العبادة مختصة به تعالى ، فمن عبد غيره كان كافراً منافيا لما دل على لزوم التوحيد ، ومن هنا ينظر وجه تكفير الساجد للصنم وغيره كعبادة الكواكب .. هذا ماذكره السيد البغدادي (قدس سره) في ( التحصيل في اوقات التعطيل ج 7) .
غير انه رحمه الله حاول ان يسلط الضوء على مفهوم الشرك (انظر وجوب النهضة) حيث يقول ( مفهوم الشرك يتحقق في الخالقية والمعبودية بل فيمن اشرك بصفاته تعالى ، ماليس فيه كاتخاذ الولد او المصاحبة او وسط في عبادته من ليس له اهلية التوسط ، الى غير ذلك ، غير ان هذه الاصناف لمفهوم الشرك لا ينطبق على الاستعانة بالغير المستمدة من اذنه تعالى ) .
وبالتالي انك من الممكن ان تجد العديد من النصوص المنقولة من الفرق الاسلامية على شرعية توسيط الذوات المقدسة ، لما يحب الله ان يعبد منها . فقد ورد في صلاة الحاجة (سنن ابن ماجة الحديث 1375) : ( اللهم اني اتوجه اليك بنبيك محمد (صلى الله عليه واله) نبي الرحمة يامحمد اني اتوجه بك الى ربك وربي في حاجتي هذه لتقضي لي ) .
وايضا ماجاء في صحيح البخاري في صلاة الاستسقاء ان عمر بن الخطاب كان اذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب وقال : اللهم كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا ، قال فيسقون) .
وروى الدارمي في صحيحه عن ابي الجوزاء قال قحط اهل المدينة قحطاً شديدا فشكوا الى عائشة فقالت انظروا الى قبر رسول الله (ص) فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا باذن الله تعالى وببركة النبي (ص) حتى نبت العشب .
وجاء في كتاب دلائل النبوة رواية البيهقي وبسندها الصحيح (عن عمر بن الخطاب) قال : قال رسول الله (ص) لما اقترف ادم الخطيئة قال يارب اسالك بحق محمد الا ماغفرت لي ..) كما روى الشيخ عبدالحميد بن ابي الحديد في (منهج الرشاد لمن اراد السداد ص45) عن علي بن ابي طالب انه قال (كنت مع رسول الله (ص) كالعضد من المنكب وكالذراع من العضد رباني صغيرا وآخاني كبيراً سالته مرة ان يدعو لي بالمغفرة فقام فصلى فلما رفع يديه سمعته يقول (اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي) فقلت يارسول الله ماهذا ، قال : (اواحد اكرم منك عليه فاستشفع به اليه) .
ويصرح الشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء (قده) في هذا الصدد اذ كتب قائلا ( وان من يتوسل الى الله بمعظم من قرآن او نبي او عبد صالح او مكان شريف او بغير ذلك فلا باس عليه بل كان بما هو اولى وافضل ولابأس بالتوسل بحق المخلوقات فان للمولى على عبده حق المالكية وللعبد حق المملوكية وللخادم حق الخدمة وللارحام حق الرحم .. فالحق عبارة عن الرابطة بأي نحو اتفقت وعلى أي جهة كانت وعلى ذلك جرت عادة السلف من ايام النبي (ص) الى يومنا هذا لاينكره احد من المسلمين والدعوات والمواعظ مشتملة عليه والاجماع منعقد عليه فلم يبق في المقام اشكال ولابقي محل للقيل والقال .
والحقية التي صرح بها (قده) هي الرابطة بين الخالق والمخلوق حيث يقول تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وقوله (وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل) وقوله (وكذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين) – يونس- .
ومنها قوله (ص) ثلاثة حق على عونهم الغازي في سبيل الله ولمكاتب الذي يريد الاداء والناكح الذي يريد التعفف) – سنن ابن ماجة ج2- ( والمقصود بالحقوق عليه سبحانه وتعالى هو الثبوت في مقام الالوهية الذي يعبر عنه بايجاب الله على ذاته المقدسة شيئا بمقتضى حكمته وعدله وليس المقصود بالحقوق ايجاب اشياء عليه سبحانه من قل غيره لاستحالته في حقه تعالى) – الامام البغدادي والوهابية – وعند تعريف السيد البغدادي (قده) للعبادة يدخل فيه كل ماشرع الله .
ويخرج من التعريف العبادة الاعتقادية الباطلة كعبادة الوثني و : العبادة لغة عبارة عن الخضوع والتذلل قال الجوهري (اصل العبودية بالخضوع والذل) وان هذا المعنى اللغوي لايصدق على ماهية العبادة المبحوث عنها في المقام والا اقتضى شرك الانبياء في خضوعهم للاباء حيث امر الله سبحانه الابناء بخفض الجناح امام ابائهم . قال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) – الاسراء –
ومع ذلك لاتصدق العبادة على هذا الخضوع والتذلل لهما وهكذا الحال بالنسبة الى التذلل للجماعة المؤمنة والتعزز على الجماعة الكافرة ، قال تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذله على المؤمنين اعزة على الكافرين – المائدة – وكذلك الحال ايضا بالنسبة الى سجود الملائكة لادم (ع) ليس عبادة له لان اصل العبادة لله سبحانه لاجل الامر الالهي وامتثاله ، أي محبة في ان يعبد منها . (واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) – البقرة –
وبعد هذا كله ينكشف لنا بان مجرد اظهار الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم والاحترام لاسيما الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) لايعد عباده لغير الله ولاشركاً .
منقول عن مجلة الكوثر
تحياتي
غير انه رحمه الله حاول ان يسلط الضوء على مفهوم الشرك (انظر وجوب النهضة) حيث يقول ( مفهوم الشرك يتحقق في الخالقية والمعبودية بل فيمن اشرك بصفاته تعالى ، ماليس فيه كاتخاذ الولد او المصاحبة او وسط في عبادته من ليس له اهلية التوسط ، الى غير ذلك ، غير ان هذه الاصناف لمفهوم الشرك لا ينطبق على الاستعانة بالغير المستمدة من اذنه تعالى ) .
وبالتالي انك من الممكن ان تجد العديد من النصوص المنقولة من الفرق الاسلامية على شرعية توسيط الذوات المقدسة ، لما يحب الله ان يعبد منها . فقد ورد في صلاة الحاجة (سنن ابن ماجة الحديث 1375) : ( اللهم اني اتوجه اليك بنبيك محمد (صلى الله عليه واله) نبي الرحمة يامحمد اني اتوجه بك الى ربك وربي في حاجتي هذه لتقضي لي ) .
وايضا ماجاء في صحيح البخاري في صلاة الاستسقاء ان عمر بن الخطاب كان اذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب وقال : اللهم كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا ، قال فيسقون) .
وروى الدارمي في صحيحه عن ابي الجوزاء قال قحط اهل المدينة قحطاً شديدا فشكوا الى عائشة فقالت انظروا الى قبر رسول الله (ص) فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا باذن الله تعالى وببركة النبي (ص) حتى نبت العشب .
وجاء في كتاب دلائل النبوة رواية البيهقي وبسندها الصحيح (عن عمر بن الخطاب) قال : قال رسول الله (ص) لما اقترف ادم الخطيئة قال يارب اسالك بحق محمد الا ماغفرت لي ..) كما روى الشيخ عبدالحميد بن ابي الحديد في (منهج الرشاد لمن اراد السداد ص45) عن علي بن ابي طالب انه قال (كنت مع رسول الله (ص) كالعضد من المنكب وكالذراع من العضد رباني صغيرا وآخاني كبيراً سالته مرة ان يدعو لي بالمغفرة فقام فصلى فلما رفع يديه سمعته يقول (اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي) فقلت يارسول الله ماهذا ، قال : (اواحد اكرم منك عليه فاستشفع به اليه) .
ويصرح الشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء (قده) في هذا الصدد اذ كتب قائلا ( وان من يتوسل الى الله بمعظم من قرآن او نبي او عبد صالح او مكان شريف او بغير ذلك فلا باس عليه بل كان بما هو اولى وافضل ولابأس بالتوسل بحق المخلوقات فان للمولى على عبده حق المالكية وللعبد حق المملوكية وللخادم حق الخدمة وللارحام حق الرحم .. فالحق عبارة عن الرابطة بأي نحو اتفقت وعلى أي جهة كانت وعلى ذلك جرت عادة السلف من ايام النبي (ص) الى يومنا هذا لاينكره احد من المسلمين والدعوات والمواعظ مشتملة عليه والاجماع منعقد عليه فلم يبق في المقام اشكال ولابقي محل للقيل والقال .
والحقية التي صرح بها (قده) هي الرابطة بين الخالق والمخلوق حيث يقول تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وقوله (وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل) وقوله (وكذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين) – يونس- .
ومنها قوله (ص) ثلاثة حق على عونهم الغازي في سبيل الله ولمكاتب الذي يريد الاداء والناكح الذي يريد التعفف) – سنن ابن ماجة ج2- ( والمقصود بالحقوق عليه سبحانه وتعالى هو الثبوت في مقام الالوهية الذي يعبر عنه بايجاب الله على ذاته المقدسة شيئا بمقتضى حكمته وعدله وليس المقصود بالحقوق ايجاب اشياء عليه سبحانه من قل غيره لاستحالته في حقه تعالى) – الامام البغدادي والوهابية – وعند تعريف السيد البغدادي (قده) للعبادة يدخل فيه كل ماشرع الله .
ويخرج من التعريف العبادة الاعتقادية الباطلة كعبادة الوثني و : العبادة لغة عبارة عن الخضوع والتذلل قال الجوهري (اصل العبودية بالخضوع والذل) وان هذا المعنى اللغوي لايصدق على ماهية العبادة المبحوث عنها في المقام والا اقتضى شرك الانبياء في خضوعهم للاباء حيث امر الله سبحانه الابناء بخفض الجناح امام ابائهم . قال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) – الاسراء –
ومع ذلك لاتصدق العبادة على هذا الخضوع والتذلل لهما وهكذا الحال بالنسبة الى التذلل للجماعة المؤمنة والتعزز على الجماعة الكافرة ، قال تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذله على المؤمنين اعزة على الكافرين – المائدة – وكذلك الحال ايضا بالنسبة الى سجود الملائكة لادم (ع) ليس عبادة له لان اصل العبادة لله سبحانه لاجل الامر الالهي وامتثاله ، أي محبة في ان يعبد منها . (واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) – البقرة –
وبعد هذا كله ينكشف لنا بان مجرد اظهار الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم والاحترام لاسيما الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) لايعد عباده لغير الله ولاشركاً .
منقول عن مجلة الكوثر
تحياتي