حاسداً يعنيه حالي .... فهو لايجري ببالي
قلبه ظمآن مني .... وفؤادي منه خالي
قلبه ظمآن مني .... وفؤادي منه خالي
الحسد تمني زوال نعمة المحسود وانتقالها ، فهو ابشع الرذائل واسوء الانحرافات الخلقية ، فالذي لايقدر على تحقيق شئ يصعب عليه تجده مهموماً مغموماً ساخطاً على الاخرين وعلى الله في قضاءه لعباده ، كالرزق والجاه والستر والتوفيق والعفة والرحمة الالهية وكذلك المكانة الاجتماعية .
وذم الله سبحانه وتعالى الحاسد والحسد لما له الخطر البالغ في زوال النعم وتأثيرها الاجتماعي ، واصر بالاستعاذة من الحاسد كونه ينظر بعين الشيطان ليحقق مآربه بين الناس وقوله تعالى (ومن شر حاسد اذا حسد ..) وقول النبي صلى الله عليه واله وسلم ( ان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) .
وقال سيد البلغاء والمتكلمين الامام علي عليه السلام (مارأيت ظالماً اشبه بمظلوم من الحاسد ، نفس دائم ، وقلب هائم ، وحزن لازم) .
ومن بواعث الحسد .. خبث النفس والعداء النفسي والانانية وحسب التفرد والظهور على الاخرين ولايسر الحاسد الا شقاء الناس ومآسيهم .
واكثر الناس استهدافاً للحسد اللامعون المتفوقون من ارباب العلم والفضيلة واصحاب المنزلة والجاه وجلالة القدر فيسعى الحساد في انتقاصهم وشن حملات ظالمة بألسن لاذعة عليهم ، وهذا هو سر ظلامة الفضلاء وحرمانهم من عواطف التقدير والاعتزاز بهم .. كما قال الشاعر ابو تمام :
واذا اراد الله نشر فضيلة ... طويت اتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ماكان يعرف طيب حرق العود
لولا التخوف للعاقب لم يزل ... للحاسد النعمى على المحسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ماكان يعرف طيب حرق العود
لولا التخوف للعاقب لم يزل ... للحاسد النعمى على المحسود
وقد عرف مايتذرع به الحاسد من اصناف الدس والتخريب في الوقيعة بالمحسود وهدر كرامته .
ولاجل معالجة الحسد ، ( من راقب الناس مات هماً) أي ترك تطلع المرء من فوقه سعادة ورخاء وجاه ، وتذكر مساوئ الحسد وغوائله الدينية والدنيوية والايمان بحكمة الله وتدبيره للعباد والاستسلام لامر الله وقضائه وكذلك قول (اللهم صل على محمد وآل محمد) قبل ان يوقع نظرك على المحسود .... كون اثبت علميا ان نظرة الحاسد اقوى من اشعة ليزر فلا تحجب نظرة الحسد الا بالصلاة على محمد وال محمد.
عطروا افواهكم بالصلاة على محمد وال محمد لتحل البركة علينا جميعا في هذا الموقع المبارك .
تحياتي
تعليق