إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من هو الشهيد الاول؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو الشهيد الاول؟

    في مدينة (الكاظمية) من ضواحي العاصمة العراقية (بغداد) ولد الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وبالتحديد في يوم الاحد في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة من عام (1352هـ)، الموافق للثامن والعشرين من شهر شباط/ فبراير من عام (1935م).

    كان مولده مبعث فرحة عارمة اهتزت لها جوانب البيت الذي ضمّ السيد حيدر الصدر وكريمة آل ياسين، وقد مضى على أول وليد لهما ما يربو على عشرة أعوام. وها هو الوليد الثاني يطل عليهما بالفرح والسرور والالفة والمودة. لكن القدر فاجأ البيت ودخله دون استئذان فهز أركانـه بقـوة معلناً وفاة الاب (السيد حيدر الصدر). كان ذلك في عام (1356 هـ) ولم يمض على ولادة الشهيد الصدر ما يزيد على ثلاثة أعوام.

    لم يع الشهيد الصدر أو يدرك فصلا من حياة أبيه، ولم تحمل ذاكرته شيئاً ينتمي الى تلك المرحلة. لكنه ـ لابد ـ شكّل في ذهنه صورة عن أبيه، صنعها من أحاديث كبار الاسرة، الام والاخوال والاخ الاكبر، الام التي سهرت على أولادها (اسماعيل، محمد باقر، آمنة) وظلت عاكفة عليهم، تنميتهم في ظل مجد عريق وتغذيهم من ذلك النبع الصافي الذي استقى منه الاب (الراحل) والاجداد، أجداد الاب والام معاً.

    وقد نشأ وترعرع الشهيد الصدر في الكاظمية ما يقرب من ثلاث عشرة سنة دخل أثناءها مدرسة (منتدى النشر الابتدائية) التي أسسها السيد مرتضي العسكري والمرحوم أحمد أمين سنة (1362) هـ وقد يكون عمره الشريف يوم انتشابه اليها تسعة أعوام او قريباً من ذلك.

    وفي تلك الفترة لفت وجوده انتباه الهيئة التدريسة ومشرفي المدرسة لما يتمتع به من نبوغ وذكاء استثنائيين، الا أنّه مع ذلك كان كثير التغيب عن المدرسة مع مواظبته على حضور الامتحانات التي يؤديها بنجاح باهر.

    وقد لاحظ عليه اساتذته ان اهتماماته الفكرية تتجاوز عمره بكثير من قبيل اطلاعه في تلك السنّ المبكرة على الفلسفة الماركسية فضلا عن مطالعاته المتنوعة واطلاعه على الاعمال الفكرية لعدد من مشاهير الغرب.

    ولم يشأ الشهيد الصدر مواصلة الدراسة في (منتدى النشر) اذ تركها في وقت مبكر وقد تكون مدة وجوده فيها ثلاثة اعوام او اكثر قليلا.

    في العام (1365) هـ انتقل السيد الشهيد الى النجف الاشرف بمعية أخيه الأكبر السيد اسماعيل الصدر الذي اكمل تحصيله العلمي في الكاظمية وليواصله على مستوى أعلى في النجف الأشرف.

    هذه الرحلة ستفتح للشهيد الصدر افاقاً جديدة للعلم والفكر لم يعهدها في الكاظمية التي كانت في يوم من الأيام مركزاً علمياً مرقوماً، الا انها سرعان ما انحسرت عن دورها وذوت أمام تطاول النجف الاشرف وتمركز العلم فيها.

    ولم يكن للنجف برجالها وحلقاتها الدراسية ومدارسها الدينية العامرة على قلتها يومذاك أن تستغرب دخول هذا الفتى الذي لم يبلغ الثالثة عشرة سنة، فهو ابن اُسرة علمية معروفة تخرج منها عشرات الاعلام. فأبوه السيد حيدر الصدر ـ على رغم وفاته مبكراً ـ كان واحداً من أشهر الفقهاء، واشكالياته العلمية في علم الاصول ـ خاصة ـ تجري على ألسنة أعلام النجف الاشرف. نعم لم تكن النجف لتستغرب حضور الشهيد واختلافه على حلقات الدروس وموائد العلم والمعرفة المنتشرة في الصحن الحيدري والمساجد الكبيرة في النجف ومدارسها الدينية المخصصة لسكن الطلاب ودراستهم، خاصة وانه كان يعيش في ظل أخواله أعلام آل ياسين وفي مقدمتهم فقيه النجف الشيخ محمد رضا آل ياسين.

    تاريخياً لا نعرف ـ على وجه الدقة ـ متى بدأ الشهيد الصدر حياته الدراسية وانقطاعه الى العلوم الاسلامية، كما أننا لا نعرف الكتب التي درسها والظرف الزمني الذي استغرق في ضبطها والتوفر على مضامينها الفكرية، الا ان السيد الحائري(1) نقل عن السيد عبد الغني الاردبيلي أنه ـ اعني الشهيد الصدر ـ قرأ (المنطق) وهو في الحادية عشرة من عمره، كما انه قرأ كتاب (معالم الاصول) فى أوائل السنة الثانية عشرة من عمره.

    كان ذلك في الكاظمية كما يبدو، أمّا في النجف الاشرف فالأمر لا يخلو من غموض اذ لم نتوفر على معلومات كافية ودقيقة، ويفترض انه انصرف الى دراسة المرحلة الثانية وهي ما تعرف بـ (السطوح)، وقد ذكر السيد الحائري ان الشهيد الصدر قرأ اكثر أبحاث هذه المرحلة بلا استاذ معتمداً على قدراته الذاتية(2)، وهو مّما لا يمكن استبعاده بالنسبة للشهيد الذي تميز بذكاء وعبقرية استثنائيين.

    وكنت اعتقد الى وقت قريب أنّه لم يحضر في مرحلة (السطوح) عند أحد من أعلام النجف الاشرف، وأنه اكتفى بالحضور عند أخيه السيد اسماعيل الصدر، سواء أكان ذلك في الكاظمية أم في النجف الاشرف بعد انتقاله اليها، وقد سجلت ذلك الاعتقاد فيما كتبته عن الشهيد الصدر، ولم يكن اعتقادي هذا نابع عن عاطفة غامرة تهدف الى اشاعة هالة من القداسة وجو من الاعجاز وخوارق العادات، وانما كان لعدم التوفر على معلومات كافية في هذا المجال. ولا أدعي اني توفرت عليها، فلا زالت عدة حلقات من حياة الشهيد الصدر الثقافية مفقودة للأسف بسبب خلفية عدد من العوامل لسنا بصددها، الا اني اطلعت على عدة معطيات يمكن على ضوئها رسم صورة اكثر دقة من سابقتها عن حياة الشهيد الصدر الفكرية في بداياتها وانطلاقتها.

    وعوداً على بدء يمكن القول ان حياة الشهيد الصدر العلمية بدأت بشكل طبيعي ولم تخرج عن نظام الحوزة، فقد دخل الحوزة من الباب المألوف بدءاً بمرحلة المقدمات ومروراً بمرحلة السطوح وانتهاء بمرحلة السطوح العليا المعروفة بـ (البحث الخارج)، الا انّه لم يرض لنفسه أن يكون أسير تلك النظم التي وضعت لطالب متوسط القدرات فتعاطى معها بالطريقة التي تتناسب وطاقاته وقدراته الخلاقة.

    _________________________
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X