إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حرية... سيادة... على الهوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرية... سيادة... على الهوية

    حرية... سيادة... على الهوية
    محمد شري




    آخر ما توقعت او تمنيت ان أرى العلامة السيد محمد حسن الامين الذي يمثل أحد مظاهر الحيوية الدينية الاسلامية الشيعية في لبنان ببعدها الوطني العربي، المنفتح فكريا وسياسيا والدائم الحرص على موقعه اللاطائفي الانساني، ان اراه مضطرا للارتداد الى حصن طائفي والى اطار مذهبي ليعبر عن ذاته وعن مواقفه. ليست المسألة في ما ورد في وثيقة اللقاء الشيعي الذي قد نتفق وقد نختلف معه. القضية في الشكل الذي طغى على المضمون الى حد اصبح الشكل مضمونا والمضمون شكلا.
    القضية انه لا بد للدخول في نادي الوحدة الوطنية اللبنانية لقبول العضوية من شرط يتمثل بالبطاقة المذهبية والطائفية.
    مجموعة من المثقفين المتنوعين فكريا وسياسيا، كثير منهم علماني وبعضهم إلحادي وبعضهم بيتي وبعضهم اسلامي، طالما كتبوا وعبروا عن افكارهم في مواقعهم المختلفة، لكنهم جميعا لم يجدوا مكانا لهم في الاصطفاف السياسي الحالي في لبنان الا من خلال الاطار المذهبي، لم يجدوا الا هويتهم المذهبية ليعبروا عن مواقفهم وتمثيلهم وليأخذوا الحيز السياسي الذي على أساسه يتم الاعتراف بوجودهم.
    لبنان السيادة والاستقلال والحرية، للأسف لا يقوم الا بالهويات الطائفية. طالما كنت أتألم ولا أتفهم منطق الخطف والقتل على الهوية الذي ساد خلال مرحلة الحرب لكنني أدركت ان هذا السلوك في حالة الحرب امر طبيعي طالما ان كل شيء في لبنان يقوم على اساس الهوية الطائفية: السياسة على الهوية، الوظيفة على الهوية، الانماء على الهوية، العفو على الهوية. وهكذا بات من الطبيعي عندها ان يكون الخطف والقتل في الحرب على الهوية!
    العديد ممن تصدروا اللقاء الشيعي هم من الشخصيات المعروفة والتي لها مواقعها في تيارات سياسية قائمة كتيار المستقبل او اللقاء الديموقراطي وغيرهما، لكن يبدو ان انتماء هؤلاء الى هذه التيارات المصنفة في خانة طوائف اخرى يجعل من اوزانهم اوزانا وهمية فيما الاوزان الحقيقية في لبنان لا تكون الا داخل الطائفة والمذهب لذلك ارتدوا اليهما.
    هل هذه هي الوحدة التي ينشدها اللبنانيون وفق منطق <<وداوني بالتي كانت هي الداء>>. واذا كان الامر كذلك فلنبحث بشيء من الصراحة الوطنية بعيدا عن النفاق السياسي الدارج في لبنان.
    اللقاء الشيعي يريد ان ينفي تهمة مطروحة بحق الشيعة اللبنانيين وموقفهم من السيادة والاستقلال ومرجعيتهم الوطنية، وهي شبهة تكاد تنطلي على الشيعة انفسهم.
    المفارقة العجيبة كيف تكون الطائفة الاكثر مظلومية والاكثر تضحية والاقل تطلبا، في موقع الشبهة والاتهام فيما الآخرون الاكثر تميزا والاكثر تطلبا في موقع البراءة.
    كيف يكون الاقل تطلعا في الخارج تبعا للواقع التاريخي والجغرافي والمذهبي، في معرض الشبهة من الآخرين الاكثر تطلعا ولجوءا للخارج، كل الخارج من دون تمييز بين سوريا تارة واسرائيل اخرى وما بينهما وصولا الى فرنسا واميركا... الخ، هم الاكثر مصداقية ووطنية.
    لسنا في معرض المزايدة بين الطوائف لكننا في معرض الصراحة وطرح الامور في نصابها. وبخصوص المقاومة وسلاحها كيف يكون من شهد له تاريخه وحاضره وممارساته وسياساته وسلوكه وشهد له العدو قبل الصديق بالحكمة والشجاعة ونظافة الكف وحسن الادارة والتضحية، عرضة للسؤال والمساءلة والتشكيك.
    وبالمقابل، من شهد لهم الاصدقاء قبل الاعداء بالمغامرة والمحاصصة والطائفية والفساد والرهان على الخارج والحروب البعيدة كل البعد عن الحكمة ومسلسل الخطايا والاخطاء الصغيرة والكبيرة، هم من يحاسب ويسأل ويطالب بالضمانات.
    كيف يكون من حرر الارض بأغلى التضحيات من دون ان يطلب اجرا او ثمنا مقابلا ومن ترفّع عن الثأر واستغلال السلطة، في موضع الشبهة، وبعض من كان في الموقع المعاكس لكل هذه المواصفات في موقع الوطنية والسيادة والاستقلال.
    لا أتهم احدا، وأرغب بإخلاص شديد في تجاوز الحرب بآفاتها ومراراتها. لكن لا بد من تصويب البحث الجاري حاليا: من يطلب ضمانات ممن؟ بصراحة ارى ان خوف البعض من سلاح المقاومة هو في بعض وجوهه، وليس كلها، خوف مشبوه وخوف مصطنع، فيما ان توقيت طرح هذا الموضوع بكل وجوهه هو توقيت مشبوه.
    بصراحة ايضا، ليس موضوع لبنانية مزارع شبعا على أهميته، هو جوهر قضية المقاومة. الجوهر هو الدفاع عن لبنان من الاستهدافات والاطماع الاسرائيلية خاصة مع ادراكنا ان العدو لن يغفر للبنان ولمقاومته الهزيمة النكراء التي ألحقاها بجيشه الذي كان لا يقهر.
    وان نوايا الثأر لديه قائمة، وما يردعه عنها ليس اميركا ولا الأمم المتحدة ولا كرم الاخلاق ولا الدولة اللبنانية، بل اولا وأخيرا المقاومة وتوازن الرعب النسبي القائم في الجنوب.
    قبل اسابيع، حصلت عملية استشهادية في تل ابيب سارع العدو مباشرة الى اتهام حزب الله بها قبل المباشرة بأي تحقيق. ماذا يمنع العدو من ان يتهم ويبادر في اي لحظة لتنفيذ العدوان ضد لبنان علما بأننا لا ننسى انه اجتاح لبنان وصولا للعاصمة بيروت عام 1982 بذريعة الرد على محاولة اغتيال سفير اسرائيل في لندن. والحديث عن اطماع اسرائيل لا سيما بالمياه فضلا عن الارض يطول ولا حاجة لتكراره.
    اما من يقول لماذا تنفرد طائفة او حزب بهذا الشرف وهل نوزع السلاح على كل اللبنانيين ليدافعوا عن لبنان، فإنها السفسطة اللبنانية. المسألة كما يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ما يعرضه له تلفزيون <<المستقبل>> هذه الايام؛ المسألة ببساطة واختصار شديدين أو سر النجاح كما يقول الرئيس الشهيد هي في الصدق. فإذا كان هؤلاء صادقين في الدفاع عن لبنان ضد العدو فليس من مشكلة اطلاقا، لكن المشكلة ان كثيرا منهم لا يصدّقون انفسهم قبل ان يصدقهم الآخرون.
    () اعلامي لبناني
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X