رؤوس الحلاقين في بغداد تحت شفرة الموت!
41 حلاقاً قضوا برصاص الاغتيالات والغالبية أغلقوا محالهم
الجزيرة السعودية
* بغداد - د. حميد عبد الله:
صار الحلاقون في العراق هدفاً لرصاص الغيلة، وبدلاً من أن يقص الحلاقون شعور زبائنهم قصت شفرات الموت رؤوسهم في ظاهرة هي الأغرب من نوعها في جميع تجارب الاحتلال التي شهدتها بلدان الأرض!.
في مدينة الشعب شمال شرقي بغداد قتل في الأسبوع الماضي ثمانية حلاقين الأمر الذي أحدث حالة رعب بين صفوف الحلاقين فأقفلت صالونات الحلاقة أبوابها!!.
وزارة الداخلية العراقية والأجهزة الأمنية تتساءل حالها حال المواطن العراقي عمن يقف وراء قتل الحلاقين وكل مايتداوله العراقيون من أسباب تسوغ قتل الحلاقين تتلخص في أن بعض الحلاقين يزيلون الشعر من وجوه زبائنهم وهو ما يعرف في العراق ب(الحفافة) وهو ما يراه المتطرفون مخالفاً للدين والشريعة.
الرصاص طال الجميع في العراق ولم يستثن أحداً، غير أن آخر من يتوقع أن يطاله الاغتيال هم الحلاقون لأنهم بعيدون عن السياسة بعيدون عن الأحزاب بعيدون عن المواجهات والتفخيخ ولا سلاح في أيديهم سوى المقص وشفرات الحلاقة، لكن كل من يعيش في العراق يتحرك على وفق قانون (توقع ما لا يتوقع) وما لم يكن يتوقعه أحد هو أن يتربص الملثمون بالحلاقين ليمطروهم برشقات الرصاص حال خروجهم من محالهم!.
لا أسباب للقتل!!
لا تسألوا عن السبب، فالقتل في العراق المحتل لا يحتاج إلى سبب أو مسوغ لكن الأسباب التي يسوقها القتلة ليبرروا بها قتل الحلاقين كثيرة ومن بينها أنهم يحلقون اللحي وهذا حرام، ويقصون الشعر على الطريقة الغربية وهذا حرام أيضاً.
كانت منطقة الدورة في جنوب بغداد هي مسرح الانتقام من الحلاقين، ففي هذه المنطقة المنفلتة قتل خمسة حلاقين ثلاثة منهم في يوم واحد، ومن بين الضحايا شاب في الثالثة والعشرين من العمر يدعى صادق عبد الحسين الذي تربص له أربعة ملثمين وأمطروه بالرصاص فأصيب بجراح خطيرة أمهلته حتى يروي تفاصيل الاغتيال كما قتل معه شريكه وأحد الزبائن!.
في مستشفى اليرموك التي مكث فيها عبد الحسين أربع ساعات أدلى بشهادته لذويه حيث قال: بينما كنت أقوم بحلاقة أحد الزبائن دخل أحد الملثمين إلى المحل وفجأة أزال قناعه وأخرج مسدسه وبدا يداعبه لثوان معدودات ثم أطلق النار على الحلاق والزبون والرجل الثالث الذي يشارك عبد الحسين في محله وحين خرج مهرولاً كانت سيارة من نوع أوبل سوداء تنتظره وبداخلها ثلاثة ملثمين وهكذا قطف رأس الحلاق صادق وسجلت الجريمة ضد مجهول! أسوة بمئات الجرائم التي ترتكب في العراق يومياً!.
مظروف ورصاصة وتهديد!!
حلاق آخر يعمل في بغداد الجديدة يدعى محمد عبد الكريم (34 عاماً) يقول إنه جاء إلى محله ذات صباح فوجد مظروفاً قد أدخل من إحدى الفتحات الضيقة وحين فتحه وجد فيه رصاصة ومعها قصاصة ورق تتضمن تهديداً لمحمد بالقتل إذا ما قام بحلق اللحية أو قص الشعر على الطريقة الفرنسية مما اضطره أن يعلق لوحة كبيرة في واجهة محله مكتوب عليها بخط واضح (نعتذر عن حلق اللحي أو إزالة شعر الوجه بالخيط).
الشرطة لا تعلم شيئاً!
مصادر الشرطة العراقية ليس لديها الكثير من المعلومات عن قتلة الحلاقين لأنهم لم يقبضوا على أحد منهم لكن المعلومات المتوفرة في سجلات شرطة الكرخ تفيد بأن القتلة هم من الجماعات المتطرفة.
والخلاصة إن حلاقي بغداد يتحسسون رؤوسهم قبل رؤوس زبائنهم لأنهم مطلوبون ل(القصاص) الذي يراه المتطرفون عادلاً، أما الشرطة وقوات الاحتلال فهي مشغولة بملاحقة (الجريمة السياسية) كما يحلو للمسئولين العراقيين أن يصفوها وهي تلك التي تستهدف جنود الاحتلال أنى حلوا أو ارتحلوا وستبقى الجرائم في العراق تسجل ضد مجهول ويبقى كل عراقي مجرماً حتى يثبت العكس في ظل الاحتلال!.
41 حلاقاً قضوا برصاص الاغتيالات والغالبية أغلقوا محالهم
الجزيرة السعودية
* بغداد - د. حميد عبد الله:
صار الحلاقون في العراق هدفاً لرصاص الغيلة، وبدلاً من أن يقص الحلاقون شعور زبائنهم قصت شفرات الموت رؤوسهم في ظاهرة هي الأغرب من نوعها في جميع تجارب الاحتلال التي شهدتها بلدان الأرض!.
في مدينة الشعب شمال شرقي بغداد قتل في الأسبوع الماضي ثمانية حلاقين الأمر الذي أحدث حالة رعب بين صفوف الحلاقين فأقفلت صالونات الحلاقة أبوابها!!.
وزارة الداخلية العراقية والأجهزة الأمنية تتساءل حالها حال المواطن العراقي عمن يقف وراء قتل الحلاقين وكل مايتداوله العراقيون من أسباب تسوغ قتل الحلاقين تتلخص في أن بعض الحلاقين يزيلون الشعر من وجوه زبائنهم وهو ما يعرف في العراق ب(الحفافة) وهو ما يراه المتطرفون مخالفاً للدين والشريعة.
الرصاص طال الجميع في العراق ولم يستثن أحداً، غير أن آخر من يتوقع أن يطاله الاغتيال هم الحلاقون لأنهم بعيدون عن السياسة بعيدون عن الأحزاب بعيدون عن المواجهات والتفخيخ ولا سلاح في أيديهم سوى المقص وشفرات الحلاقة، لكن كل من يعيش في العراق يتحرك على وفق قانون (توقع ما لا يتوقع) وما لم يكن يتوقعه أحد هو أن يتربص الملثمون بالحلاقين ليمطروهم برشقات الرصاص حال خروجهم من محالهم!.
لا أسباب للقتل!!
لا تسألوا عن السبب، فالقتل في العراق المحتل لا يحتاج إلى سبب أو مسوغ لكن الأسباب التي يسوقها القتلة ليبرروا بها قتل الحلاقين كثيرة ومن بينها أنهم يحلقون اللحي وهذا حرام، ويقصون الشعر على الطريقة الغربية وهذا حرام أيضاً.
كانت منطقة الدورة في جنوب بغداد هي مسرح الانتقام من الحلاقين، ففي هذه المنطقة المنفلتة قتل خمسة حلاقين ثلاثة منهم في يوم واحد، ومن بين الضحايا شاب في الثالثة والعشرين من العمر يدعى صادق عبد الحسين الذي تربص له أربعة ملثمين وأمطروه بالرصاص فأصيب بجراح خطيرة أمهلته حتى يروي تفاصيل الاغتيال كما قتل معه شريكه وأحد الزبائن!.
في مستشفى اليرموك التي مكث فيها عبد الحسين أربع ساعات أدلى بشهادته لذويه حيث قال: بينما كنت أقوم بحلاقة أحد الزبائن دخل أحد الملثمين إلى المحل وفجأة أزال قناعه وأخرج مسدسه وبدا يداعبه لثوان معدودات ثم أطلق النار على الحلاق والزبون والرجل الثالث الذي يشارك عبد الحسين في محله وحين خرج مهرولاً كانت سيارة من نوع أوبل سوداء تنتظره وبداخلها ثلاثة ملثمين وهكذا قطف رأس الحلاق صادق وسجلت الجريمة ضد مجهول! أسوة بمئات الجرائم التي ترتكب في العراق يومياً!.
مظروف ورصاصة وتهديد!!
حلاق آخر يعمل في بغداد الجديدة يدعى محمد عبد الكريم (34 عاماً) يقول إنه جاء إلى محله ذات صباح فوجد مظروفاً قد أدخل من إحدى الفتحات الضيقة وحين فتحه وجد فيه رصاصة ومعها قصاصة ورق تتضمن تهديداً لمحمد بالقتل إذا ما قام بحلق اللحية أو قص الشعر على الطريقة الفرنسية مما اضطره أن يعلق لوحة كبيرة في واجهة محله مكتوب عليها بخط واضح (نعتذر عن حلق اللحي أو إزالة شعر الوجه بالخيط).
الشرطة لا تعلم شيئاً!
مصادر الشرطة العراقية ليس لديها الكثير من المعلومات عن قتلة الحلاقين لأنهم لم يقبضوا على أحد منهم لكن المعلومات المتوفرة في سجلات شرطة الكرخ تفيد بأن القتلة هم من الجماعات المتطرفة.
والخلاصة إن حلاقي بغداد يتحسسون رؤوسهم قبل رؤوس زبائنهم لأنهم مطلوبون ل(القصاص) الذي يراه المتطرفون عادلاً، أما الشرطة وقوات الاحتلال فهي مشغولة بملاحقة (الجريمة السياسية) كما يحلو للمسئولين العراقيين أن يصفوها وهي تلك التي تستهدف جنود الاحتلال أنى حلوا أو ارتحلوا وستبقى الجرائم في العراق تسجل ضد مجهول ويبقى كل عراقي مجرماً حتى يثبت العكس في ظل الاحتلال!.