كلما حاولت ان أحرك قلمي لأخط شيئا عن هذه المرأة العظيمة، وكلما حاولت ان أضع عنوانا لمقال حولها، او ان أنسق الموضوع لأستذكر بعض من لمحاتها، كلما عجزت عن ذلك، وتاهت أفكاري وسط أمواج هذا البحر العميق، فالزهراء (ع) بضعة رسول الله (ص) وقرة عينه، جمعت من صفاته ما قدر الله لها وورثت عنه زهده وعبادته فكانت سلام الله عليها القرآن الناطق وشاهدة صدق على كلام المولى القدير الذي أنزله وحفظه.
النشأة الطاهرة
ولدت الزهراء (ع) لأبوين كانا مثالا للخلق النبيل والسمو والرفعة، فخديجة (ع) كانت مشهورة بحسن الخلق ورجاحة العقلن وكانت من أوائل من أمن برسالة محمد (ص)، ومن الداعين إلى وحدانية الله والإيمان برسوله (ص)، ووضعت كل ثروتها الضخمة بين يدي رسول الله (ص) من أجل نشر رسالته إلى ان قال (ص): قام الاسلام بسيف علي ومال خديجة.
وكذلك الأب وكفى به ان يكون رسول الاسلام محمد (ص) والحديث عنه مسهب حيث ألفت الأسفار الكثيرة التي عجزت عن أداء حقه (ص)، كيف لا وهو أكمل البشرية جمعاء خاصة وأنا علمنا الهدف السامي الذي من أجله خلق الله الإنسان وكان محمد (ص) سيد بني الإنسان.
وهكذا ولدت فاطمة عليها السلام من هذين الأبوين وتربت في أحضانهما، وكما تقول الرواية حيث هجرت نساء قريش خديجة (ع) لأنها أنفقت أموالها في سبيل نشر دعوة زوجها سيد الرسل (ص)، دعوة لا إله الا الله. فجلست خديجة مكتئبة في ذلك اليوم العشرين من جمادي الثانية ورأت وهي على هذه الحال نساء سمرا طوال وردن عليها البيت وقالت إحداهن: (لا تخافي ولا تحزني فإنا معك جئناك لنلي منك ما تلي النساء من مثلك في هذه الحال، ثم قالت: (انا سارة زوجة ابراهيم، وهذه آسية بنت مزاحم، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم أخت موسى، وأخذن بمداراتها حتى وضعت فاطمة (ع) فقالت فاطمة عليها السلام: (أشهد ان لا اله الا الله، وان أبي رسول الله سيد الأنبياء وان بعلي سيد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط.
وكان رسول الله (ص) كلما دخل على خديجة قبل ولادة فاطمة (ع) سمعها تتحدث -وذلك بعد ان هجرتها نساء قريش- وحينما يسألها تقول (ع): ان هذا طفلي يؤنسني، فكانت هذه من معجزات الزهراء قبل الولادة وبشرى لأبيها رسول الله (ص).
حجة الله على خلقه
كما شاءت القدرة الإلهية ان يكون للرجال من يكون حجة لله عليهم، وكما قدر الباري ان يكون للرجال قادة، كذلك قدر الله ان يجعل على عباده من النساء قدوة تسوقهن إلى مرضاة الله وتكون حجة عليهن. فكانت الزهراء هذه القدوة التي ضاهت امة محمد (ص) بها الأمم، وفي وقت كانت مريم (ع) سيدة نساء عالمها كانت فاطمة سيدة نساء العالمين أجمع. ومن خلاله سيرتها ونهجها في الحياة خطت للنساء من العالمين نهج الحياة القويم وكأنها القرطاس الذي تدرس فيه المرأة كيفية الإستنان بسنة الباري عز وجل لتلبي الهدف الذي من أجله خلقها معززة مكرمة ومن جميع جوانب الحياة، كزوجة وكربة بيت ومربية جيل وكالجانب الآخر من الحياة الي يمثل الرجل جانب الأول منه -أي المكملة للرجل- فجاءت نسخة مطابقة لرسول الله في حسن الخلق والسيرة والسلوك حيث كان الرسول (ص) يلازمها في أي حال وهي أحب الناس اليه كما في الرواية التي يرويها الحاكم في مستدركه يقول: كان رسول الله (ص) اذار رجع من غزوة او سفر اتى المسجد فصلى ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتي أزواجه واذا سافر كان آخر الناس عهد به فاطمة، وفي الاستيعاب عن عائشة حينما سئلت عن أحب الناس إلى رسول الله (ص) فقالت: فاطمة، ومن الرجال زوجها -أي علي (ع).
ربيبة المصائب ترعرعت الزهراء (ع) في وسط أجواء حافلة بالجهاد والصبر الذين كان يبذلهما أبيها (ص)، فهي ولدت في ذلك الوقت وعاشت هذه المحنة مع والدها، وكانت ضمن الأطفال في شعب أبي طالب حيث منعت قريش عنهم الطعام. وكانت ترى كفار قريش وما يصنعون بأبيها وينكلون به أشد التنكيل. وعاشت كافة فترات الرسالة الخالدة عاشت جهاد أبيها (ص) في مكة، وعاشت هجرة الطائف والهجرة إلى المدينة وكانت ضمن من سار بهم علي (ع) إلى المدينة بعد هجرة الرسول، ضمن ركب الفواطم.
وجرت عليها أعظم المصائب وهي تشاهد بأم عينيها أمها خديجة تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي لا تملك ما تكفن به بعد ما فدت أموالها التي كانت تجوب الشرق والغرب من أجل رسالة الاسلام.
وحلت عليها المصيبة الأجل وهي ترى رسول الله (ص) على فراش الموت كما تروي زوجة رسول الله عائشة اذ تقول: كنا عند رسول الله (ص) في مرضة الذي مات فيه اذ جاءت فاطمة ما تخطئ مشيتها عن مشية النبي شيئا فلما راها، قال (ص): مرحبا يا بنتي فأقعدها عن يمينه او عن يساره ثم سارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت، فلما توفي رسول الله سألتها فقالت لي: اما بكائي فإن رسول الله قال لي (ان جبرائيل (ع) كان يعرض علي القرآن كل عام مرة فعرضه العام مرتين، ولا أرى أجلي الا وقد اقترب فبكيت فقال لي: اتقي الله وأصبري فإني انا نعم السلف لك، أما ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين فضحكت وفي الرواية انه (ص) بشرها بأنها أول اللاحقين به وعندها ضحكت.
فبقت (ع) بعده أشهر قصيرة تعاني ويلات المصائب التي جرت عليها بعد وفاة أبيها (ص) تصارع المرض الذي ألم بها حتى لقيت ربها صابرة محتسبة فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حياة على رؤوس الأشهاد وتنادي ربي انصفني من هؤلاء القوم..
النشأة الطاهرة
ولدت الزهراء (ع) لأبوين كانا مثالا للخلق النبيل والسمو والرفعة، فخديجة (ع) كانت مشهورة بحسن الخلق ورجاحة العقلن وكانت من أوائل من أمن برسالة محمد (ص)، ومن الداعين إلى وحدانية الله والإيمان برسوله (ص)، ووضعت كل ثروتها الضخمة بين يدي رسول الله (ص) من أجل نشر رسالته إلى ان قال (ص): قام الاسلام بسيف علي ومال خديجة.
وكذلك الأب وكفى به ان يكون رسول الاسلام محمد (ص) والحديث عنه مسهب حيث ألفت الأسفار الكثيرة التي عجزت عن أداء حقه (ص)، كيف لا وهو أكمل البشرية جمعاء خاصة وأنا علمنا الهدف السامي الذي من أجله خلق الله الإنسان وكان محمد (ص) سيد بني الإنسان.
وهكذا ولدت فاطمة عليها السلام من هذين الأبوين وتربت في أحضانهما، وكما تقول الرواية حيث هجرت نساء قريش خديجة (ع) لأنها أنفقت أموالها في سبيل نشر دعوة زوجها سيد الرسل (ص)، دعوة لا إله الا الله. فجلست خديجة مكتئبة في ذلك اليوم العشرين من جمادي الثانية ورأت وهي على هذه الحال نساء سمرا طوال وردن عليها البيت وقالت إحداهن: (لا تخافي ولا تحزني فإنا معك جئناك لنلي منك ما تلي النساء من مثلك في هذه الحال، ثم قالت: (انا سارة زوجة ابراهيم، وهذه آسية بنت مزاحم، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم أخت موسى، وأخذن بمداراتها حتى وضعت فاطمة (ع) فقالت فاطمة عليها السلام: (أشهد ان لا اله الا الله، وان أبي رسول الله سيد الأنبياء وان بعلي سيد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط.
وكان رسول الله (ص) كلما دخل على خديجة قبل ولادة فاطمة (ع) سمعها تتحدث -وذلك بعد ان هجرتها نساء قريش- وحينما يسألها تقول (ع): ان هذا طفلي يؤنسني، فكانت هذه من معجزات الزهراء قبل الولادة وبشرى لأبيها رسول الله (ص).
حجة الله على خلقه
كما شاءت القدرة الإلهية ان يكون للرجال من يكون حجة لله عليهم، وكما قدر الباري ان يكون للرجال قادة، كذلك قدر الله ان يجعل على عباده من النساء قدوة تسوقهن إلى مرضاة الله وتكون حجة عليهن. فكانت الزهراء هذه القدوة التي ضاهت امة محمد (ص) بها الأمم، وفي وقت كانت مريم (ع) سيدة نساء عالمها كانت فاطمة سيدة نساء العالمين أجمع. ومن خلاله سيرتها ونهجها في الحياة خطت للنساء من العالمين نهج الحياة القويم وكأنها القرطاس الذي تدرس فيه المرأة كيفية الإستنان بسنة الباري عز وجل لتلبي الهدف الذي من أجله خلقها معززة مكرمة ومن جميع جوانب الحياة، كزوجة وكربة بيت ومربية جيل وكالجانب الآخر من الحياة الي يمثل الرجل جانب الأول منه -أي المكملة للرجل- فجاءت نسخة مطابقة لرسول الله في حسن الخلق والسيرة والسلوك حيث كان الرسول (ص) يلازمها في أي حال وهي أحب الناس اليه كما في الرواية التي يرويها الحاكم في مستدركه يقول: كان رسول الله (ص) اذار رجع من غزوة او سفر اتى المسجد فصلى ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتي أزواجه واذا سافر كان آخر الناس عهد به فاطمة، وفي الاستيعاب عن عائشة حينما سئلت عن أحب الناس إلى رسول الله (ص) فقالت: فاطمة، ومن الرجال زوجها -أي علي (ع).
ربيبة المصائب ترعرعت الزهراء (ع) في وسط أجواء حافلة بالجهاد والصبر الذين كان يبذلهما أبيها (ص)، فهي ولدت في ذلك الوقت وعاشت هذه المحنة مع والدها، وكانت ضمن الأطفال في شعب أبي طالب حيث منعت قريش عنهم الطعام. وكانت ترى كفار قريش وما يصنعون بأبيها وينكلون به أشد التنكيل. وعاشت كافة فترات الرسالة الخالدة عاشت جهاد أبيها (ص) في مكة، وعاشت هجرة الطائف والهجرة إلى المدينة وكانت ضمن من سار بهم علي (ع) إلى المدينة بعد هجرة الرسول، ضمن ركب الفواطم.
وجرت عليها أعظم المصائب وهي تشاهد بأم عينيها أمها خديجة تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي لا تملك ما تكفن به بعد ما فدت أموالها التي كانت تجوب الشرق والغرب من أجل رسالة الاسلام.
وحلت عليها المصيبة الأجل وهي ترى رسول الله (ص) على فراش الموت كما تروي زوجة رسول الله عائشة اذ تقول: كنا عند رسول الله (ص) في مرضة الذي مات فيه اذ جاءت فاطمة ما تخطئ مشيتها عن مشية النبي شيئا فلما راها، قال (ص): مرحبا يا بنتي فأقعدها عن يمينه او عن يساره ثم سارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت، فلما توفي رسول الله سألتها فقالت لي: اما بكائي فإن رسول الله قال لي (ان جبرائيل (ع) كان يعرض علي القرآن كل عام مرة فعرضه العام مرتين، ولا أرى أجلي الا وقد اقترب فبكيت فقال لي: اتقي الله وأصبري فإني انا نعم السلف لك، أما ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين فضحكت وفي الرواية انه (ص) بشرها بأنها أول اللاحقين به وعندها ضحكت.
فبقت (ع) بعده أشهر قصيرة تعاني ويلات المصائب التي جرت عليها بعد وفاة أبيها (ص) تصارع المرض الذي ألم بها حتى لقيت ربها صابرة محتسبة فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حياة على رؤوس الأشهاد وتنادي ربي انصفني من هؤلاء القوم..
تعليق