ادعى ولايتي فهو كاذب "
    جاء في الشرح
    لأن المدعي للولاية غير المعتقد بها كالمدعي أنه إمامه ولم يعتقد بإمامته , ويجعلها من أصول دينه , فهذا دعواه كاذبة, فالمدعي للولاية مع أنه لا يؤمن بها وبأقواله , فإنه لا يعتقد حجيتها , فكيف يدعي الولاية له حينئذ , فلذلك تكون دعواه باطلة , وأقواله كاذبة عاطلة .
    ـ بيان الأئمة ج3ص504 ـ
    ـ في حديث آخر للإمام الصادق عليه السلام ورد فيه
    " .. وولايتنا فصل الخطاب ونحن حجبة الحجاب "
    ـ بيان الأئمة ج2ص635 ـ
    " وولايتنا فصل الخطاب " أي دين الحق دين الإسلام الذي يفصل في الحكومات والخصومات " ونحن حجبة الحجاب " أي كل واحد منهم حجاب الله تعالى وترجمان له , والمبلغ عنه , والمطلع على أسراره , والمبين لكلامه , وهم السفراء بين الله تعالى وبين خلقه أي جهة الاتصال بين وحي السماء المستمر وبين أهل الأرض ( راجع ما تم ذكره آنفاً ) ـ
    وهذا هو معنى ولاية أهل البيت عليهم السلام وتصورها الرسالي , أي معرفة الإسلام دين الحق بحق , والتفريق بينه وبين دين الباطل والمذاهب والرجال ..
    إذن فكل من يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام وهو يجهل حقيقتها وما يترتب على اعتقادها من تصورات ومفاهيم نحو الإسلام وأمره , أو أنه يجهل بحقيقة العلاقة بين الإسلام أو ليلة القدر وما ينزل فيها وبين الإمام عليه السلام ويسير في طريق غير طريقها ويتدين بما هو مخالف لها فليس بمؤمن إنما جعلوا أنساً للمؤمن فقط , الذي رزقه الله تعالى معرفة حقيقة ولاية أهل البيت عليهم السلام وعمل بها .. وحتى لا يتم اتهامنا من جانب الشيعة برغم أن مهمتنا نحوهم هي الدعوة الحقة لأمر أهل البيت عليهم السلام وولايتهم وإمامتهم , ومساعدة غيرنا شكراً لله وحمداً على نعمائه , وعلى ما رزقنا به من معرف حقه والتمسك بالأطهار عليهم السلام , بعيداً عن الشوائب والزيف .. وأنصح كل من يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام الآن أن يراجع أمره قبل فوات الأوان وأن يتدبر كثيراً فيما ورد في الشيعة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام .. مثل ما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام .. دخل عليه بعض أصحابه فقال له :
    جعلت فداك انى والله احبك وأحب من يحبك , يا سيدي ما أكثر شيعتكم , فقال له : اذكرهم , فقال كثير , فقال : تحصيهم : فقال هم أكثر من ذلك , فقال أبو عبد الله عليه السلام :
    " ما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي يريدون , ولكن شيعتنا من لا يعدوا صوته سمعه , ولا شجاؤه بدنه , ولا يمدح بنا غاليا , ولا يخاصم بنا واليا , ولا يجالس لنا عائبا , ولا يحدث لنا ثالبا , ولا يحب لنا مبغضا , ولا يبغض لنا محبا ,
    فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون أنهم يتشيعون ,
    فقال : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل , يأتي عليهم سنون تفنيهم , وسيف يقتلهم , واختلاف تبددهم , إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب , ولا يطمع طمع الغراب , ولا يسأل الناس بكفه ولو مات جوعا ,
    قلت : جعلت فداك فأنى اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ,
    فقال : اطلبهم في أطراف الأرض , أولئك الخش عيشهم , المنتقلة دارهم , الذين ان شهدوا لم يعرفوا , وان غابوا لم يفتقدوا , وان مرضوا لم يعادوا , وان خطبوا لم يزوجوا , وان ماتوا لم يشهدوا , أولئك الذين في أموالهم يتواسون , وفى قبورهم يتزاورون , ولا تختلف أهوائهم , وان اختلفت البلدان " . .
    ــ الغيبة للنعمانى /136ـ
    وسئل الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عن الإمام القائم المنتظر (عليه السلام) فقيل له :
    يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم سمي القائم ؟
    قال : " لأنه يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته "
    ـ كمال الدين ـ


    المرحلة الرابعة
    هي مرحلة الفرج والخلاص , مرحل الظهور وفصل الخطاب , وبداية جديد لمسيرة الإسلام المغترب , يومها تنتهي عصور الغيبة والاغتراب للإسلام وصاحبه قائم الزمان عليه السلام , يومها يوم الإسلام الحق في مواجه الجاهلية الثانية وجهاً لوجه .. وتباً لرموز الجاهلية الذين يزعمون التشيع زوراً وبهتاناً , فالإسلام يعود جديداً وغريباً على أهل الجاهلية الثانية كما بدأ جديداً وغريباً على أهل الجاهلية الأولى , ولكن مع الفارق الكبير كما أشرنا سابقاً إليه .. لأن الجاهلي الثاني والتى ستعترض بداية مسيرة الإسلام من جديد بطوائفها ومشاربها لا تعرف غير دين الباطل دين المذاهب والفرق والرجال , ودين الرأي والاجتهاد .. ومع ذلك تتوهم أنه الإسلام في الصميم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول مرة , وتلك فتنتهم ومصيبتهم التي تدفعهم لمعارضة الإمام المهدي عليه السلام عندما يأتيهم بالإسلام نفسه ويرونه غريباً عليهم , وغير مألوف لهم بسب جهلهم بأن الإسلام وحي مستمر يتنزل على صاحبه في كل يوم وساعة وفي كل ليلة قدر , وقد تغيب عنهم لأكثر من ألف عام , ثم ظهر لهم فجأة جديداً ليبدأ مسيرته الخاتمة حتى يكون الدين كله لله , وسيكبر عليهم قيام الإمام المهدي عليه السلام بهدم ومحو ما في أيديهم وإبطاله تماماً , أو هدم وإبطال ما قبله .. ويومها لا مجال للاستتابة والاحتجاج والأخذ والرد , وما شابه ذلك , لن يكون في انتظارهم غير حد السيف ولمعانه , وأول من يطاح برؤوسهم كما ورد في نصوص الأئمة عليهم السلام هم علماء الشيعة أو مراجعهم وفقهاؤهم .. فعن غيبة النعماني عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".



    وعن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ".

    ـ وعن غيبة النعماني من رواية طويلة للإمام الصادق عليه السلام قال فيها :
    " يقوم بأمر جديد , وسنة جديدة , وقضاء جديد , على العرب شديد , ليس شأنه إلا القتل , ولا يستتيب أحداً , ولا تأخذه في الله لومة لأئم "
    ـ بشارة الإسلام ص118 ـ
    ـ وعن كمال الدين من رواية للإمام الصادق عليه السلام :
    " وتأملت مولوداً غائباً , وغيبته وإبطاؤه وطول عمره , وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان , وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته , وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم عن ربقة الإسلام "
    ـ بشارة الإسلام ص156 ـ
    ـ وعن النعماني في غيبته في رواية عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام قال :
    " فإنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به "
    ـ بشارة الإسلام ص170 ـ
    وعن النعماني في غيبته .. قال ابو الحسن الرضا عليه السلام :

    " والله لا تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر ".


    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
    إلى متى تستحوذ الفتنة على قلوب الشيعة وتهيمن على عقولهم ؟
    وهل ينفع معهم مزيد من نور الحق والحقيقة أم أنه لا بد لهم من بريق ولمعان سيف القائم عليه السلام والإطاحة برؤوس رموزهم أولاً ؟
    وهل تأكد الأشياع الآن لماذا يبدأ الإمام القائم عليه السلام بقتل سبعين من أكابرهم من مراجع وفقهاء .. أم تريدون شطب يوم الظهور ودور الإمام عليه السلام فيه من أجل عيونهم أو فتنتكم بهم ؟ .. أو نلغي أمر أهل البيت عليهم السلام بالمرة !!! لأنه كيف تعتقدون بأن مراجعكم في حوزتهم الإسلام بتعاليمه وأحكامه وأوامره .. وخصوصاً أحكام الوقائع والحوادث المستحدثة والمستمرة .. تقولون ذلك وتعتقدون به رغم قوا الإمام محمد الباقر عليه السلام :
    " كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ـ ( وفي نسخة يحصص بذنبه ) ـ ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " أي الإمام المهدي عليه السلام عند ظهوره .
    ـ مكيال المكارم في باب كشف العلوم للمؤمنين في زمن القائم عليه السلام ـ
    جاء في شرح هذه الرواي في كتاب بيان الأئمة ع ج3ص211 :
    ( ثم أخبر في رواية المكيال عن علامة لظهور الإمام القائم قال : كأني بدينكم ـ أي بدين الإسلام ودين الشيعة المؤمنين ـ يزال مولياً ـ أي مدبراً ذاهباً ـ حتي يحصص بذنبه أو يفحص بدمه ـ ومعنى يحصص بذنبه أو يفحص بدمه هو كناية عمن يفحص في التراب يميناً وشمالاً , ويقال هذا لمن أشرف على الموت ثم نجى , والمعنى أن دين الإسلام سوف يندرس وتندرس أحكامه وشرائعه , حتى يشرف على الذهاب والانعدام , وبعد ذلك يعود جديداً بواسطة رجل من آل بيت محمد صلوات الله عليه وعليهم , وهو الإمام القائم عليه السلام ..) .
    هل بعد ذلك من بيان وشرح ؟!
    انتبهوا يا معاشر الشيعة لما سيأتي :
    إذن أين يكون الإسلام وأين ذهب من يوم أن وقعت له تلك الأمور الجسام ؟

    ورد في الجزء الثالث من بيان الأئم ع للشيخ محمد مهدي في البيان السادس من ص213 :
    ـ نور الأنوار الجزء3
    ذكر في تفسير قوله تعالى " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم "
    قال في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام :
    " أنزلناه " أي القرآن , والليلة المباركة هي ليلة القدر .
    وعن الإمام محمد الباقرعليه السلام قال :
    " يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .."
    بيان :
    ( دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم , أي كل أمر يحكمه الله ويثبته في اللوح المحفوظ , فينزل إلى ولي الأمر , وهو الإمام المعصوم وهو تفسير الأمور لكل سنة سنة من الأوامر الخاصة , بالنسبة إلى نفسه , والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس , بل ينزل على الامام ما يحدث في كل يوم من الحوادث والوقائع , والأمور وأحكامها , وهذا من علم الله الخاص , والعلم المكنون العجيب المخزون , المختص بالامام , لا يمنحه احد ,وذلك العلم الذى يزود به كل يوم , مثل ماينزل عليه فى ليلة القدر من الأوامر والنواهى و الحوادث والوقائع , ... لأن مقام الإمام ع مقام النبي ص والذي انتهت إليه الإمامة هو سيدنا ومولانا الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وهو القائم بالإمامة والسفارة والزعامة في زمن الغيبة , وعليه تنزل الملائكة , والروح في ليلة القدر , وفي كل يوم وليلة وتخبره عن العلوم المكنونة والأمور المخزونة , وعن الوقائع والحوادث ..) . أه

    أقول يا معشر الشيعة
    اليس هذا هو الإسلام ودين الله الذي يتنزل باستمرار على صاحب العصر والزمان عليه السلام , أليس الإسلام وحي مستمر يتنزل على الإمام عليه السلام .. فهل ذهب الإمام عليه السلام للغيبة وترك هذا الأمر بلا صاحب .. أو لا يجد أحد ينزل عليه .. إن لم تعترفوا بأن الإسلام ذهب مع الإمام عليه السلام في الغيبة وهو الآن في حفظه ورعايته , وينتظر أن يأذن له الله عز وجل بيوم الظهور لينشره على أهل الأرض مرة أخرى ويقيم أمره وحكمه ودولته ونظامه .. إن لم تعترفوا وتؤمنوا إيماناً جازماً بذلك فليس أمامكم إلا إحدى المهلكتين: إما أن تنكروا القرآن أو تؤمنوا ببعضه وتكفرون ببعض .. وإما أن تفتروا على الله الكذب وتزعموا أن هذا الوحي المستمر بخصوص الإسلام وأمره يتنزل على مراجعكم وفقهاؤكم .. وأقسم بالله أنه قد قيل لي من زميل تربى في أحضان بدعة نائب الإمام والولاية المطلقة للفقيه هناك ما يقرب من اثنتي عشرة سنة .. أن هذا الوحي ينزل على نائب الإمام أو الفقيه المطلق كما يسمونه في هذه الأيام !!!
    فقد خرج من ساحة مذاهب الباطل والضلال والنواصب لتخطفه الفتنة إلى ما هو أظلم وأضل سبيلاً .
    ـ السر المكنون :
    عن امير المؤمنين عليه السلام قال :
    " يظهر القائم عليه السلام بأمر جديد , وكتاب جديد , وقضاء جديد من السماء , يقيم الدين , وينفخ الروح فى الاسلام , يعز الله به الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته " .
    ومع ذلك يحدث من الناس ومن شيعيهم قبل سنيهم
    " وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به "
    " وأن القائم عليه السلام يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله , ويقاتلونه عليه " .
    ـ الغيبة للنعماني ـ
    ـ ومن شروح صاحب كتاب بيان الأئمة لروايات قيام القائم عليه السلام بأمر جديد , وسنة جديدة :
    ( دل هذا الخبر بأن الإمام القائم عليه السلام يقوم ويأتي بقانون جديد , وسنة جديدة , وحكم جديد .. فإذا ظهر الإمام وأعاد الإسلام الصحيح , وأعاد قوانينه الصلية , وأحكامه وشرائعه الإسلامية , رأوه صعباً شديداً , وحينئذ يعاملهم بالقتل , لا يستتيب أحداً منهم , ولا ترده عن إجراء حكم الله وتطبيقه لومة لائم من أحد ) .أه
    ليعلم من لا يعلم
    أن مثل هذه الكتب التي أستمد منها الحقائق مثل كتاب بيان الأئمة .. هي كتب تحمل الغث والثمين , والحق والباطل , والهدى والضلال , في آن واحد .. ووسيلتي في الأخذ منها هي نور وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها على صاحب الأمر والزمان عليه السلام وفي كل زمان .
    ـ ـ ـ ـ ـ
    ـ من الروايات التي وردت في أهل المدينة التي وراء البحر
    عن أبي عبد الله عليه السلام :
    " .. يتلون كتاب الله كما علَّمناهم , وإن فيما نعلِّمهم لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه "
    ـ بيان الأئمة ج3 ص 78 ـ80ـ

    سيل من النصوص والحقائق في أن الإسلام عندما يعود به الإمام القائم عليه السلام ويظهره للناس من جديد سيكون غريباً على الناس , وسينكرونه , بل ويقاتلون الإمام بسببه .. أليس في ذلك عظة وبلاغ للشيعة الآن في أن يراجعوا الأمر قبل فوات الأوان .. ولماذا الشيعة دون غيرهم , لأني أصبحت منهم وأخاف عليهم , ولأنهم يملكون مفتاح النجاة دون غيرهم ولا يستعملونه , وحرام عليهم أن تظل أبواب النجاة مغلقة دونهم بسبب فتنتهم والتي تبعدهم أو تحيل بينهم وبين فتحهم للأبواب أو الولوج فيما ورائها من أنوار وحجج وبراهين سيدة الدين وحجة رب العالمين بعد خاتم المرسلين ـ ليلة القدر المباركة وما ينزل فيها ـ ومن لم يصدقني فليأتي معي ولينظر معي وصف الإمام الباقر عليه السلام لشأن هذه الليلة المباركة وما ينزل فيها وماذا تشكل لنا .. :
    " لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه
    ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء بشرى وبشرى البرايا إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه فآمنوا بها قيل :
    وما الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق .
    وعنه عليه السلام : هي نعم رفيق المرء : بها يقضي دينه ، ويعظم دينه ، ويظهر
    فلجه ، ويطول عمره ، ويحسن حاله ، ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيدا . "

    هل صدقتموني الآن يا إخواني الشيعة ؟ أم ما زال واقع تأثير الفتنة عليكم عظيماً ؟
    ـ ثم إن هذا البحث وما سبقه نعرضه على الشيعة لينضم إلينا من يكون له نصيب في النجاة والفوز .. لأننا من الآن فصاعداً سنلتزم بمسيرة الانتظار الحقيقة لظهور الإمام القائم عليه السلام من خلال نور وموازين ليلة اقدر وما ينزل فيها , وندعو الله أن يوفقنا في مسيرنا هذا , ويكتب لنا الفوز والنجاة ـ

    ولنقترب الآن من نهاية هذا البحث الرسالي
    ـ لقد ورد في كثير من الروايات تسمية الإمام المهدي عليه السلام بالإمام القائم , وقد ورد في الشرح :
    ( وقد علل سبب تسميته بالقائم تارة : بأنه عليه السلام يقوم بالثورة , بعد موت ذكره وبعد أن يرتد عن الإسلام والإيمان به أكثر القائلين بإمامته ) ـ

    ـ وأورد صاحب سفينة النجاة حديثاً طويلاً عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام منه :
    " وسيأتي زمان على الناس .. المؤمن بينهم محقرَّ , والفاسق بينهم موقرَّ , علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض , وأيم الله إنهم من أهل العدوان والتَّحرف , يبالغون في حب مخالفينا , ويضلون شيعتنا وموالينا , فإن نالوا منصباً لم يشبعوا من الرشاء , وإن خُذلوا عبدوا الله على الرياء , ألا إنهم قطاع طريق المؤمنين , والدعاة إلى نحلة الملحدين , فمن أدركهم فليحذرهم , وليعن دينه ـ ثم قال عليه السلام :
    يا أبا هاشم , هذا ما حدثني به أبي ‘ن آبائه عن جعفر بن محمد عليهم السلام وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عن أهله " ـ

    مما ورد في الشرح لصاحب بيان الأئمة ج2ص459 ما يلي :
    ("علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض " .. أي يقطعون الطريق على المؤمنين , ويضلونهم عن طريقتهم إلى الله تعالى , وعن التوجه إليه (سبحانه وتعالى ) , ويخربون عقائدهم , ويدعونهم إلى نحلة الكفر والإلحاد والضلال والفساد , وهؤلاء المخربين كثيرون , فالمصلح قليل , والمخرب والمفسد كثير , فقد رأيت سيداً من أهل العلم يسأله أحد الشباب من المؤمنين عن الأخبار الواردة في زمن الغيبة في أحوال الحجة المهدي صاحب الزمان عليه السلام ـ فقال له : ( إنّ هذه ضعيفة , وكلها لم يعلم مستندها ) !!! وسمعت آخر يقول ( إن هذه الأخبار وضعها الأشعريون من أهل قم ) وهذه الأقوال تفسد البسطاء من المسلمين , وتخرب عقائد المؤمنين بإمامهم وسيدهم الحجة ابن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين . أهـ
    أقول
    لا شك أن هذه الأخبار بجانب نور وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها .. أو لا شك أن هذه الأخبار تحت مظلة ليلة القدر وما ينزل فيها تشكل هاجساً كبيراً وعبئاً ثقيلاً لمعظم علماء الشيعة , بل تشكل لهم معضلة كبيرة خلال زمن الغيبة وعصر الانتظار وخصوصا في زماننا الحالي الذي يتم فيه كف المستور عن الحقائق التي تزلزل العقول والمراكز والمقامات المزيفة ..كانت الفتنة بالأمس أو إلى الأمس تمحي نور الحق وبراهينه وتحول أمره إلى رماد وسراب .. ولكن من اليوم وقد ظهر لها ما يستعصي عليها بل ويستحيل عليها مقارعته أو مقاومته .. فمن اليوم ومن الساعة يستظل الحق ونوره بمظلة ليلة القدر وما ينزل فيها ليقف شامخاً عتيداً في وجه رياح الفتنة وفي وجه فلول المنخدعين والمفتونين .. في وجه أهل التيه كما سماهم أمير المؤمنين عليه السلام .. في وجه علماء السوء ورموز الفتنة والضلال .. وستسقط الأقنعة وسيظهر زيف وبطلان ما يدرسه ويحمله البعض باسم الإسلام , ويختمه بخاتم أهل البيت عليهم السلام ويصدرونه للأشياع على هذا الأساس , وبيننا وبينهم ليلة القدر وما ينزل فيها . بيننا وبينهم وثمرة القرآن والحجة بعد النبي وهدى الصالحين وفسطاط المتعبدين وعون الضعفاء ويسر المعسرين ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيداً , وبيننا وبينهم زينة القرآن وبشرى البريا ..

    ولماذا لا نقرب المسافة ونزيل العوائق
    فأقول لكل أنس وجن يخالفني , ويرى ويعتقد غير ما أرى وأعتقده خلال هذا البحث لما لا تحاورني أنت بليلة القدر وما ينزل فيها , وتثبت أن ما تذهب إليه وتعرفه هو الإسلام والحق بعينه , وتثبت لي أن ما تولت إليه أخيراً هو الباطل بعينه .. لما لا وقد أمرهم الأئمة عليهم السلام أن يخاصموا بأمر ليلة القدر .. أم أنهم لا يؤمنون ؟ ثم لما لا .. إن كنتم حقاً عاقلين أو لكم آذان تسمعون بها , وأبصار تبصرون بها وأخشى ألا أجد من يملك عقلاً بعدما علمت بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    " يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا يرى أحد ذا عقل "
    ـ وفي رواية : " حتى لا يكاد يرى رجلاً عاقلاً "
    ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال :
    " لا ترون الذي تنتظرونه , حتى تكونوا كالمعزى الموات التي لا يبالي الحابس أين يضع يده منها , ليس لكم شرف ترقونه ولا سناد تستندون إلي أمركم "
    ـ بيان الأئمة ج2ص192, 436ـ

    " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
    ـ صدق الله العلي العظيم ـ
    والآن لنرى كيف يهدم الإمام القائم عند ظهوره ما قبله
    ويقيم على أنقاضه الإسلام من جديد .. إسلام ليلة القدر وما ينزل فيها , وما ينزل في كل يوم وساعة

    .. عن عبد الله بن عطاء عن ابى عبد الله عليه السلام قال : سألته عن سيرة المهدى عليه السلام كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله يهدم ما كان قبله , كما هدم رسول الله الجاهلية , ويستأنف الاسلام من جديد .
    ـ الغيبة للنعماني ص231ـ
    ـ سئل الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام عن القائم عليه السلام : إذا قم بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال عليه السلام :
    " بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أبطل ما كان في الجاهلية , واستقبل الناس بالعدل , وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس , ويستقبل بهم العدل "
    ـ عن العوالم ـ
    ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :
    " إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً , وهداهم إلى أمر قد دثر , وضل عنه الجمهور , وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه , وسمي القائم لقيامه بالحق " .. وفي روايه " لأنه يهدي إلى أمر خفي " .
    وفي حديث قيل : ولم سمي القائم ؟
    قال : " لأنه يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته "
    ـ كمال الدين ـ
    ـ ورد في شرح صاحب بيان الأئمة لهذه الروايات :
    ( وأما المراد بالأمر الخفي هو الشريعة الإسلامية الصحيحة , التي ضل عنها جمهور الناس , بل أكثر الجماهير في العالم , فيرشدهم إلى الطريقة الصحيحة التي قد دثرت , ويدلهم عليها , ويهديهم إليها , لأنه مرشد العالم الأكبر والمصلح الأقدر , والرافع لحكومة الضلال , والدال على الخير والعدالة , وهو سفير الله في خلقه وحجته على عباده )
    ـ ج3ص260 ـ
    ـ وسأل المعلي بن خنيس أبا عبد الله عليه السلام : أيسير القائم عليه السلام إذا قام بخلاف سيرة على عليه السلام ؟ فقال : نعم , وذلك أن علياً سار بالمن والكفّ , لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده , وأن القائم عليه السلام إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي وذلك أنه يعم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده "
    ـ عن العوالم ـ بيان الأئمة ج3ص232 ـ
    ـ عن غيبة النعماني عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".
    ـ بشارة الإسلام ص53 ـ
    ـ من خطبة يوم الغدير ـ
    التي رواها الشيخ الطبرسي في الاحتجاج , أخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سيرة الإمام المهدي عليه السلام يوم الظهور منها :
    " ألا إن خاتم الأئمة منا , القائم المهدي صلوات الله عليه , ألا أنه الظاهر على الدين , ألا أنه فاتح الحصون وهادمها , ألا أنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك , ألا أنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز وجل , ألا أنه الناصر لدين الله , ألا أنه الغَّراف الممتاح من بحر عميق , ألا أنه خير الله ومختاره , ألا أنه وارث كل علم والمحيط به , ألا انه المخبر عن ربه عز وجل ... ألا أنه الباقي حجة بعده , ولا حق إلا معه , ولا نور إلا عنده , ألا أنه لا غالب له , ولا منصور عليه , ألا وأنه وليّ الله في أرضه , وحكمه في خلقه , وأمينه في سره وعلانيته " .
    ـ وقد قام بشرحها صاحب بيان الأئمة نقتر على مقتطفات منه :
    ( هذه الخطبة توضح سيرته ومقامه عليه السلام عند قيامه بالدعوة الإلهية والثورة الإسلامية , القائم بالسيف , والآخذ بثارات الأنبياء وأولاد الأنبياء , والقائم بالثورة الإسلامية لإحياء الدين , والقضاء على المنافقين .. والمعين للدين لأنه يحيي دين الإسلام ويمحي جميع الأديان .. الناصر لدين الله تعالى , ويعيد الدين جديداً , ويقيم حدوده وأحكامه , ويحييه بعد اندراسه .. أنه خيرة الله ومختاره , اختاره للقيام بإحياء الدين وقطع شوكة المخالفين .. انه المخبر عن ربه عز وجل , أى انه يخبر بما تنزل عليه الملائكة من الوحي في كل يوم وليلة من الله تعالى من الأوامر والنواهي والوقائع والأسرار )
    ـ ج3ص236ـ
    يا معشر الشيعة
    الدين أو الإسلام لا يتم إعادته وإظهاره من جديد , وإحياء أمره , وإقامة حكمه وسلطانه إلا بليلة القدر وما ينزل فيها , وفي كل يوم وساعة .. فيا لها من ليلة عظيمة .. وكل من لا يفهم ذلك أو لا يعرفه فيا له من أحمق لا عقل له ولا إدراك .. أعمى للقلب
    يقول الإمام الباقر عليه السلام :
    " فيوحي الله إليه فيعمل بأمره "
    هذا هو أمر الله تعالى واختياره لإقامة دينه ومعرفة أحكامه وأوامره .. وهذا هو الإسلام وحي مستمر " فمن شاء فليؤمن , ومن شاء فليكفر "

    ـ السر المكتوم ـ
    من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام عن سيرة القائم عليه السلام في الناس أو في مواجهة علماء الفتنة والضلالة :
    " .. ثم يرجع بعد ذلك إلى هذه الأمة , الشديدة الخلاف , القليلة الائتلاف , وسيدعى غليه من سائر البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين , وفقهاء اليقين , والحكماء والمنجمين , والمتفلسفين , والأطباء الضالين , والشيعة المذعنين , فيحكم بينهم بالحق , فيما كانوا فيه يختلفون , ويتلوا عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام : " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ـ النحل118 ـ يتضح للناس الحق , وينجلي الصدق , وينكشف المستور , ويحصل ما في الصدور , ويعلم الدار والمصير , ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها , وتشرق شريعة المختار بعد ظلمائها , ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم , يهدي إلى صراط مستقيم , ويكشف الغطاء عن أعين الأثماد , .. وينتقم من أهل الفتوى في الدين بما لا يعلمون , فتعساً لهم ولأتباعهم , أكان الدين ناقصاً فتمموه ؟ أم به عوج فقوموه ؟ أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ ـ الخطبة
    ـ بيان الأئمة ج3ص298 ـ
    ـ عن البحار
    عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :
    " يملك القائم ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً , كما لبث أهل الكهف في كهفهم , يمل الأرض عدلاً وقسطا , كما ملأت ظلماً وجوراً , فيفتح الله له شرق الأرض وغربها , ويقتل الناس حتى لا يبقى غلا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم , يسير بسيرة سليمان بن داود عليه السلام , ويدعو الشمس والقمر فيجيبانه , وتطوى له الأرض , ويوحى إليه فيعمل بالوحي بأمر الله " .

    ومما فهمته واعتقدته من نصوص وروايات الأطهار عليهم السلام
    القائم عليه السلام " إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس " " ويستأنف الإسلام من جديد " , " يبطل ما كان قبله ويهدمه , وما كان في أيدي الناس .. ثم يستأنف الإسلام جديداً بعد اندراسه , والدين حديثاً بعد انطماسه , ويسير مع أهل زمانه بالسيف والقتل , لا يستتيب احد , حتى يقيم الإسلام وأمره من جديد , ويحيه بعد مواته بعد أن يمحي جميع الأديان ومذاهب المراجع والفقهاء وعلماء الضلالة , يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام , يعز به الإسلام بعد ذله , ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون .. وينتقم من أهل الفتوى في الدين بما لا يعلمون , الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقهاء اليقين , يوحى إليه فيعمل بالوحي بأمر الله , فترى الملائكة نازلين من السماء غليه , وصاعدين يوحون إليه أوامر الله تعالى ونواهيه , فيعمل بالوحي , وبما يأمره الله تعالى , كل بيعة قبل ظهوره بيعة كفر ونفاق وخديعة , لعن الله المبايع لها والمبايع له , يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته , وتشرق شريعة المختار بعد ظلمائها , ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم , هو صاحب ليلة القدر وما ينزل فيها , هو الإسلام كوحي مستمر
    * وقف أخيرة قبل الختام
    عن أمر هام جعلني حراً وبلا قيد وسلاسل , في البحث عن نور الحق والحقيقة , يفتقده معظم الأشياع وبسببه يحال بينهم وبين التحرر من قيود الباطل والضلال , واللحاق بمسيرة النفر اليسير , أصحاب درب الانتظار الحق , وهذا الأمر هو أنني عندما كنت من أتباع المذهب السني المخالف لأمر أهل البيت عليهم السلام لم أكن أقدس علماء وفقهاء المذهب , بل كنت لا أحترم غلا من يحترم فكره وشخصه , ولم يكن تعاملي معه إلا من خلال النص والحجة , وهذا ما كان يجعلني دائماً في شك وريب من مذاهبنا السنية لتضاربها في كثير من المفاهيم مع النص والدليل والكتاب والسنة , هذا كان في الوقت الذي لم أكن أسمع بعد بأمر أهل البيت وإمامتهم عليهم السلام , حتى أني في ذات يوم نظرت إلى السماء ودعوت الله عز وجل أن يرزقني الحق ويهديني إليه , وفي نهاية السبعينات جرت أحداث على مسرح العالم , ولأول مرة أسمع بالشيعة , وأخذت أتقلب بين الأفكار , وفي البداية تشيعت للشيعة , ولكن أقداري الرحيمة والنص والدليل ونور الحق كانوا جميعاً لي بالمرصاد , فسريعاً ما تخلصت من هذه الورطة , وتشيعت للأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم السلام , وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام, ووجدت البون شاسعاً والأمر جلل وخطير والفتنة كبيرة على الشيع , تشيعت لأمر أهل البيت وللإسلام , بعد أن نجاني الله عز وجل من تشيعي للرجال سواء كانوا مراجع أو فقهاء أو علماء للشيعة , وكفاني امناً وسلامة في ديني , وحفظاً وعصمة من الضلال أني تعلمت من سيدي ونور قلبي ووجداني الإمام جعفر الصادق عليه السلام أن من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما ادخلوه فيه , ومن دخله بالكتاب والسنة تزول الجبال ولا يزول .. وما إن دخلت الدين بالكتاب والسنة حتى رزقني الله عز وجل بنور ومعالم ليلة القدر وما ينزل فيها وعلاقتها بالإمام المعصوم عليه السلام , وعلاقتها بالإسلام ومسيرته التاريخية , ومن يومها أصبحت أبصر بها طريقي وأتحسس بها معالمه , وأقف عند كل واردة وشاردة حتى اعرضها على موازين ليلة القدر .. حتى أصبح أمري في التشيع أضحى من نور الشمس في رابعة النهار والحمد لله رب العالمين .. هكذا تعلمت من علم الأئمة الأطهار سلام الله عليهم , وتيقنت أن من تمسك بهم لن يضل أبداً .. أما المرجع والفقيه والعالم أياً كان ـ الذي لا يرى بنور ليلة القدر ولا يلتزم بموازينها , ويزن عليها كل شاردة وواردة , ويجعلها الحجة البالغة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ويفصل بها بين الحق والباطل , ويتحسس بها معالم الحق وخصوصاً خلال عصور الغيبة والغربة .. فلا فرق عندي بينه وبين من نجاني الله تعالى منهم , سواء في المذاهب السنية أو المذاهب الشيعي .
    ثم إنني على علم ويقين بأن الفتنة قد أخذت من الأشياع كل مأخذ , وانه لن يفلت منها إلا النفر اليسير , الذين يكتب لهم النجاة واللحاق بمسيرة الانتظار الحقيقية , وهذا البحث هو دعوتي إليهم , وصرختي في وجدانهم , ولعل الله عز وجل أن يجمعنا سوياً ونصبح من جند صاحب الزمان عليه السلام عجل الله فرجه الشريف .
    وفي الختام
    ندعو الله عز وجل بما تعلمناه من أئمة أهل البيت عليهم السلام , ولينتبه معي الأشياع أن الإمام على بن الحسين السجاد سلام الله عليه , كان يبث من خلال الدعاء معالم مسيرة الإسلام وأمر أهل البيت عليهم السلام ومن ذلك :

    " أين بقية الله التى لا تخلوا من العترة الطاهرة , أين المعد لقطع دابر الظلمة , أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج , أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان , أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن , أين المتخير لإعادة الملة والشريعة , أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده , أين محيي معالم الدين وأهله , أين قاصم شوكة المعتدين , أين هادم أبنية الشرك والنفاق " ـ

    " اللهم جدِّد به ما مُحِيَ من دينك وأحي به ما بُدِّل من كتابك , وأظهر به ما غير من حكمك , حتى يعود به وعلى يديه غضاً جديداً خالصاً مخلصاً , لا شك فيه ولا شبهة معه , ولا باطل عنده ولا بدعة لديه " .
    " اللهم صلِّ على وليك المحيي سنتك , القائم بأمرك , الداعي إليك , الدليل عليك , وحجتك على خلقك , وخليفتك في أمرك , وشاهدك على عبادك " .

    " اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ " .

    فطوبى للغرباء النجباء الذين يقولون :
    " اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه , وما قصرنا عنه فبلغناه "
    " اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ "
    " اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً , ودليلاً وعيناً , حتى تسكنه أرضك طوعاً , وتمتعه فيها طويلاً " .
    اللهم ألحقنا بركب الغرباء وبمسيرتهم الغراء , والحق بهم من ترد بهم خيراً من الأشياع .
    ـ يا رب العالمين ـ والحمد لله رب العالمين ـ وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

  • #2
    بحث جميل جزاكم الله خيرا
    مشكورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X