بسم الله، والصلاة والسلام على مولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم الى يوم الدين، وبعد
عندي سؤال واشكال حول الامام المهدي (عجل الله فرجه) ولكنه يحتاج الى تأمل وتفكّر.
اقول: المسلمون جميعا متفقون حول المهدي مختلفون حول نسبه، فالشيعة يعتقدون بأنه الامام الثاني عشر من ائمتهم والسنة يدعون بأنه يأتي في آخر الزمان.
واشكالي هو ليس عن شخصه ونسبه ومن يكون بل عن شخصيته،
فالمتفق عليه هو انه في آخر الزمان يخرج خليفة راشد من أهل البيت يؤيد الله به الدين و يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ؛ تخرج الأرض نباتها و تمطر السماء قطرها ، و يعطى المال بغير عدد. و يسمى بالمهدي. في زمانه تكون الثمار كثيرة ، و الزروع غزيرة ، والمال وافر والسلطان قاهر ، و الدين قائم والعدو راغم ، و الخير في أيامه دائم.
ويروون في ذلك روايات:
1 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، تخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ) – يعني : حججاً - . مستدرك الحاكم (4/557-558) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و وافقه الذهبي .
2 - وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشركم بالمهدي ؛ يبعث على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً ، يرضى عنه سكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجلاً : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ) قال : ( ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم عدله ، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدّان – يعني الخازن – فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث ، حتى إذا حجزه و أبرزه ؛ ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفساً أو عجز عني ما وسعهم ؟! قال : فيرده فلا يقبل منه ، فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده ) أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده ) . المسند (3/37) و رجاله ثقات ، و أنظر مجمع الزوائد ( 7/313-314) .
3 - عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض ؛ تكرمة الله هذه الأمة . المنار المنيف لابن القيم (ص 147-148) بسند جيد و له شواهد من الصحيح.
4 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ). ذكره المناوي في فيض القدير (6/17) بسنده صحيح.
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، و إمامكم منكم ) . البخاري ( 6/358) و مسلم ( 2/193).
نكتفي بهذه الاحاديث.
على اية حال، الذي يهمني من الموضوع هو هذا الشخص:
فلابد انه شخص مميز وليس بعادي وصفاته التي جائت بالاحاديث تدل على ذلك، بل ان علمه وفضله يفوقان نبي الله عيسى ويكفي بان عيسى عليه السلام يصلي خلفه.
اذن فهو إما ان يكون معصوما -كعصمة الانبياء- او يكون غير معصوم.
فاذا كان غير معصوم فيخطأ كما يخطأ غيره، اي انه مجتهد حاله حال غيره من المجتهدين، فلماذا هو من يستطيع إصلاح البشرية في حين ان غيره فشل ؟؟؟؟؟
أما اذا كان معصوما، فمن أين يأخذ علومه ؟؟؟؟
إما عن طريق السماء، او عن طريق الناس والعلماء
فاذا كان عن طريق الناس والعلماء كان حاله حال غيره فلماذا هو دون غيره ؟؟؟؟؟؟
أما اذا كان عن طريق السماء:
فإما عن طريق الوحي، والرسول اخبرنا انه لا وحي بعده.
اذن لابد ان يكون مرتبطا بمن كان مرتبطا بالوحي.
اذن لا بد ان يكون مرتبطا بالامام الذي قبله وهذا بالذي قبله حتى يصل الرسول ثم الوحي.
اقول: فهذا دليل عقلي على صدق ادعاء الامامية باعتقادهم بالمهدي، وإلا فكيف.
فأول شيء لابد ان يكون المهدي عالما.
فهل يجوز ان يكون المهدي رجلا عاديا حاله حال ابو حنيفة او ابن تيمية مثلا او ابن باز، يعني عالم مجتهد يخطئ ويصيب ؟؟؟؟؟
اذن لابد ان هناك ما يميّزه عن غيره من العلماء.
فلابد ان يكون عنده علم من السماء بل وعلم يفوق علم عيسى الذي ينزل اصلا من السماء.
فمن أين أتى بهذا العلم ؟؟؟؟
قلنا انه لا وحي ولا ايحاء.
اذن لابد انه اتصال بالوحي عن طريق المعصوم، ولا معصوم الا أهل البيت الذين أمرنا الله باتباعهم وجعلهم أحد الثقلين وقرنهم بالكتاب حين قال (ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
اذن فعلومه هي من الأبواب التي علّمها النبي صلوات ربي عليه وآله لعلي ابن ابي طالب عندما قال (علمني رسول الله الف باب من العلم من كل باب ينفتح الف باب) حتى قال صلوات ربي عليه وآله (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
فهل يعقل أن تندثر مدينة علم النبي ؟؟؟؟؟؟
كلا وحاشى،
وصدقوني لو ان القارئ يتجرد الى الله بقلبه ويتفّكر بهذا الموضوع لأهتدى.
والسلام.
طالب الثار/ . . .
مقتبس بتصرف.
عندي سؤال واشكال حول الامام المهدي (عجل الله فرجه) ولكنه يحتاج الى تأمل وتفكّر.
اقول: المسلمون جميعا متفقون حول المهدي مختلفون حول نسبه، فالشيعة يعتقدون بأنه الامام الثاني عشر من ائمتهم والسنة يدعون بأنه يأتي في آخر الزمان.
واشكالي هو ليس عن شخصه ونسبه ومن يكون بل عن شخصيته،
فالمتفق عليه هو انه في آخر الزمان يخرج خليفة راشد من أهل البيت يؤيد الله به الدين و يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ؛ تخرج الأرض نباتها و تمطر السماء قطرها ، و يعطى المال بغير عدد. و يسمى بالمهدي. في زمانه تكون الثمار كثيرة ، و الزروع غزيرة ، والمال وافر والسلطان قاهر ، و الدين قائم والعدو راغم ، و الخير في أيامه دائم.
ويروون في ذلك روايات:
1 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، تخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ) – يعني : حججاً - . مستدرك الحاكم (4/557-558) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و وافقه الذهبي .
2 - وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشركم بالمهدي ؛ يبعث على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً ، يرضى عنه سكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجلاً : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ) قال : ( ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم عدله ، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدّان – يعني الخازن – فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث ، حتى إذا حجزه و أبرزه ؛ ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفساً أو عجز عني ما وسعهم ؟! قال : فيرده فلا يقبل منه ، فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده ) أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده ) . المسند (3/37) و رجاله ثقات ، و أنظر مجمع الزوائد ( 7/313-314) .
3 - عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض ؛ تكرمة الله هذه الأمة . المنار المنيف لابن القيم (ص 147-148) بسند جيد و له شواهد من الصحيح.
4 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ). ذكره المناوي في فيض القدير (6/17) بسنده صحيح.
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، و إمامكم منكم ) . البخاري ( 6/358) و مسلم ( 2/193).
نكتفي بهذه الاحاديث.
على اية حال، الذي يهمني من الموضوع هو هذا الشخص:
فلابد انه شخص مميز وليس بعادي وصفاته التي جائت بالاحاديث تدل على ذلك، بل ان علمه وفضله يفوقان نبي الله عيسى ويكفي بان عيسى عليه السلام يصلي خلفه.
اذن فهو إما ان يكون معصوما -كعصمة الانبياء- او يكون غير معصوم.
فاذا كان غير معصوم فيخطأ كما يخطأ غيره، اي انه مجتهد حاله حال غيره من المجتهدين، فلماذا هو من يستطيع إصلاح البشرية في حين ان غيره فشل ؟؟؟؟؟
أما اذا كان معصوما، فمن أين يأخذ علومه ؟؟؟؟
إما عن طريق السماء، او عن طريق الناس والعلماء
فاذا كان عن طريق الناس والعلماء كان حاله حال غيره فلماذا هو دون غيره ؟؟؟؟؟؟
أما اذا كان عن طريق السماء:
فإما عن طريق الوحي، والرسول اخبرنا انه لا وحي بعده.
اذن لابد ان يكون مرتبطا بمن كان مرتبطا بالوحي.
اذن لا بد ان يكون مرتبطا بالامام الذي قبله وهذا بالذي قبله حتى يصل الرسول ثم الوحي.
اقول: فهذا دليل عقلي على صدق ادعاء الامامية باعتقادهم بالمهدي، وإلا فكيف.
فأول شيء لابد ان يكون المهدي عالما.
فهل يجوز ان يكون المهدي رجلا عاديا حاله حال ابو حنيفة او ابن تيمية مثلا او ابن باز، يعني عالم مجتهد يخطئ ويصيب ؟؟؟؟؟
اذن لابد ان هناك ما يميّزه عن غيره من العلماء.
فلابد ان يكون عنده علم من السماء بل وعلم يفوق علم عيسى الذي ينزل اصلا من السماء.
فمن أين أتى بهذا العلم ؟؟؟؟
قلنا انه لا وحي ولا ايحاء.
اذن لابد انه اتصال بالوحي عن طريق المعصوم، ولا معصوم الا أهل البيت الذين أمرنا الله باتباعهم وجعلهم أحد الثقلين وقرنهم بالكتاب حين قال (ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
اذن فعلومه هي من الأبواب التي علّمها النبي صلوات ربي عليه وآله لعلي ابن ابي طالب عندما قال (علمني رسول الله الف باب من العلم من كل باب ينفتح الف باب) حتى قال صلوات ربي عليه وآله (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
فهل يعقل أن تندثر مدينة علم النبي ؟؟؟؟؟؟
كلا وحاشى،
وصدقوني لو ان القارئ يتجرد الى الله بقلبه ويتفّكر بهذا الموضوع لأهتدى.
والسلام.
طالب الثار/ . . .
مقتبس بتصرف.
تعليق