إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعة في السعودية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيعة في السعودية

    من أبرز المشاكل التي عانى ولا يزال الشيعة في السعودية يعانون منها هي حالة الخلل الدائمة في علاقتهم مع الحكومة السعودية، والتي جاءت بسبب نظرة الحكومة الغير واقعية وغير المنصفة للشيعة والوضع الشيعي بوجه عام، وعدم إعطاءهم الحقوق المفترضة عليها لسكان هذه المنطقة، ويقصد بها المنطقة الشرقية (الأحساء والقطيف) التي تتركز فيها الكثافة والأغلبية السكانية للشيعة الذين يشكلون ما نسبته أكثر من 20% من مجموع سكان المملكة العربية السعودية.

    فقد ظلت الإشكالية قائمة، منذ زمن طويل، بل وتفاقمت تدريجيا كنتيجة للتراكمات الموروثة من السياسات والممارسات الخاطئة التي دأبت على انتهاجها وتكريسها أساسا زمر التفرقة الطائفية والتعصب الأعمى، والتي تعشعش في عقليتها المتخلفة جملة المعتقدات والآراء المنحرفة والشبهات الباطلة عن الشيعة التي نسجتها فرقة الوهابية الضالة والمنبوذة من سائر مذاهب وأوساط المسلمين، بتحريض ودفع استعماري صهيوني، وفي سياق مخطط عدواني قديم ارتسمت معالمه وأولى خطواته قبل أكثر من قرن من الزمن، وقد ظلت حلقات وفصول هذه المؤامرة تتواصل إلى هذا اليوم، وظلت معها قائمة كذلك مشكلة التمييز الطائفي ضد الشيعة في السعودية والأمر المؤسف أن تظل الحكومة وعلى الدوام مستمرة في إخفاء وتغييب هذه المسألة، وكأنه لا وجود لمشكلة لديها مع الشيعة مع أن أصغر شيعي يعيش في منطقة القطيف والأحساء والمدينة المنورة (نجران) يشرع بصورة عميقة بمستوى التمييز الذي يمارس ضده لا لشيء سوى كونه يلتزم مدرسة إسلامية معينة في فهم الدين وتطبيقه، في إطار مذهب إسلامي عريق قام على فكر وثقافة آل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) ويشكل أتباعه في العالم أكثر من ثلث المسلمين في العالم.

    أن مظلومية شيعة آل محمد لا تبدأ في هذه البلاد مع مظلومية أهالي المنطقة الشرقية أو الذين في المدينة ونجران وغيرها من أنحاء المملكة، وإنما تبدأ بمظلومية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنفسهم ومنذ ذلك التاريخ إذ أن لآل بيت رسول الله حق على كل مسلم وعلى كل مجتمع إسلامي كما ينص القرآن الكريم في آية القربى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وبما أن أهل البيت ولدوا ونشأوا وعاشوا وكثيرا منهم دفنوا في ربوع هذه البلاد بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فهم أهل البلاد والبركة فيها وعليها، كما أن خدماتهم الجليلة بمعارفهم وعلومهم وكرمهم وعطفهم على الفقراء والمحتاجين، كان له الأثر والقسم الأكبر من خدماتهم لأهل هذه البلاد، والتاريخ يحدثنا أن حلقات دروسهم وافتاءاتهم في مسجد جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي نواديهم العلمية حيثما حلوا ورحلو. وعلى هذا يترتب واجب شرعي وأخلاقي على أهل هذه البلاد شعبا وحكومة هو التخلق بقيم وأخلاق الإسلام ومبادئه، وان تكون الصبغة العامة للبلاد هي الالتزام الديني الذي يستوجب احترام وموالاة رسول الله وأهل بيته (عليهم السلام) والارتباط بهم فهم جزء لا يتجزأ من الإسلام، بل هم قلب الإسلام النابض، لا على الحال المؤسف الذي ساد ولا زال يسود هذه الديار المقدسة حيث مظلومية أهل البيت قائمة إلى هذا اليوم ومتمثلة في واحدة من صورها الكثيرة في الإهمال والخراب الذي يلف قبور آل بيت النبي محمد في البقيع، وكذلك ما تشكو منه بقية المراقد والمزارات المقدسة لسائر الأئمة والصحابة والصالحين من تجاهل وحصار. على أن هذا السلوك والتعامل الخاطئ أمتد فيما بعد ليطال أتباع مذهب أهل البيت أي الشيعة، والذين غدوا عرضة للظلم والتمييز والاضطهاد الطائفي، مع أن هؤلاء لم يكونوا أصحاب نوايا وتآمر أو مصدر خطر وعدوان على أحد، بل ولا حتى على حكومة المملكة السعودية ذاتها، ذلك أن أخلاقهم وخصالهم تدعوا إلى الأخوة والتسامح والتعايش والتعاون المشترك في إطار أمة الإسلام، الواحدة، وعدم التمييز أو التفرقة بين مذاهب وقوميات وطبقات المسلمين ولئن تمثلت مظلومية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الديار بمظاهر عدة كان منها هدم آثارهم ومقاماتهم المطهرة، خلافا لأوامر الدين الصريحة بتعظيم شعائر الله ومقامات أوليائه، وكذلك تجاهل ذكر أهل البيت من على المنابر وفي المناهج الدراسية ووسائل الإعلام والثقافة والتأليف والنشر، وفرض الحظر والمنع لثقافة أهل البيت فأن مظلومية أتباعهم ومحبيهم من شيعة السعودية، تتمثل بمعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث يمنعون من ممارسة شعائرهم الدينية وتطبيق أحكام مذهبهم (المذهب الجعفري) ويفرض عليهم حصار إعلامي ثقافي، ويمارس ضدهم التمييز الطائفي في الوظائف والدراسات الجامعية، ويعتقل علماؤهم ومثقفوهم من قبل أجهزة المباحث، ويتعرض المعتقلون منهم للتعذيب الشديد، ومعاناة الشيعة في ظل زمر الفرقة الوهابية المنحرفة وصمت وتغاضي السلطات السعودية عن الظلم والتمييز والعداء المستشري ضدهم، إنما يشكل انتهاكا صارخا لجملة من الحقوق الأساسية المقرة لبني البشر والتي تقرها جميع الأديان السماوية والأعراف الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية فكل المسلمون في بلاد العالم بمختلف مذاهبهم وفرقهم بالحرية الدينية والمذهبية، وحرية بناء المساجد والمزارات وإقامة الشعائر والطقوس الدينية ولهم حرية التعبير عن الرأي ومزاولة تأليف الكتب والنشر، في حين أنه في السعودية فأن الكتاب الشيعي ممنوعا من التداول، والتحدث عن التشيع عقيدة وثقافة أو فقها أو تاريخا يعد أمرا من المحرمات هذا في وقت تبرز فيه شعارات تبدو في ظاهرها جميلة تعشقها نفوس المسلمين وتتطلع إلى تحقيقها كشعار التضامن الإسلامي والتوجهات الوحدوية وخدمة الإسلام.

    اليوم وفي ظل اتساع مظاهر الانفتاح والتحرر التي راحت تغطي مساحات واسعة من العالم بضمنه المنطقة الإسلامية، فأن المؤسف له أن تبقى حكومة السعودية في عزلة أو منأى عن السياسات الخاطئة والتمييز الطائفي الجائر الذي يمارس بحق مواطني البلاد من الشيعة، ويبقى مفروضا ذلك الحظر والحصار العقائدي والمذهبي والثقافي وأيضا تلك النعرات والدعوات المشبوهة والمشحونة بالكراهية والحقد وممارسات الإرهاب والملاحقة لهم، وحرمانهم من ممارسة شعائرهم وطقوسهم، ووقف إجراءات المنع وإعمال التخريب والهدم التي تطال قبور أهل البيت والمزارات المقدسة، وكذلك إنهاء خلق دور العبادة من المساجد والحسينيات الخاصة بأتباع مذهب أهل البيت.

    التفاؤل المعقود على الخطوات الأولى الجارية الآن، والمتمثلة باللقاءات الأخيرة بين ممثلي الطائفة الشيعية والحكومة السعودية باتجاه التقارب والانفتاح ومعالجة أسباب الظلم والتمييز ضد الشيعة أمر يبعث على الأمل بانفراج المحنة وزوال المشكلة التي طالما عانى منها شيعة آل محمد وهذا الأمر إنما يصب بمجمله في مصلحة الدين والأمة كافة، لا سيما في هذا الظرف العصيب والتحدي الخارجي الخطير المفروض عليها من القوى المعادية للإسلام والمسلمين.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X