من باب فاطمة الى ابواب الاقصى
أجساد تحمي المقدّسات
{سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ... ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الأخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا } صدق الله العلي العظيم .
عندما يصبح التخاذل هو سيد الموقف .. فان الموقف حينها تصنعه ارادة رجال الايمان والبأس الشديد .. فهم بلا قوة مادية .. ولكنهم يصنعونه بارادتهم المؤمنة .. وتتحول اجسادهم الى دروع حصينة لحماية مقدسات الامة وقيمها ومبادئها وكرامتها .. في مثل هذه الايام نعيش ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها .. التي دافعت بجسدها عن قيم الامة ومقدساتها .. ذلك الجسد الذي عصروه بين الباب والجدار .. وهم يقتحمون بيتها المقدّس .. كسروا اضلاعها .. اسقطوا جنينها .. واستُشهدت متأثرة بجراحها .. ولكنها حافظت على قيم الاسلام واظهرت سؤآت الانحراف .. والى الابد ..
واليوم .. لم يجد المسجد الاقصى .. ومسرى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الا الاجساد ايضاً لتحميه من دنس العدوان الصهيوني الاخير .. الذي اقتحم على المصلين ابوابه .. بعد ان دنّست قطعان المستوطنين باحاته الشريفة .. بدعوى وضع الاساس للهيكل الثاني ... لم تكن هناك أي قوات عربية او اسلامية .. ولم يكن احد يتوقعها ان تكون هنالك .. لقد كمموا الافواه .. وحكموا الناس بالحديد والنار .. بدعوى ان هناك عدو مشترك كبير هو (اسرائيل) .. واهلكوا البلاد والعباد وعطلوا برامج التنمية .. بدعوى ان الجهود منصبة الآن لدعم القدرات العسكرية والامنية لمواجهة التهديدات الاسرائيلية .. ولكن كل ذلك كان غائباً .. ولا توجد اية مؤشرات لحضوره دفاعاً عن المسجد الاقصى ... بل ان معظم الدول العربية تخلفت عن حضور اجتماع لمكتب مقاطعة اسرائيل تصادف عقده في يوم العدوان على الاقصى بالذات .. فضلاً عن ان تتخذ خطوات عملية في جانب المقاطعة .. فكانت اغلب الدول العربية تقاطع اول اجتماع لمكتب المقاطعة الذي اغلق ابوابه منذ انطلاق عملية الاستسلام .. لم تكن في الاقصى سوى تلك الاجساد التي لم يكن اصحابها يحملون أي سلاح .. ليواجهوا الآلة العسكرية الصهيوينة ويحولوا بينها وبين تدنيس الحرم الشريف .
لم يكن ايضاً هنالك أي حضور دولي من عالم طالما رفع شعارات العدالة والحرية .. ذلك العالم الذي لم يتردد لحظة في ارسال القوات العسكرية لاقصى الارض في تيمور الشرقية وحسم الموقف لصالح انفصالها عن اندونيسيا المسلمة .. بل لم يتردد حتى في الدفاع عن (محميات الحيوانات! ) ففي يوم العدوان الصهيوني على الاقصى .. اطلق رئيس الاكوادرا نداء استغاثة غريب من نوعه .. اذ اعلن ان الغرب يسعى لفصل جزء من بلاده وهو اقليم كلباكس .. وهو عبارة عن محمية للحيوانات بدعوى ان حكومة الاكوادور لا تقدم حماية حقيقية للحيوانات في تلك المحمية وان ادائها لم يكن جيداً في حمايتها من بقعة نفطية تسببت في مقتل عدد من اسود البحر !! .. هذا والموت اليومي على الشعب الفلسطيني كباراً وصغاراً .. شعباً ومقدسات .. والعالم لا يكتفي بالتفرج .. بل ويقاوم أي محاولة حتى لارسال مراقبين لا حول لهم ولا قوة ليراقبوا الانتهاكات !!
ونتمنى ان يكون العدوان الصهيوني والخذلان العربي والاسلامي والدولي تأكيداً ليأس الشعوب مما في ايدي هؤلاء الناس من خير طالما انتظرناه ولم يأت .. يترافق مع المزيد من الثقة بالله سبحانه الذي لا ناصر سواه .. وما تعنيه هذه الثقة الكريمة من ثقة بالنفس والاعتماد على الذات لحماية المقدسات .. وصيانة الاهداف وانتزاع الحقوق .
وربما كان هذا العدوان الاخير .. هو بداية العذاب الالهي الذي وعده الله سبحانه اليهود .. الذي يبدو ان نزوله مرتبط بالعدوان على الاقصى .. فقد جاءت آياته ضمن سورة الاسراء المباركة .. وبعد آية الاسراء من المسجد الاقصى .. وكان دخوله هو المؤشر الرئيسي لذلك الوعد الاخير .. مؤشر العذاب الذي سينجزه الله سبحانه على يد عباد من عبيده اولي بأس شديد .. ولم تشر الآية الى امتلاكهم لقوة كبيرة .. وانما بأس شديد .. هم رجال ارادة شديدة .. لا يترددون في مواجهة اقوى القوى .. بالاجساد المجردة .. وهذا ما شهدناه اليوم على ابواب الاقصى .. كما شهدناه بالامس على باب فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما .
أجساد تحمي المقدّسات
{سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ... ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الأخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا } صدق الله العلي العظيم .
عندما يصبح التخاذل هو سيد الموقف .. فان الموقف حينها تصنعه ارادة رجال الايمان والبأس الشديد .. فهم بلا قوة مادية .. ولكنهم يصنعونه بارادتهم المؤمنة .. وتتحول اجسادهم الى دروع حصينة لحماية مقدسات الامة وقيمها ومبادئها وكرامتها .. في مثل هذه الايام نعيش ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها .. التي دافعت بجسدها عن قيم الامة ومقدساتها .. ذلك الجسد الذي عصروه بين الباب والجدار .. وهم يقتحمون بيتها المقدّس .. كسروا اضلاعها .. اسقطوا جنينها .. واستُشهدت متأثرة بجراحها .. ولكنها حافظت على قيم الاسلام واظهرت سؤآت الانحراف .. والى الابد ..
واليوم .. لم يجد المسجد الاقصى .. ومسرى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الا الاجساد ايضاً لتحميه من دنس العدوان الصهيوني الاخير .. الذي اقتحم على المصلين ابوابه .. بعد ان دنّست قطعان المستوطنين باحاته الشريفة .. بدعوى وضع الاساس للهيكل الثاني ... لم تكن هناك أي قوات عربية او اسلامية .. ولم يكن احد يتوقعها ان تكون هنالك .. لقد كمموا الافواه .. وحكموا الناس بالحديد والنار .. بدعوى ان هناك عدو مشترك كبير هو (اسرائيل) .. واهلكوا البلاد والعباد وعطلوا برامج التنمية .. بدعوى ان الجهود منصبة الآن لدعم القدرات العسكرية والامنية لمواجهة التهديدات الاسرائيلية .. ولكن كل ذلك كان غائباً .. ولا توجد اية مؤشرات لحضوره دفاعاً عن المسجد الاقصى ... بل ان معظم الدول العربية تخلفت عن حضور اجتماع لمكتب مقاطعة اسرائيل تصادف عقده في يوم العدوان على الاقصى بالذات .. فضلاً عن ان تتخذ خطوات عملية في جانب المقاطعة .. فكانت اغلب الدول العربية تقاطع اول اجتماع لمكتب المقاطعة الذي اغلق ابوابه منذ انطلاق عملية الاستسلام .. لم تكن في الاقصى سوى تلك الاجساد التي لم يكن اصحابها يحملون أي سلاح .. ليواجهوا الآلة العسكرية الصهيوينة ويحولوا بينها وبين تدنيس الحرم الشريف .
لم يكن ايضاً هنالك أي حضور دولي من عالم طالما رفع شعارات العدالة والحرية .. ذلك العالم الذي لم يتردد لحظة في ارسال القوات العسكرية لاقصى الارض في تيمور الشرقية وحسم الموقف لصالح انفصالها عن اندونيسيا المسلمة .. بل لم يتردد حتى في الدفاع عن (محميات الحيوانات! ) ففي يوم العدوان الصهيوني على الاقصى .. اطلق رئيس الاكوادرا نداء استغاثة غريب من نوعه .. اذ اعلن ان الغرب يسعى لفصل جزء من بلاده وهو اقليم كلباكس .. وهو عبارة عن محمية للحيوانات بدعوى ان حكومة الاكوادور لا تقدم حماية حقيقية للحيوانات في تلك المحمية وان ادائها لم يكن جيداً في حمايتها من بقعة نفطية تسببت في مقتل عدد من اسود البحر !! .. هذا والموت اليومي على الشعب الفلسطيني كباراً وصغاراً .. شعباً ومقدسات .. والعالم لا يكتفي بالتفرج .. بل ويقاوم أي محاولة حتى لارسال مراقبين لا حول لهم ولا قوة ليراقبوا الانتهاكات !!
ونتمنى ان يكون العدوان الصهيوني والخذلان العربي والاسلامي والدولي تأكيداً ليأس الشعوب مما في ايدي هؤلاء الناس من خير طالما انتظرناه ولم يأت .. يترافق مع المزيد من الثقة بالله سبحانه الذي لا ناصر سواه .. وما تعنيه هذه الثقة الكريمة من ثقة بالنفس والاعتماد على الذات لحماية المقدسات .. وصيانة الاهداف وانتزاع الحقوق .
وربما كان هذا العدوان الاخير .. هو بداية العذاب الالهي الذي وعده الله سبحانه اليهود .. الذي يبدو ان نزوله مرتبط بالعدوان على الاقصى .. فقد جاءت آياته ضمن سورة الاسراء المباركة .. وبعد آية الاسراء من المسجد الاقصى .. وكان دخوله هو المؤشر الرئيسي لذلك الوعد الاخير .. مؤشر العذاب الذي سينجزه الله سبحانه على يد عباد من عبيده اولي بأس شديد .. ولم تشر الآية الى امتلاكهم لقوة كبيرة .. وانما بأس شديد .. هم رجال ارادة شديدة .. لا يترددون في مواجهة اقوى القوى .. بالاجساد المجردة .. وهذا ما شهدناه اليوم على ابواب الاقصى .. كما شهدناه بالامس على باب فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما .
تعليق