بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
فقد لاحظت أنهم يطلقون لفظة " إمام " على علي وحده من دون بقية الصحابة.
ثم أنهم يدعون أن الإمام عليا قام بتحريق أناس قالوا بألوهيته. وكنت كلما مررت على هذين الأمرين تساءلت: لماذا يطلق القوم هذه اللفظة على الإمام خاصة.
ولماذا قال هؤلاء بألوهية الإمام دون غيره؟..
إن الإجابة على هذين السؤالين قد كلفتني الكثير من الوقت في البحث والتأمل حتى اهتديت أن هناك من النصوص ما يعطي للإمام علي خاصية ترفعه فوق الجميع. وأن هذه الخاصية كان يتنزل بها القرآن ويبشر بها الرسول. وهذه الخاصية هي الطهارة من الرجس لتسلم مهمة الإمامة من بعد الرسول. وهذا هو ما توارثه القوم عن علي وحجبته السياسة وما بقي منه سوى وصفهم له بالإمام.
وهذا هو ما دفع بالبعض للقول بألوهيته لما يرون من تحقق المعجزات على يديه.
إن سلمنا بصحة هذه الرواية (4)..
إن القوم لم يخبرونا لماذا أله علي؟ فهم على الرغم من تبنيهم هذه الرواية لا يقصدون من ورائها سوى الطعن في شيعة الإمام ونبذ أي تصور يطرأ على ذهن المسلم حول خصوصيته وكأنهم يريدون أن يثبتوا من وراء هذه الرواية أن الإمام كان يبارك الخط السائد وأن من حاول الانشقاق عن هذا الخط ومنحه خصوصية تميزه عن القوم فقد أحرقه بيده. فدعوى ألوهية الإمام قضي عليها في مهدها على يده ولم تظهر بعدها أية دعاوى أخرى لتمييز الإمام أما الشيعة هؤلاء ففرقة مختلقة لا أصل لها ويقف من ورائها أعداء الإسلام (5)..
ثم إن القوم بعد هذا لا يذكرون الإمام إلا ويقولون كرم الله وجهه. وعندما سألت عن معنى هذه الكلمة قالوا: إنه لم يسجد لصنم بينما جميع الصحابة قد وقعوا في هذا. فقلت في نفسي إن هذه الخاصية التي جاءت على لسان القوم إنما تؤكد مكانة الإمام وموقعه الشرعي كما أكدته رواية إدعاء ألوهيته ونعتهم له بالإمام..
لقد استفزتني كثيرا تلك المكانة المتواضعة جدا التي يضع أهل السنة فيها الإمام عليا
واستفزني تقديم عثمان عليه على الرغم من أفاعيله ومنكراته..
واستفزني مساواته بمعاوية الطليق الذي لا وزن له..
واستفزني ما يلصقون به من صغائر وموبقات..
وكان هذا كله مبررا للنفور من فقه القوم وأطروحتهم والبحث عن الحقيقة في دائرة الأطروحات الأخرى حتى اهتديت للأطروحة الشيعية ووجدت فيها ما أراح عقلي وطمأن نفسي بخصوص الإمام علي..
وجدت فيها مكانته وخصوصيته..
ووجدت فيها علمه الذي دثره القوم..
وجدت عليا الإمام المعصوم وهي الصفة التي تعكس خصوصيته وتميزه والتي فسرت على ضوئها جميع الأمور التي استشكلت علي في فقه القوم حول الموقف من الإمام..
فسرت لماذا يقولون عنه إمام..؟.
ولماذا يقولون كرم الله وجهه..؟.
ولماذا حاول تأليهه البعض..؟.
إن مكانة الإمام كانت ساطعة سطوع الشمس بحيث لم يتمكن القوم من حجبها عن أعين المسلمين بتأويلاتهم وتبريراتهم. وقد كنت واحدا من هؤلاء الذين سطعت عليهم شمس الحقيقة فأضاءت لي الطريق نحو الصراط المستقيم خط آل البيت محطما من طريقي جميع القواعد والأغلال التي صنعها القوم لتكبيل العقل وحجب الحقائق.
4) - روى البخاري في باب حكم المرتد والمرتدة: أتي علي بزنادقة فأحرقهم. فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تعذبوا بعذاب الله.
ولقتلتهم لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من بدل دينه فاقتلوه.. ورواه أحمد في مسنده (ج 1 / 217). ومن الواضح أن هذه الرواية تضرب عليا بابن عباس. وتشكك في فقه علي وعلمه. فهل يعقل أن يجهل علي حكما صريحا بالنهي وارد عن الرسول؟ وهل ابن عباس أفقه من علي؟.
____________
(5) - اخترع القوم شخصية تحت اسم " عبد الله بن سبأ " يهودي الأصل. وربطوها بالشيعة بهدف التشكيك في أطروحتهم وتاريخهم. أنظر كتب التاريخ. وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى للسيد مرتضى العسكري. ولا يزال القوم يلصقون ابن سبأ بالشيعة حتى اليوم. أنظر كتاب السبئية والسبئيون.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
فقد لاحظت أنهم يطلقون لفظة " إمام " على علي وحده من دون بقية الصحابة.
ثم أنهم يدعون أن الإمام عليا قام بتحريق أناس قالوا بألوهيته. وكنت كلما مررت على هذين الأمرين تساءلت: لماذا يطلق القوم هذه اللفظة على الإمام خاصة.
ولماذا قال هؤلاء بألوهية الإمام دون غيره؟..
إن الإجابة على هذين السؤالين قد كلفتني الكثير من الوقت في البحث والتأمل حتى اهتديت أن هناك من النصوص ما يعطي للإمام علي خاصية ترفعه فوق الجميع. وأن هذه الخاصية كان يتنزل بها القرآن ويبشر بها الرسول. وهذه الخاصية هي الطهارة من الرجس لتسلم مهمة الإمامة من بعد الرسول. وهذا هو ما توارثه القوم عن علي وحجبته السياسة وما بقي منه سوى وصفهم له بالإمام.
وهذا هو ما دفع بالبعض للقول بألوهيته لما يرون من تحقق المعجزات على يديه.
إن سلمنا بصحة هذه الرواية (4)..
إن القوم لم يخبرونا لماذا أله علي؟ فهم على الرغم من تبنيهم هذه الرواية لا يقصدون من ورائها سوى الطعن في شيعة الإمام ونبذ أي تصور يطرأ على ذهن المسلم حول خصوصيته وكأنهم يريدون أن يثبتوا من وراء هذه الرواية أن الإمام كان يبارك الخط السائد وأن من حاول الانشقاق عن هذا الخط ومنحه خصوصية تميزه عن القوم فقد أحرقه بيده. فدعوى ألوهية الإمام قضي عليها في مهدها على يده ولم تظهر بعدها أية دعاوى أخرى لتمييز الإمام أما الشيعة هؤلاء ففرقة مختلقة لا أصل لها ويقف من ورائها أعداء الإسلام (5)..
ثم إن القوم بعد هذا لا يذكرون الإمام إلا ويقولون كرم الله وجهه. وعندما سألت عن معنى هذه الكلمة قالوا: إنه لم يسجد لصنم بينما جميع الصحابة قد وقعوا في هذا. فقلت في نفسي إن هذه الخاصية التي جاءت على لسان القوم إنما تؤكد مكانة الإمام وموقعه الشرعي كما أكدته رواية إدعاء ألوهيته ونعتهم له بالإمام..
لقد استفزتني كثيرا تلك المكانة المتواضعة جدا التي يضع أهل السنة فيها الإمام عليا
واستفزني تقديم عثمان عليه على الرغم من أفاعيله ومنكراته..
واستفزني مساواته بمعاوية الطليق الذي لا وزن له..
واستفزني ما يلصقون به من صغائر وموبقات..
وكان هذا كله مبررا للنفور من فقه القوم وأطروحتهم والبحث عن الحقيقة في دائرة الأطروحات الأخرى حتى اهتديت للأطروحة الشيعية ووجدت فيها ما أراح عقلي وطمأن نفسي بخصوص الإمام علي..
وجدت فيها مكانته وخصوصيته..
ووجدت فيها علمه الذي دثره القوم..
وجدت عليا الإمام المعصوم وهي الصفة التي تعكس خصوصيته وتميزه والتي فسرت على ضوئها جميع الأمور التي استشكلت علي في فقه القوم حول الموقف من الإمام..
فسرت لماذا يقولون عنه إمام..؟.
ولماذا يقولون كرم الله وجهه..؟.
ولماذا حاول تأليهه البعض..؟.
إن مكانة الإمام كانت ساطعة سطوع الشمس بحيث لم يتمكن القوم من حجبها عن أعين المسلمين بتأويلاتهم وتبريراتهم. وقد كنت واحدا من هؤلاء الذين سطعت عليهم شمس الحقيقة فأضاءت لي الطريق نحو الصراط المستقيم خط آل البيت محطما من طريقي جميع القواعد والأغلال التي صنعها القوم لتكبيل العقل وحجب الحقائق.
4) - روى البخاري في باب حكم المرتد والمرتدة: أتي علي بزنادقة فأحرقهم. فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تعذبوا بعذاب الله.
ولقتلتهم لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من بدل دينه فاقتلوه.. ورواه أحمد في مسنده (ج 1 / 217). ومن الواضح أن هذه الرواية تضرب عليا بابن عباس. وتشكك في فقه علي وعلمه. فهل يعقل أن يجهل علي حكما صريحا بالنهي وارد عن الرسول؟ وهل ابن عباس أفقه من علي؟.
____________
(5) - اخترع القوم شخصية تحت اسم " عبد الله بن سبأ " يهودي الأصل. وربطوها بالشيعة بهدف التشكيك في أطروحتهم وتاريخهم. أنظر كتب التاريخ. وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى للسيد مرتضى العسكري. ولا يزال القوم يلصقون ابن سبأ بالشيعة حتى اليوم. أنظر كتاب السبئية والسبئيون.
تعليق