إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة صلاة الجمعة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة صلاة الجمعة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه )


    أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    توكلت على الله رب العالمين
    و صلى الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    صحيح إن ما يخطط الغرب وهو إبقاء المجتمعات المسلمة وغيرها ذات عوز وفقر وفاقه لكي ترجع إليه وتستدين منه الأموال ليستثمرها لصالحه يوما من الأيام، وإنا لله وإنا إليه راجعون, ولكن للسبب الوحيد من احتلال الدول المسلمة هو نفطها أو خيراتها كما قد يقال ليخفي الغرب هدفه الرئيسي أو الحقيقي من وراء ما يفعل, فان الهدف اكبر من ذلك ولكن الكثير قد اغفل ذلك, فالمقصود من حروبهم هذه هو اخفات بل إطفاء الفكر الإسلامي والمذهبي عموما, فهاهم يشنون حروبهم الفكرية والعقائدية والثقافية ضد هذه الشعوب وخصوصا في عرافنا الجريح.
    فاعلموا إن أكثر ما يرهبهم ويخوفهم بل يجعلون أصابعهم في أذانهم حينما يسمعون تكبيرات الأذان الصادرة من المآذن والمنابر وكذلك حينما يسمعون صيحات الله اكبر أو لا اله الا الله أو حينما يرون المصلين منتشرين من هنا وهناك أو يجدون الخطباء على المنابر يخطبون ويعظون الناس بالحكمة والموعظة الحسنه, وحينما يرون الفقهاء يذكرون الناس بالله ورسوله وأهل بيته متعدين عن الشبهات والفتنه قدر الا مكان.
    بل أكثر من ذلك فهم حينما يرون النساء المسلمات مرتديات للحجاب فهم منهن يرعبون ومن لبسهن يخافون, وعندما يروا الشباب المسلم ملتزمين بدينهم وفقههم وعلمهم فهم لذلك يحزنون ولتفرقتهم يطلبون, وما إن وجدوا المجتمعات لعلمائهم الناطقين يرجعون ولحوزتهم الناطقة بالحق يميلون فترتعد فرائضهم كما يعبرون ويشتاطون غيضا وألما, وهذا لا ينكره الا من أعمت الدنيا بصيرته أو ممن نال قسطا من العلوم الغربية متناسيا أن علومهم من قراننا مستنبطه ومن علمائنا مسروقة لو صح التعبير الا ما كان منحرفا منها.
    وحسب ظني إن كل هذا خوفا على أنفسهم من الهداية لو صح التعبير, فلذا يصمون آذانهم عن الحق ويغمضون أعينهم عن الحق, لكن في نفس الوقت فان نزعة الباطل لا تفارقهم, وإصرارهم على محاربة الحق وأهل الحق باقية في صدورهم, عموما فان كلامنا فيما يشن الغرب والثالوث المشؤوم بالخصوص من حرب ثقافيه ضد المسلمين, فهل يا ترى هي الحرب كالحروب العسكرية أم ماذا ؟ وما حكمها في الشريعة الاسلاميه ؟ الم يرد عن قائد الأمة الاسلاميه خير البشر على الإطلاق محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)
    (انه إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله) بل لعلها رويت عن أهل البيت أيضا.
    لكن مع شديد الأسف قد تعلم الكثير في زمن الهدام انه إن ظهرت الفتنة في المجتمع فان الأفضل لك و لعيالك أن تكون جليس دارك, و لعلهم استندوا على رواية ضعيفة تقول: إن ظهرت الفتنة فكونوا اجلاس بيوتكم, متناسين إن مثل هذه الروايات إن صحت فالأمر بالجلوس في الدار على من يخاف على نفسه من الزلل لا على من قد تصدى لأكبر الأمور, فلذا خصصت بالرواية الأولى أن تقول فليظهر العالم علمه. هذا و إني في هذا الصدد أحب أن اذكر بعض الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع اقصد الحرب الثقافية الموجهة ضد الشعوب المسلمة فأقول:
    أولا:إن هذه الحرب لهي اشد من الحرب العسكرية من عدة وجوه, أهمها إن في الحروب العسكرية إن قتلت تحصل على الشهادة وهذا النصر بعينه لكنك في العقائدية أو الثقافية إن قتلت لو صح التعبير أو قل غلبت فانك ستكون ممن ذهب دينه وذهبت عقيدته وممن أكل الغرب عقولهم وغسلها بأفكاره والعياذ بالله, فحينها سوف تموت ولن تحصل على الشهادة بل ستخسر الكثير. إذن لابد علينا من تكثيف العمل ضد الحرب الثقافية, عموما فكلما زاد العدو عتوا ونفورا فلا بد من أن نزيد من نشر الوعي الإسلامي الصحيح والتثقيف المذهبي الذي يكفل للجميع حقوقهم ويطلب من الجميع ولجباتهم, فلا ظالم ولا مظلوم بعونه تعالى وفضله.
    صحيح إن مثل هذه الحروب لا تحتاج إلى أسلحة فتاكة كالدبابات والأسلحة المحرمة وغيرها من عابرات القارات لكنها تحتاج إلى تسلح من نوع آخر, ومن لم يتسلح فكأنه كالفار من الزحف. والمتخلف عن الركب والسلاح هنا هو الإيمان والعلم والتعلم والتثقيف والالتزام بالشرائع السمجاء ومحبة الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وغيرها من الأسلحة التي إن واجهت بها العدو كان أمامك ضعيفا. الم تسمع قوله تعالى: (إن الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ).
    إذن فعليك أولا محاربة الشيطان أو محاربة نفسك الأمارة بالسوء فان نجحت فعليك محاربة أولياء الشيطان الذين لا يقلون خبثا وحقدا عن سيدهم الشيطان, وسيكون ذلك عليك يسيرا فان كيده ضعيفا, وخصوصا أن قد حصنت نفسك من الشيطان حسب مفروض ما قلناه والا ستخسر خسرانا مبينا ويخسر مجتمعك شيئا فشيئا.
    ثانيا: إن هناك ترابط فقهي بين الحربين العسكرية والثقافية أو قل بين, اولهما وجوبهما فان كلا النوعين من الجهاد واجب الا ما قلنا من اختلاف الأسلحة, ثانيهما انقسامهما إلى دفاعي وهجومي, فان الحرب الثقافية إن ابتدء العدو بها فيكون ما تقوم به دفاعيا وإما إذا أردت نشر الثقافة الاسلاميه في البلدان الغربية أو الشرقية غير المسلمة فلعل هذا يكون حرب ثقافية هجومية وفي هذا الصدد اقرأ لكم مما قال السيد الوالد (قدس سره) في موسوعة الإمام المهدي (عج) حيث قال: الا إن الجهاد على أهميته الكبرى في الإسلام مشروط بشرطين:
    الأول: خاص بجهاد الدعوة المتعلقة بنشر الإسلام في غير المسلمين. وهو تعلق بأمر الولي المعصوم به كالنبي (ص) أو احد المعصومين بعده ومنهم المهدي (ع) نفسه بخلاف جهاد الدفاع فانه غير مشروط بذلك. بل يجب عند ألحاجه على كل حال. ولا يفرق في هذا الحكم بين إن يكون الجهاد دمويا أو لم يكون... بل كان من قبيل الجهاد التثقيفي الإسلامي.
    وعموما الشرط الثاني متوفر وهو أمكان النجاح فثقافة الإسلام هي العليا, ولا ينطبق الإشكال الذي يتوجه على الحرب العسكرية الهجومية من قلت العدة والعدد وقلت فرص النجاح مثلا, فان السيد الوالد (قدس سره) وفي نفس المورد قال بما معناه: وإما الجهاد العقائدي فهو وان كان مشروطا باحتمال التأثير, فانه إن لم يكن التأثير محتملا لم يكن هذا الجهاد واجبا, الا إن هذا إنما يتصور في الفرد الواحد, وإما التثقيف العام للمجتمع, وهو يقيني التأثير في ألجمله, على عدد من الإفراد قليل أم كثير. فيكون واجبا, مع توفر شرطه الأول.
    وطبعا إن افضل سلاح في هذه الحرب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولذا فان السيد الوالد (قدس سره) وفي نفس المورد أيضا قال: وإما إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد الاسلاميه فستبدأ بالاندحار من حيث الإخلاص والشعور بالمسؤولية, حتى ينتهي بها الحال إن تغذى في عقر دارها وتكون لقمة سائغة لكل طامع وغاصب, كما قال الإمام الرضا (ع) فيما روي عنه: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم, فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم. ويتسبب ذلك أحيانا إلى المنطقة الإسلامية بيد القوات الكافرة ألمستعمره، كما حصل في الأندلس وفلسطين... فيعود الجهاد واجبا لاسترجاعها..... فاسمعوا ولعوا والا حل علينا غضب الله ولعنته وتمسكوا بدينكم وأطيعوا الله ورسوله وأهل بيته وطبقوا الشريعة الإسلامية, والا فقد يضيع علينا حقنا إذا لم يكن قد ضاع.

    سورة القدر


    مقتدى الصدر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X