أطلت بنصف وجهها من شرفة غرفتها، والنصف الآخر خبأته خلف الستارة، كـأنها تريد أن تخفي الدمعة المتلألأة في مقلتها.رائحة القمر تشابههت مع رائحة الوجع، أما رائحة السهر فقد فاحت بين جوانب الطريق، المقاهي كانت ساهرة معها وكذلك النجوم.
هـي
تتكأ على عصا الذكريات، تشتعل في داخلها الحيرة كـ سيجارة شاعر اشتعلت في غياب الكلمات، كـأنها ملاكا أبيضا ينير غياهب الظلمات.
حبات الثلج البيضاء بدأت تنزل لتعانق رصيف الشارع المقابل، كـأنها ماعادت تقوى الفراق ونزلت إلى الأرض كي تلقي تحية المساء.
ترفع كفوفها إلى السماء وتسأل السحب أن تفرج همها بحق ابنها المطر الذي تخلت عنه لأجل العطاء.
الضباب بدأ يتكاثف والأمور بدأت في الالتباس، الليل رغم أنه طويل ويرتدي قبعة الصمت إلا إن المطر كان رفيقها في سهرة الذكريات.
في صدرها
ت ن ه ي دة أطلقها صوت الضباب في مخيلة الذكريات، كـ صوت غراب ينعق في الصباح فيكون نذير شؤم لمن يراه، الشؤم الذي تشعر به هو الوحدة، الغربة في زمن لا صاحب فيه.
دمعي يرتجف، ألبسته معطف الصبر كي يشعر بالدفىء، شفتاه ترتعشان وكفاه ابيضا، أسكت حنينه الموجع الذي لم يهدأ بسهولة.
الفجر بدأ ينشر سدائلة الذهبية، مازالت العيون ساهرة، وبقايا القصيدة متناثرة في جسدها الواهن.
أغلقت نافذتها، استلقت على السرير وأطبقت جفون المعاناة فقد كانت مجرد ليلة ماطرة.
ياليالي دفي حزني واهتفي بصوت السلام
وابرقي في الليل ببرقن قاهرن كل الظروف
تعليق