بسم الله الرحمن الرحيم
منقول من موقع ((البرهان كاسر قرون الشيطان)) من آخر موضوع
((صلح الحديبية قسم المسلمين ، رسول الله وحزبه وعمر وحزبه ))
http://albrhan.org/maqalat/alsahaba/pa30.html
(( موقف الإمام علي عليه السلام والصحابة الأخيار في الحديبية.
ومن المعلوم أن الإمام علي عليه السلام تربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد رباه من صغره إلى أن كبر ، وقد جاء عنه عليه السلام أنه قال :
" ولقد كنت أتبع النبي اتباع الفصيل لأمه وكنت أرى نور الوحي وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة الشيطان إذ نزل على النبي الوحي ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال : هذه رنة الشيطان ، أيس أن يعبد بعد ذلك ، إنك ترى ما أرى وتسمع ما أسمع إلا أنك لست بنبي بل وزير ... إلخ ".
والإمام علي عليه السلام هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبمنزلة هارون من موسى وقد قال الله تعالى عن لسان موسى : ( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ) فأجابه الله ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليكك مرة أخرى ) .
فالإمام علي عليه السلام هو من شد الله به عضد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأيده في نصرة دينه مناجزة الكفار وكسر لواء الشرك بسيفه وهذا معلوم لكل من أنصف ، وقد استنثى النبي من هذه المنزلة النبوة فقط حيث قال ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
وبعد هذا نقول : إن امتثال الإمام علي عليه السلام لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من البديهيات الذي لا يشك فيه أحد فضلا عن أن يشك فيه أعلم الناس بطاعة علي له وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فحينها لا يتصور شمول حث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتأنيبه للمعارضين لأمره لشخص الإمام علي عليه السلام ، بل لو خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي بـهذا الحث الشديد مع علمه المسبق أنه يتبعه اتباع الفصيل لأمه ولم يعص له أمرا وهو منه كنفسه من نفسه لكان خطابا غير عقلائي وحاشاه أرواحنا فداه لأنه كمن يحث من يشرب الماء الآن على شرب الماء !!
ولو تصورنا الحادثة تصويرا صحيحا لعلمنا صدق هذا الأمر ، فالإمام علي عليه السلام كان يعلم أن النبي يواجه مشكلة مع هؤلاء ولم يكن يواجه مشكلة معه شخصيا لذلك كان يقف مع النبي قلبا وقالبا وينتظر امتثال أولئك القوم لأمره ، ولا نقول أن هذا الأمر قد اختص بالإمام علي عليه السلام فلعل مجموعة من الصحابة الطيبين كانوا كذلك يقفون مع النبي يريدون من أولئك أن يمتثلوا لأمر النبي وعدم تحرك هؤلاء المطيعين لا يعني أنهم لا يقبلونه وإنما ينتظرون نهاية هذا التمرد الذي قاده عمر بن الخطاب كما صرحت رواية البخاري ومسلم ، فحينها نقول :
لا وجه للإشكال على عدم تحرك بعض الصحابة –وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام- الذين نعلم أنـهم يمتثلون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يخالفونه فيه ، لأن المهم في المسألة هو روح الامثال وليس التحرك الفعلي ، إذ لو قصرنا الأمر على التحرك الفعلي لدخل النبي نفسه تحت الإشكال ولقيل لماذا لم يطع النبي أمر الله ولم يحلق حتى ترك القوم ودخل على أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وأشارت عليه بذلك ثم ذهب وحلق ؟! فاتضح من سخافة توجه هذا الإشكال على عدم تحرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القضية ليست معلقة على التحرك الفعلي وإنما على الرضا القلبي التي يستتبعه هذا التحرك ، والرضا القلبي حاصل لا فقط عند الإمام علي عليه السلام وإنما عند الصحابة الطيبين الذين نوقرهم ونفديهم بالغالي والنفيس .
هذا الإشكال لا يتجه على من هذا حاله من الصحابة فكيف يتجه على وصي رسول الله ووزيره الذي شد الله عضده به ومن منزلته من النبي منزلة هارون من موسى ومن قال له النبي ( يا علي أنت مني وأنا منك ) ؟!!! هذا لا يتصور أصلا .
ورواية الكافي الشريف تبين هذه الحقيقة وهي أن أمر المعصوم لجماعة فيها المعصوم يتوجه للجماعة دونه لأنه كنفس المعصوم التي بين جنبيه ومن غير المناسب أن يوجه الرجل الطلب إلى نفسه ومن واقعه العملي هو الامتثال للأمر بمجرد صدوره دون تردد ، وفي الحقيقة إن هذه الرواية المروية عن أهل بيت العصمة تقصم ظهر هذا الإشكال وترميه في صندوق السخافات ، التي يسع كثير من كلمات الوهابية .
وهذه هي الرواية الشريفة :
الكافي ج8ص227 : " عن أبي مريم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أبي –الإمام زين العابدين- يوما وعنده أصحابه : من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ ؟ قال : فكاع الناس كلهم ونكلوا ، فقمت وقلت –أي قال أبو جعفر الباقر عليه السلام- : يا أبة أتأمر أن أفعل ؟ فقال : ليس إياك عنيت ، إنما أنت مني وأنا منك ، بل إياهم أردت . قال : وكررها ثلاثا ، ثم قال : ما أكثر الوصف وأقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل ، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال : والله لكأنما مادت بـهم الارض حياءا مما قال حتى أني لانظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الارض فلما رأي ذلك منهم قال : رحمكم الله فما أردت إلا خيرا ، إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم . قال : فوالله لكانما نشطوا من عقال .
والمقطع الذي نقصده هو هذا : " يا أبة أتأمر أن أفعل ؟ فقال : ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك ".
أيوجد أصرح من هذا ؟! وبعد أن جاء جاء النقل الصريح موافقا للعقل الصريح ، نقول : إن من كانت منزلته من رسول الله كنفس رسول الله وهو من الرسول والرسول منه كما قال له بسند صحيح في الترمذي ( يا علي أنت مني وأنا منك ) حينها لا يتصور أن يتوجه له الخطاب وأن يعنيه بالعتاب حينما عاتب النبي أصحابه الذين خالفوا أمره في الحديبية وإنما عتابه وتأنيبه يتوجه لمن خالف أمره ومن يتوقع منه ذلك وهو غير علي بن أبي طالب بالقطع واليقين ، ولا ريب أن عمر بن الخطاب رأس من خالف أمر النبي وتمرد عليه كما صرحت رواية البخاري ومسلم وغيرهما )).
سدد الله الاخوة القائمين على هذا الموقع المبارك .
منقول من موقع ((البرهان كاسر قرون الشيطان)) من آخر موضوع
((صلح الحديبية قسم المسلمين ، رسول الله وحزبه وعمر وحزبه ))
http://albrhan.org/maqalat/alsahaba/pa30.html
(( موقف الإمام علي عليه السلام والصحابة الأخيار في الحديبية.
ومن المعلوم أن الإمام علي عليه السلام تربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد رباه من صغره إلى أن كبر ، وقد جاء عنه عليه السلام أنه قال :
" ولقد كنت أتبع النبي اتباع الفصيل لأمه وكنت أرى نور الوحي وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة الشيطان إذ نزل على النبي الوحي ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال : هذه رنة الشيطان ، أيس أن يعبد بعد ذلك ، إنك ترى ما أرى وتسمع ما أسمع إلا أنك لست بنبي بل وزير ... إلخ ".
والإمام علي عليه السلام هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبمنزلة هارون من موسى وقد قال الله تعالى عن لسان موسى : ( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ) فأجابه الله ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليكك مرة أخرى ) .
فالإمام علي عليه السلام هو من شد الله به عضد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأيده في نصرة دينه مناجزة الكفار وكسر لواء الشرك بسيفه وهذا معلوم لكل من أنصف ، وقد استنثى النبي من هذه المنزلة النبوة فقط حيث قال ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
وبعد هذا نقول : إن امتثال الإمام علي عليه السلام لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من البديهيات الذي لا يشك فيه أحد فضلا عن أن يشك فيه أعلم الناس بطاعة علي له وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فحينها لا يتصور شمول حث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتأنيبه للمعارضين لأمره لشخص الإمام علي عليه السلام ، بل لو خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي بـهذا الحث الشديد مع علمه المسبق أنه يتبعه اتباع الفصيل لأمه ولم يعص له أمرا وهو منه كنفسه من نفسه لكان خطابا غير عقلائي وحاشاه أرواحنا فداه لأنه كمن يحث من يشرب الماء الآن على شرب الماء !!
ولو تصورنا الحادثة تصويرا صحيحا لعلمنا صدق هذا الأمر ، فالإمام علي عليه السلام كان يعلم أن النبي يواجه مشكلة مع هؤلاء ولم يكن يواجه مشكلة معه شخصيا لذلك كان يقف مع النبي قلبا وقالبا وينتظر امتثال أولئك القوم لأمره ، ولا نقول أن هذا الأمر قد اختص بالإمام علي عليه السلام فلعل مجموعة من الصحابة الطيبين كانوا كذلك يقفون مع النبي يريدون من أولئك أن يمتثلوا لأمر النبي وعدم تحرك هؤلاء المطيعين لا يعني أنهم لا يقبلونه وإنما ينتظرون نهاية هذا التمرد الذي قاده عمر بن الخطاب كما صرحت رواية البخاري ومسلم ، فحينها نقول :
لا وجه للإشكال على عدم تحرك بعض الصحابة –وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام- الذين نعلم أنـهم يمتثلون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يخالفونه فيه ، لأن المهم في المسألة هو روح الامثال وليس التحرك الفعلي ، إذ لو قصرنا الأمر على التحرك الفعلي لدخل النبي نفسه تحت الإشكال ولقيل لماذا لم يطع النبي أمر الله ولم يحلق حتى ترك القوم ودخل على أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وأشارت عليه بذلك ثم ذهب وحلق ؟! فاتضح من سخافة توجه هذا الإشكال على عدم تحرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القضية ليست معلقة على التحرك الفعلي وإنما على الرضا القلبي التي يستتبعه هذا التحرك ، والرضا القلبي حاصل لا فقط عند الإمام علي عليه السلام وإنما عند الصحابة الطيبين الذين نوقرهم ونفديهم بالغالي والنفيس .
هذا الإشكال لا يتجه على من هذا حاله من الصحابة فكيف يتجه على وصي رسول الله ووزيره الذي شد الله عضده به ومن منزلته من النبي منزلة هارون من موسى ومن قال له النبي ( يا علي أنت مني وأنا منك ) ؟!!! هذا لا يتصور أصلا .
ورواية الكافي الشريف تبين هذه الحقيقة وهي أن أمر المعصوم لجماعة فيها المعصوم يتوجه للجماعة دونه لأنه كنفس المعصوم التي بين جنبيه ومن غير المناسب أن يوجه الرجل الطلب إلى نفسه ومن واقعه العملي هو الامتثال للأمر بمجرد صدوره دون تردد ، وفي الحقيقة إن هذه الرواية المروية عن أهل بيت العصمة تقصم ظهر هذا الإشكال وترميه في صندوق السخافات ، التي يسع كثير من كلمات الوهابية .
وهذه هي الرواية الشريفة :
الكافي ج8ص227 : " عن أبي مريم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أبي –الإمام زين العابدين- يوما وعنده أصحابه : من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ ؟ قال : فكاع الناس كلهم ونكلوا ، فقمت وقلت –أي قال أبو جعفر الباقر عليه السلام- : يا أبة أتأمر أن أفعل ؟ فقال : ليس إياك عنيت ، إنما أنت مني وأنا منك ، بل إياهم أردت . قال : وكررها ثلاثا ، ثم قال : ما أكثر الوصف وأقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل ، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال : والله لكأنما مادت بـهم الارض حياءا مما قال حتى أني لانظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الارض فلما رأي ذلك منهم قال : رحمكم الله فما أردت إلا خيرا ، إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم . قال : فوالله لكانما نشطوا من عقال .
والمقطع الذي نقصده هو هذا : " يا أبة أتأمر أن أفعل ؟ فقال : ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك ".
أيوجد أصرح من هذا ؟! وبعد أن جاء جاء النقل الصريح موافقا للعقل الصريح ، نقول : إن من كانت منزلته من رسول الله كنفس رسول الله وهو من الرسول والرسول منه كما قال له بسند صحيح في الترمذي ( يا علي أنت مني وأنا منك ) حينها لا يتصور أن يتوجه له الخطاب وأن يعنيه بالعتاب حينما عاتب النبي أصحابه الذين خالفوا أمره في الحديبية وإنما عتابه وتأنيبه يتوجه لمن خالف أمره ومن يتوقع منه ذلك وهو غير علي بن أبي طالب بالقطع واليقين ، ولا ريب أن عمر بن الخطاب رأس من خالف أمر النبي وتمرد عليه كما صرحت رواية البخاري ومسلم وغيرهما )).
سدد الله الاخوة القائمين على هذا الموقع المبارك .
تعليق