خرجت إلى هذه الدنيا لا أعي للكثير من أمو حياتي .. وجدت إماً حنونه ... وأباً حنون ... ومنهم ذقت لذيذ التعلق بأهل البيت (ع)، وحتى بدأت شيأ فشيء أقف معتمدة على نفسي .. فقد تعلمت كيف آخذ القيم وأطبقها في حياتي من أهل البيت (ع) ، وعرفت أيضاً من هذه القيم أن من عادة كل عاقل مدرك في هذه الدنيا أن يحاسب نفسه دائماً في الامور التي تتعلق بحياته، لأن محاسبة النفس تجعل الإنسان يشخص، وبشكل وافٍ، نقاط ضعفه التي يخشى عليها من خلالها . ومن هنا ومن خط الحسين(ع) بالخصوص نقف لنعيد الذكريات ... لنسترجع العام الماضي، لنتذكر ما أقترفته ألسنتنا، أيدينا، جوارحنا، وخصوصاً نحن في بداية السنة الهجرية وذكرى الحسين(ع) الذي علمنا كيف نصارع الباطل من أنفسنا ومن خارجها ونصرعه وكما قيل عن الإمام الصادق(ع) (فحاسبوا أنسكم قبل أن تحاسبوا)...
فالمؤمن الحقيقي الواعي المدرك لأبعاد الأمور وخلفياتها ، المتيقن لأمور الآخرة ومجرياتها يبقى دائماً في حالة محاسبة مع نفسه، حيث يؤنبها لكل خطأ، ويوجهها لكل خير فعله ، لأنه في حياته اليومية لم يترك وحيدا يفعل ما أمره به الله سبحانه وتعالى ، فيبقى مقيداً بالقيود المرضية، ويتحلى بالصفات العلّية .. بل أن الشيطان له بالمرصاد ، يقف عند كل باب ، يزين له الدنيا ، يرغبه فيها ، ويحزنه على فوتها ، ويجعله للأخذ من شهواتها ، وإتيان منهياتها.
فترى الشيطان وكأنه متفرغ لإفساد العباد ، وتنكبهم من جادة الصواب ، فهذا هو العدو اللدود لنا ... فأين نحن من مواجهته لمحاسبة أنفسنا لردعه؟!! ... وهل جعلنا لأنفسنا حارساً ليصونها منه ، ومراقبا يردها إلى صوابها إذا جمحت ، ويعدل طريقها إذا جنحت، فعن الإمام الكاظم (ع) (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل حسنا ، إستزاد الله ، وإن عمل سيئا اسبغفر الله منه ، وتاب عليه) المئمن هو الذي يعلم أنه مراقب من قبل الله تعالى ، ومحاسب .. فيحاسب نفسه قبل أن تحاسب فقد ورد في رواية مباركة عن رسول الله (ص) (ياأبا ذر، حاسب نفسك قبل أن تحاسب فهو أهون لحسابها غداً، وزن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر ، يوم تعرض ، لا تخفى على الله خافيه) .. والشيء الذي يواصل محاسبة النفس ، هو أن ننسى أفعال الخير التي قمنا بها ولا نكثر من ذكرها حتى لا يؤدي بنا إلى الغرور ، وأما الذنوب الحقيرة والصغيرة ، فلابد أن نستعظمها ، حتى كأنها جبال فوق رؤوسنا تكاد أن تقع علينا ... نتذكر ذنوبنا ولسان حالنا يردد (سيدي..، لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي ، أو الجبال لصدتني ، أو السماء لإختطفتني ، أو البحار لأغرقتني) .. في آخر كل نهار علينا أن نجلس للمحاسبة في المكان الذي تنام فيه وكأننا جلوس في قبورنا ونحن نعاينها ونسألها .. (يانفس لما تتمادين في الذنوب ، وهل تظنين أنك خالية من العيوب ، وأنك عن الخالق كالمحجوب ، يانفس أيتها المسكينة الضعيفة ، أليس مصيرك إلى الموت، والزمن حاملك إلى القدر المحتوم؟ إذا كان ادعاؤك منع البعث والنشور ، فأمنعيني اليقظة عنك!! ..ولن تفعلي، إذاٍ إلى الموت أنت سائرة، وإلى النشور أنت صائرة) ....من كان الزمن به عامل ، فما أسرع الملتقى!! وما بعد الموت أعظم وأدهى. (فما يؤنس في القبر وحشتي ، ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي، وساءلتني عما أنت أعلم به مني ، فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك، وإن قلت لم أفعل ، قلت ألم أكن الشاهد عليك).....
فلنحاسب أنفسنا تخفيفاً ، ولنحاسب أنفسنا تذكيراً ، ولنحاسب أنفسنا استعداد، على الأقل مرة في اليوم ، قبل النوم...
(فأذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).....
من أعمال فرقة أصداء بطلة كربلاء
داركليب - البحرين
فالمؤمن الحقيقي الواعي المدرك لأبعاد الأمور وخلفياتها ، المتيقن لأمور الآخرة ومجرياتها يبقى دائماً في حالة محاسبة مع نفسه، حيث يؤنبها لكل خطأ، ويوجهها لكل خير فعله ، لأنه في حياته اليومية لم يترك وحيدا يفعل ما أمره به الله سبحانه وتعالى ، فيبقى مقيداً بالقيود المرضية، ويتحلى بالصفات العلّية .. بل أن الشيطان له بالمرصاد ، يقف عند كل باب ، يزين له الدنيا ، يرغبه فيها ، ويحزنه على فوتها ، ويجعله للأخذ من شهواتها ، وإتيان منهياتها.
فترى الشيطان وكأنه متفرغ لإفساد العباد ، وتنكبهم من جادة الصواب ، فهذا هو العدو اللدود لنا ... فأين نحن من مواجهته لمحاسبة أنفسنا لردعه؟!! ... وهل جعلنا لأنفسنا حارساً ليصونها منه ، ومراقبا يردها إلى صوابها إذا جمحت ، ويعدل طريقها إذا جنحت، فعن الإمام الكاظم (ع) (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل حسنا ، إستزاد الله ، وإن عمل سيئا اسبغفر الله منه ، وتاب عليه) المئمن هو الذي يعلم أنه مراقب من قبل الله تعالى ، ومحاسب .. فيحاسب نفسه قبل أن تحاسب فقد ورد في رواية مباركة عن رسول الله (ص) (ياأبا ذر، حاسب نفسك قبل أن تحاسب فهو أهون لحسابها غداً، وزن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر ، يوم تعرض ، لا تخفى على الله خافيه) .. والشيء الذي يواصل محاسبة النفس ، هو أن ننسى أفعال الخير التي قمنا بها ولا نكثر من ذكرها حتى لا يؤدي بنا إلى الغرور ، وأما الذنوب الحقيرة والصغيرة ، فلابد أن نستعظمها ، حتى كأنها جبال فوق رؤوسنا تكاد أن تقع علينا ... نتذكر ذنوبنا ولسان حالنا يردد (سيدي..، لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي ، أو الجبال لصدتني ، أو السماء لإختطفتني ، أو البحار لأغرقتني) .. في آخر كل نهار علينا أن نجلس للمحاسبة في المكان الذي تنام فيه وكأننا جلوس في قبورنا ونحن نعاينها ونسألها .. (يانفس لما تتمادين في الذنوب ، وهل تظنين أنك خالية من العيوب ، وأنك عن الخالق كالمحجوب ، يانفس أيتها المسكينة الضعيفة ، أليس مصيرك إلى الموت، والزمن حاملك إلى القدر المحتوم؟ إذا كان ادعاؤك منع البعث والنشور ، فأمنعيني اليقظة عنك!! ..ولن تفعلي، إذاٍ إلى الموت أنت سائرة، وإلى النشور أنت صائرة) ....من كان الزمن به عامل ، فما أسرع الملتقى!! وما بعد الموت أعظم وأدهى. (فما يؤنس في القبر وحشتي ، ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي، وساءلتني عما أنت أعلم به مني ، فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك، وإن قلت لم أفعل ، قلت ألم أكن الشاهد عليك).....
فلنحاسب أنفسنا تخفيفاً ، ولنحاسب أنفسنا تذكيراً ، ولنحاسب أنفسنا استعداد، على الأقل مرة في اليوم ، قبل النوم...
(فأذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).....
من أعمال فرقة أصداء بطلة كربلاء
داركليب - البحرين
تعليق