الإمام علي بن موسى الرضــــا " عليه السلام "
ضياء نور من آل محمد " صلى الله عليه واله "
هو الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " عليهم السلام " ولد في المدينة المنورة يوم الخميس 11 ذي القعدة سنة 148 هـ ، واستشهد يوم الثلاثاء 17 صفر سنة 203 هـ متأثرا بالسم الذي دسه له المأمون ، ودفن في خرا سان ( مشهد ) في إيران . وكانت مدة إمامته بعد أبيه 20 سنة .
عاصر من خلفاء بني العباس هارون العباسي والأمين والمأمون .
ينحدر الإمام عليّ الرضا عليه السّلام عن سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة والإمامة متشعّبةً في بيوت الأوصياء والأولياء ، فأبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه .. الذي يمدحه حتى أعداؤه:
فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ومن الخلق جميعاً.
وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا.
ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين ، فإن أردت علْماً حقّاً فعند هذا.
أما أجداده فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. .
من ذلك:قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطايَ الحسنُ والحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أي الرضا ....) فالإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله عن طريق آبائه الأبرار وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ
ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة.
والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أذكياء مخلصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.. وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن آبائهم الطيّبين. وكان
بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه.
وقد عاش الإمام الرضا (ع) في عصر ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية ، وكثرت الترجمة لكتب اليونانيين والرومانيين وغيرهم، وازداد التشكيك في الأصول والعقائد من قبل الملاحدة وأحبار اليهود، وبطارقة النصارى، ومجسّمة اهل الحديث.
ولما انتشر علم الإمام وفضله، أخذت الأفئدة والقلوب تشدّ إليه، وفي الأمّة الإسلامية رجال واعون يميزون الحق من الباطل، فكثر التفاف المسلمين حول الإمام الرضا (ع) وازدادت أعدادهم، ممّا دفع بالخلافة العباسية إلى محاولة سحب البساط من تحت أرجل الإمام (ع) وأعوانه قبل أن تستفحل الأمور ويصعب السيطرة على الموقف بعدها، فلجا المأمون إلى مناورة ماكرة استطاع من خلالها قلب تيار الأحداث لصالحه، حيث استقدم الإمام الرضا (ع) وجملة من وجوه الطالبيين إلى مقر الحكومة آنذاك في مرو من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، معززين مكرّمين حتى أنزلوهم إلى جوار مقر الخلافة ريثما يلتقي المأمون بالإمام علي بن موسى " ع " .
وما كان من المأمون إلاّ أن بعث إلى الإمام الرضا (ع) قبل اجتماعه به: إنّي أريد أن أخلع نفسي من الخلافة وأقلّدك إيّاها فما رأيك؟ فأنكر الرضا"ع" هذا الأمر وقال له:
«أعيذك بالله يا أمير من هذا الكلام وأن يسمع به أحد» فرد عليه الرسالة: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلابد من ولاية العهد بعدي، فأبى عليه الرضا اباءً شديداً.
فاستدعاه وخلا به ومعه الفضل بن سهل و ليس في المجلس غيرهم - وقال له: إنّي رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك.
فقال له الرضا - عليه السلام - : «الله الله يا أمير إنّه لا طاقة لي بذلك ولا قوّة لي عليه.
قال له: فإنّي موليك العهد من بعدي. فقال له: «اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين».
فقال له المأمون - كلاماً فيه التهديد له على الامتناع عليه وقال في كلامه - : إنّ عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدّك أمير المؤمنين (ع) وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابد من قبولك ما أريد منك فإنّي لا أجد محيصاً عنه.
فقال له الرضا "ع) : "فإنّي أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنّني لا آمر، ولا أنهى، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولي، ولا أعزل، ولا أغير شيئاً ممّا هو قائم» فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه.
وهكذا فبعد قبول علي بن موسى الرضا - عليهما السلام - بولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء، فخفقت الألوية على رأسه.
فكان الإمام في مرو يقصده البعيد والقريب من مختلف الطبقات وقد انتشر صيته في بقاع الأرض، وعظم تعلّق المسلمين به، ممّا أثار مخاوف المأمون وتوجّسه من أن ينفلت زمام الأمر من يديه على عكس ما كان يتمناه، وما كان يبتغيه من ولاية العهد هذه، وقوّى ذلك الظن أنّ المأمون بعث إليه يوم العيد في أن يصلّي بالناس ويخطب فيهم فأجابه الرضا "ع" :
إنّك قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر، فاعفني في الصلاة بالناس». فقال له المأمون: إنّما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضلك.
ولم تزل الرسل تتردّد بينهما في ذلك، فلمّا ألحّ عليه المأمون، أرسل إليه الرضا:
"إن أعفيتني فهو أحبّ إليّ وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين - عليه السلام – " فقال المأمون: أُخرج كيف شئت. وأمر القوّاد والحجاب والناس أن يبكروا إلى باب الرضا (ع).
قال: فقعد الناس لأبى الحسن (ع) في الطرقات والسطوح، واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه، فاغتسل أبو الحسن ع ولبس ثيابه وتعمّم بعمامةٍ، ألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفه، ومسّ شيئاً من الطيب، وأخذ بيده عكازه وقال لمواليه:
افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر وكبّر مواليه معه، فلمّا رآه الجند والقوّاد سقطوا كلّهم عن الدواب إلى الأرض، ثمّ كبّر وكبّر الناس فخيل إلى الناس أنّ السماء والحيطان تجاوبه، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا الإمام الرضا(ع) وسمعوا تكبيره، فبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل: إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل فتن به الناس، وخفنا كلّنا على دمائنا، فأنفذ إليه أن يرجع.
فأرسل إليه من يطلب منه العودة، فرجع الرضا (ع) واختلف أمر الناس في ذلك اليوم.
إنّ هذا وأمثاله، وبالأخص خروج أخ المأمون زيد بن موسى بالبصرة على المأمون، لأنّه فوَض ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا الذي كان في تصوّره سيؤدي إلى خروج الأمر من بيت العباسيين، كل ذلك وغيره دفع المأمون إلى أن يريح نفسه وقومه من هذا الخطر فدسّ إليه السم على النحو المذكور في كتب التاريخ.
ولما استشهد الإمام (ع) دفن في مدينة طوس في قبر ملاصق لقبر هارون العباسي .
وقبر الإمام الرضا الآن مزار مهيب يتقاطر المسلمون على زيارته والتبرك به.
فسلام الله عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.
نظرة تأمل لولاية العهد :
الأسباب التي دعت المأمون لتنصيب الإمام وليا للعهد :
الملك عقيم، قتل المأمون من أجله أخاه الأمين، فما الذي دعاه لاختيار الإمام وليا لعهده وليس ابنه العباس، بل وأمر العباس أن يكون أول المبايعين !
فما هي الأسباب وماذا كانت الدوافع ؟
1- إخماد الثورات العلوية :
فقد كانت هذه الثورات تؤرق المأمون وتهدد عرش ملكه ، ففي الكوفة ثار محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان يدعو للرضا من آل محمد ، وفي البصرة ثار زيد بن الإمام موسى الكاظم الملقب بزيد النار وأحرق دور بني العباس ، وفي اليمن ثار إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم ، وفي المدينة ثار الحسن ين الحسين بن علي بن الحسين الملقب بالأفطس ، وفي خراسان ثار الحسين بن هرش داعيا للرضا من آل محمد .
فالمأمون كان يأمل إخماد هذه الثورات عندما يولي الإمام ، لأنه بذلك يضفي شرعية على سلطته ، ويسلب الحجة من خصومه ومناوئيه .
2- إسقاط مكانة الإمام من قلوب الناس وتشويه سمعته وقد أشار لهذا المعنى أبو الصلت الهروي وهو أحد أصحاب الإمام عندما أجاب سائله بقوله " وجعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم .
3- احتواء الإمام وجعله واحدا من رموز السلطة والمدافعين عنها .
4- مراقبة تحركات الإمام ومنعه من الدعوة لنفسه : فقد جعل المأمون هشام بن إبراهيم حاجبا على الإمام الرضا "ع" ، فكان من يقصده من محبيه لا يصل إليه ، وكانت أخباره تصل أولا بأول إلى المأمون .
كيف تعامل الإمام ع مع الظروف المفروضة عليه :
قام الإمام "ع" بالعمل على أكثر من صعيد من أجل كشف مخطط المأمون من جهة واستثمار الظروف المتاحة لإقامة الدين وإظهار معالمه وإحياء
سننه من جهة أخرى . وتمثل ذلك بما يلي :
1- رفضه ولاية العهد بشدة في البداية ، وقبولها تحت التهديد والوعيد
2- موقفه يوم البيعة : يروي أبو الفرج الأصفهاني ( فلما كان ذلك اليوم ركب الناس من القواد والقضاة وغيرهم من الناس في الخضرة – أي في لباس أخضر – وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه . وأجلس الرضا عليهما في الحضرة ، وعليه عمامة وسيف . ثم أمر ابنه العباس بن المأمون فبايع له أول الناس ، فرفع الرضا يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم .
فقال له المأمون ابسط يدك للبيعة :
فقال له : إن رسول الله "ص" هكذا كان يبايع .
فبايعه الناس ، ووضعت البُدَر ، وقامت الخطباء والشعراء ، فجعلوا يذكرون فضل علي بن موسى وما كان من المأمون في أمره ...) إلى أن يقول ( ثم قال المأمون للرضا : قم فاخطب الناس وتكلم فيهم .
فقال بعد حمد الله والثناء عليه :\" إن لنا عليكم حقا برسول الله "ص" ، ولكم علينا حق به ، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم \" ولم يُذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس ) انتهى كلام أبي الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين .
وكما نلاحظ فقد أوضح الإمام للناس أن المأمون لا يعرف سنة رسول الله "ص" كما استثمر الفرصة فبين الحق الذي لأهل البيت على الناس ، ولم يشكر المأمون على موقفه منه كما كان متوقعا .
3- لقد اشترط للموافقة على ولاية العهد عدم تدخله في أمور الدولة من تعيين أو عزل أو صلح أو حرب أو غير ذلك ، بل إنه لم يكن يشارك حتى في صلاة العيد
4 - الاستفادة من الأجواء المتاحة في نشر علوم أهل البيت "ع" من خلال المناظرات والاحتجاجات التي كانت تتم بين الإمام ومختلف أصحاب المذاهب والأديان والفرق ، حيث كان المأمون يريد منها قطع حجة الإمام ولو لمرة واحدة حسب ما صرح بذلك لسليمان المروزي حين وجهه لمناظرة الإمام ، ولكن الإمام فوت عليه كل الفرص ، واستثمرها لتعريف الناس بمذهب أهل البيت "ع".
وقد جرت مع الإمام مناظرات وحوارات مع أرباب المذاهب الإسلامية والمسيحيين وغيرهم .
5- شرح الإمام موقفه وبيَنه للذين التبست عليهم الأمور ، وهنا نورد ملخصا عن نظرة الامام الرضا "ع" لموضوع الخلافة وولاية العهد :
إن المأمون بعرضه للخلافة لم يكن ذلك الرجل المأمون الجانب من وجهة نظر الامام ثم أن تولي الرضا" ع" للخلافة يعني أنه مسؤول عن إدارة الأمور في كافة أنحاء الدولة الإسلامية وهذا يحتاج لجهاز حكم متفهم لمفردات المنهج الإسلامي وقادر على أن يطبقها وهذا ما حاول الامام "ع" جاهداً لإيجاده .
فالموضوع هو مسألة بناء جهاز حكم يقوم على أساس الوعي والتفهم المخلص فأين كان الامام سيجد هذا والأجهزة العباسية غارقة في الفساد والانحراف وكيف سيطلب من هؤلاء تطبيق الإسلام وإقامة حدوده .
أما بالنسبة لقبوله لولاية العهد فهو كما أسلفنا لم يكن عملا اختيارياً بل كان إكراها واضطهادا للإمام " ع "لأنه كان يعلم أن المأمون أراد بهذا دعم حكمه المنهار عملياً بالقواعد الشعبية للرضا " ع" وهو مجرد دور مؤقت يسعى من خلاله إلى تمكين وضعه لذلك كان يتظاهر بالحب والولاء والإصغاء للإمام "ع" وهو يضمر في نفسه الكره والحقد والتاريخ يثبت ذلك لأن المأمون العباسي لما أراد نقل مركز خلافته لبغداد دس السم للرضا "ع" وجعل ذلك بمثابة مصالحة مع العباسيين بعد أن بذل الامام "ع " أقصى جهده لإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين ولنشر تعاليم الدين الإسلامي .
من أقوال الإمام الرضا " ع"
سئل الامام (ع) : ما تقول في التفويض؟ قال : إن الله تبارك و تعالي فوض إلى نبيه أمر دينه، فقال: و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا، فأما الخلق و الرزق فلا، ثم قال : إن الله عز وجل يقول: الله خالق كل شيء و هو يقول: الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم، هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه و تعالي عما يشركون.
و روي عن الامام (ع) : لايتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول و الشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره و يستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، و لا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله احب إليه من الغني، و الذل في الله احب إليه من العز في عدوه و الخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم قال : العاشرة و ما العاشرة قيل له هي؟ قال : لا يري احداً إلا قال هو خير مني و اتقي إنما الناس رجلان رجل خير منه و اتقي و رجل شرمنه و ادني فإذا لقي الذي هو شر منه و ادني قال لعل خير هذا باطن وهو خير له و خيري ظاهر وهو شر لي و إذا راي الذي هو خير منه و اتقي تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقل علا مجده و طاب خيره و حسن ذكره و ساد اهل زمانه.
روي عن الامام علي (ع): إن الامام زمان الدين و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا و عز المؤمنين ، الامام أسّ الإسلام النامي و فرعه السامي.
روي عن الامام (ع) : من شبه الله بخلقه فهو مشرك، و من نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.
روي عن الامام علي من موسي (ع) : إن الله لم يطع بإكراه، و لم يعصي بغلبه، و لم يهمل العباد في ملكه.
روي عن الامام الرضا(ع) : الامام أمين الله في أرضه و خلقه، و حجته علي عباده، و خليفته في بلاده، و الداعي إلى الله، و الذاب عن حريم الله.
ويقول الامام (ع) : الامام مطهر من الذنوب، مبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم،نظام الدين، و عز المسلمين، و غيظ المنافقين، و بوار الكافرين.
· لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون فيه ثلاث خصال:سنة من ربه، و سنة من نبيه و سنة من وليه،فأما السنة من ربه: فكتمان السر، و أما السنة من نبيه، فمداراة الناس. و أما السنة من وليه: فالصبر في السراء و الضراء .
خادم الزهـــراء
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الرضا " ع"
جوار السيدة زينب " ع " 18صفر 1426
ضياء نور من آل محمد " صلى الله عليه واله "
هو الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " عليهم السلام " ولد في المدينة المنورة يوم الخميس 11 ذي القعدة سنة 148 هـ ، واستشهد يوم الثلاثاء 17 صفر سنة 203 هـ متأثرا بالسم الذي دسه له المأمون ، ودفن في خرا سان ( مشهد ) في إيران . وكانت مدة إمامته بعد أبيه 20 سنة .
عاصر من خلفاء بني العباس هارون العباسي والأمين والمأمون .
ينحدر الإمام عليّ الرضا عليه السّلام عن سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة والإمامة متشعّبةً في بيوت الأوصياء والأولياء ، فأبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه .. الذي يمدحه حتى أعداؤه:
فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ومن الخلق جميعاً.
وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا.
ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين ، فإن أردت علْماً حقّاً فعند هذا.
أما أجداده فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. .
من ذلك:قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطايَ الحسنُ والحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أي الرضا ....) فالإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله عن طريق آبائه الأبرار وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ
ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة.
والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أذكياء مخلصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.. وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن آبائهم الطيّبين. وكان
بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه.
وقد عاش الإمام الرضا (ع) في عصر ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية ، وكثرت الترجمة لكتب اليونانيين والرومانيين وغيرهم، وازداد التشكيك في الأصول والعقائد من قبل الملاحدة وأحبار اليهود، وبطارقة النصارى، ومجسّمة اهل الحديث.
ولما انتشر علم الإمام وفضله، أخذت الأفئدة والقلوب تشدّ إليه، وفي الأمّة الإسلامية رجال واعون يميزون الحق من الباطل، فكثر التفاف المسلمين حول الإمام الرضا (ع) وازدادت أعدادهم، ممّا دفع بالخلافة العباسية إلى محاولة سحب البساط من تحت أرجل الإمام (ع) وأعوانه قبل أن تستفحل الأمور ويصعب السيطرة على الموقف بعدها، فلجا المأمون إلى مناورة ماكرة استطاع من خلالها قلب تيار الأحداث لصالحه، حيث استقدم الإمام الرضا (ع) وجملة من وجوه الطالبيين إلى مقر الحكومة آنذاك في مرو من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، معززين مكرّمين حتى أنزلوهم إلى جوار مقر الخلافة ريثما يلتقي المأمون بالإمام علي بن موسى " ع " .
وما كان من المأمون إلاّ أن بعث إلى الإمام الرضا (ع) قبل اجتماعه به: إنّي أريد أن أخلع نفسي من الخلافة وأقلّدك إيّاها فما رأيك؟ فأنكر الرضا"ع" هذا الأمر وقال له:
«أعيذك بالله يا أمير من هذا الكلام وأن يسمع به أحد» فرد عليه الرسالة: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلابد من ولاية العهد بعدي، فأبى عليه الرضا اباءً شديداً.
فاستدعاه وخلا به ومعه الفضل بن سهل و ليس في المجلس غيرهم - وقال له: إنّي رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك.
فقال له الرضا - عليه السلام - : «الله الله يا أمير إنّه لا طاقة لي بذلك ولا قوّة لي عليه.
قال له: فإنّي موليك العهد من بعدي. فقال له: «اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين».
فقال له المأمون - كلاماً فيه التهديد له على الامتناع عليه وقال في كلامه - : إنّ عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدّك أمير المؤمنين (ع) وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابد من قبولك ما أريد منك فإنّي لا أجد محيصاً عنه.
فقال له الرضا "ع) : "فإنّي أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنّني لا آمر، ولا أنهى، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولي، ولا أعزل، ولا أغير شيئاً ممّا هو قائم» فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه.
وهكذا فبعد قبول علي بن موسى الرضا - عليهما السلام - بولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء، فخفقت الألوية على رأسه.
فكان الإمام في مرو يقصده البعيد والقريب من مختلف الطبقات وقد انتشر صيته في بقاع الأرض، وعظم تعلّق المسلمين به، ممّا أثار مخاوف المأمون وتوجّسه من أن ينفلت زمام الأمر من يديه على عكس ما كان يتمناه، وما كان يبتغيه من ولاية العهد هذه، وقوّى ذلك الظن أنّ المأمون بعث إليه يوم العيد في أن يصلّي بالناس ويخطب فيهم فأجابه الرضا "ع" :
إنّك قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر، فاعفني في الصلاة بالناس». فقال له المأمون: إنّما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضلك.
ولم تزل الرسل تتردّد بينهما في ذلك، فلمّا ألحّ عليه المأمون، أرسل إليه الرضا:
"إن أعفيتني فهو أحبّ إليّ وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين - عليه السلام – " فقال المأمون: أُخرج كيف شئت. وأمر القوّاد والحجاب والناس أن يبكروا إلى باب الرضا (ع).
قال: فقعد الناس لأبى الحسن (ع) في الطرقات والسطوح، واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه، فاغتسل أبو الحسن ع ولبس ثيابه وتعمّم بعمامةٍ، ألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفه، ومسّ شيئاً من الطيب، وأخذ بيده عكازه وقال لمواليه:
افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر وكبّر مواليه معه، فلمّا رآه الجند والقوّاد سقطوا كلّهم عن الدواب إلى الأرض، ثمّ كبّر وكبّر الناس فخيل إلى الناس أنّ السماء والحيطان تجاوبه، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا الإمام الرضا(ع) وسمعوا تكبيره، فبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل: إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل فتن به الناس، وخفنا كلّنا على دمائنا، فأنفذ إليه أن يرجع.
فأرسل إليه من يطلب منه العودة، فرجع الرضا (ع) واختلف أمر الناس في ذلك اليوم.
إنّ هذا وأمثاله، وبالأخص خروج أخ المأمون زيد بن موسى بالبصرة على المأمون، لأنّه فوَض ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا الذي كان في تصوّره سيؤدي إلى خروج الأمر من بيت العباسيين، كل ذلك وغيره دفع المأمون إلى أن يريح نفسه وقومه من هذا الخطر فدسّ إليه السم على النحو المذكور في كتب التاريخ.
ولما استشهد الإمام (ع) دفن في مدينة طوس في قبر ملاصق لقبر هارون العباسي .
وقبر الإمام الرضا الآن مزار مهيب يتقاطر المسلمون على زيارته والتبرك به.
فسلام الله عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.
نظرة تأمل لولاية العهد :
الأسباب التي دعت المأمون لتنصيب الإمام وليا للعهد :
الملك عقيم، قتل المأمون من أجله أخاه الأمين، فما الذي دعاه لاختيار الإمام وليا لعهده وليس ابنه العباس، بل وأمر العباس أن يكون أول المبايعين !
فما هي الأسباب وماذا كانت الدوافع ؟
1- إخماد الثورات العلوية :
فقد كانت هذه الثورات تؤرق المأمون وتهدد عرش ملكه ، ففي الكوفة ثار محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان يدعو للرضا من آل محمد ، وفي البصرة ثار زيد بن الإمام موسى الكاظم الملقب بزيد النار وأحرق دور بني العباس ، وفي اليمن ثار إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم ، وفي المدينة ثار الحسن ين الحسين بن علي بن الحسين الملقب بالأفطس ، وفي خراسان ثار الحسين بن هرش داعيا للرضا من آل محمد .
فالمأمون كان يأمل إخماد هذه الثورات عندما يولي الإمام ، لأنه بذلك يضفي شرعية على سلطته ، ويسلب الحجة من خصومه ومناوئيه .
2- إسقاط مكانة الإمام من قلوب الناس وتشويه سمعته وقد أشار لهذا المعنى أبو الصلت الهروي وهو أحد أصحاب الإمام عندما أجاب سائله بقوله " وجعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم .
3- احتواء الإمام وجعله واحدا من رموز السلطة والمدافعين عنها .
4- مراقبة تحركات الإمام ومنعه من الدعوة لنفسه : فقد جعل المأمون هشام بن إبراهيم حاجبا على الإمام الرضا "ع" ، فكان من يقصده من محبيه لا يصل إليه ، وكانت أخباره تصل أولا بأول إلى المأمون .
كيف تعامل الإمام ع مع الظروف المفروضة عليه :
قام الإمام "ع" بالعمل على أكثر من صعيد من أجل كشف مخطط المأمون من جهة واستثمار الظروف المتاحة لإقامة الدين وإظهار معالمه وإحياء
سننه من جهة أخرى . وتمثل ذلك بما يلي :
1- رفضه ولاية العهد بشدة في البداية ، وقبولها تحت التهديد والوعيد
2- موقفه يوم البيعة : يروي أبو الفرج الأصفهاني ( فلما كان ذلك اليوم ركب الناس من القواد والقضاة وغيرهم من الناس في الخضرة – أي في لباس أخضر – وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه . وأجلس الرضا عليهما في الحضرة ، وعليه عمامة وسيف . ثم أمر ابنه العباس بن المأمون فبايع له أول الناس ، فرفع الرضا يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم .
فقال له المأمون ابسط يدك للبيعة :
فقال له : إن رسول الله "ص" هكذا كان يبايع .
فبايعه الناس ، ووضعت البُدَر ، وقامت الخطباء والشعراء ، فجعلوا يذكرون فضل علي بن موسى وما كان من المأمون في أمره ...) إلى أن يقول ( ثم قال المأمون للرضا : قم فاخطب الناس وتكلم فيهم .
فقال بعد حمد الله والثناء عليه :\" إن لنا عليكم حقا برسول الله "ص" ، ولكم علينا حق به ، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم \" ولم يُذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس ) انتهى كلام أبي الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين .
وكما نلاحظ فقد أوضح الإمام للناس أن المأمون لا يعرف سنة رسول الله "ص" كما استثمر الفرصة فبين الحق الذي لأهل البيت على الناس ، ولم يشكر المأمون على موقفه منه كما كان متوقعا .
3- لقد اشترط للموافقة على ولاية العهد عدم تدخله في أمور الدولة من تعيين أو عزل أو صلح أو حرب أو غير ذلك ، بل إنه لم يكن يشارك حتى في صلاة العيد
4 - الاستفادة من الأجواء المتاحة في نشر علوم أهل البيت "ع" من خلال المناظرات والاحتجاجات التي كانت تتم بين الإمام ومختلف أصحاب المذاهب والأديان والفرق ، حيث كان المأمون يريد منها قطع حجة الإمام ولو لمرة واحدة حسب ما صرح بذلك لسليمان المروزي حين وجهه لمناظرة الإمام ، ولكن الإمام فوت عليه كل الفرص ، واستثمرها لتعريف الناس بمذهب أهل البيت "ع".
وقد جرت مع الإمام مناظرات وحوارات مع أرباب المذاهب الإسلامية والمسيحيين وغيرهم .
5- شرح الإمام موقفه وبيَنه للذين التبست عليهم الأمور ، وهنا نورد ملخصا عن نظرة الامام الرضا "ع" لموضوع الخلافة وولاية العهد :
إن المأمون بعرضه للخلافة لم يكن ذلك الرجل المأمون الجانب من وجهة نظر الامام ثم أن تولي الرضا" ع" للخلافة يعني أنه مسؤول عن إدارة الأمور في كافة أنحاء الدولة الإسلامية وهذا يحتاج لجهاز حكم متفهم لمفردات المنهج الإسلامي وقادر على أن يطبقها وهذا ما حاول الامام "ع" جاهداً لإيجاده .
فالموضوع هو مسألة بناء جهاز حكم يقوم على أساس الوعي والتفهم المخلص فأين كان الامام سيجد هذا والأجهزة العباسية غارقة في الفساد والانحراف وكيف سيطلب من هؤلاء تطبيق الإسلام وإقامة حدوده .
أما بالنسبة لقبوله لولاية العهد فهو كما أسلفنا لم يكن عملا اختيارياً بل كان إكراها واضطهادا للإمام " ع "لأنه كان يعلم أن المأمون أراد بهذا دعم حكمه المنهار عملياً بالقواعد الشعبية للرضا " ع" وهو مجرد دور مؤقت يسعى من خلاله إلى تمكين وضعه لذلك كان يتظاهر بالحب والولاء والإصغاء للإمام "ع" وهو يضمر في نفسه الكره والحقد والتاريخ يثبت ذلك لأن المأمون العباسي لما أراد نقل مركز خلافته لبغداد دس السم للرضا "ع" وجعل ذلك بمثابة مصالحة مع العباسيين بعد أن بذل الامام "ع " أقصى جهده لإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين ولنشر تعاليم الدين الإسلامي .
من أقوال الإمام الرضا " ع"
سئل الامام (ع) : ما تقول في التفويض؟ قال : إن الله تبارك و تعالي فوض إلى نبيه أمر دينه، فقال: و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا، فأما الخلق و الرزق فلا، ثم قال : إن الله عز وجل يقول: الله خالق كل شيء و هو يقول: الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم، هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه و تعالي عما يشركون.
و روي عن الامام (ع) : لايتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول و الشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره و يستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، و لا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله احب إليه من الغني، و الذل في الله احب إليه من العز في عدوه و الخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم قال : العاشرة و ما العاشرة قيل له هي؟ قال : لا يري احداً إلا قال هو خير مني و اتقي إنما الناس رجلان رجل خير منه و اتقي و رجل شرمنه و ادني فإذا لقي الذي هو شر منه و ادني قال لعل خير هذا باطن وهو خير له و خيري ظاهر وهو شر لي و إذا راي الذي هو خير منه و اتقي تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقل علا مجده و طاب خيره و حسن ذكره و ساد اهل زمانه.
روي عن الامام علي (ع): إن الامام زمان الدين و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا و عز المؤمنين ، الامام أسّ الإسلام النامي و فرعه السامي.
روي عن الامام (ع) : من شبه الله بخلقه فهو مشرك، و من نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.
روي عن الامام علي من موسي (ع) : إن الله لم يطع بإكراه، و لم يعصي بغلبه، و لم يهمل العباد في ملكه.
روي عن الامام الرضا(ع) : الامام أمين الله في أرضه و خلقه، و حجته علي عباده، و خليفته في بلاده، و الداعي إلى الله، و الذاب عن حريم الله.
ويقول الامام (ع) : الامام مطهر من الذنوب، مبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم،نظام الدين، و عز المسلمين، و غيظ المنافقين، و بوار الكافرين.
· لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون فيه ثلاث خصال:سنة من ربه، و سنة من نبيه و سنة من وليه،فأما السنة من ربه: فكتمان السر، و أما السنة من نبيه، فمداراة الناس. و أما السنة من وليه: فالصبر في السراء و الضراء .
خادم الزهـــراء
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الرضا " ع"
جوار السيدة زينب " ع " 18صفر 1426