بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة السيد هادي المدرسي إلى الحكومة الجديدة في العراق .
خاص - إباء
كربلاء المقدسة
وجه رئيس رابطة علماء الدين في العراق سماحة آية الله السيد هادي المدرسي رسالة هامة إلى أعضاء المجلس الوطني العراقي فيما يلي نصها:
﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السادة: الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في مستهل عملكم التاريخي أرى من الضروري أن ألفت أنظاركم إلى امور هامّة لابد من الإلتفات إليها وأنتم تقومون بوضع دستور للعراق، وألخّصها في مايلي:
أولا- إن العمل الذي تقومون به ليس أمرا عاديا بحيث يجوز المرور عليه بشكل عابر، فلم تكن الإنتخابات التي إشترك فيها العراقيون هي لتعيين أعضاء في مجلس يتولى وضع القوانين ويراقب سير عمل الحكومة فحسب، كما هو المتبع في برلمانات العالم، بل كان لإنتخاب مجلس يضع دستورا للعراق، وسيكون العراقيون ملزمين في مستقبل أمرهم بكل حرف من حروف هذا الدستور.
ومن هنا فإنكم تتحمّلون مسؤولية كبرى أمام الله وأمام شعبكم، وسوف يذكر التاريخ بإجلال كبير كل من يصدع بالحق منكم، ويدافع عن العدل، وينطلق من المبادئ والقيم التي آمن بها شعب العراق، وجاهد من أجلها طوال نصف قرن من الزمن، كما أن التاريخ سوف لايغفر لمن يسكت عن الحق، ويتعامل مع مسؤوليته هذه، وكأنها مجرد طعمة ومصلحة شخصية، ومنصب تشريفي.
إن دخولكم في هذا المجلس هو في الحقيقة دخول في ساحة المواجهة بين الحق والباطل، والخير والشر والإيمان والنفاق. وهو دخول تم بملأ إرادتكم، بحيث لايستطيع أي واحد منكم غدا أن يتملّص من مسؤلية أي خطأ قد يقع فيه المجلس، فالجميع مسؤولون عن كل بند في الدستور وعن كل كلمة فيه، لأن من لايدافع عن الحق في هذا المجلس، أو يسكت عن الباطل سيكون مثل من يدخل في ساحة معركة مقدّسة، ثم يفرّ من الزحف، أو يخون، أو يتراجع. لقد كان بإستطاعة كل واحد منكم أن لايدخل المعترك وأن لايسعى للنجاح، في هذه الإنتخابات، أما بعد أن قبلها وسعى لها ودخل فيها، فهو كمن يتحمل الشهادة لايجوز له إلاّ أدائها. ومن يكتم شهادة تحملّها فأنه آثم قلبه.
وبالطبع فأنتم لستم أول مجموعة يناط بها وضع دستور لبلادهم، ولن تكونوا آخرهم. إلا أن هنالك فرقاً بين ماتقومون به اليوم وما قام به الآخرون في بلادهم، فأنتم مسبوقون بجهاد شعب ناضل وكافح طويلا حتى تخلّص من الإستبداد والطغيان. فأرواح ملايين الشهداء الذين قتلوا في هذا البلد، ورّوت دمائهم الزاكيات شجرة الحقيقة فيه، تنتظر منكم الوفاء، والولاء، وقول الحق.
إن أرض العراق مصبوغة بدماء رجال ليس في تاريخ البشرية مثيل لهم إلاّ الأنبياء، مثل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وأولاده البررة، وقوافل من شهداء معاصرين سقطوا وهم يرفعون راية الحق والحقيقة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة السيد هادي المدرسي إلى الحكومة الجديدة في العراق .
خاص - إباء
كربلاء المقدسة
وجه رئيس رابطة علماء الدين في العراق سماحة آية الله السيد هادي المدرسي رسالة هامة إلى أعضاء المجلس الوطني العراقي فيما يلي نصها:
﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السادة: الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في مستهل عملكم التاريخي أرى من الضروري أن ألفت أنظاركم إلى امور هامّة لابد من الإلتفات إليها وأنتم تقومون بوضع دستور للعراق، وألخّصها في مايلي:
أولا- إن العمل الذي تقومون به ليس أمرا عاديا بحيث يجوز المرور عليه بشكل عابر، فلم تكن الإنتخابات التي إشترك فيها العراقيون هي لتعيين أعضاء في مجلس يتولى وضع القوانين ويراقب سير عمل الحكومة فحسب، كما هو المتبع في برلمانات العالم، بل كان لإنتخاب مجلس يضع دستورا للعراق، وسيكون العراقيون ملزمين في مستقبل أمرهم بكل حرف من حروف هذا الدستور.
ومن هنا فإنكم تتحمّلون مسؤولية كبرى أمام الله وأمام شعبكم، وسوف يذكر التاريخ بإجلال كبير كل من يصدع بالحق منكم، ويدافع عن العدل، وينطلق من المبادئ والقيم التي آمن بها شعب العراق، وجاهد من أجلها طوال نصف قرن من الزمن، كما أن التاريخ سوف لايغفر لمن يسكت عن الحق، ويتعامل مع مسؤوليته هذه، وكأنها مجرد طعمة ومصلحة شخصية، ومنصب تشريفي.
إن دخولكم في هذا المجلس هو في الحقيقة دخول في ساحة المواجهة بين الحق والباطل، والخير والشر والإيمان والنفاق. وهو دخول تم بملأ إرادتكم، بحيث لايستطيع أي واحد منكم غدا أن يتملّص من مسؤلية أي خطأ قد يقع فيه المجلس، فالجميع مسؤولون عن كل بند في الدستور وعن كل كلمة فيه، لأن من لايدافع عن الحق في هذا المجلس، أو يسكت عن الباطل سيكون مثل من يدخل في ساحة معركة مقدّسة، ثم يفرّ من الزحف، أو يخون، أو يتراجع. لقد كان بإستطاعة كل واحد منكم أن لايدخل المعترك وأن لايسعى للنجاح، في هذه الإنتخابات، أما بعد أن قبلها وسعى لها ودخل فيها، فهو كمن يتحمل الشهادة لايجوز له إلاّ أدائها. ومن يكتم شهادة تحملّها فأنه آثم قلبه.
وبالطبع فأنتم لستم أول مجموعة يناط بها وضع دستور لبلادهم، ولن تكونوا آخرهم. إلا أن هنالك فرقاً بين ماتقومون به اليوم وما قام به الآخرون في بلادهم، فأنتم مسبوقون بجهاد شعب ناضل وكافح طويلا حتى تخلّص من الإستبداد والطغيان. فأرواح ملايين الشهداء الذين قتلوا في هذا البلد، ورّوت دمائهم الزاكيات شجرة الحقيقة فيه، تنتظر منكم الوفاء، والولاء، وقول الحق.
إن أرض العراق مصبوغة بدماء رجال ليس في تاريخ البشرية مثيل لهم إلاّ الأنبياء، مثل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وأولاده البررة، وقوافل من شهداء معاصرين سقطوا وهم يرفعون راية الحق والحقيقة.
تعليق