بسم الله الرحمن الرحيم
أني يااخوتي أجد نفسي مسؤلا عنكم أمام الله وأمام المجتمع بصوره وأخرى.......
عذرا لا لكوني أفضل منكم بل لأني منكم وانتم مني, ولاني أعيش معاناتكم واشعر بشعوركم, واعلم كل العلم بأنكم تحملون مسؤليه مضاعفه على عاتقكم, جزاكم الله حير جزاء المحسنين, فانتم الموظفين قد وظفتم أنفسكم وكرستم أنفسكم من اجل خدمة مجتمعكم وخدمة إخوانكم في هذا البلد الجريح. فاني وان كنت قد وجهت رسالة لكم في وقت سابق إلا إني وجدت من الواجب أن ابعث بثانيه حتى لا أكون ممن قد نسيكم, كما هو الحال ممن هم قد تركوكم تعانون الصعوبات منفردين, فلا من معين ولآمن ناصر, فقد ألهتهم كراسيهم ومناصبهم عما هو أهم وأولى, فأنكم شريحة أن صلحت صلح المجتمع وان فسدت والعياذ بالله فسد المجتمع. لكني هنا أحاول أن آخذ بأيديكم إلى بر الأمان, وخصوصا وان القوانين التي سنوها أو التي سيضعونها هي لا تكفل حقوقكم ولا تخرج طاقاتكم الكامنة, فإنكم عبارة عن طاقه هائلة وجبارة إن صح التعبير إن استغلت في مكانها وزمانها استطعنا بناء مجتمع يربو ويصبو إلى التكامل في ربوع القانون الخالد الذي يمد يده للصغير قبل الكبير ولا يفرق بين أفراد المجتمع إلا بالتقوى والعمل. فيا أخوتي ما إن زاد عملكم زاد استحقاقكم, فتمسكوا بدينكم والتزموا بعباداتكم ولا تلهكم أموالكم ولا اهليكم عن ذكر الله, فان ذكر الله تجاره لن تبور,
وكلما زادت أعمالكم الخيرة وعباداتكم النيرة زاد ثوابكم وأجركم عند خالقكم ومصوركم وبارئكم, فهو جل جلاله لا يضيع صغيره ولا كبير, بل أحصاها ونسيتموها, فهو يكتب ما تفعلون وان كنتم عنا غافلين. فاخدموا وطنكم وتعاونوا مع شعبكم من اجل بناء مجتمع مسلم كامل, وتمسكوا بقانون يكفل لكم حقوقكم, فوالله ما سمعت بقانون أفضل من قانون سنة رسول الله صلى الله عليه واله, فذاك هو القانون الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولكل ذي عقاب عقابه, واعلموا إن خيراتكم بين ظهرانيكم لو صح التعبير, ولكن المحتل يمن بها عليكم لا وألف لا بل هي منكم واليكم, وستوزع بينكم بالسوية فلا من فقير ولا من ظالم ولا من مظلوم, هذا ما تعلمناه من سادتنا وقادتنا ومن مراجعنا كبرائنا ولله الحمد. ويا أخوتي إن عانيتم من الهجران من بعض المسؤلين كما يعبرون., فاعلموا بل وكونوا على يقين بان أبواب الحوزة العلمية الناطقة بالحق مفتوحة على مصراعيها ليلا ونهارا, سرا وعلانية, ومستعيده أن تحتضن كل من يحتاج إليها, فان أبواب الحق مفتوحة أمام أصوات الداعين وأصوات المحتاجين, فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. ويا أيها المؤمنون لتكن منكم أمه يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر ليبقى الخير فينا مزروعا ويبقى الحق مرفوعا فأن الحق يعلو ولا يعلى عليه, ولتكونوا نواة لصلاح المجتمع لا لفساده, وخصوصا إن وظائفكم عباده لو كنتم تعلمون, فمن نوى القربه فيها فلح ومن نوى التزلف إلى غير الله هلك. فلا تكونوا كالذين يقولون: (أنا عبد مأمور ) فان أمرت بالمنكر أو المعروف فعلت وان نهيت عن المعروف أو المنكر فعلت, لا بل كن عبدا لله ومطيعا لرسوله تفلح, وان أمروكم بما لا يرتضيه الله ورسوله فلا تفعلن والله على نصرك لقدير, فو الله ما استطاع الهدام لنا تهديما إلا بعد ما أشاع الفاحشة بين المجتمع وجعل من الأخ عدوا لأخيه فاتقوا الله واعلموا إن أوامر الله لا تخالف, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فعاهدوا الله ورسوله وحوزتكم وعلمائكم إن لا تعصوا لله أمرا, فتلك بيعة من سينقذ العالم ويملؤه قسطا وعدلا, ذلك المنقذ الذي يظهر بأمر الله ويعلوا الحق بظهوره وينتشر بيننا وبينكم على حد سواء, هذا ولا تجعل من عملك مركزا وسلطه وشهره بل اجعله عبادة كما قلنا وخدمه وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر. فيا أيها الموظفين والموظفات كونوا معا متحدين بما يرضي الله وتتعدوا حدود الله, فلو إن كل امرأة تمسكت بدينها واحتفظت بعقيدتها لكنا من الناجين, فو الله إن عمل المرآة في بناء المجتمع لا ينكر, وما ينكره إلا كل جاحد وحاقد, لكن لتعلم إن الله يسمع ويرى, وخصوصا بعد إن نعلم إن المرآة حتى على صعيد منزلها فهي تؤسس جيلا وأجيالا, فهي تلك المربية الصالحة التي يقطف الرجل ثمار تعبها وعملها, فو الله إنها لأحدى اكبر الحسنات لو كنتم تعلمون. ثم ارجوا أن لا تقل عزيمتكم حين تجدون من البعض صدا أو بعدا , فأن الله يسمع ويرى , ولا تمكنوا المحتل من وظائفكم ولا دوائركم لو صح التعبير فانه لايريد إلا تخريبا وسلخا لهويتكم الاسلاميه , افمن يستطيع أن يجعل من العالم قرية واحده لا يستطيع أن ينشر الأمن والأمان بل هو مخادع كذاب . هذا وانه على الرغم من تعدد وظائفكم واختلاف أعمالكم فان هنالك ما يجمعكم, فليكن هو الهدف وليكن بدوره هو رضا الله تعالى عنكم, سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا, فلو إنكم أرضيتموه لجعلكم في بحبوحة من الأمن والأمان والسلم والسلام, كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ( ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا.... ) صدق الله العلي العظيم فو الله لو إن كل مجتمع تمسك بحدود الله الذي خلقه فسواه فأحسن صورته لما كان ما كان ولما اعتدى الظالم على المظلوم متناسيا أن يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم. ثم اعلموا انه لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, لكن العاقبه للمتقين واعلموا أنكم بأعمالكم ألصالحه تصلحون وبالفساد منها تفسدون, وأولهم من هم بينكم منتشرون من أعوان اللانظام السابق والعياذ بالله الذين استطاعوا بواسطة احد كبارهم رجوعا للوظيفه وهيمنة على بعض الدوائر لكن الحق لهم بالمرصاد. هذا واني أحس بما تعيشوه من انتظار للشهاده والموت من اجل الوطن ويكفيكم هذا عزا وفخرا, لكن لا أمر لمن لا يطاع فان المحتل قد جعل من أعوانه فنابلا موقوتة بوجه المؤمنين مع شديد الأسف لكن اعلموا أن الشعب معكم مادمتم مع الله ومعهم, واتركوا كل من يستعمل وظيفته ويكرس نفسه لأجل خدمة المحتل مبتعدا عن الشعب ومعاناته, فو الله من جعل المال هدفا هلك ومن جعل رضا الله وخدمة المجتمع هدفا نجى, فلذا هبوا يا أخوتي وابنوا مجتمعكم ليعود كاملا متكاملا كما خطه لنا الله ورسوله وأهل بيته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وشكرا.أقول وأتمنى منكم أن تجعلوني جسرا لكم لكي تعبروا إلى بر الأمان فو الله أني مستعد لخدمتكم دوما فلا يفرقوا بيننا فهذه مخططات الغرب الكافر ليس إلا, هذا وكما أني أدعو لكم بالتوفيق و الصلاح فلا تنسونا من الدعاء لا في الحياة ولا بعد الممات, فأني قد جعلت من الشهادة ولقاء الله والإباء والأجداد هدفا, ولا يكون هذا إلا بخدمتكم وخدمة أمثالكم إنشاء الله, وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله وصحبه المنتجبين الا خيار. وشكرا .
مقتدى الصدر